يبحث الكثير عن تفسير آية وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ذكرت هذه الآية في سورة الأنبياء رقم 87، وفيما يلي سوف نذكر لكم تفسير هذه الآية بالتفصيل.
تفسير أية وذا النون إذ ذهب مغاضبا
- قصة آية وذا النون إذ ذهب مغاضبا ذكرت في سورة “الصافات” كما أنها ذكرت في سورة “ن”، حيث أن الله سبحانه وتعالى قام بإرسال يونس عليه السلام إلى أهل قرية يطلق عليها قرية “نينوى” حيث أنها قرية تتواجد في أرض الموصل من أجل الدخول في الإسلام ولكنهم أبوا عليه واستمروا في كفرهم.
- وبعد ذلك خرج يونس عليهم السلام من أظهرهم غاضباً وقال لهم بالعذاب بعد ثلاث وبعد أن تأكدوا من كلامه خرجوا إلى الصحراء باغنامهم وأطفالهم ثم قاموا بالتفريق بين الأولاد والأمهات.
- وفي النهاية تضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى، فبعد أن أسلموا قام الله عز وجل برفع العذاب عنهم، قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة يونس الآية رقم 98 ” فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين”.
- أما عن يونس عليه السلام فهو ركب في سفينة فيها الكثير من القوم مما جعل السفينة تتلجلج بهم وخافوا من الغرق، ولذلك قاموا بعمل قرعة على رجل من أجل إلقائه في الماء.
- فأول قرعة قاموا بها ظهر لديهم أول شخص وهو يونس عليه السلام ثم قاموا بتكرار القرعة مرة ثانية وثالثة وأيضاً ظهر لهم سيدنا يونس، قال الله تعالى في سورة الصافات الآية رقم 141 ( فساهم فكان من المدحضين )، وتعني الآية أن القرعة وقعت على يونس عليه السلام.
يمكن التعرف على معلومات عن ن والقلم وما يسطرون وتفسيرها ولماذا سميت سورة القلم بهذا الاسم؟ أضغط هنا: ن والقلم وما يسطرون وتفسيرها ولماذا سميت سورة القلم بهذا الاسم؟
موقف سيدنا يونس من إلقائه في الماء
- قام سيدنا يوسف عليه السلام بخلع ملابسه ثم قام بإلقاء نفسه في الماء، ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل له من البحر الأخضر حوت يشتق البحر فبعد أن ثم جاء الحوت وبلع سيدنا يوسف في فمه عندما ألقى نفسه من السفينة مباشرة.
- الله عز وجل أمر الحوت بأن لا يأكل منه لحماً ولا عظما، أما بالنسبة لآية وذا النون اذ ذهب مغاضبا قوله “ذا النون” يعني الحوت، أما قوله “إذ ذهب مغاضبا”.
- أي تعني نضيق عليه في بطن الحوت، واستشهد عليه كلاً من الضحاك ومجاهد وابن عباس بقوله تعالى ( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ).
ما روى عن سيدنا يونس عندما ألقي في الماء
- وبعد أن قمنا بتفسير آية وذا النون إذ ذهب مغاضبا فسوف نذكر لكم تفسير أية “فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، حيث روى ابن مسعود عن هذه الآية ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر، وظلمة الليل وذلك رواه كلاً من سعيد بن جبير، ومحمد بن كعب، والضحاك، والحسن، وقتادة.
- كما أن ابن مسعود قال أن الحوت ذهب بسيدنا يونس في البحار لكي يشقها وانتهى به الأمر إلى قرار البحر فسمع يونس تسبيح الحصى وهنا جاءت أية (لا إله إلا أنت سبحانك).
- أما عن عوف فقال لما صار يونس في بطن الحوت فاعتقد أنه مات ثم قام سيدنا يونس بتحريكها فسجد على الأرض وتحدث مع الله وقال يا رب، اتخذت لك مسجداً في موضع ما اتخذه أحد.
- ومحمد بن إسحاق، قال عن عبد الله بن رافع سمع أبا هريرة يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت ، أوحى الله إلى الحوت أن خذه ، ولا تخدش لحما ولا تكسر عظما
- فلما انتهى به إلى أسفل البحر ، سمع يونس حسا ، فقال في نفسه : ما هذا؟ فأوحى الله إليه ، وهو في بطن الحوت : إن هذا تسبيح دواب البحر . قال : فسبح وهو في بطن الحوت ، فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا ، إنا نسمع صوتا ضعيفا [ بأرض غريبة ] قال : ذلك عبدي يونس ، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر . قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ . قال : نعم “
يونس عليه السلام في بطن الحوت
من الجدير بالذكر أن بعد أن ألقي يونس في البحر قام الله تعالى بإرسال حوت من أجل أن يحميه من الغرق، كما أن الله سبحانه وتعالى حمى يونس من الحوت من الكسر أو من تناول الحوت لعظم سيدنا يونس.
حيث أن يونس عليه السلام كان يتخذ بطن الحوت سجناً لهم، كما أنه محاط بظلمة البحر وأيضاً ظلمة بطن الحوت، كما أنه ظل يتحدث مع ربه ويقول (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فالله سبحانه وتعالى استجاب لدعوته ثم قام الحوت بإلقائه على البحر، ولكن عندما خرج من بطنه فكان مريضاً ولذلك أنبت الله سبحانه وتعالى ليونس شجرة من أجل أن يتناول منها.
لا يفوتكم التعرف على معلومات عن نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: مآخذ التفسير في كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور أضغط هنا: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: مآخذ التفسير في كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
تعرف على ذكر يونس عليه السلام في القرآن الكريم
- يونس عليه السلام ذكر في الكثير من السور القرآنية والتي منها سورة الأنعام والصافات والنساء بالإضافة إلى السورة التي اطلق عليها سورة يونس، ولكن تم ذكر لقبه صريحاً في بعض من السور.
- أما عن لقبه فذكر مرتين في سورة الأنبياء بلقب “ذي النون”، أما اللقب الآخر في سورة القلم وأطلق عليه “صاحب الحوت”، ومن المعروف أن الأنبياء والرسل كانوا يقومون بالدعوة إلى الإسلام في القرى.
- كما أن الرسل كانوا قدوة لأقوامهم فوجد من آمن بالله والبعض الآخر كفر به، ومهمة الرسل هو إقامة الحجة على قومه، فذكر في كتاب الله العزيز قال تعالى (وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى).
يمكن التعرف على معلومات عن آمن الرسول بما انزل اليه من ربه وتفسير الاية أضغط هنا: آمن الرسول بما انزل اليه من ربه وتفسير الاية
دروس مستفادة من قصة يونس عليه السلام
- الإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى على وقوفه بجانب كل مسلم عند وقوعه في الشدائد.
- أن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده بشرط أن تكون التوبة صادقة، قال الله تعالى )فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ(.
- الدعاء الذي لجأ إليه سيدنا يونس ونجاته من بطن الحوت له الكثير من الفضائل، حيث أن هذا الدعاء ليس مخصص لسيدنا يونس فقط بل للمسلمين بأجمعهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا نزَل برجلٍ منكم كَربٌ، أو بلاءٌ، مِن أمرِ الدنيا دعا به ففرَّج عنه ؟ دعاءُ ذي النونِ : لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانَكَ إني كنتُ منَ الظالِمينَ(.
وقد قدمنا لكم في هذا المقال تفسير آية وذا النون ذهب مغاضبا، كما قدمنا لكم في السابق الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس عليه السلام، وفي حالة وجود أي استفسار لا داعي للتردد في وضع تعليق وسنقوم بالرد عليكم في أقرب وقت.