ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية

ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية هي إحدى أغنى القواعد النحوية التي تعبر عن ثراء اللغة العربية، فيدل ظرف الزمان على زمان وقوع الفعل، بينما ظرف المكان فيدل على مكان وقوع الفعل.

كما يُطلق عليهما في اللغة العربية اسم المفعول فيه، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية.

ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية

بالحديث عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجدر بنا إعطاء نظرة عامة عن تعريف كلٍ من ظرفي الزمان والمكان، وهما:

1- ظرف الزمان

هو اسم منصوب يدل على زمن وقوع الفعل، نحو قولنا: (جئت إلى المنزل عصرًا)، فكلمة (عصرًا) هنا عبرت عن زمن مجيء هذا الشخص إلى المنزل، وبالتالي فهي ظروف زمان أو مفعول فيه منصوب، ومن أمثلة ظروف الزمان الآتي:

  • أبد.
  • حين.
  • وقت.
  • ساعة.
  • يوم.
  • شهر، وغيرها.

اقرأ أيضًا: شرح إعراب ظرف الزمان والمكان

2- ظرف المكان

هو أيضًا اسم منصوب ولكنه يعبر عن مكان وقوع الحدث أو الفعل، نحو: (سأوافيك عند المنزل) فكلمة (عند) هنا عبرت عن مكان مقابلة المتحدث للشخص الموجه إليه الكلام، وبالتالي هي ظرف مكان، ومن أمثلة ظروف المكان:

  • أمام.
  • خلف.
  • عند.
  • يمين.
  • يسار.
  • فوق.
  • تحت.
  • والقياسات المكانية، نحو: كيلومتر، فرسخ، ميل، ياردة وغيرها.

أقسام ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية

ضمن إطار عرض ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب أن ننوه إلى وجود تقسيمين لظروف الزمان والمكان، وهي كما بالنحو التالي:

1- ظروف الزمان والمكان المبهمة

هي كما تم تسميتها تشير للظرف الذي يعبر عن زمان أو مكان غير محدد أو مبهم، فمن ظروف الزمان المبهمة الآتي:

  • أبد.
  • أمد.
  • حين.
  • وقت.
  • زمان.
  • دهر.

كما أنه من ظروف المكان المبهمة والغير محددة بشكل تام، ستجدونها في النقاط التالية:

  • أمام.
  • خلف.
  • وراء.
  • يمين.
  • يسار.
  • فوق.
  • أعلى.
  • تحت.
  • ميل.
  • فرسخ.
  • كيلومتر.
  • بريد.
  • جانب.
  • مكان.
  • ناحية.
  • جهة.

فيجدر الذكر أن ظروف المكان تلك قد تكون مبهمة للمسافة والمكان معًا، مثل: جهة، ناحية، وجهة، فضلًا عن بعض ظروف المكان المبهمة في المكان فقط، نحو: ميل، كيلومتر، فرسخ، قصبة.

اقرأ أيضًا: أمثلة على ظرف الزمان والمكان

2- ظروف الزمان والمكان المختصة

هي ظروف الزمان والمكان التي تشير إلى زمان أو مكان محددين، فمن ظروف الزمان المحددة:

  • ساعة.
  • يوم.
  • ليلة.
  • أسبوع.
  • عام.
  • لحظة.
  • ظهر.
  • عصر.
  • مساء.
  • صباح.
  • سنة.
  • أيام الأسبوع.
  • أسماء الشهور.
  • أسماء الفصول الأربعة.
  • كما أن ظروف الزمان المبهمة إذا تم إضافة خبر بعدها يزيل إبهامها تتحول بذلك إلى ظرف زمان محدد، مثل: وقت الشتاء، حيث إن كلمة (وقت) من الظروف الزمانية المبهمة كما أشرنا سابقًا، ولكن عندما أضفنا إليها كلمة (الشتاء) أصبحت محددة وذهب الإبهام.

أما بالنسبة لظروف المكان المحددة، فيوجد لها العديد من الأمثلة، نحو:

  • مدرسة.
  • مكتب.
  • مسجد.
  • بلد.
  • مدينة.
  • دار.
  • منزل.
  • أسماء البلاد والمدن.
  • أسماء الجبال.
  • اسماء القرى.

تقسيم ظروف الزمان والمكان نحويًا

ضمن إطار حديثنا عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية، يجب أن نسلط الضوء على نوعين من ظروف الزمان والمكان من الناحية النحوية والإعرابية، ألا وهما: الظروف المبنية والظروف المعربة، كما أننا أشرنا سابقًا أن ظرفي الزمان والمكان يُطلق عليهما اسم المفعول فيه وبالتالي يدخلان ضمن إطار المفاعيل.

أما عن سبب هذه التسمية فقد أشار علماء النحو أن سبب إطلاق المفعول فيه على ظرف الزمان والمكان يرجع إلى أنه يمكن أن يتم تقديره بحرف الجر (في)، وإذا لم يحل هذا الأخير محلها فلا يُعد مفعولًا فيه، وسوف نتحدث عن تقسيم ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية إعرابيًا كما بالنحو التالي:

1- الظروف المبنية

هو الظرف الذي يقع في آخره حركة إعرابية واحدة، ولا يتأثر بالعوامل التي قد تدخل عليه، وهو كالآتي:

  • ظروف مبنية على الضم: نحو: (حيثُ ـ قطُ ـ منذُ) وتلك الظروف يتم إعرابها على أنها ظرف زمان أو مكان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه، نحو قولنا: (لم أسافر بالخارج قط) فإعراب (قط) هنا كالآتي: ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه.
  • ظروف مبينة على الفتح: نحو: (الآنَ ـ أيَّانَ ـ هنَاكَ ـ ثَمَّ ـ ثَمَة ـ هنَالك) وتلك الظروف تُعرب ظرف زمان أو مكان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه، نحو قولنا: (الآن سأذهب للمدرسة) فإعراب (الآن) هو: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه.
  • ظروف مبنية على الكسر: نحو: (أمسِ) هذا الظرف يتم إعرابه ظرفًا للزمان مبنيًا على الكسر في محل نصب مفعول فيه فقط في حالة التنكير، ولكن إذا تم إضافة (أل) إليه ففي تلك الحالة لا يُعد ظرفًا للزمان.
  • ظروف مبنية على السكون: نحو: (لدىْ ـ مُذْ ـ إِذْ) وهذه الظروف تُعرب ظرف زمان أو مكان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه، نحو قولنا: (أحببتكِ مُذْ كنتِ طفلة) فكلمة (مُذْ) هنا ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه.
  • كما أن الظروف المبنية للزمان مجمعة هي: (إذا ـ متى ـ أيّان ـ إذ ـ أمس ـ الآنَ ـ مُذ ـ مُنذُ ـ قطُّ ـ عَوضُ ـ بينا ـ بينما ـ ريث ـ ريثما ـ كيفَ ـ كيفما)
  • أما الظروف المبنية للمكان فهي: (حيثُ ـ هنا ـ ثمَّ ـ أينَ ـ ثمَّة).
  • فضلًا عن وجود بعض الظروف المبنية التي تشترك بين الزمان والمكان، وهي: (أنّى ـ لدى ـ لدن ـ قبلُ ـ بعدُ).

2- الظروف المعربة

هي الظروف المختصة والمبهمة التي سبق وأشرنا إليها بالأعلى، فهي تُعرب مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

عامل ظروف الزمان والمكان

بصدد الحديث عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب أن نسلط الضوء على العامل الذي يتعلق بالظرف، وهي:

  • الفعل الظاهر: هو ما يساهم وجوده في جعل الاسم منصوبًا على الظرفية، مثل قولنا: (ذهبت مساء أمس) حيث إن الفعل (ذهبت) هو العامل في نصب (أمس) سواء على إنه مفعول به أو مفعول فيه أو جره بحرف جر.
  • الفعل المقدر: حيث قال علماء البصرة أن هذا الفعل يُقدر لنصب الاسم على الظرفية، ولم يوافقهم في ذلك علماء الكوفة، ومن أمثلة الفعل المقدر: (الرجل وراءك) حيث إن تقديرها (الرجل يقف وراءك)
  • المصدر: حيث إنه من الممكن أن يحل المصدر محل الفعل لنصب الاسم على الظرفية وهذا لأن المصدر يدل على حدث ولكنه غير محدد بزمن مقارنة بالفعل، مثل: (نجاحك اليوم أسعدني كثيرًا).
  • الوصف: هو وضع اسم مشتق قبل الظرف، سواء: اسم فاعل أو اسم مفعول أو صيغة مبالغة أو صفة مشبهة، وذلك مثل: (الدعاء محبوب فجرًا).

اقرأ أيضًا: تدريبات على أدوات الاستفهام

حالات حذف عامل ظروف الزمان والمكان

استكمالًا لحديثنا عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية نشير لحالات حذف عامل ظرف الزمان والمكان، وهي كالآتي:

  • حالات جواز حذف العامل: إذا كان العامل واقعًا كجواب لاستفهام، نحو قولنا: (متى ستهاجر؟) فيجوز الرد: (سأهاجر يوم الغد) أو (يوم الغد).
  • حالات وجوب حذف عامل ظروف الزمان والمكان: يوجد الكثير من حالات وجوب حذف العامل، ومنها:
  • إذا كان ظرف المكان أو الزمان يقعان كخبر في الجملة فيتم حذف العامل وجوبًا، نحو قولنا: (الموعد غدًا) وتقديرها (الموعد كائن غدًا).
  • إذا كان ظرف المكان أو الزمان يقعان كحال في الجملة فيتم حذف العامل وجوبًا، نحو قولنا: (اختفى القمر خلف السحاب) وتقديرها (اختفي القمر كائنًا خلف السحاب).
  • إذا كان ظرف المكان أو الزمان يقعان كنعت أو صفة في الجملة فيتم حذف العامل وجوبًا، نحو قولنا: (رأيت نجمًا بين الغيوم) وتقديرها (رأيت نجمًا لامعًا بين الغيوم).
  • إذا كان ظرف المكان أو الزمان يقعان كصلة موصول في الجملة فيتم حذف العامل وجوبًا، نحو قولنا: (منحتك القلم الذي لديَّ) وتقديرها (منحتك القلم الذي وُجِد لديَّ)

ما الذي ينوب عن الظرف؟

في إطار عرض ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب أن نشير للحالات النيابة عن ظرف الزمان والمكان، وهي ست حالات، وهي:

  • اللفظ المضاف إليه الظرف: مثل:
  • كل.
  • بعض.
  • جميع.
  • عامة.
  • نصف.
  • ربع.
  • معظم، وغيرها.

فهذه الألفاظ إذا جاءت في الجملة وكان ظرف الزمان مضافًا إليها نابت تلك الألفاظ عنه، نحو: (نمت كل الليل) فاللفظ (كل) هنا ناب عن كلمة (الليل) وحل محله، وبالتالي فإعراب (كل) مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • صفة لظرف: حيث إنه جاءت صفة الظرف قبله وليس بعده فهي تحل محله وتأخذ مكانه، نحو: (جريت كثيرًا من الوقت) فكلمة (كثيرًا) وقعت صفة ل(الوقت) وجاءت قبلها، وبالتالي تحل محلها وتأخذ إعرابها، فيصبح إعراب (كثيرًا) هو: مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • أسماء الإشارة: حيث إنه إذا جاءت أسماء الإشارة مشيرة إلى الظرف ووقعت قبله فتحل محله وتنوب عنه، نحو قولنا: (عملت هذا اليوم عملًا جادًا) فاسم الإشارة (هذا) أشار لظرف الزمان (اليوم) وبالتالي يمكن أن يحل محله، وإعرابه هنا: الهاء للتنبيه حرف مبني لا محل له من الإعراب، و (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه أو ظرف زمان.
  • الأعداد: حيث إنه إذا جاء العدد تمييزًا للظرف أو المفعول فيه ففي تلك الحالة ينوب عنه ويأخذ مكانه وإعرابه، نحو قولنا: (جريت أربعين دقيقة) فالعدد (أربعين) هو تمييز ل(دقيقة) وبالتالي يمكن أن يحل محله، فإعراب (أربعين) هنا: مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
  • المصدر: حيث إنه من الممكن أن ينوب المصدر عن الظرف إذا وقع الظرف مضافًا إليه بعده، فيقوم في تلك الحالة بالحلول مكان الظرف، نحو قولنا: (رحلت صلاة العصر) فكلمة (صلاة) هنا جاءت قبل الظرف وأخذت محله، فيتم إعرابها بأنها مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره و (العصر) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة).
  • بعض الألفاظ المسموعة عن العرب، نحو: (أحقًّا أنَّك عائد؟) أو (وجهد رأيي إنه لفتى صالح) أو (غير شكٍّ إنك عائد) فالألفاظ (حقًّا، جهد، غير) كل منهما يُعرب مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

إعراب ما بعد ظرف الزمان والمكان

في إطار الحديث عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب أن نشير إلى إعراب ما يأتي بعد ظرف الزمان والمكان، وسنعرض ذلك عن طريق الأمثلة:

  • (سأوافيك عند المنزل) فإعراب (عند) ظرف مكان مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، (المنزل): مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وبالتالي فإن كل ما يأتي بعد ظروف الزمان والمكان مضاف إليه.
  • كما يوجد بعض الظروف، مثل: (إذ، إذا، حيث) التي قد تدخل على الجملة الأسمية أو الفعلية، وفي تلك الحالة تُعرب تلك الجملة في محل جر مضاف إليه، نحو: (رحلت حيث بدأت الدراسة) فإعراب (حيث) ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه، والجملة الفعلية من (بدأت) في محل جر مضاف إليه.

اقرأ أيضًا: ضمائر الملكية في اللغة العربية

أمثلة على ظرفي الزمان والمكان في القرآن الكريم

في حديثنا عن ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب علينا أن نسلط الضوء على بعض الأمثلة لتلك القاعدة في القرآن الكريم، ومنها:

  • قوله – تعالى -: (فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [سورة يس: الآية 54]

فكلمة (الْيَوْمَ) هنا ظرف زمان مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • قوله – تعالى -: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) [سورة البقرة: الآية 115].

فكلمتي (الْمَشْرِقُ) و (الْمَغْرِبُ) ظرفا مكان منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة.

  • قوله – عز وجل -: (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [سورة يونس: الآية 48]

فكلمة (متى) ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.

  • قال – تعالى -: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [سورة الرحمن: الآية 37]

فكلمة (إذا) ظرف زمان مبني على السكون في نصب مفعول فيه.

أمثلة على ظرفي الزمان والمكان في الشعر العربي

استفاضة في عرض ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية يجب أن نسلط الضوء على بعض الأمثلة لظرفي الزمان والمكان من الشعر العربي، ومنها:

  • ويومٍ كليلِ العاشقينَ كَمَنتهُ * أُراقبُ فيهِ الشمسَ أيّانَ تًغرُبُ

فيوجد ظرف زمان في هذا البيت الشعري، ألا وهما: (يوم): ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و(أيان): ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه.

  • ساعة ثَمَّ انتحارها وابل * ساقط الاكناف واهٍ منهمر

فكلمة (ساعة): ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و(ثَمَّ) ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه.

  • قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم * واليوم احمي حماهم كلما نكبوا

فكلمة (اليوم): ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ظروف الزمان والمكان في اللغة العربية من القواعد الغنية ولها العديد من الأمثلة في القرآن الكريم والشعر العربي.

قد يعجبك أيضًا