السنن المهجورة عند النساء

السنن المهجورة عند النساء وردت في السنة النبوية الشريفة، وهي السنن التي تجهل بعضها النساء في الوقت الحالي، أو التي تعلم بها النساء ولا تنفذها في الحياة اليومية.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم السنن المهجورة عند النساء، وأهمها، والحكمة من هذه السنن التي أوصي بها النساء.

السنن المهجورة عند النساء

الدين الإسلامي هو دين يسر لا عسر فيه، أرسل الله عز وجل به رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، كما ورد في سورة الأنبياء في الآية السابعة بعد المائة “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ“.

رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك فينا ما إن تمسكنا به لن نصل بعده أبدًا كتاب الله وسنة رسول، كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس وصححه الألباني في صحيح الترغيب:

إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّه“.

نحن المسلمين رجالاً ونساء نهجر عديد سنن رسول الله منها عن عمد، ومنها عن غير عمد، ومن ضمن أكثر ما يهجر من سنن رسول الله في الأمور الحياتية هي السنن المهجورة عند النساء، التي منها:

  • خضاب المرأة ليديها.
  • عدم تعطر المرأة إذا ما خرجت من البيت.
  • الثياب الفضفاضة، وإرخاء ذيلها.
  • خروج النساء للمساجد في الليل.
  • بقاء المرأة في بيتها، أو خروجها من المنزل بدون داعي.

هذه السنن تهجرها بعض النساء عن عمد، مثل عدم خضاب اليدين “استعمال الحناء في تلوينها”، أو التعطر بعطر فواح أثناء الخروج من المنزل، وغيرها من السنن التي تهجرها النساء، وسنوضح لكم الحكمة من وراء هذه السنن في السطور القادمة.

اقرأ أيضًا: ما هي السنن المؤكدة وشروطها

خضاب المرأة ليديها

تعد هذه السنة من أكثر السنن المهجورة عند النساء، بسبب قولهن إن الخضاب من الأدوات القديمة التي لم تعد تواكب العصر الحديث الذي نعيش فيه، وفي هذه الفقرة سنشرح لماذا الخضاب من السنن التي تركتها النساء.

الخضاب في اللغة العربية من الفعل خضَّب، أي جعل كذا لونه أحمر، وكان العرب قديمًا يطلقون على الحناء لفظة الخضاب، لأنها تجعل البشرة بلون بني مائل للحمرة.

فالحناء حلال للرجل والمرأة على حد سواء في الاستعمال، فإن الرجل ليستعملها مع الكتم “نبات يخلط مع الحناء”، في خضب شيب شعره.

كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري صحيحًا برقم 5895، واتفق معه الإمام مسلم في الحكم وذكره صحيحًا برقم 2341:

سُئِلَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ هلْ خَضَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: إنَّه لَمْ يَكُنْ رَأَى مِنَ الشَّيْبِ إلَّا، قالَ ابنُ إدْرِيسَ كَأنَّهُ يُقَلِّلُهُ، وَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ بالحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ“.

أما بالنسبة للنساء فهو يستعمل في تغيير لون أيديهن، كي لا تشبه أيدي الرجال، وهذا معنى حديث ضعيف روته امرأة غير معروف اسمها، وأخرجه شعيب بن أرناؤوط في مسنده بكافة روايته ضعيفًا.

الحناء تعد خير بديل لطلاء الأظافر بالنسبة للمرأة، فهي تسمح بمرور ماء الوضوء على الأظافر، بينما طلاء الأظافر فلا يسمح بذلك، أما أقوال الفقهاء في هذا الأمر فقد اختلف، فقد ذهب الشافعية إلى قول الرافعي القزويني، وهو تخضيب اليد كاملة.

أما المالكية ومنهم الشيخ محمد الخرشي، فإن الحناء جائزة للمرأة إلا إن كانت تسبب لها بالأذى، ذكر مصطفى السيوطي أحد شيوخ الحنابلة أن الخضاب مباح للمرأة حتى في الإحرام، أما الشيخ الغيتابي الحنفي فقد نهوا الخضاب في الإحرام لأنه الطيب.

عدم تعطر المرأة إذا خرجت من البيت

بالآونة الأخيرة تكثر النساء المتعطرات هاجرات لواحدة من السنن المهجورة عند النساء، وهي عدم التعطر أثناء خروجها من البيت، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم واحدة من أكثر السنن التي لا تلتزم بها النساء، وسبب تحريمها.

تعطر النساء خارج البيت محرم بالشريعة الإسلامية كونه من الزينة، فجاء في الآية الحادية والثلاثين من سورة النور

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ “.

أما في السنة النبوية الشريفة فإن منزلة المتعطرة من النساء في منزلة الزانية، كما ورد في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري، وأجمع عليه علماء الحديث صحيحًا مثل الوادعي، والألباني.

أيُّما امرأةٍ اسْتَعْطَرَتْ فمرَّتْ على قومٍ لِيَجِدُوا رِيحَها فهيَ زَانِيَةٌ، وكلُّ عينٍ زَانِيَةٌ“، يُقصَد باستعطرت استعملت الطيب أو العطر، أما لفظة زانية أنها متعرضة لزنا، أو متسببة فيه، أما معنى وجدوا ريحها أي شموا ما تستعمله من طيب.

المرأة مسموح لها استعمال الطيب في بعض الحالات، والتي ذُكِرَت في الآية الحادية والثلاثين من سورة النور:

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ“.

كما قال الإمام مالك قال إن التطيب لا يحل للمرأة في عدة وفاة زوجها، بينما صرح الشافعي، وزين الدين المصري الحنفي، أن التطيب لا يحل المرأة إلا كما جاء في كتاب الله عز وجل.

أما من الحنابلة فإن الشيخ الشنقيطي، ذكر أن التطيب يجوز للمرأة ما ظهر لونه واختفت ريحته.

اقرأ أيضًا: هل العطر يفطر الصائم وحكم استنشاق البخور والعطور أثناء الصيام للرجل والمرأة

الثوب الفضفاض وإرخاؤه بالنسبة للمرأة

هي واحدة من السنن المهجورة عند النساء التي أصبحت شائعة للغاية في عصرنا هذا، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم الأسباب الشرعية لجعل ثوب المرأة فضفاضًا وذا ذيل طويل.

شرَّع الله عز وجل للمرأة في الإسلام شكل الثوب الذي يجب أن تكون عليه، فثوب المرأة يجب أن يكون ساترًا للجسد من أوله إلى نهاية القدم، بل يستحب أن تزيد المرأة في طول ذيل الثوب.

فقيل في معنى حديث ضعيف أن رسول الله قد أرخى لفاطمة شبرًا من عقبها، وسبب تضعيف الحديث الشريف هو وجود ضرار بن صُرد في متن رواة الحديث.

بالإضافة لأن يكون الثوب طويلاً، هو ألا يصف ومعنى ألا يصف أي لا يبدي ويظهر من جسد المرأة شيئًا، وقيل إن اللباس الشرعي لدى المرأة عند بعض المذاهب يجوز فيه كشف الكفين والوجه، وقيل لا يجوز.

أما الصفة الثالثة من ثوب المرأة هو ألا يشف بمعنى أن يكون الثوب من نسيج لا يظهر ما تحته، وتعد هذه الصفة من أكثر السنن التي لا تعمل بها النساء في زمننا هذا.

فعند علماء الفقه قديمًا كانت من السنن المهجورة عند النساء إرخاء الثوب، بينما أصبحت في يومنا هذا الالتزام بشكل الثوب الشرعي للمرأة هو السنة المهجورة لدى النساء.

خروج النساء إلى المساجد ليلاً

أيضًا واحدة من السنن التي لا تنفذها النساء في هذا العصر، لكن لماذا لا تخرج النساء إلى المساجد إلا في الليل؟ هل لأن الإسلام لا يحترم المرأة؟ أم لسبب في أمور الفقه، في هذه الفقرة سنعرض لكم السبب وراء عدم خروج المرأة إلى المسجد للصلاة إلا في الليل.

إن السبب وراء هذا بعيد كل البعد عن تكريم الإسلام للمرأة، فالإسلام كرم المرأة ورفعها، وأعطاها حقوقها التي كانت مهدرة في الجاهلية، والسبب أيضًا ليس فقهيًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب.

ائْذَنُوا لِلنِّساءِ باللَّيْلِ إلى المَساجِدِ“، الحديث صحيح ومتفق عليه من البخاري ومسلم، لكن السبب وراء هذه السنة هو سبب تأديبي، كما أنه سبب لإزالة ما بقي من أثر الجاهلية من قلوب الناس، فالنساء كن يخرجن من بيوتهن إلى الأسواق وقضاء الأوقات.

فجاء السبب في الليل للحد من هذه العادة، كما أن العربي بطبعه يغار على أهل بيته، لذلك فهو يبالغ في ستر المرأة فلا يذهبها إلى الصلاة في المساجد إلا لصلاتي العشاء، والصبح.

كما روي عن الأثر الصالح أن أحد التابعين ما كان يأذن لامرأته بالذهاب إلى المسجد إلا ليلاً.

روي أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان لا يأذن لزوجاته إلا بالصلاة في المسجد صلاتي الصبح والعشاء، وأن ما يمنعه من أن يذهبن إلى المسجد هو حديث رسول الله الذي ذكر في سطور هذه الفقرة.

اقرأ أيضًا: حكم عمل المرأة في مكان مختلط بالرجال حرام أم حلال

بقاء المرأة في بيتها وعدم خروجها إلا لداعي

آخر السنن المهجورة عند النساء التي لا يقمن بها، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم سبب بقاء المرأة في بيتها وعدم الخروج منه إلا لداعٍ أو بإذن زوجها.

المرأة في الإسلام هي ملكة متوجة، والملكات لا يخرجن من قصورهن إلا لداعٍ، أو أمر عظيم، هذا أحد أسباب بقاء المرأة في بيتها، وعدم الخروج منه بلا سبب، أما السبب الثاني فهو سبب ديني.

فكما جاء في سورة الأحزاب في الآية رقم ثلاثة وثلاثين

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ “.

كما قال الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير أن النساء عليهم بالالتزام بالبقاء في بيوتهن، ولا يخرجن منها إلا لحاجة، فقد تكون هذه الحاجة إما لزيارة الأهل، أو من أجل الذهاب إلى الطبيب، أو إذا حدث أمرٌ كبير في البيت، أي أن البيت قد يتداعى أو كاد أن يسقط. فعدم الالتزام أو المعرفة بهذه السنة يجعلها من السنن المهجورة عند النساء والمجهولة لدى كثيرٍ منهن.

إن الإسلام لم يأتِ بالسنن بغرض تقييد حرية المسلم، بل لضبطها في الإطار الصحيح لفطرة الإنسان في الحياة.

قد يعجبك أيضًا