معنى كلمة سنة في اية الكرسي

ما معنى معنى كلمة سنة في اية الكرسي؟ وهل هي وحدة زمنية أم لها علاقة بالنوم؟ مثل هذه الأسئلة ضرورية لتعلقها بذات الله سبحانه وخاصةً أنها وجدت في آية الكرسي، وهي لها مكانتها في القرآن الكريم كما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفها أنها أعظم آيات القرآن الكريم، لذلك نبين معنى السنة في موقعكم زيادة.

معنى كلمة سنة في اية الكرسي

ذكر مسلم بن الحجاج في كتابه صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفا مع الصحابي الجليل أبي بن كعب وكان أحد حفظة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والذي كلف بجمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر، فهي أعظم آيات القرآن الكريم.

حتى نعرف معنى كلمة سنة في اية الكرسي، يجب أولًا أن نعرف معنى كلمة سنة في اللغة العربية، وذلك لأن لها أكثر من معنى، يجب استعراضهم.

  • سَنَة: وهي بفتح السين والنون المدة الزمنية البالغة اثنى عشر شهرًا متتاليًا أو بالأيام ثلاثمائة ستة وستون يومًا للسنة الكبيسة وثلاثمائة خمسة وستون يوما للسنة العادية، وتقاس بالسنة الشمسية والسنة القمرية وفيها قال الله “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّه” وجمعها: سنون
  • سُنَّة: سنة بضم الميم وتشديد النون المفتوحة وهي الطريقة التي يسير عليها الإنسان في الحياة فيقال سنة فلان أي طريقته التي يحيا بها ومنها اللفظ الشرعي “السنة النبوية” وهي تعني الهدي والطريقة التي سار بها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وجميع أقواله وأفعاله وتقريراته التي أقرها مع صحابته في الأحداث التي عاشها، وجمعها: سنن.
  • السِّنَة: بكسر السين وفتح النون هي أول مراحل النوم، وقال جمهور العلماء هي النعاس والنعاس هو بداية النوم من فتور الجسد واسترخائه في مكانه مع عدم تحريك أجزائه ثم انطباق العينين وانغلاقهما رغمًا عن إرادة الجسد سواء برغبته أو بعدمها ويليها عدم سيطرة المرء على جسم.

عند عرض سؤال ما معنى كلمة سنة في اية الكرسي، نجد أن معنى كلمة سنة في اية الكرسي ليس الذي يفيد المدة الزمنية، فليس لها مدلول في ذات الله تلك المدة الزمنية، فالآية تصف الله سبحانه وتعالى وتمجده، وبالتالي لا يصح أن يكون معناها المدة الزمنية المقدرة باثني عشر شهرًا.

باستعراض المعنى الثاني فليس له محل أيضًا فالله عز وجل ليس له سُنة أو طريقة يسير بها حاش لله، فهو يأمر عباده باتباع سننهم المحمودة، فلا يجوز في حقه كلمة سُنة بمعنى طريقة سير في الحياة، ولكن توجد له سنن كونية، وهي التي وضعها ربنا قوانين لخلقه يلزمهم بها ليسيروا عليها ويحكم حياتهم وفقها، لكن لا يوجد قانون يلزم ربنا بفعل أي شيء فهي يحكم ولا راد لحكمه ولا معقب لأمره.

عند استعراض المعنى الثالث لكلمة سنة وهي التي يقصد بها أول درجات النوم فنجد أن المعنى منسجم تمامًا مع مراد الآية الكريمة، وهو التنزيه والتكريم والتعظيم، فتخبرنا أنه سبحانه لا يعتريه أي نقص أو غفلة عن ملكه، فلا ينام أبدًا ولا تأخذه مقدمات النوم، فالنوم نقص وغفلة، وربنا سبحانه متعال ومتكبر في عليائه لا يأخذه أي ضعف مثل المخلوقين.

اقرأ أيضًا: ما الفرق في المعنى بين النبي والرسول

الفرق بين السنة وبين النوم

الفرق بين السنة وبين النوم، هي درجات الاستغراق فيه، فالسنة والنوم من جنس واحد وهو خدر الجسد واسترخاء العضلات والاستسلام لهما بدون وعي ولا قوة، ويمكن أن نستعرض الفوارق بينها في الجدول الآتي:

السنة النوم
فقد العقل السنة لا يفقد الإنسان معها العقل النوم يفقد معه الإنسان العقل
أيهما يسبق الآخر السنة تأتي أولًا وهي مقدمة من مقدمات النوم النوم يأتي تاليًا وهو درجات أيضًا
المكان السنة تسيطر على العينين فتسبب انغلاقهما بعد رغبة في النوم أو مقاومة له النوم في القلب وعدم تحكمه في كل مفصل وفي كل وسيلة من وسائل إدراكه
القدرة على مدافعته يمكن للإنسان أن يدافع السنة ويدفعها ويطردها بقيامه أو بالماء أو بغيرها أما النوم لا يمكن مدافعته فما دام قد وصل وسيطر على الأعضاء فلا سبيل ذاتي لمنعه فلا يمنع إلا بمؤثر خارجي
القدرة على الوعي والإدراك صاحب السنة يمكن أن يدرك بعضا من الذي يحدث حوله فيسمع أو يرى بعضا مما يحدث وربما يعقل بعضها أما المستغرق في النوم فلا يرى ولا يسمع ولا يعقل شيئا مما يحدث حوله

اقرأ أيضًا: أسماء ذكور من القرآن الكريم ومعنى كل اسم

لماذا ذكر الله كلمة سنة في اية الكرسي؟

ذكر الله في الآية الكريمة آية الكرسي التي تعتبر من أعظم آيات القرآن الكريم صفاته الحسنى التي تنقسم إلى صفات ثبوتية وتنفي عنه صفات أخرى سلبية وجمعت عددا من الصفات ما لم تجمعه آية أخرى مثلها، فكان من الصفات ما يلي:

 مفردات الآية الكريمة    المعنى  الصفة
الله لا إله إلا هو المستحق وحده للعبادة والمستحق وحده للخشوع فيها والخضوع له والتذلل بين يديه سبحانه صفة ثبوتية بالتفرد سبحانه بالاستحقاق بالعبادة والخضوع والتذلل ونفي لاستحقاق غيره من الالهة المزعومة
الحي وصف لله بأنه حي ولكن حياته ليست كحياة المخلوقات من خلقه وصف ثبوتي بالحياة ونفي الموت عنه سبحانه
القيوم القائم على تدبير أمور خلقه مستغن عنهم وعن عبادتهم لا ينتفع بطاعة من أطاعه ولا يتضرر بمعصية من عصاه صفة ثبوتية باستغنائه عن خلقه وعدم حاجته لهم مع احتياجهم الدائم والأبدي له
لا تأخذه سنة ولا نوم لا يحتاج للنوم ليستعيد نشاطا سابقا فهو خالق النوم ولا يمكن أن يسهو عن خلقه طرفة عين نفس صفة سلبية وهي النوم، فالنوم ضعف يناسب عباده الضعفاء فهم ينامون ويسهون وينسون ولا ينام ربنا ولا يسهو ولا ينسى
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض كل ما في السماوات والأرض ملكه ولا يملكه أحد غيره فهو مالك الملك، وملكية كل مالك ملكية طارئة وزائلة وملكية الله هي الباقية صفة الملك صفة ثابتة لله ومن الصفات الثبوتية التي يصف بها ربنا نفسه ولم يدعها أحد من خلقه
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ

 

 

لا أحد يستطيع أن يشفع لأحد من العصاة إلا من بعد اذن الرحمن أما الذين كفروا فلم يأذن لأحد بالشفاعة فيهم هي صفة تحكم كامل في مجريات يوم القيامة فهي تحقيق لصفة مالك يوم الدين فلا يتم شيء إلا بإذنه
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ

 

 

علمه بكل شيء من مخلوقاته كل ما أخفوا وما أعلنوا ومهما كانت درجة علومهم فالله عز وجل يعلمها صفة العلم صفة ثبوتية وتنفي عنه سبحانه الجهل حاش لله والغفلة عن أي شيء في ملكه ويحدث من خلقه
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ الكرسي هو مخلوق عظيم من مخلوقات الله فما السماوات السبع والأرضين بجانب إلا كحلقة في صحراء كبيرة فالكرسي أعظم من السماء والأرض جميعا عظمه وعظم مخلوقاته وضئالة خلقه مهما كانوا فمهما تكبروا فالله أعظم سبحانه وسيعرف المتكبرون مقامهم يوم القيامة
وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا

 

 

لا يصيبه التعب من حفظ السماوات والأرض لأن كل هذه المخلوقات لا قيمة حقيقية لها بحوار قدرة الله وعلو منزلته وعلو احاطته نفي مظاهر الضعف عليه والتعرب فحفظ السماوات والأرض لا يمثل له صعوبة
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

 

 

هو المترفع عالي المقام والمكانة وهو العظيم الذي يحيط بكل خلقه ولا يستطيعون جميعا الإحاطة به إثبات العلو والعظمة ونفي صفات العجز وعدم القدرة

لما كانت الآية الشريفة الكريمة آية تبرز صفات الله سبحانه وتثبتها ليعلم الناس علو صفات ربهم سبحانه وتنفي عنه أيضًا الصفات السلبية التي تصيب المخلوقين، فهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلذلك ذكر الله أنه مطلع على خلقه لا يخفى عليه شيء من أمهم ولو كان صغيرًا فهو يعلمه.

كما لا يمكن أن يصيبه النوم أو الغفلة فلا يتابع شيئًا منها فهو يعلم ما تخبئه المخلوقات في صدورها، وما أضمروه من صفات وأقوال ومكنونات فكل هذا يعلمه ربنا ولا يخفى عليه فمعنى كلمة سنة في اية الكرسي كانت مقدمات النوم أو الغفلة التي تصيب كل مخلوق فكيف بالنوم الذي يفقد صاحبه القدرة على الإدراك والمعرفة.

جاء معنى كلمة سنة في اية الكرسي ليشير إلى أن الله لا يغفل، وأنه علام بما في قلوب البشر، ويهتم المسلمون بالتعرف على كل معاني هذه الآية لأنها أحد أهم آيات القرآن الكريم.

قد يعجبك أيضًا