الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها

الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها تُبيّن مدى عناية الله بنّا، فقد أنزل القُرآن الكريم يُبين لنا كافة الأحكام المُتعلقة بالدين والحياة، فذُكرت الصلاة في الكثير من الآيات، فهل هُناك آية شملت جميعها؟ وهل أوضح الله لنّا أوقاتها في كتابِه؟ هذا ما حرص موقع زيادة توضيحه.

الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها

إن الصلاة من العبادات التي اختص بها المسلمون، فقد فرضها الله علينا في رحلة الإسراء والمعراج، فكانت في البداية 50 فرضًا في اليوم، ثُم خُففت فيما بعد إلى خمسة فروض، رحمة ورأفة بنّا.. وقد يعتقد البعض أن مواقيت الصلاة غير مذكورة في القُرآن الكريم، فكيف هذا وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم، وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (سورة النحل: 89).

تدل الآية السابقة على أنه عند البحث عن مواقيت الصلاة في القُرآن، فإننا نجدِها.. قد لا تبدوا واضحة للكثيرين، إلا أن الله ذكرها فيه في عدة آيات قد تكون مُتفرقة أو مُجتمعة، فما هي الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها؟

جاء في قوله تعالى: “اقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا” (سورة الإسراء: 79)، جميع الصلوات الخمس ومواقيتها، حيث إنه في قوله: “لدلوك الشمس إلى غسق الليل”، شمل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهي الصلوات التي تؤدى مُنذ زوال الشمس، وحتى الليل، ثُم اتبعها قوله” “وقرآن الفجر”.

اقرأ أيضًا: آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف

الآيات التي جمعت الصلوات الخمس

كما ورد في القرآن الكريم الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها، جاءت آية أخرى فجمعت الصلوات دون مواقيتها في موضع آخر في القرآن الكريم، ولكن جاءت في آيتين وليس واحدة، وذلك في قوله تعالى: “فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ” (سورة الروم: 17-18)،

ففي قوله: “حين تمسون”، يعني: صلاتي المغرب والعشاء، وقوله: “وحين تصبحون”: صلاة الفجر، وفي قوله: “عشيًا”: عنى بها صلاة العصر، و“وحين تظهرون”: أي صلاة الظهر، وهُناك عِدة آيات ذُكرت فيها الصلوات في القرآن الكريم.

  • كما جاءت في موضع آخر، فقد قال تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ” (سورة هود: 114)، فالمقصود بطرفي النهار: صلاة الفجر، والظهر، والعصر، و “زلفًا من الليل”: يعني صلاة المغرب والعشاء.
  • ذُكرت سورة الفجر مُنفردة في قوله تعالى: “لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ” (سورة النور: 58).
  • كما جاءت صلاة العشاء في القُرآن الكريم، في آية دون غيرها، وذلك في قوله تعالى: “وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ” ﴿النور: 58﴾.
  • قيل إن قوله تعالى: “فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ” يشمل صلاة الفجر والعصر والمغرب، فيُشار إلى صلاة الفجر في قوله: “قبل طلوع الشمس”، وفي قوله: “وقبل الغروب”: يُشير إلى صلاة الظهر أو العصر.

اقرأ أيضًا: آيات عن رحمة الله من القرآن الكريم

مواقيت الصلوات الخمس

شملت الآية التي جمعت الصلوات الخمس جميع أوقاتها، فكان لا بُد من تحديدها بدقة ووضوح، حتى لا يلتبس الأمر علينا، فجاءت السنة النبوية توضح لنا هذا.

1- وقت صلاة الظهر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر”، ففي هذا الحديث نجد أن الرسول حدد بداية ميقات صلاة الظهر بدايةً ونهايةً، حيث يبدأ من وقت الزوال، أي: نزوح الشمس من وسط السماء إلى الغرب قليلًا، وينتهي عندما يُصبح ظل الشيء مثله، أي أن طول الظل يصبح مساويًا للطول الحقيقي للشيء.

2- وقت صلاة العصر

يبدأ وقت العصر مُنذ نهاية وقت صلاة الظهر، أي: عندما يصير الظل مثل الشيء، أمّا انتهاء وقت العصر، فهُناك ميقاتان.

  • وقت اختياري: ينتهي باصفرار الشمس، لِما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “وقت العصر ما لم تصفر الشمس”، ولا يُمكن تحديده بدقة بالساعات، حيث يختلف ذلك؛ وفقًا لتغيرات الفصول.
  • وقت اضطراري: يبدأ من اصفرار الشمس وحتى غروبها؛ لِما ورد عن رسول الله: “من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر”.

يُعد الوقت الاضطراري أو وقت الضرورة هو الوقت الذي لا يُخرج الإنسان من ميقات الصلاة، ففي حالة التعرض لبعض الظروف التي تمنع أداء الصلاة في وقتها، فلا حرج عليه من اللجوء إليه، حتى لا يدخل في حكم مؤخر الصلاة.

3- وقت صلاة المغرب

عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: “وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَق”، فجاء هذا الحديث موضحًا الآية التي جمعت الصلوات الخمس ومواقيتها، فيوضح لنا بداية ونهاية ميقات صلاة المغرب.

فيبدأ موعد صلاة المغرب من انتهاء ميقات العصر، أي: مع غروب الشمس واصفرارها، وحتى يغيب الشفق الأحمر، أي عندما تزول حمرة الشمس من السماء، ولا يُمكن تحديده بالساعات بشكل دقيق، فكُل مواقيت الصلاة تتغير بتغير الفصول.

4- وقت صلاة العشاء

يُمكن الاستدلال على ميقات صلاة العشاء، من قوله صلى الله عليه وسلم: “وَوَقْتُ صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَط”، حيثُ يبدأ من نهاية وقت المغرب، أي من اختفاء حمرة السماء، وحتى مُنتصف الليل.

حتى تتمكن من حساب نصف الليل، فعليك بحساب الوقت الذي بين مغرب الشمس وطلوعها، فالوقت الذي في منتصفهما هو منتصف الليل.

5- وقت صلاة الفجر

يبدأ وقت صلاة الفجر مُنذ طلوع الفجر الثاني، وحتى تطلع الشمس، ويُعرف الفجر الثاني عندما يلوح البياض في الأفق من الشرق ويمتد شمالًا وجنوبًا، والفجر الأول، هو السابق للفجر الثاني بمقدار ساعة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ”.

اقرأ أيضًا: حكم الصلاة النارية الشعراوي

السنة في ورود الصلوات الخمس في القرآن

استدل بعض العُلماء بحديث عن رسول الله اقتبس فيه آية من القُرآن الكريم، يُنبئ فيها أصحابِه عن أوقات الصلاة، مما يدُل على ورود الصلوات الخمس ومواقيتها في القُرآن الكريم.

حيث روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه: “كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةً -يَعْنِي البَدْرَ- فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا”، ثُمَّ قَرَأَ: “وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ”، قَالَ إسْمَاعِيلُ: “افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُم”.

فقد جاءت السنة حتى تُبيّن لنّا ما خفي علينا من أمور ديننا، فيصعب على الكثير فهم القُرآن الكريم، دون اللجوء إلى أحاديث الرسول التي فصلت لنا بعض الأمور الدينية، كعدد ركعات الصلاة، وما يتعلق بها من أحكام.

هُناك الكثير من الآيات جاءت لتبين لنّا واحدة من أهم الفروض، وهي الصلاة، فالقُرآن الكريم هو كتاب جامع لجميع الأحكام الدينية المفروضة علينا.

قد يعجبك أيضًا