حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها

حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها متعددة، حقيقةً فإن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والأبنة، فتقوم بتربية الابن ليصبح زوجًا وتشارك زوجها في الحياة، فالمرأة هي المركز التي تدور حوله الأسرة، ولها في تلك الأسرة حقوق وواجبات، لا وفيما يلي من خلال موقع زيادة سنتحدث عن حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها، وكل ما يتعلق به.

حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها

الزوجة هي التي تقوم بالرعاية وإعطاء من حولها الحب والحنان والتشجيع، وتعمل على تربية الأجيال، والبيت هو أول مدرسة يدخلها الإنسان وتكون الأم هي أول معلمة في تلك المدرسة، يقول هتلر “المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الأخر“، وفيما يلي سنعرض حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها في عدة نقاط.

أولًا: حقوق الزوجة الشرعية

يحافظ الدين على حقوق الزوجة ليضمن لها حياة سعيدة ومتوازنة مع زوجها وأسرتها، فشرع الله عز وجل لها الحقوق وفرض عليها الواجبات، ومن الحقوق التي شرعها لها على زوجا ضمن حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها

الاتي:

1- المهر حق شرعي للزوجة

هو حق أساسي من حقوقها على زوجها لا يمكننا إهماله أو إنكاره عليها، وقد جعل الله وقتًا له فتُعطى المرأة المهر عند عقد القران، وقبل دخول زوجها عليها.

هنا يجب الإشارة إلى أن في العادة المرأة هي من تقوم بتجهيز نفسها في بيت أبيها قبل الزواج فتقوم بشراء الملابس والاحتياجات الزوجية اللازمة، وليس شرطًا من ولى الأمر أن يطلب المهر من زوج أبنته حتى تقوم بهذه التجهيزات.

فعند جمهور العلماء المهر ليس شرطًا في العقد، ولا يعد ركنًا من أركان الزواج، فإتمام العقد بدون ذكر المهر لا يبطل عقد الزواج، وصح ذلك باتفاق جمهور العلماء، قال الله تعالى: (لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِaرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ) [البقرة: 236].

قال الله عز وجل: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ) [النساء: 4]، وحق المرأة في المهر يكون إعزازًا وتكريمًا لها، وهذا هو العرض من المهر كما شرع الله.

اقرأ أيضًا: خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة

2- النفقة واحدة من أهم حقوق الزوجة الشرعية

المقصود بالنفقة هي ما ينفقه الزوج على زوجته فواجب الزوج هو الإنفاق على زوجته بكل ما تحتاج ولا يقصر معها، كما يجب عليه أن يخصص لها مالًا يعطيها لها لتنفق منه على نفسها والبيت والأولاد، ويكون مناسبًا لاحتياجاتها، حتى وإن كانت تملك من المال ما يكفيها، فما زال ذلك واحد من اهم حقوقها.

تكون النفقة فرضًا على الزوج تجاه زوجته شرط أن تمكنه من نفسها، فإن ابتعدت عنه أو نشزت لا يحق لها النفقة.

الحكمة من النفقة هي أن المرأة عندما تتزوج تكون منسوبة إلى زوجها ومحسوبة على زوجها بمقتضى العقد، وممنوعة من الخروج من بيته إلا بإذن منه لكي تكتسب المال بنفسها، فوجب عليه أن ينفق عليها ويكفلها.

في حكم نفقة الزوج على زوجته قال الله تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ) [البقرة: 233].

من السنة النبوية حديث عن النفقة عن عائشة رضى الله عنها قالت: قالت هندٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ وليس لي إلَّا ما يُدخِلُ عليَّ قال: (خُذي ما يكفيكِ وولَدَك بالمعروفِ)” حديث صحيح.

3- المعاشرة الحسنة حق من حقوق الزوجة

بينما نتحدث عن حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها فجدير بالذكر التطرق إلى حسن المعاشرة والمعاملة الطيبة، فيجب على الزوج أن يعامل زوجته بأحسن صورة وأفضل طريقة فهي شريكة عمره وأم لأولاده، وكذلك هي أيضًأ فذلك من الحقوق المشتركة على كلا الزوجين، والرسول صل الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرًا.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (استوْصوا بالنساءِ خيرًا فإِنَّهنَّ عوانٍ عندَكم…) رواه أبو هريرة وصححه الألباني.

في خطبة الوداع عن جابر ابن عبد الله قال، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ) حديث صحيح.

قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]، وهكذا فقد أوصى الله بحسن الخلق مع الزوجة والرفق بها، وقال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُي) [البقرة: 228].

من المواقف النبوية على حسن المعاشرة عن أم سلمة أم المؤمنين تقول: (بيْنَا أنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضْطَجِعَةٌ في خَمِيلَةٍ حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ، فأخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي، فَقالَ: أنُفِسْتِ، فَقُلتُ: نَعَمْ فَدَعَانِي، فَاضْطَجَعْتُ معهُ في الخَمِيلَةِ) رواه البخاري.

عن عائشة أم المؤمنين تقول في حسن معاشرة النبي صل الله عليه وسلم لها: (كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ اللَّهِ، من إناءٍ واحدٍ، منَ الجَنابةِ) حديث صحيح، وكانت تلك أمثلة من السنة النبوية على حسن معاشرة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته والذي يجب علينا جميعًا الاقتداء بها.

4- العدل بين الزوجات أحد أهم حقوق الزوجة الشرعية

العدل هنا المقصود به العدل في حالة تعدد الزوجات فإذا كان الرجل متزوجًا من أكثر من امرأة عليه أن يعدل بينهم في كل شيء، في الإنفاق عليهن، ومعاملتهن وكل شيء.

فذلك ما شرعه الله في دينه، فلا يجب على الزوج أن ينقص من حق واحدة منهن شيئًا، لكل زوجة حقها في المبيت والكسوة والنفقة.

5- الحق في السكن

من حق المرأة أن يكون لها بيتًا خاصًا بها، ويكون مناسب ومهيئ لها ولاحتياجاتها، وعليه أيضًا أن يكون مناسب لقدرة الزوج، فهناك بعض النساء أو ولي أمرهن يطلب من زوج أبنته ما لا يطيق وما يفوق مقدرته المالية وليس هذا من الدين في شيء.

قال الله عز وجل: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ) [الطلاق: 6].

6- عدم إلحاق الضرر بها

على الزوج أن يتجنب أنواع الضرر جميعها، المادية والمعنوية التي يمكن أن تؤذي زوجته، فقد نهي الله عن إضرار المسلم وجعله محرمًا، فالأولى بذلك الزوجة فهي رفيقة العمر وشريكة الحياة.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق مع أطفال

ثانيًا: واجبات الزوجة نحو زوجها

في إطار حديثنا عن حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها، فواجبات الزوجة تجاه زوجها متعددة أيضًا، بل إن حق الزوج على زوجته يعد من أعظم الحقوق لقول الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) [البقرة: 228].

فكما أن للزوجة حقوق فعليها واجبات يجب أن تراعيها وتقوم بها تجاه زوجها لتنعم حياتهم بالسعادة والصفاء، ولتنل الرضا من الله عز وجل، وممن هذه الواجبات التالي:

1– واجب الطاعة

 الرجل له القوامة على المرأة، فله الأمر والرعاية والتوجيه، وذلك يطابق ما يقوم به الولاة على رعاياهم، وذلك لأن الله خص الرجال بسمات جسدية وعقلية تفوق النساء، وبالواجبات المالية قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء:34].

2- تمكين الزوج من نفسها

من حقوق الزوج على زوجته أن تمكنه من نفسها إذا كان أهلًا للجماع، فذلك حق من حقوقه بموجب عقد النكاح، فإذا امتنعت الزوجة عن إجابته في الجماع ما لم تكون معذورة بعذر شرعي كالصوم أو الحيض أو المرض وما شابهه وقعت في المحذور وتعد من مرتكبين الكبائر.

عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ.) صحيح البخاري ومسلم.

3- عدم الإذن لمن لا يحب الزوج دخوله

من حقوق الزوج على زوجته آلا تدخل البيت أحد ممن يكره الزوج دخوله، فعن أبي هريرة عن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (لا يحِلُّ لامرأةٍ أن تصومَ وزوجُها شاهدٌ إلَّا بإذنِه إلَّا رمضانَ ولا تأْذنُ في بيتِه إلَّا بإذنِه) إسناد حسن.

4– عدم الخروج من البيت إلا بإذن زوجها

فمن حق الزوج آلا تخرج زوجته من البيت إلا بإذن منه وقال في ذلك جمهور من العلماء أن حتى إذا كان خروجها لزيادة أبيها المريض فلا يجوز لها الخروج إلا بإذنه.

5– التأديب بالمعروف في حال النشوز أو الخروج من الطاعة

على الزوجة أن تطيع زوجها ما لم يأمرها بمعصية، فإذا أمرها بمعروف وأبت له أن يؤدبها عند عصيانها لأمره، فالله تعالى أمر بتأديب النساء ويكون بالهجر أو الضرب، وليس المقصود بالضرب الضرب المبرح وإنما ضرب تأديب.

6-خدمة الزوجة لزوجها

على الزوج أن تخدم زوجها والأدلة على ذلك كثيرة منها:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة.”

اقرأ أيضًا: أسباب العنف ضد المرأة

حقوق الزوجة نحو أسرتها

من حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها حقها كأم على أولادها، فقد كرم الله الأم وأوصى بطاعتها والإحسان إليها فعلى الأم حقوق كما أن لها واجبات، وفيما يلي واستكمالًا لحديثنا عن حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها، سنعرض حق الأم على أولادها وواجب الأبناء نحو أمهم.

1- حق الأم على أبنائها

للأم حقوق على أولادها عدة، منها:

  • حسن صحبتها: ومن حسن صحبة الأم هو الحب والتوقير والاحترام، عن أبو هريرة عن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (قال رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الناسِ أحَقُّ مِنِّي بحُسنِ الصُّحبةِ؟ قال: أُمُّكَ، قال: ثم مَن؟ قال: أُمُّكَ، قال: ثم مَن؟ قال: أُمَّكَ ثلاثَ مِرارٍ، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوكَ.) صحيح.
  • رعايتها والقيام على شؤونها: فقد رعته منذ أن كان طفلًا وكانت تقوم على جميع شؤونه حتى عندما كان لا يعرف الكلام، كانت تلي كل ما يطلب وتسهر على رعايته والاهتمام به، وقال الله تعالى:(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14].
  • عدم مغالطتها القول: يجب على الأبناء احترام أمهم وعد إسماعها من الكلام ما تكره وتتأذي عن سماعه، والحديث معها بالحسنة وطيب الكلام قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء: 23].
  • طاعتها ما لم تأمر بمعصية: على الأبناء طاعة الوالدة ما لم تأمر بمعصية لأن ذلك مما أوصى الله ورسوله به، حيث أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [العنكبوت: 8].
  • قضاء الكفارة عنها بعد موتها: من حقوق الأم على أبنائها أن يعملون الصالحات لها بعد موتها، ومن هذه الصالحات القيام بالكفارات فقد سن الشرع على ذلك وإخراج الصدق والحج أو العمرة لها.

عن عبد الله بن عباس عن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (أنَّ امْرَأَةً مِن جُهَيْنَةَ جاءَتْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حتَّى ماتَتْ؛ أفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ حُجِّي عَنْها؛ أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ؛ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ.) صحيح البخاري.

2- حق الأم تجاه أبنائها

للأم تجاه أبنائها حقوق عليها مراعاتها، وذلك من حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها، فعندما تراعي الأم واجباتها تجاه أبنائها تكون القدوة لهم والمثل الجيد الذي يحتذى به، فينعم المجتمع بأبناء صالحين، من هذه الحقوق ما يلي:

  • رعاية الأبناء صغار: يجب على الأم رعاية أبنائها صغارًا، والقيام على شؤونهم من الرضاعة والاحتضان، وهذه من فطرة المرأة التي فطرها الله عليها، قال الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة:233].
  • التربية الصالحة: اتلأم هي المسئولة عن تربية الأبناء والقيام على إعدادهم بتربية حسنة وسليمة، وهي مسئولة ذلك أمام الله يوم القيام وستسأل عنه.

عن عبد الله بن عمر قال: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فالإِمامُ راعٍ وهو مَسْئُولٌ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها وهي مَسْئُولَةٌ، والعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ.) رواه البخاري.

  • عدم التدخل في الأمور المباحة لأبنائها: من حق الأبناء ألا تتدخل الأم في المباحات من شؤونهم، ومن تلك المباحات الطعام والشراب والملبس والمركب.. وغير ذلك مما يشابهه.

هناك نقطة مهمة في هذا الأمر التدخل في شئون الأبناء من جهة الخروج والدخول إلى المنزل في الليل مع أصحابهم، حيث يجب على كلا الوالدين مراقبة الأبناء حتى لا تغلب على أولادهم صحبة السوء.

ذلك من تمام التربية الصحيحة الحرص على الرفقة التي ترافقك الأبناء في طرقهم وحياتهم، فمن الأسباب التي تجعل الأولاد والأجيال سيء الأخلاق هي صحبة السوء، حيث يفسد الشباب بعضهم بعضًا.

في الحديث عن الصحبة يقول رسول الله: (المرءُ على دينِ خليلِه ولا خيرَ في صُحبةِ من لا يرى لَك مِثلَ الَّذي ترى لهُ ولم يقُلِ الفضلُ المرءُ على دِين خليلِهِ) حديث موضوع.

اقرأ أيضًا: تعبير عن المرأة المصرية ودورها السياسي

حرية الأبناء أحد أهم حقوقهم

على الأم أن تدرك أن أبنائها لم يظلوا صغارًا ويجب عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم ويتحملوا المسئولية، فهناك كثير من الأمور التي ممكن أو يقوموا بها بأنفهم ودون مساعدة من أحد، وهذا مما يبنى عندهم الثقة والشجاعة ويعد ذلك من حسن التربية.

فمن المفضل أن تعود الأم أولادها على أن يعتمدوا على أنفسهم من الصغر، في الأشياء البسيطة كالطعام والشراب ولبس الثياب وما إلى ذلك ثم عندما يكبرون قليل الاعتماد على النفس في الدراسة والمذاكرة وكثير من الأمور.

فتصبح ليهم شخصية قوية عندما يكبرون ويواجهون الحياة، ويرجع الفضل في ذلك لحسن تربيتهم وسلامتها.

على الأم أن تتفهم أولادها وتعطيهم الحرية التي لا تؤدي إلى فساد أخلاقهم، وذلك من حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها.

قد يعجبك أيضًا