مرحلة المراهقة في علم النفس

كيف تمر مرحلة المراهقة في علم النفس؟ وما المقصود بمرحلة المراهقة ومتى تبدأ؟ قد تكون مرحلة المراهقة هي أخطر فترة عمرية تمر على الأبناء، وتكون أكثر الفقرات إرهاقًا على أولياء الأمر، ويمكن القول بأن مرور هذه المرحلة بسلام أحد منجيات الحياة للمراهق، وهي المحدد الفعلي للمستقبل.. لذا فمن خلال موقع زيادة سنتعرف على كل ما يخص مرحلة المراهقة وفقًا لعلم النفس في الفقرات التالية.

مرحلة المراهقة في علم النفس

مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة الارتباك وهي وقت الاكتشاف، وبها يمكن أن تتبادر إلى أذهان المراهق العديد من التساؤلات حول الاستقلال والهوية، وبها يبدأ الإحساس بالذات بالنمو وبها يواجه الفتى العديد من الخيارات الصعبة من حيث الصداقة والجنس والمخدرات والكحوليات وغيرها من أمور مشابهة.

أما عن مرحلة المراهقة في علم النفس فخلالها يمكن القول بأن معظم المراهقين يكونون أنانيين بشكل نسبي في الحياة، وهي حالة ذهنية تبدأ في التلاشي مع التقدم في العمر.. بها يقوم الأفراد بالتركيز على أنفسهم أو يعتقدون أن الآخرين يركزون عليهم فحسب.

لذا يبدأ المراهق بالصراع مع أفكار الشعور بعدم الأمان حول التحكم به وغالبًا ما تبدأ العلاقات الأسرية في التراجع أمام علاقات الصداقة والرومانسية والاهتمام بالمظهر.

كما أن مرحلة المراهقة في علم النفس يبدأ بها الفرد في القلق بشأن التطور الجسدي الذي يحدث وتطور العلاقات مع الآخرين ومكانة المراهق في العالم وفي قلوب من حوله، وتبدأ هذه المرحلة عادةً من عمر الخامسة عشر وحتى عمر الواحد وعشرين.. وتعتبر هذه المرحلة هي جسر العبور من الطفولة إلى النضج.

أما عن التعريف الصريح لمرحلة المراهقة في علم النفس فيتمثل فيما يلي: هي المرحلة التي ينتقل بها الفرد من الطفل إلى البلوغ والنضج الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي، وخلالها يصبح الشخص قادرًا على أخذ القرارات والاعتناء بذاته.

بها أيضًا يتمكن الفرد من تحديد هواياته واهتماماته والمهارات الخاصة به بشكل أوضح وصريح، ولكن لا يمكن القول إن النضج في هذه المرحلة نضج تام فما هي إلا بداية من خلالها يكتشف الإنسان خبايا ذاته.

كما يتواجد فرق بين البلوغ والمراهقة، ويكمن ذلك الفرق في أن البلوغ أمر متعلق أكثر بالتغيرات الهرمونية وهيئة الجسد مشيرًا إلى اكتمال نمو الجهاز التناسلي والقدرة على الإنجاب سواء في الذكور أو الإناث وهو أحد علامات اقتراب مرحلة المراهقة ويحدث خلالها ولا يعني البلوغ المراهقة.

اقرأ أيضًا: متى ينتهي سن المراهقة

ما هي مراحل المراهقة؟

وفقًا لموضوعنا مرحلة المراهقة في علم النفس تتبادر إلى الأذهان العديد من التساؤلات منها ما يدور حول المراحل الخاصة بهذه الفترة، والتي تتمثل في بعض التصرفات والأوقات المحددة، ومن الوارد اختلاف طبيعة المراهقة من مجتمع لآخر وفقًا لعاداته وتقاليده، أو وفقًا للمناخ الخاص بالمكان.

توصل علماء النفس فيا يخص فترة المراهقة بأنها مكونة من ثلاثة مراحل أساسية هي:

  • المراهقة المبكرة: وتبدأ من عمر 10 سنوات وحتى عمر 14 سنة.
  • المراهقة المتوسطة: من بداية الخامسة عشر وحتى السابعة عشر.
  • المراهقة المتأخرة: تشمل هذه المرحلة العمر من 18 عام إلى 24 عام.

كل مرحلة من هؤلاء من مراحل المراهقة في علم النفس تصادف العديد من التحديات للمراهقين أنفسهم وللوالدين وطريقة تقبلهم للأمر والتعامل معه.

أما عن العلامات التي تشير إلى الدخول في هذه المرحلة فيمكن أن نذكرها في النقاط التالية:

  • أول المؤشرات هو النمو والتغيرات الجسدية والتي تتمثل في تغيرات حجم العضلات والكتفين وظهورهما في الذكور وبروز منطقة الفخذ في جسد الفتاة.
  • يلي هذه العلامة النضوج والتغير الجنسي، وبه تبدأ الدورة الشهرية للفتاة وتبرز أجزاء عديدة في جسدها، أما الذكور فيكبر لديهم حجم الخصيتين وينمو الشعر بشكل كثيف في العديد من أجزاء الجسد.
  • من ضمن العلامات التغيرات النفسية التي تصيب نتيجة التغيرات الهرمونية وجسدية تسبب الاضطراب النفسي والشعور بالإحراج والخوف الشديد.

بناءً على التغيرات التي تصيب الفرد في هذه المرحلة لابد من مراقبة أهله وتوجيه في الطريق الصحيح دون تعنيف وتقبل كل ما يحدث من تغيرات بصدر رحب.

اقرأ أيضًا: علامات المرض النفسي عند الزوجة

كيف يجب التحدث والتعامل مع المراهقين؟

من أهم الأمور التي تساهم في مرور مرحلة المراهقة بأمان الإلمام من قبل الوالدين بكيفية التعامل والتحدث مع الأبناء، وفي البداية يجب التحدث بصراحة مع المراهقين حول التغييرات التي يمرون بها، ومن الممكن يمثل هذا الأمر تحديًا لأي والدين، خاصة بالنظر إلى التحول في العلاقة بين الوالدين والطفل خلال هذا الوقت.

من الأمور التي تساهم في التواصل والتفاهم مع المراهقين هو مساعدتهم على فهم ما ينتظرهم، وشرح كيف ستتغير أجسادهم حتى لا يتفاجؤوا تخفيفًا للخوف والقلق الذي يصيبهم.

بعيدًا عن التغييرات الجسدية، يمكن للوالدين بدء محادثة حول التغييرات الاجتماعية وتغييرات نمط الحياة التي تصاحب المراهقة، ومناقشة عواقب القرارات المهمة التي سيتخذونها مثل: ممارسة الجنس، أو تجربة المخدرات وغيرها من أمور مشابهة.

كما يجب أن تشجع المراهق على التفكير في خياراته، والاستماع له وهو من أكثر الأمور المهم قبل التوجيه وإيجاد الحلول وهذا الأمر يقوي العلاقة بين الوالدين بشكل كبير، ويجب أن يتم الاستماع دون أي أسئلة تشعر المراهق بالحكم عليه أو التحكم به.

كما يُظهر الاستماع باهتمام الاهتمام والتحقق من الصحة والدعم ويزيد من فرص أن يثق المراهق بأحد الوالدين حسب الحاجة ويبني العلاقة الحميمة والثقة، بينما يسمح في نفس الوقت للمراهقين بمعالجة تجربتهم.

كيف يمكن بناء علاقة ثقة بين المراهق؟

مرحلة المراهقة في علم النفس هي مرحلة مستقلة، ينجذب بها الأبناء إلى الاستقلال لفترة، كذلك وتجربة علاقات وأنشطة جديدة مع اكتساب مساحة من الآباء، ومع هذا لابد من إنشاء علاقة وثيقة معهم، وهذا بإظهار الاهتمام بهم بشكل دائم.

أو عن طريق الترحيب بأصدقائهم وتوفير أسرة مريحة نفسيًا متفهمة وقادرة على استيعاب أي حدث، والبدء في نقد الخيارات والمواقف بدلًا من الشخصية.

طريقة التحدث مع الأبناء عن الجنس والمخدرات خلال المراهقة

في هذه المرحلة تبدأ العديد من التغيرات الجسدية والجنسية تظهر بالمراهق وتدعوه للكثير من التساؤلات والرغبة في التجربة، لذا من المهم أن تخبر ولدك أنك منفتح على مناقشة أي شيء مثل الصحة الجنسية، والإباحية، والمتعة، والحب وكل ما يخص الأمر.

خلال هذه المحادثات استمع بصراحة ودون إصدار أحكام على مشاعره وأقواله، قد يؤدي إغلاق المراهق على نفسه وضعيف الشخصية إلى اتخاذ القرارات بسلبية أو قد يؤدي إصدار الأحكام إلى الخزي والخوف.

يشجعهم الانفتاح على الثقة بك في الأسئلة المستقبلية وتطوير علاقة صحية مع الجنس وكل ما يخصه.

أما عن المخدرات فقد يختبرها أكثر المراهقين بالإضافة إلى الكحوليات أو حتى التدخين العادي، لكن على الوالدين السيطرة على الأمر من خلال التوجيه والنقاش بموضوعية وصراحة وأمانة والحرص على غرز مشاعر الصداقة بينهم وبين أبنائهم مثل الصغر.

قد يرغب بعض الآباء في الاستسلام بخصوص هذا الأمر بالاختباء أو الإنكار وغض الطرف عن إمكانية استخدام المواد المخدرة ذات التأثير النفسي (المزاج وتغيير العقل) في حياة ابنهم المراهق.

مع ذلك، أعتقد أنه من الأفضل الاعتراف بأنه عالم مليء بالعقاقير وينمو فيه المراهقون اليوم وبالتالي يستحقون اليقظة والمناقشة المستمرة والإلمام بخطورة الأمر والابتعاد عنه قدر الإمكان.

كيف يمكن دعم المراهق عندما يكون منزعجًا؟

من أهم الأمور التي يجب على الوالدين القيام بها خلال هذه المرحلة هو التشجيع الدائم، وتشجيع الأبناء على مشاركة مشاعرهم لتخفيف العبء العاطفي عنهم، حتى لو لم يكن الحديث معك، ولكن المهم هو التشجيع على التعبير.

اقرأ أيضًا: أسباب الحالة النفسية عند البنات

التغيرات العقلية خلال مرحلة المراهقة في علم النفس

يمكن أن يعاني المراهقون أيضًا من القلق والاكتئاب وأشكال الضيق الأخرى المناسبة من الناحية التنموية والتي لن تستمر بالضرورة، ومن الصعب معرفة متى تستحق المشكلة اهتمامًا إكلينيكيًا، ولكن عند الشك فإن الاستفسار عن مستشار المدرسة أو غيره من المتخصصين العقليين هو أفضل مسار للاهتمام بالأمر.

من المهم معرفة أن هذه الاضطرابات لا تحدث للجميع فقد يعاني واحد من كل خمسة من الشباب من اضطراب يمكن تشخيصه، ويمكن للوالدين المساعدة من خلال تعلم كيفية تحديد علامات الإنذار المبكر للاضطراب الذي يشعرون بالقلق حياله وعدم الخوف من السؤال عن أفكار وخبرات أطفالهم.

مواجهة حالات الصحة العقلية والحصول على العلاج في وقت مبكر يمكن أن يمنع الاضطراب من الزيادة في شدته أو مدته، وعندما يتم التعامل مع الأمر مبكرًا يمكن إدارة معظم الحالات أو معالجتها بشكل فعال.

وفقًا لبعض التقارير الصادرة عن جمعيات علم النفس وعلاقته بالمراهقة فإن حوالي 91% من المراهقين في الوقت الحالي تزداد لديهم حالات القلق والتوتر والعديد من المشاكل النفسية الأخرى مثل الاكتئاب.. من الممكن أن يكون الأمر ناتج عن ضغط الأهالي المستمر أو المبالغة في ردود الأفعال.

بالإضافة إلى تأثيرات التواصل الاجتماعي مع المقارنات المجتمعية السلبية والأحداث العالمية السلبية، ولعلاج هذا الأمر وهذا القلق الذي يصيب المراهق لابد من الرعاية الدائمة من قِبل الوالدين.

تكون هذه الرعايا متمثلة في تقديم التعاطف والدعم والتركيز على فهمهم بدلاً من الحكم عليهم، يحقق المراهقون المزيد عندما لا يتم الضغط عليهم ليكونوا مثاليين، لذلك يمكن للوالدين تجنب التعبير عن الحاجة إلى الكمال.

من المفيد أيضًا الحفاظ على تشجيع علاقاتهم مع البالغين الآخرين المهتمين بهم مثل المعلمين والموجهين.

التطور النفسي والاجتماعي المواجه للمراهق

يستمر المراهقون في تحسين إحساسهم بالذات من حيث علاقتهم بالآخرين، أشار العالم إريكسون أحد رواد علم النفس بخصوص المراهقة إلى أن مهمة المراهق تتعلق بالهوية بشكل كبير، وبالتالي فإن أغلب الأسئلة التي يواجها المراهق هي: (من أنا؟) و(من أريد أن أكون؟).

لهذا يتبنى بعض المراهقين القيم والأدوار التي يتوقعها آباؤهم لهم، ويطور المراهقون الآخرون هويات معارضة لآبائهم ولكنها تتوافق مع أصدقائهم، وأصبح هذا هو الأمر الشائع حيث أصبحت علاقات الأصدقاء محورًا رئيسيًا في حياة المراهقين.

مع هذا فإن التطور النفس والاجتماعي للمراهق خلال مرحلة المراهقة في علم النفس يعتمد بشكل كبير على العلاقة الإيجابية بين الأطفال وآبائهم على الرغم من الدور الكبير لآباء في الأمر.

اقرأ أيضًا: أعراض المرض النفسي عند المراهقين

أنواع المراهقة وفقًا لعلم النفس

بناءً على المعلومات الناتجة عن دراسة مرحلة المراهقة في علم النفس فهناك ثلاثة أنواع أساسية للمراهقة تظهر على الأفراد تتمثل فيما يلي:

  • المراهقة السوية: في هذه الحالة تمر مرحلة المراهقة في علم النفس بشكل سوي للغاية كأي مرحلة عمرية أخرى دون مواجهة مشاكل، بل يكاد الفرد بها يصل إلى حالة النضج الفكري والوعي الكافي واعتباره مسؤولًا يتم الاعتماد عليه.
  • المراهقة الانسحابية: في هذه الحالة تتمثل المراهقة في رغبة الشخص في الانسحاب والانعزال عمن حوله، وبها يميل إلى البقاء وحيدًا في كثير من الأوقات، وفي هذه الحالة على العائلة التقرب منه والحرص على إظهار الحب والاهتمام به.
  • المراهقة العدوانية: أخطر أنواع مراحل المراهقة، وبها يكون المراهق عصبي للغاية ويصعب السيطرة عليه ويمكن أن يصبح متمردًا ومتعارض مع كل الأفكار من حوله مما ينتج الكثير من الصراعات بينه وبين والديه والتأثير السلبي على العديد من القرارات والخيارات التي يتخذها.

مرحلة المراهقة هي المرحلة التي يواجه فيها الأطفال العديد من المشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية التي تسبق الوصول إلى مرحلة النضج التامة، ويجب على الآباء معرفة كل ما يخص علم نفس المراهقين من أجل أن تمر هذه الفترة بسلام على الآباء والأبناء.

قد يعجبك أيضًا