آثار فلسطين

تعتبر آثار فلسطين من أهم المعالم التاريخية العريقة الموجودة في كافة مدن وأراضي فلسطين، والجاذبة لمختلف بقاع العالم، فمنها ما هو مقدسٌ ذو مكانة دينية عند المسلمين أو المسيحيين أو اليهود، ومنها ما هو تاريخي يعكس التاريخ المجيد للمنطقة، ومنها ما هو جاذبًا للسياح لأنه يعكس الفنون والهندسة المعمارية الفارسية والرومانية وغيرها من الفنون، لذلك من خلال موقع زيادة سنقدم بعضًا من أهم وأبرز آثار فلسطين.

آثار فلسطين

فلسطين هي أرض ملتقى الأديان السماوية، ففيها القدس مدينة السلام القبلة الأولى للمسلمين، وبها كانت حادثة الإسراء والمعراج المباركة، ويتوافد إليها المسلمون زائري المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة علاوةً على ما تذخر به من معالم مقدسة عند المسيحيين، حيث كنيسة المهد وكنيسة القيامة، وغيرها من المعالم.

يوجد عدة معالم سياحية وتاريخية أخرى في محافظات ومدن فلسطين، ونذكر أهمها فيما يلي:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تاريخ مدينة الخليل في فلسطين

المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس

إن للقدس أهمية مرموقة تاريخيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، فهي مرآة حضارة ومكانة فلسطين، وهي السبب في طمع الغزاة، والشاهد على ذلك ما شهدته المدينة من مواقع وحروب جالوت واليرموك وحطين وأجنادين، وبما أن القدس هي ملتقى الأديان فإننا نشير أن لهذه المدينة أهمية كبيرة عند المسلمين، علاوةً على كونها مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج المباركة.

المسجد الأقصى المبارك

أتم بناءه بعد والده الوليد بن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي في عام 705م، تم إصلاح أجزاءه غير مرة، وهو يقوم على 53 عمود من الرخام، و49 سارية.

أمر صلاح الدين الأيوبي بإصلاحه بعد إتلاف الصليبيين له إبان احتلالهم لبيت المقدس، وأمر أن تكون قبته من الفسيفساء، والمنبر من العاج.

للمسجد 14 باب، وعدة مآذن مثل مئذنة باب المغاربة وباب السلسلة، علاوةً على الأروقة والأسبلة والمصاطب الخاصة بالمسجد، ويوجد في ساحة الحرم الشريف عدة قباب من أهمها قبة الصخرة المشرفة.

قبة الصخرة

تعتبر في شمال الحرم القدسي، وهي أمام المسجد الأقصى، تم تسميتها بقبة الصخرة لأنها بُنيت فوق الصخرة الشريفة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج المباركة.

بدأ بناؤها في عام 685 ميلاديًا وتم الانتهاء من البناء في عام 691 ميلاديًا، وتحت القبة نفسها يوجد 16 نافذة تتركز على 12 عامود دائري، بالتحديد على 4 دعامات، ليكون للقبة شكل ثماني، وتم تزيين الجدران بالزخارف والنقوش لتصبح غاية في الجمال المعماري، وتعكس قبة الصخرة امتزاج الهندسة الإسلامية مع الرومانية والفارسية.

مسجد عمر بن الخطاب

عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام 636 ميلاديًا فاتحًا للقدس، زار كنيسة القيامة، وأثناء مكوثه بداخله شرع المؤذن بالأذان، فخرج عمر ليصلي بالخارج، وكان في حكمته ألّا يصلي بداخل الكنيسة حتى لا يتخذها المسلمون اقتداءً من بعده، لذلك قام بتأدية الصلاة في مكان خارج الكنيسة وقريبٌ منها، قام المسلمون بعد ذلك ببناء مسجدًا في الناحية التي صلى فيها عمر رضي الله عنه، ليكون اسم المسجد نسبةً له.

حائط البراق

يحيط هذا الحائط بالحرم الشريف من جهة الغرب، ويبلغ طوله حوالي 47 مترًا، وتم بناؤه من الحجارة، أما عن تسميته بالبراق فذلك لأنه في ليلة الإسراء المباركة قام الرسول بربط ناقته عند هذا الحائط، فبرقت الناقة، لذلك أطلق المسلمون عليه البراق.

أما عن اليهود فيطلقون عليه حائط المبكى، لأنهم يزعمون أنه من بقايا هيكل هيرودوس المقدس خاصتهم، فيتخذونه مكانًا مقدسًا للزيارة ويبكون عنده، كان هذا الحائط محلًا للخلاف بين المسلمين واليهود قديمًا، الأمر الذي أدى إلى ثورة المسلمين المعروفة بثورة البراق.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة

كنيسة القيامة

تقع في شمال غرب القدس، يحيط بها عدة مباني تاريخية ترجع إلى العهود البيزنطية، ولها أهمية جليلة عند المسيحيين حيث أنها تشير إلى مكان صلب المسيح عيسى عليه السلام حسب ما ذُكر عن المسيحيين.

عند الفتح الإسلامي للقدس على يد عمر بن الخطاب، ترك للمسيحيين الحرية في اختيار دينهم، لذلك لم يمس الكنيسة بسوء، وذلك ما ظهر جليًا في العهدة العمرية، لكنه أثناء الاضطرابات بين المسيحيين واليهود في عام 936 ميلاديًا، تم حرق مبنى الكنيسة على يد اليهود.

أثناء الخلافة العباسية في عهد الخليفة المأمون قام بترميم كنيسة القيامة مرة أخرى، وتعرضت لمحاولات الهدم والتخريب كثيرًا إلى أن جاء الخليفة المستنصر بالله الفاطمي لإصدار أمره بإعادة بنائها للنصارى.

في الكنيسة يوجد دير للرهبان الفرنسيسكان (اللاتين)، فهم يسكنون كنيسة القيامة من أجل العبادة منذ عهد السلطان الملك الناصر في عام 1333م، وهم اليوم مسئولون فيها عن تنظيم أفواج الحجاج المسيحيين القادمين لزيارتها.

يوجد في مدينة القدس عدة كنائس أخرى لها أهميتها مثل كنيسة القديسة حنا، وكنيسة القديسة فيرونيكا، وهما كنائس للروم الكاثوليك، وكنيسة نياحة العذراء التي تقع غرب مقام النبيّ داوود، وكنيسة الجثمانية، علاوةً على كنيسة الصعود وهي أعلى بناء في القدس على الإطلاق.

المعالم الأثرية في غزة

في إطار الحديث عن آثار فلسطين، نذكر أنه مدينة غزة التي تعتبر من أقدم وأهم المدن الفلسطينية، وأطلق عليها العرب “غزة هاشم” نسبةً إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن تأسيسها يعود إلى كنعان من قاموا بإنشائها قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

إن مدينة غزة أكبر محافظات فلسطين الجنوبية، وتعتبر مركز الثقل السياسي والاقتصادي لها، كما أنها مسقط رأس أحد الأئمة العظام وهو الإمام الشافعي رضي الله عنه، وتشتهر غزة بوجود معالم أثرية كبيرة منها الكثير من المساجد التي تم إنشاؤها في عهود مختلفة.

مسجد هاشم

يعتبر مسجد هاشم من أكبر مساجد غزة وأجملها، فيحيط به أربع ظلال أكبرهم ظلة القبة، وبه ضريح السيد هاشم بن عبد مناف الذي توفي في غزة أثناء رحلته التجارية، وهو جد الرسول صلى الله عليه وسلم كما أشرنا، وسمي المسجد بمسجد هاشم نسبةً له.

الجامع العمري الكبير

من أعرق مساجد غزة وأقدمها، ومساحته تتعدى 4 آلاف متر، ويعكس هذا البناء روعة الفن المعماري في غزة، حيث يوجد به 38 عمود من الرخام، علاوةً على النقوش والكتابات على جدران الجامع وأبوابه، وتم تسميته بالجامع العمري نسبةً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما لقب الكبير لأنه من أكبر جوامع غزة.

نال الجامع ما ناله من التدمير في أثناء الحرب العالمية الأولى، لكنه تم تجديده من جديد بشكل أروع من ذي قبل، وأهم ما يميزه هو وجود مكتبة الجامع به التي تحتوي على قرابة 130 مخطوطة يعود تاريخ أقدمها إلى 920 هجريًا.

كانت تسمى مكتبة الجامع العمري من قبل “مكتبة الظاهر بيبرس” لأنه هو من أنشأها في العهد المملوكي، وتتميز بكتاباتها في مختلف الفنون والعلوم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أجمل القصائد والأشعار عن فلسطين

كنيسة الروم الأرثوذكس

توجد هذه الكنيسة في حي الزيتون بغزة، وتم بناؤها في القرن الخامس الميلادي، وتم إدخال عدة بناءات وتجديدات فيها في القرن الثاني عشر الميلادي، وتتميز بروعة تصميمها حيث الجدران الرخامية، والجدران المصنوعة من الجرانيت، ونشير إلى أنه تم تجديدها في عام 1856م.

تل السكن

تل السكن هو الموقع الوحيد الذي تم اكتشافه من العصر البرونزي في غزة حتى الآن، يقع الموقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة غزة، وقد تم اكتشافه بالصدفة في عام 1998م أثناء تشييد مجمع سكني جديد.

تظهر أربع طبقات في قاعدة تل السكن كمستوطنة مصرية بدائية تعود إلى نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، بينما تكشف الطبقات الوسطى والعليا عن استيطان الكنعانيين خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد.

في محافظة بيت لحم

أهم ما يميز المدينة الكنعانية بيت لحم هو أنها شهدت ولادة السيد المسيح عيسى عليه السلام، بالتالي تكون من أقدس المدن في العالم بالنسبة للمسيحيين، أما عن أهم ما يميزها من معالم أثرية فنشير إلى كنيسة المهد.

كنيسة المهد

لا يمكننا الحديث عن آثار فلسطين التاريخية بدون ذكر كنيسة المهد العريقة، التي تعتبر أقدم الكنائس على الأرض، وهي تضم مغارة ولادة السيد المسيح، وربما كان هذا سبب تسميتها كنيسة المهد، إشارةً إلى مهد المسيح عليه السلام.

تتميز الكنيسة بالرخام الأبيض في أرضياتها، مع وجود عدد من القناديل الفضية، وصور القديسين على مر العهود، فهي ليست كنيسة فقط وإنما مُجمع ديني مسيحي يحتوي على مجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى.

أهم ما يميز محافظة أريحا

استكمالًا للحديث عن آثار فلسطين، نشير إلى مدينة أريحا، حيث إن هذه المدينة تعتبر من أوائل المدن التي استردتها فلسطين بعد اتفاقية أوسلو، ومن ذلك الوقت شهدت رواجًا سياحيًا في فلسطين، حيث إقامة عدة مشاريع سياحية فيها.

تل السلطان

يعتبر أقدم منطقة في مدينة أريحا بفلسطين، وتم اكتشاف عدة هياكل أثرية في موقع التل، من ضمنها العثور على أقدم حائط وبرج دائري في العالم، يعود إلى ما يقرب من 7000 سنة قبل الميلاد، ويستخدم هذا البرج من أجل الدفاع، الأمر الذي يجعل من مدينة أريحا الفلسطينية أول مدينة محصنة في التاريخ، في مقابل التل، يوجد نبع عين السلطان، الذي يتميز بوفرة مياهه، وهو من أهم ينابيع المياه في فلسطين.

قصر هشام

يوجد في شمال مدينة أريحا، ويُنسب إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان، ويتكون القصر من مجموعة أبنية وقاعات وجوامع، ويملأ كل هذا عدة أعمدة أثرية مثالًا حيًا للفن والعمارة الإسلامية القديمة، عُرف القصر بتميزه في فن الفسيفساء الموجود على جدرانه وأرضياته، علاوةً على الزخارف وشجرة الحياة التي تجذب الكثير من السياح.

مسجد الحرم الإبراهيمي

أول ما يبادر الذهن من آثار فلسطين عند سماع اسم المدينة الفلسطينية “مدينة الخليل” هو الحرم الإبراهيمي الذي يُسمى كذلك نسبةً إلى الخليل أبي الأنبياء نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، فهو من أبرز المعالم الدينية والمنشآت المعمارية في فلسطين، ويصل ارتفاع المسجد حوالي 15 متر.

المسجد مبنيٌّ من الحجارة، وتم تشييده فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام، لتكون بذلك مرقدًا لأنبياء الله إبراهيم ويعقوب وزوجاتهم وذرياتهم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين

تلال وخرب مدينة طوباس

يوجد في طوباس الفلسطينية تل الردغة وهو عبارة عن آثار مبنية من حجر البازلت، ومن الحجارة، وهو بمثابة تل أنقاض، علاوةً على عدد من الخربات، مثل خربة عينون والغرور وكشدة وسلحب وجباريس، وبهم أبراج ومباني ومدافن وصخور منحوتة.

البرك الرومانية

نشير إلى المعلم الأثري الموجود في مدينة سلفيت الفلسطينية من آثار فلسطين العريقة، والذي يعود عهده إلى الرومان، فهو البرك الرومانية المكونة من ثلاث برك، علاوةً على دير أبو البدوي الذي يتكون من عدة كهوف أثرية، وخربة الشجرة واللوز التي تحتوي على الأنقاض والمدافن.

المعالم الأثرية في محافظة قلقيلية

هذه المحافظة قريبة من القدس الشريفة، وكانت هذه المنطقة من ضمن الثلاث ولايات التي تتكون منهما فلسطين قبل الفتح الإسلامي لها، وبها عدة معالم أثرية تاريخية عريقة أهمها:

  • مقام النبي إلياس: يحتوي على ضريح النبي إلياس الذي تم بناؤه في 890 هجريًا.
  • النبي شمعون، منطقة في شمال غرب قلقيلية وبها آبار للمياه وتلال أثرية.
  • حديقة حيوان فريدة من نوعها، حيث هي الوحيدة الموجودة في الضفة الغربية وغزة، وتم تأسيسها في عام 1986م.

مقبرة دير البلح

سُميت محافظة دير البلح بذلك السم نسبةً إلى مدينة فيها تسمى دير البلح التي تعتبر المركز الإداري لغزة، كانت مستخدمة كملجأ للاجئين الفلسطينيين أثناء حرب 1948م، وتشتهر هذه المحافظة بأشجار النخيل، وربما كان هذا سبب تسميتها تحديدًا بدير البلح.

أهم ما يميز هذه المنطقة هو مقبرة دير البلح، التي تُعرف بالتوابيت المصنوعة على شكل إنسان، يعود تاريخها قديمًا إلى العنصر البرونزي، ما بين القرن الرابع عشر و1200 قبل الميلاد، وتم اكتشافها في فلسطين لتكون الأكبر والأعرق من نوعها في هذا الشأن.

أهم المعالم الأثرية في محافظة رفح

تُنسب تسمية المدينة برفح إلى العرب، وهي قريبة من غزة، ولها أهمية تاريخية، ويوجد بها العديد من الخرب كخربة رفح والعدس، بالإضافة إلى عدد من التلال كتل رفح وتل المصبح، علاوةً على ما بهم من الأنقاض والجدران والمقابر والقطع المعمارية الفريدة، كما يوجد في رفح عدد ليس بالقليل من المواقع الأثرية من المساجد وأرضيات الفسيفساء والمبادي وخطوط الأسلاك والسكك الحديدية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحيرة في فلسطين

قدمنا لكم مجموعة من أهم آثار فلسطين التاريخية، لكن ما ذكرناه ليس كل ما يميز أراضي فلسطين، فهناك العديد والعديد من الأماكن المقدسة والمُحبب زيارتها من سكان العالم، وهذا ما يجعلنا نذخر ونفخر بالأراضي الفلسطينية وآثارها دائمًا، وبهذا نتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا