حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها

حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها يحث المسلمين ويمنحهم الدفعة الأمامية نحو التقرب من الله بأداء عباداته، فإن الصلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن الضروري أن يهتم بها المُسلم وهذا ما يتم توضيحه من خلال حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها والذي سوف يتم عرضه من خلال موقع زيادة.

حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها

إن الصلاة لها الأجر العظيم عند الله، ومن خلالها يستطيع الإنسان التواصل مع الله سبحانه وتعالى، كما أنها تساعده على التحدث إلى الله في خضوع وخشوع، كما أنها فرصة للعبد لطلب جميع ما يتمناه من أمنيات من الله سبحانه وتعالى مُتيقنًا من استجابته له، فهي تملأ قلب المسلم باليقين لوجود الله –عزَّ وجلَّ-.

هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي يتضح من خلالها فضل أداء الصلاة في أوقاتها، ونظرًا لأهمية الأمر سوف نتطرق نحو عرض حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها عبر السطور التالية:

1- فضل تطهر المسلم وأداء الخمس صلوات

في أحد الأحاديث الشريفة تم ذِكر الفضل الذي ينال منه المُسلم عندما يتطهر طهورًا كما أمر به الله وتوجه نحو الصلاة وكان ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، فيُتِمُّ الطُّهُورَ الذي كَتَبَ اللَّهُ عليه، فيُصَلِّي هذِه الصَّلَواتِ الخَمْسَ، إلَّا كانَتْ كَفّاراتٍ لِما بيْنَها” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث يوضح أن المسلم الذي يمتنع عن فعل المُحرمات ويتقرب إلى الله بفعل الخير، ويظل محافظًا على طهوره، من أجل التحفظ على الصلاة في وقتها كاملة فإنه يكون من الصابرين الذين يتغلبون على شرور أنفسهم، ولم يطيعونها في فعل المعاصي.

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الفضل الذي ينال منه هؤلاء الأشخاص والذي يكون بإحسان الوضوء لأن الوضوء يُعد النصف الأول من الصلاة، ويكون به تطهير للذنوب وغفران للمعاصي.

يُكفر المُسلم بهذا الوضوء والتوجه إلى الصلاة جميع المعاصي والذنوب، وينال بهذا الفعل أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وبها تقرب من رضا الله من خلال فعل ما أمر به، والابتعاد عما نهى عنه.

اقرأ أيضًا: سنن الصلاة عند المالكية

2- فضل صلاة الجماعة في وقتها

إن هذا الحديث الذي سوف نقوم بعرضه لم يعتمد فقط على توضيح فضل الصلاة، وإنما اهتم الرسول قدوتنا بأن يوضح من خلاله الفضل العظيم الواقع على صاحبه في حال قيامه بصلاة الجماعة بوقتها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاةُ الرَّجلِ في جماعةٍ تزيدُ علَى صلاتِه في بيتِه وصلاتِه في سوقِه خمسًا وعشرينَ درجةً وذلِك بأنَّ أحدَكم إذا تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ وأتى المسجدَ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ ولا ينهزُه إلَّا الصَّلاةُ لم يخطُ خطوةً إلَّا رُفعَ لَه بِها درجةٌ وحطَّ عنهُ بِها خطيئةٌ …”

“… حتَّى يدخلَ المسجدَ فإذا دخلَ المسجدَ كانَ في صلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ هيَ تحبسُه والملائِكةُ يصلُّونَ علَى أحدِكم ما دامَ في مجلسِه الَّذي صلَّى فيهِ ويقولونَ اللَّهمَّ اغفر لَه اللَّهمَّ ارحمهُ اللَّهمَّ تب عليهِ ما لم يؤذِ فيهِ أو يُحدث فيهِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما أعظم الصلاة في جماعة، كم يتمنون النساء القيام بصلاة الجماعة من أجل نيل الثواب الذي حظي به الرجل من هذه الصلاة، ويُعد هذا الحديث أعظم حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها.

هذا الحديث يوضح أن الخطوة التي يسيرها الرجل متوجهًا نحو المسجد من أجل صلاة الجماعة ينال بها غفران لذنب قام بفعله، وتسقط بها خطيئة من خطاياه.

كما أن من يقوم بالصلاة في المسجد مُحسنًا الوضوء ولم يأتِ إلى المسجد إلا من أجل الصلاة فقط، ويقوم بها يُرفع قدره، وشأنه عند الله سبحانه وتعالى، وتُرفع درجاته درجة.

الذي يدخل المسجد ويُصلي فإن الملائكة يستغفرون عنه طالبين العفو والمغفرة له من الله، ويدعون إليه بالتوبة عن المعاصي، ما دام لم يُحدث أذى بالمسجد، وأدى فريضته فقط به وذهب.

3- تأكيد الرسول على الصلاة

إن التأكيد على الصلاة أمر كافي يمكن أن يتبين من خلاله فضلها، وهذا ما فعله قدوة المسلمين اجمعين، قام بالتأكيد على الصلاة في حديثه الشريف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كانت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانُكم حتى جعل يُجلجِلُها في صدرهِ وما يَفيضُ بها لسانُه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين في أمور عديدة لكي ينالوا بها الأجر والثواب عند الله، ويكون صُحبةً له في الجنة، ولكنه قد اهتم بالصلاة كثيرًا.

تبين ذلك في الحديث الذي تم ذكره في قوله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة ومن هنا يتبين أهمية الصلاة، وما تمنحه من شأن عظيم، ومكانة عالية للمسلم عند الله سبحانه وتعالى.

كما أن هذا التأكيد يُشير إلى عظمة تيسير الأمور، والتخلص من الذنوب التي يغرق بها المسلم مرارًا وتكرارًا، وما تفعله من تقوية أواصر العلاقات بين العبد وربه.

كما أن هذا التأكيد به تحذير وكان بغرض لفت الانتباه للمسلمين من تركها، أو ضياع وقتها عند المقدرة على صلاتها في أوقاتها، فهي تُحافظ على الإنسان وتعصمه من فعل الذنوب، وتساعده على مجاهدة نفسه والارتقاء بها نحو الأمور الحسنة.

4- الصلاة وأداء الأمانة

أكد الرسول في هذا الحديث على ضرورة طهارة المُسلم، فهي جزء لا يتجزأ من المحافظة على نفسه، وسعيه نحو نيل الثواب، والبُعد عن العقاب.

اتضح ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلواتُ الخمسُ والجُمُعة إلى الجُمُعة وأداءُ الأمانة: كفَّارةٌ لما بينها، قلت: وما أداءُ الأمانة؟ قال: غُسلُ الجنابةِ، فإنَّ تحت كلِّ شَعرةٍ جَنابةً” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في الحديث الشريف المسبوق ذكره استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُرشد المُسلمين نحو الأمور الهامة التي لا بُد على كل مُسلم الاقتداء بالرسول في فعلها، والأخذ بنصيحته، حيث إن هذا الحديث لم يعُد حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها فحسب.

فقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم الإنسان المُسلم أن النظافة من الإيمان، وهذا الأمر اتضح في ذكر قول أداء الامانة فعندما سُئل عنها النبي قال إنها تعني الاغتسال من الجنابة.

إن أداء الصلوات الخمس في وقتها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وتكفير للذنوب والمعاصي التي ارتكبها المؤمن، ولا يقل في ثوابها شيء من الاغتسال من الجنابة.

فإن اغتسال المُسلم من الجنابة وبقائه طاهرًا يمنحه فرصة أداء الصلاة بأي وقت، والقدرة على المحافظة عليها، والذهاب على المسجد والحصول على ثواب الذهاب إليه ودعاء الملائكة، فإذا كان الإنسان على جنابة فإنها تحجبه عنه التواصل مع الله وأخذ الثواب، لذا فإنها على علاقة طردية معًا.

اقرأ أيضًا: أفضل وقت لصلاة الضحى 

5- صلاة تلي المكتوبة في فضلها

لم يقتصر حديث الرسول مع المُسلمين وإرشادهم فقط على الحديث عن الصلوات الخمس الأساسية المكتوبة، وإنما قد أرشدهم نحو الصلوات التي تليها في الحصول على فضل الصلاة، واتضح ذلك في الحديث الشريف التالي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث يتطرق نحو فضل صلاة قيام الليل، وهي الصلاة التي تلي الصلوات الخمس وسننها، والتي يُستحب على المُسلم أدائها، فقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فيها استجابة للدعوات، وتحقيق للأمنيات، ويرتفع بها المؤمن درجات.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل للصيام جانبًا من حديثه عندما سُئل عن أفضل أيام للصيام بعد صيام الشهر الحرام، وذكر أنه صيام شهر مُحرم، حيث إنه به تقرب وعبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.

6- دُعاء الصلاة لمُتقنها

إن المُسلم عندما يقوم بأداء الصلاة بإتقان، ينال شرف دعائها، وهذا الأمر لم يُلم به الكثير، وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على توضيحه في قوله: “إذا أحسنَ الرجلُ الصلاةَ فأتمَّ ركوعَها وسجودَها قالتْ الصلاةُ: حفِظَكَ اللهُ كما حفظْتَنِي، فتُرفعُ، وإذا أساءَ الصلاةَ، فلمْ يُتِمَّ ركوعَها وسجودَها، قالت الصلاةُ: ضيَّعَكَ اللهُ كما ضيعتَني: فَتُلَفُّ كمَا يُلَفُّ الثوبُ الخَلَقُ فيضربُ بها وجهُهُ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن الصلاة قادرة على الدعاء للإنسان ورفعه درجة من درجاته ونيل الثواب العظيم ودعاء بالحفظ واخير والبركة، وقادرة على التقليل من الإنسان بالدعاء عليه ويكون دعائها على الإنسان بالضياع.

يمكن للمُسلم تجنب هذا الأمر من خلال أداء الصلاة بشكل صحي وبه تقوى وتضرع إلى الله، وأداء الركوع والسجود على أكمل وجه، دون أن يُقصر بهما وسوف ينال مكانةً عظيمة عند الله، ففي عدم الخشوع بها خسارة كبيرة ولا يجدها شافعةً له يوم القيامة.

7- الصلاة ركيزة الحساب

قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها يوضح أهمية الصلاة يوم يقوم الحساب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أولُ ما يحاسبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، فإنْ كان أكملَها كُتِبَتْ لهُ كَامِلَةً، وإنْ لمْ يكنْ أكملَها قال للملائكةِ: انظُروا هل تجدونَ لعبدي من تَطَوُّعٍ فَأَكْمِلوا بِها ما ضيَّعَ من فريضةٍ، ثُمَّ الزكاةُ، ثُمَّ تؤخذُ الأعمالُ على حسبِ ذلكَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في هذا الحديث استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم توضيح فضل الصلاة، ومدى أهميتها للمسلم، ومدى تأثيرها على المسلم في يوم القيامة.

حيث إن أول ما يتم سؤال العبد عليه في الحساب هي الصلاة، وإذا قام بتأديتها كام يجب أن تكون أم غير ذلك، كما أن الصلاة شرط أن تكون كاملة وفي خشوع من أجل نيل ثوابها، ومن أجل نيل شفاعتها يوم القيامة.

فوائد الصلاة

من خلال عرض حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها سوف نتطرق إلى التعرف إلى فوائد الصلاة التي ينالها المُسلم من أدائه لها، ومنها ما يلي:

  • إن الصلاة تبث الراحة في القلوب، وتتسبب في إحساس الإنسان بالطمأنينة.
  • تهدي الإنسان إلى الصحيح وتُرشده نحو الخير.
  • يهتدي الإنسان إلى العمل الصالح بفضل ما يفعله من أمور صالحة تتمثل في الصلاة.
  • تمنع الإنسان من فعل المعاصي لأنه تجعله دائمًا مُتطهرًا.
  • ينال بها الإنسان أعلى درجات الجنة.
  • يستطيع الإنسان من خلالها التخلي عن الصفات السيئة، واكتساب صفات حميدة.
  • تساعد على التخلص من الاضطراب النفسي.
  • تمنح الإنسان القدرة على التخلص من شعور الحيرة بالاهتداء بها، وطلب العون من الله.
  • في صلاة قيام الليل رزق وفير وتلبية للاحتياجات.
  • تبعد الإنسان عن الجشع والطمع.
  • بها مغفرة للذنوب والمعاصي، ونيل الحسنات التي تُذهب السيئات.
  • تساعد على خلق روح وأجواء من الترابط بين الناس وبعضهم البعض وتحقق ذلك من خلال صلاة الجماعة، ويُعد هذا من الجوانب الاجتماعية التي تعود الصلاة بفضل كبير عليها.
  • كما أن لها تأثير نفسي من خلال شعور العبد بأنه أقرب إلى الله مما يساعده على التوكل على الله في جميع أموره ويجد الخير مقابل ذلك.

عقوبة تارك الصلاة

إن الصلاة فرض على كل مُسلم ومُسلمة، وعدم أداء تلك الفروض تؤدي إلى الكثير من الأمور السيئة التي يلقاها الإنسان فالمُسلم في حياته، وتكون عقابه لتركه الله سبحانه وتعالى والابتعاد عنه، ويمكن التعرف على عظمة هذا الإثم وعقوبته من خلال عرض حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها، وتكون العقوبة كالآتي:

  • من يترك الصلاة يُصاب بالهم والحزن المتواصل، وتطور حالته النفسية إلى الأسوأ.
  • يخسر الإنسان كثيرًا يوم القيامة عند الحساب لأنه يكون غير صالح.
  • من ترك الصلاة يكون مأواه جهنم.
  • لكن من تاب عن تركه الصلاة فقد اختلف في أمره الكثير من العلماء من حيث أن يكون مأواه حسنًا بالآخرة أو ينال عذاب.
  • ترك الصلاة به هلاك في الحياة والممات.

اقرأ أيضًا: حكم الصلاة قبل الأذان

نصائح لتارك الصلاة

من السهل أن يتجه تارك الصلاة إلى مقاومة هذا الفعل القبيح، والتخلي عنه، وذلك من خلال قراءة حديث شريف عن فضل الصلاة على وقتها واتباع النصائح الآتي:

  • من المهم مجاهدة النفس للتخلي عن هذا الأمر.
  • عند سماع الأذان الاستعاذة بالله من الشيطان أمر هام من أجل تجنب وساوس ترك الصلاة.
  • البقاء على وضوء طوال الوقت من أجل التحفيز على انتظار الأذان.
  • قراءة قصص دينية، ولمشاهدة الأفلام الدينية.
  • كثرة التسبيح بنية الاستمرار في الصلاة.

من الأمور الهامة التي تأتي بنتيجة هائلة لأداء الصلاة في وقتها كثرة الدعاء، وطلب الثبات من الله، والاستمرار بأن يكون سندًا له في مجاهدة ذاته والتغلب على وساوس الشيطان.

قد يعجبك أيضًا