قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى

قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى رائعة، فتعتبر الأم هي أهم شخص في حياة الإنسان، الأم هي صاحبة الفضل على كل شخص وهي مصدر كافة المشاعر الصادقة والحنان، فلا يوجد أعظم من عطاء الأم وتضحيتها لذلك يجب التعبير للأم عن الحب والشكر والامتنان لأهمية مكانتها في حياة كل شخص منّا، لذا يقدم لكم موقع زيادة أفضل القصائد عن الأم بالفصحى.

قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى

إن كلمة الأم كلمة صغيرة وذات حروف قليلة ولكنها تشمل معاني كثيرة من الحب والوفاء والإخلاص، فإن حنان الأم نهرًا لا يجف، فهي مصدر الحنان والعطف لكل من يحيط بها، فهي من تحمل أبنائها في بطنها لمدة تسعة أشهر وتتحمل الكثير من المشقات والمتاعب طيلة فترة الحمل لحين ولادة الأبناء إلى الدنيا.

للأم دور وأهمية كبيرة منذ بداية الخليقة حيث تم تكريمها من كافة الأديان السماوية وإعطائها مكانة عظيمة، تعتبر الأم نصف المجتمع إن لم يكن دورها أكبر من ذلك لأن وجودها هو سبب استكمال الحياة فبدونها لم يكن الإنسان قادر على الاستمرار في هذه الحياة الصعبة.

بسبب الأهمية الكبيرة للأم فقد كتب الكثير من الشعراء قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى وذلك للتعبير عن دورها الكبير في المجتمع وفي بناء الأسرة حيث تقوم الأم بتنشئة الأبناء لكي يكونوا الثمرة السليمة للمجتمع، ولكي يكون لهم وظيفة فعالة في المجتمع، لذلك الأم تعتبر خير وصلاح للمجتمع بأكمله، وسنعرض تلك القصائد فيما يلي:

1- قصيدة عن الأم للشاعر أبو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابي هو شاعر تونسي ولد في قرية صغيرة في تونس تسمى (الشابية)، تعلم العربية في المعهد الزيتوني ثم التحق بكلية الحقوق التونسية وذاع صيته وعلت شهرته حتى توفى بمرض الصدر، اشتهر بقصائده الشعرية المغناة، اشتهر باتباعه لمدرسة أبوللو الشعرية،

كما أنه اقترب كثيرًا من خصائص مدرسة المهجر، فيما يلي أبرز قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى للشاعر أبو القاسم الشابي:

الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ

حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ

تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ

وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ

حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها

هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ

بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا

كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ

تعبر هذه القصيدة عن دور الأم العظيم في حياة كل إنسان حيث وصف الشاعر الأم بأنها مقدسة وأن الإنسان يشبه الطفل الذي تغلب عليه الحيرة من أمره في الحياة عندما تغيب عنه الأم وأن أفكاره تتجمع عندما تكون أمه بجواره، ويتشتت ذهنه في حالة غيابها عنه أو فراقه لها.

اقرأ أيضًا: شعر عن الأم بالعامية

2- قصيدة عن الأم للشاعر محمود درويش

محمود درويش هو أبرز شعراء فلسطين المعاصرين حيث يعرف بشاعر المقاومة الفلسطينية، ارتبط اسمه بشعر الثورة، ولد في قرية البروة وأكمل تعليمه في مدرسة دير الأسد بعد عودته من لبنان، اتسم شعره باتجاهه لإدخال الرموز في القصائد، فيما يلي أبرز قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى كتبها الشاعر محمود درويش:

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يومًا على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ،

أخجل من دمع أُمي!

خذيني، إذا عدتُ يومًا

وشاحًا لهُدْبِكْ

وغطّي عظامي بعشب

تعمَّد من طهر كعبك

وشُدّي وثاقي..

بخصلة شعر..

بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك..

عساني أصيرُ إلهًا

إلهًا أصيرْ.

إذا ما لمستُ قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعتُ

وقودًا بتنور ناركْ…

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدتُ الوقوف

بدون صلاة نهارك

هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة

حتى أُشارك

صغار العصافير

درب الرجوع …

لعُشِّ انتظارِك!

في هذه القصيدة نرى أن الشاعر محمود درويش حزين على فراق أمه ويحن إلى كل ما كانت تفعله له من قهوة وطعام، يحن الشاعر لأيام الطفولة حيث يشتاق لصوت أمه ويعبر عن خجله من أمه عندما كانت تبكي أمامه ويعبر عن اشتياقه لها من خلال طلبه لأن تأخذه وتغطيه بالعشب مثلما كانت تفعل في الماضي.

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الأم وقصائد مكتوبة في حبها

3- قصيدة للشاعر حافظ إبراهيم عن الأم

حافظ إبراهيم هو شاعر مصري من رواد مدرسة الإحياء والبعث ولد في مدينة ديروط في محافظة أسيوط المصرية، التحق بكلية الشرطة ومن ثم سافر إلى دولة السودان، مع مطلع القرن العشرين ذاع صيته كشاعر شاب وأصبح من أشهر أعلام الشعر في مصر والأدب العربي، جمع كافة أشعاره في ديوان حافظ ومن ضمن قصائده عن الأم ما يلي:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِرًا

بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ

يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي

يعبر الشاعر عن أهمية الأم من خلال توضيح دورها كأساس للمجتمع حيث إن الأم هي الحضن الدافئ الذي يستند عليه المرء ويحمينا من قسوة الأيام، كما أن حنانها هو من يعطينا الدافع للاستمرار في الحياة وتربيتها وتنشئتها للأبناء هي السبب في تكوين مجتمع صالح يتصف بالهدوء والسكينة.

اقرأ أيضًا: شعر حزين عن فقدان الأب والأم

4- قصيدة خمس رسائل إلى أمي لنزار قباني

نزار توفيق القباني هو سياسي وشاعر سوري معاصر ولد في دمشق لأسرة عريقة ذات تاريخ أدبي عتيق حيث إن جده هو أبو الخليل القباني الذي يعتبر واحد من رواد المسرح العربي، درس نزار قباني الحقوق في جامعة سوريا وبعد تخرجه التحق بالسلك الدبلوماسي.

اتسم بشعره السياسي وأسلوبه المعارض ولكن خوفًا من الظلم والاستبداد اتجه إلى القصائد الرومانسية، ومن ضمن قصائده التي عبر فيها عن حبه للأم ما يلي:

صباح الخير يا حلوه..

صباح الخير يا قديستي الحلوة

مضى عامان يا أمي

على الولد الذي أبحر

برحلته الخرافية

وخبأ في حقائبه

صباح بلاده الأخضر

وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر

وخبأ في ملابسه

طرابينًا من النعناع والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخان سجائري يضجر

ومني مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتش بعد عن بيدر

عرفت نساء أوروبا..

عرفت عواطف الإسمنت والخشب

عرفت حضارة التعب..

وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر

وتحمل في حقيبتها..

إلى عرائس السكر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشلني إذا أعثر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولد الذي أبحر

ولا زالت بخاطره

تعيش عروسة السكر

فكيف.. فكيف يا أمي

غدوت أبًا..

ولم أكبر؟

صباح الخير من مدريد

ما أخبارها الفلة؟

بها أوصيك يا أماه..

تلك الطفلة الطفلة

فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي..

يدللها كطفلته

ويدعوها إلى فنجان قهوته

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمته..

.. ومات أبي

ولا زالت تعيش بحلم عودته

وتبحث عنه في أرجاء غرفته

وتسأل عن عباءته..

وتسأل عن جريدته..

وتسأل حين يأتي الصيف

عن فيروز عينيه..

لتنثر فوق كفيه..

دنانيرًا من الذهب..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة

إلى أزهارك البيضاء.. فرحة “ساحة النجمة”

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفال حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنام على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شباك جارتنا

مضى عامان.. يا أمي

ووجه دمشق،

عصفورٌ يخربش في جوانحنا

يعض على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامان يا أمي

وليل دمشق

فل دمشق

دور دمشق

تسكن في خواطرنا

مآذنها.. تضيء على مراكبنا

كأن مآذن الأموي..

قد زرعت بداخلنا..

كأن مشاتل التفاح..

تعبق في ضمائرنا

كأن الضوء، والأحجار

جاءت كلها معنا..

أتى أيلول يا أماه..

وجاء الحزن يحمل لي هداياه

ويترك عند نافذتي

مدامعه وشكواه

أتى أيلول.. أين دمشق؟

أين أبي وعيناه

وأين حرير نظرته؟

وأين عبير قهوته؟

سقى الرحمن مثواه..

وأين رحاب منزلنا الكبير..

وأين نعماه؟

وأين مدارج الشمشير..

تضحك في زواياه

وأين طفولتي فيه؟

أجرجر ذيل قطته

وآكل من عريشته

وأقطف من بنفشاه

دمشق، دمشق..

يا شعراً

على حدقات أعيننا كتبناه

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناه

جثونا عند ركبته..

وذبنا في محبته

إلى أن في محبتنا قتلناه…

ناقش الشاعر في هذه القصيدة الكثير من الأفكار من بينها أنه يعاني من فراق أمه له ويعبر عن حزنه إلى جانب أنه يعاني من عدم القدرة على إيجاد من يعوض دور وحنان الأم ويظهر حالة الاضطراب التي يعيشها الشاعر بين الطفولة التي غادرها ولا زالت تؤثر فيه وبين الشباب الذي يعيشه بدون أمه.

تعتبر هذه القصيدة أبرز قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى حيث يناجي الشاعر أمه ويحدثها عن ذكرياته معها بالإضافة إلى ذكرياتهم سويًا في المدينة التي نشأ فيها إلى جانب أنه يسألها عن ذكرياته بينه وبين أبيه، حيث كان يكتب القصيدة وهو بعيد عن الوطن لذلك ينتابه شعور كبير بالغربة والحنين إلى الذكريات والطفولة.

تعتبر قصيدة عن الأم باللغة العربية الفصحى من أبرز الأشياء التي يحاول الإنسان من خلالها التعبير عن حبه لأمه، وذلك بسبب أهمية الأم في حياة الإنسان من طفولته إلى شيخوخته.

قد يعجبك أيضًا