حديث شريف عن السخرية والاستهزاء فيه إشارة إلى ذلك العذاب الكبير من الله في الدنيا والآخرة لمرتكب هذا الفعل، وهذا لأنهم يتركون آثر سلبي في المجتمع لشعور الأخرين بالخوف والفزع من ذلك، وسوف نتعرف إلى كثير من التفاصيل من خلال موقع زيادة بمعرفة حديث شريف عن السخرية والاستهزاء.
حديث شريف عن السخرية والاستهزاء
أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نتبع أوامر النبي بعد القرآن الكريم، وهذا عن طريق معرفتنا للأحاديث النبوية الشريفة التي تساعدنا في جميع أمور حياتنا، ومعرفتك لحديث شريف عن السخرية والاستهزاء تجعلك تبتعد عن هذه الأفعال التي لها آثر سلبي كبير في نفس الإنسان والمجتمع.
قد جاء الكثير من الأحاديث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – على لسان أصحابه الذين مروا معه بمواقف كثيرة، وجميعها تؤكد العذاب الذي سيلقاه الشخص الساخر والمستهزئ بالأخرين، حيث إن ذلك يتمثل في:
1- حديث عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة
كان الصحابي واثلة بن الأسقع يخدم النبي – صلى الله عليه وسلم – لثلاث سنوات، وكان بجواره عندما كان يجهز لغزوة تبوك وهذا ما جعله يتعلم من النبي الشريف الكثير من الأمور التي تتعلق بالدين الإسلامي.
جاء عنه في حديث شريف عن السخرية والاستهزاء أن النبي محمد قال “المسلمُ على المسلمِ حرامٌ دمُه وعِرْضُه ومالُه المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يخذُلُه التَّقوى هاهنا وأومَأ بيدِه إلى القلبِ وحَسْبُ امرئٍ من الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلمَ”.
يعلمنا ذلك الحديث أن نحسن لبعضنا بألا نتدخل في خصوصيات الأشخاص الأخرين، حتى لو كان أقرب الناس لك فإن الظلم والخذلان تجعل الإنسان يشعر باستهزاء أخيه المسلم منه، وتلك الأعمال تقل من تقوى الله في قلبك وهذا سيؤدي بك في النهاية إلى الهلاك.
فيجب أن نتبع نصيحة النبي بألا نصغر من شأن الأخرين ونحتقرهم، حتى تزداد درجة إيماننا عند الله سبحانه وتعالى، ونحصل على أفضل مكان في الجنة.
اقرأ أيضًا: الاستهزاء بآيات الله ما حكمه؟
2- حديث يؤكد ابتلاء الشخص الساخر
السخرية بمعنى الشماتة بأمر أخيك المسلم فأنت لا تشعر بالحزن الذي بداخله إلا إذا اصبت بنفس المكروه الذي به، فمن الأفضل أن تعينه على مصيبته على الأقل إن لم تحاول إصلاحها ومساعدته فيها، حيث جاء عن واثلة بن الأسقع أن النبي قال “لا تُظهرِ الشماتةَ بأخيكَ فيرحمُه اللهُ ويبتليكَ”.
في هذا الحديث الشريف إشارة إلى أن الشخص الذي يسخر من أخيه المسلم، سوف يبتليه الله بمصيبة كبيرة ليشعر بحزن أخيه، وهذا درس للشخص الساخر حتى يتوقف عن ذلك الفعل الذي يؤثر بالسلب على علاقته بالله وأيضًا المحيطين به.
3- حديث عن السخرية لأبو هريرة
من أكثر الأحاديث الشريفة التي تدل على العذاب الذي يلقاه الشخص المستهزئ بكلام الأخرين، عن أبو هريرة أنه قال عن النبي “إنَّ الرجلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ بها جلساءَه يهوي بها من أبعدَ من الثُّريَّا”.
المقصود بذلك الحديث إن الشخص الذي يستهزئ بكلام الأخرين في مجلس يتواجد به كثير من الناس، ليكون غرضه التقليل من شأن الأخرين، فإن الكلمة المضحكة الذي قالها تسقط من السماء وهذا يجعله يأخذ ذنوب كثيرة، بمقدار الثريا والمقصود بها نجوم السماء البعيدة جدًا.
4- حديث يحذر المسلمين من السخرية ببعضهم
عن أبو هريرة أنه قال عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – “لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّعَ مسلمًا”، المقصود بكلمة ترويع في ذلك الحديث أن يكون المسلم سبب في فزع أو خوف أخيه المسلم، سواء كان بالسخرية منه أو غيرها من وسائل الترويع، وجاء هذا الحديث في موقف أن قام شخص من أصحاب النبي بربط حبل في رجل شخص آخر كان نائم.
لأن النبي وأصحابه كانوا يسيرون ليلاً ونام منهم شخص، وعندما ربط الآخر الحبل برجله كان المقصود منه أن يمزح مع صاحبه، وعندها فزع الشخص الذي كان نائم وشعر بالخجل، وقام النبي بقول هذا الحديث الشريف.
جاء في حديث شريف عن السخرية والاستهزاء آخر يقرب في المعنى من الحديث السابق، عن يزيد بن عبد الله والد السائب أن الرسول محمد قال “لا يأخذُنَّ أحدُكم متاعَ أخيه لاعبًا ولا جادًّا”.
هذا شكل آخر من أشكال الفزع الذي يعتبر استهزاء بأخيك المسلم، أن تقوم بأخذ متاعه وتخفيها عنه ظنًا منك أنك تلهو معه، لكن يتسبب ذلك في فزعه وخوفه على أغراضه.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الأم
5- حديث عن أبو سعيد الخدري
الشخص الذي يسخر من الأخرين ويستهزئ بهم دائمًا يكون له لسان ينطق بما لا ترغب أذن الأخرين في سماعه، وهذا ما يجعلهم يبتعدون عنهم وينفرون منه، وقد قال أبو سعيد الخدري عن النبي محمد “إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ اتَّقِ اللَّهَ فينا فإنَّما نحنُ بِك فإن استقمتَ استقمنا وإن اعوججتَ اعوججنا”.
يؤكد هذا الحديث أن باقي أعضاء الجسم تستقيم عندما يستقيم اللسان، فإن الشخص ذو اللسان العذب والجيد نلاحظ أنه يغض بصره ولا يسرق ولا يندفع وراء الشهوات وغيرها، والعكس صحيح فيمكن لعضو واحد فقط أن يكون مسؤول عن دخولك الجنة أو النار، وأيضًا رؤيتك للعذاب أو النعيم.
6- حديث عن السيدة عائشة أم المؤمنين
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها “حَكيتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلًا فقال ما يسرُّني أني حكيتُ رجلًا وإنَّ لي كذا وكذا. قالت: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ صفيَّةَ امرأةٌ وقالت بيدِها هكذا! كأنها تعني: قصيرةٌ، فقال: لقد مُزِجَتْ بكلمةٍ لو مُزِجَ بها ماءُ البحرِ لَمُزِجَ”.
هناك وصف في هذا الحديث بأن الشخص الذي يستهزئ بالأخرين فكأنه يغتابهم، فإن هناك امرأة قالت للسيدة عائشة بأنها قصيرة وهذا جعلها في حزن شديد، وعندما قالت للنبي فرد عليها بلو مزج بها ماء البحر لمزج والمقصود بذلك أن تلك الكلمة قبيحة جدًا وعذابها مثل الغيبة والنميمة.
اقرأ أيضًا: النبي الذي ارسل الى اصحاب الايكة
الآثار السلبية للسخرية والاستهزاء
يجب أن يلتزم كل مسلم بالأوامر والنواهي المذكورة في كتاب الله الكريم وسنة رسوله، وهذا حتى يفوز بأعلى مكان في الجنة ويرزق بالخير والبركة في الدنيا، ومن الأفعال التي حذرنا منها دين الإسلام أن نسخر أو نستهزىء من بعضنا البعض.
جاء هذا في القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة الحجرات: الآية 11].
ذلك يدل على أن السخرية والاستهزاء لها آثر سلبي على حياة كل مسلم، وتم إثبات ذلك في حديث شريف عن السخرية والاستهزاء، حيث إن تلك الآثار السلبية تتمثل فيما يلي:
- زيادة المسافات وقطع الروابط الاجتماعية بين الآخرين، وهذا يؤدي إلى عدم الحرص على صلة الرحم واختفاء الترابط بين الأصدقاء.
- زيادة رغبة المسلم في الانتقام من الشخص الذي يسخر به.
- غضب الله عليك ولقاء عذابه في الدنيا والآخرة.
- اختفاء الحسنات التي قمت بها في الدنيا، وهذا يزيد من عدد سيئاتك.
معرفتك لحديث شريف عن السخرية والاستهزاء يساعدك في الابتعاد عن فعل تلك الأمور، والتي تجعل لك مكانة سيئة عند الله والأخرين.