قصة قصيرة مع تحليل عناصرها

قصة قصيرة مع تحليل عناصرها تحمل المعاني والدروس المقتبسة من تجارب الحياة، نظرًا لأن القصص القصيرة لا ينحصر هدفها في الاستماع فقط، إنما يجب أن يكون هناك أدلة استنباطية نستخرجها من القصة، فضلًا عن أن دور القصص القصيرة يساهم في زيادة الخبرة في نواحي الحياة والعبرة والعظة المستنتجة من خلالها.

من هذا المنطلق وفي ظل هذا السياق من خلال موقع زيادة، سوف نتعرف على القصة القصيرة وكيفية تحليل عناصرها، وذلك في السطور القادمة.

قصة قصيرة مع تحليل عناصرها

القصة القصير هي نوع من أنواع سرد الحديث وتتصف بأنها أقصر من الرواية، وأهم ما تتميز به القصة القصيرة أنها تخلو من أساليب السرد التي تحتوي على أقوال سياسية أو سرد تاريخي، نظرًا لأن القصة تتضمن على ما يمكن أن يتم مستقبلًا وليس شأنها التعديل بما قد تم حدوثه وأصبح ماضيًا، أي أنها مقصد للخيال وليس للواقع.

من خلال القصة القادمة سوف نتعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، وذلك من خلال ما يلي:

قصة الابن الجاحد بأمه

بشأن التعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، يحكى أنه كانت توجد قبيلة صغيرة من بدو الصحراء، يتنقلون من مكان إلى آخر تبعًا للظروف القاسية التي تتواجد عليها الصحراء، فيبحثون عن أماكن الغذاء والآبار والعيون لشرب الماء.

كان يعيش في أوسط هذه المجموعة شابًا يسكن مع زوجته وابنه وأمه، كانت أم هذا الشاب قد بلغت من العمر أرذله، حتى أنها أصبحت تعاني من الهذيان ولا تستطيع أن تتذكر مثل باقي أفراد القبيلة، كانت تشعر دائمًا بخوفها على ولدها، نظرًا لأنه وحيد ولا يمتلك إخوة آخرون.

لكن هذا الشاب كان ينفر من أمه بشدة ولا يحب الحديث معها، معتقدًا أنها تلحق العار به وأنها تتسبب في شعوره بالخجل والإحراج بسبب حالة الهذيان التي تعيش بها، ومن ثم أخبر زوجته أنه عند الرحيل للبحث عن الطعام والماء، بأنه سيتخلص من أمه ويتركها مع بعض الماء والطعام.

بالفعل حان وقت الرحيل وقامت الزوجة بتنفيذ ما أمر الزوج به، وتركت أم الشاب وحيدة واستعدوا للاتجاه في أماكن السير بحثًا عن الطعام والماء، رحلت القبيلة وغادر معها الشاب هو وابنه وزوجته وترك أمه، بعد فترة من سير القبيلة قرروا أخذ قسط من الراحة بجوار بعض الشجيرات الصغيرة وبجانب بئر به ماء.

اقرأ أيضًا: أجمل قصة قصيرة عن بر الوالدين

عاقبة الابن العاق

طلب الشاب من زوجته أن تحضر له الطعام وتجلب له ولده الوحيد الذي يحبه كثيرًا لأنه لم ينجب أي أبناء غيره، فردت عليه الزوجة ردًا جعله مندهشًا ومستنكرًا لما صدر منها، فقالت له أنها قد تركت ابنهم الصغير عند الأم ولم تأخذه معهم.

انهار الزوج وحدثها عن تصرفها، قالت له الزوجة بأن ابنه حينما يكبر سيفعل مثلما فعلت أنت بأمك اليوم، وكأن الزوج قد أصابه البكم ولم يستطيع أن يجيب عليها وكأن الحياة بأسرها أصبحت مغلقة في عيناه عند تلك اللحظة.

لم يمض بضعة لحظات من هذه الصدمة حتى ذهب مسرعًا إلى مكان الدواب وأخذ حصانه وذهب به حتى يعثر على أمه وابنه آملًا في ألا يحلق بهما أي أضرار أو تفترسهما الذئاب.

فمن المعروف عن البدو أنهم يدركون أن الحيوانات البرية الموجودة بالصحراء، تتسلل في الليل باحثًة عن الغذاء، وكان الشاب العاق بأمه يدرك الأمر جيدًا، فكان يخشى أن يلحق بهما هذا الأمر قبل أن يصل إليهم.

عند وصول الشاب إلى المكان الذي غادره تاركًا أمه به، وجد والدته تحمل الطفل بعناية وتخشى عليه من أن تفترسه الذئاب، وكان الأمر حقًا مخيفًا فقد كانت الذئاب تحيط بالمكان من جميع الاتجاهات.

الاعتراف بالحق والرجوع عن الخطأ

توجه الشاب العاق مسرعًا نحو بندقية الصيد التي يحملها وقام بقتل الذئاب، منهم من مات ومنهم من فر هاربًا، ثم أخذ أمه على دابته وهي تحمل الصغير، وعاد مسرعًا إلى مكان القبيلة مرة أخرى، وهو يشعر بالأسى ويسيطر الندم على جوارحه، حتى ذرفت عيناه الدموع وذهب إلى أمه يطلب منها السماح وهو يقبلها.

منذ ذلك الحين عرف الشاب أن فعلته كانت يمكن أن تؤدي إلى هلاك حياته وتدميرها وفقدان ولده الصغير، ومن ثم انصلح حال الشاب كثيرًا فقد ازداد حبه لزوجته وأصبح يخشى على والدته وابنه، ويجعل من الدابة ركوبًا لهم ويمشي جوارهم سيرًا على الأقدام.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الأمانة

تحليل القصة

بشأن التعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، فإن القصة تندرج حول قضية هامة منتشرة بين العديد من الشباب في وقتنا الحالي، حيث تناقش القصة قيم المجتمع المتعلقة ببر الوالدين، وعن حق الأم على أبنائها، فضلًا عن تقديم كافة سبل الرعاية والاهتمام إليها، فقد جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات، فمن هم البشر الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة والمودة تجاه أمهاتهم.

إلا إن القصة يمكن أن ندرك من خلالها أن الله يتيح لنا العديد من الفرص حتى نصحو من غفلتنا، فإذا غضب الله على العبد أغفل عنه كل ما ينبغي أن يتطرق لإصلاحه.

الفكرة الرئيسية التي تتضمنها القصة

لمتابعة التعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، فإن أهم ما تحث عليه القصة السابقة هو العناية والرعاية بالأم مع توضيح العواقب التي تلحق بكل من يتسبب بالعصيان على والدته.

الأفكار الفرعية التي تحتوي عليها القصة

لاستكمال التعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، فهناك بعض الأفكار الفرعية التي يمكن استخلاصها من القصة السابقة، وتنحصر فيما يلي:

  • كما تدين تدان، الذي قام به الابن من تصرف تجاه والدته، نبأته الزوجة بأنه سوف يرد إليه عندما يكبر ولده الصغير.
  • الأنانية وحب النفس، دون التفكير في الآخرين لن يجنى من ورائهم سوى خيبة الامل والهلاك.
  • الحب هو منبع الإخلاص، نظرًا لأن الحب المخلص من جهة الزوجة هو ما دفعها أن تقوم بهذا التصرف.
  • عطاء الأم، يمكن أن نصفه بالبحر الواسع الذي ليس له بداية وليس له نهاية، الأم هي منبع العطاء والتضحية دون الحاجة إلى مقابل من أبنائها.
  • الاعتراف بالخطأ، هو إحدى الفضائل التي يجب أن يتحلى بها أي إنسان، فهو لا يقلل من الشأن إنما هو يرفع من شانك ويزيد من مقامك بين الناس.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق

العبر والعظات المقتبسة من القصة

نتابع التعرف على قصة قصيرة مع تحليل عناصرها، حيث نتطرق هنا إلى التعرف على العبر والعظات المستفادة من هذه القصة، وهي كما يلي:

  • يأتي علينا جميعًا أوقات نشعر بالحزن والاكتئاب إلا أن الأمر مهما كان شديدًا فلا ينبغي أن نصبح سببًا في هلاك أو دمار إنسان، نظرًا لأن هذه الحياة ما هي إلا اختبار من الله عز وجل أي أن كل ما نفعله اليوم سنراه غدًا سواء كان الأمر حميد أو ذميم.
  • الأم هي منبع العطاء والتضحية، حتى إن كانت القسوة هي المقابل لها فتبقى هي على فيض عطائها وحنانها الذي لا يفنى حتى وإن خلا العالم بأكمله.
  • عند الوقوع في الأخطاء ينبغي أن ننتبه إلى كيفية إصلاح ما بدر منا، مع مراعاة التحلي بالشعور الطيب والكلام الحسن.
  • ما يقدم عليه الزوج أو الابن أو المسئول عن الأسرة يمكن أن يكون غير صحيحًا في بعض الأحيان، ليس هناك شخصًا كاملًا، حيث إن الكمال لله سبحانه وتعالى، لذلك إن أخطأ المسئول ينبغي لفت نظره دون أن نتسبب في إيذاء شعوره النفسي.
  • ألا يكون هناك داعي للإفراط أو التفريط تحديدًا عند الشعور بالخوف، فقط توكل على الله واترك أمرك بيد الله.

يمكن أن نحصل على العديد من العبر والعظات من القصص القصيرة، فهناك الكثير من الأنواع التي تتناسب مع كافة الفئات العمرية سواء كان مستمع القصة من الأطفال، أو كان القارئ شخصًا رشيدًا.

قد يعجبك أيضًا