اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟ أو ما يسمى باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial personality وكيف يتم علاجه؟

ذلك العَرَض يُطلق عليه أيضًا اضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع وهذا يتماشى مع مفهوم المرض النفسي المذكور في التصنيف العالمي للأمراض النفسية والعقلية، سنعرض لكم من خلال موقع زيادة تفاصيل موضوع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

الشخصية المعادية للمجتمع أو بالمسمى الآخر المستهينة بالمجتمع تتصف بأنها تميل إلى الاستخفاف بالآخرين وانتهاك حقوقهم، كما أنَّ مصاب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يفتقر للحس الأخلاقي وغياب الضمير، فينتمي إلى هذه الفئة أصحاب الحس الإجرامي، ومفتعلي المشاكل القانونية، والسلوك الدفاعي العدائي.

سوف نعرض لكم بعض أراء المتخصصين في مجال الصحة العقلية والنفسية وكيف قاموا بوصف هذا الاضطراب، والنتائج التي توصلوا إليها نتيجة تلك الأبحاث.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية

سلوكيات الشخصيات المعادية للمجتمع

سنحاول فيما يلي تحديد هذه الشخصيات وأنواعها، حيث إن بداية ظهور الشخصية المعادية للمجتمع تبدأ في الظهور منذ سن ال 15 سنة ويستدل عليها بثلاثة مظاهر مما يلي أو يمكن أن تكون أكثر:

  • عدم احترام المعايير الأخلاقية والاستهانة بالأخلاقيات القانونية، وهذا يتبين بارتكاب المريض للكثير من الأعمال الإجرامية التي يمكن أن تؤدي إلى اعتقاله أكثر من مرة.
  • يميل صاحب اضطراب الشخصية المعادية في المجتمع إلى الخداع والكذب، ويمكن أن يلجأ إلى استخدام الأسماء المستعارة من أجل المتع الشخصية، والاستفادة على حساب الآخر.
  • الفشل والاندفاع وعدم المقدرة على التخطيط للمستقبل.
  • العدائية واختلاق المشاحنات والمشاجرات والاعتداءات الجنسية المتكررة وسرعة الانفعالات والغضب.
  • يستخف بسلامته وسلامة الآخرين، فنجده يميل إلى السرعة أثناء القيادة وغيرها من أشكال التهور الذي يمكن أن تودي بحياته أو حياة الآخرين.
  • عدم القدرة على تحمل المسؤولية، ويلاحظ ذلك من خلال فشله المتكرر في الحفاظ على العمل ووفاء الالتزامات المادية.
  • لا يستطيع الشعور بالندم فيحاول تدارك هذا الشعور بأفعال عدائية، مثل السرقة وسوء معاملة الآخرين.
  • عمر الفرد لا يقل عن 18 عام عندما تبدأ ظهور أعراض اضطراب الشخصية العدائية عليه.
  • يمكن في بعض الأحيان أن يصل اضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع إلى البدء في مرحلة مبكرة أكثر تبدأ في سن ال 15.
  • السلوكيات العدائية تظهر على المريض ليست فقط في وقت الفصام أو النوبات التي تسمى نوبات الهلع.
  • كما أنَّ اضطراب الشخصية العدائية للمجتمع يقع ضمن المجموعة الدرامية لتصنيف الأمراض النفسية.

أعراض الشخصية المعادية

يمكن أن تظهر على الشخص ذو اضطراب الشخصية المعادية ثلاثة أعراض من الأعراض التالية أو أكثر ليتصف بهذا المرض:

  • القسوة واللامبالاة تجاه مشاعر الآخرين.
  • مواقف متكررة تدل على عدم قدرة الشخص لتحمل المسؤولية.
  • الصعوبة في إقامة علاقات مع الآخرين والصعوبة في الحفاظ على العلاقات إن استطاع تكوينها.
  • عدم المقدرة على التسامح يمكن أن تدع الفرض المصاب باضطراب الشخصية العدائية إلى أن يحبط ويزداد عداء.
  • لا يستجيب لأي شعور يحسه على مراجعة نفسه أو أن يستفيد من العقاب الذي وقع عليه نتيجة سوء أفعاله.
  • يميل إلى التبريرات الدائمة لأفعاله، وإلقاء اللوم على الآخرين ليتخذ صورة الضحية.

نجد أنَّ التصنيف الدولي الإحصائي للأمراض النفسية والصحية بشكل عام ذكر أن تشخيص هذه الحالة تتصف بكونها شخصية عدائية للمجتمع لا أخلاقية سيكوباتية أي معتلة نفسيًا منطوية، ولديها علل اجتماعية.

بالرغم من أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غير مرتبط لاضطرابات السلوك إلا أن اضطرابات الطفولة يمكن أن تعد عاملًا في تشكيل هذا الاضطراب.

اقرأ أيضًا: هل الشخصية النرجسية تحب؟

الفرق بين الاعتلال النفسي واضطراب الشخصية المعادية

الاعتلال النفسي تعريفه يقرب إلى حد كبير تعريف السلوك المعادي للمجتمع وقلة الإحساس بالندم، ونجد أن الطبيب النفسي الأمريكي الشهير “هرفي كليكي” كان يعمل على الاعتلال النفسي حيث كون أساس المعايير التي تساعد على تشخيص الاعتلال النفسي أو اضطراب الشخصية المعادية.

فيما بعد قد قرر الدليل التشخيصي والإحصائي أنه يمكن أن نشير إلى الاعتلال النفسي على أنه اضطراب الشخصية المعادية في المجتمع.

لكن بعض النقاد قد ناقشوا أن اضطراب الشخصية المعادية لا يمكن أن يكون نفسه هو الاعتلال النفسي وبالتالي المعايير التشخيصية ليست نفسها بالضبط.

حيث إن المعايير ليست دقيقة بالصورة الكافية وهناك اختلافات واضحة بين الشخصية والأخرى، فكيلكي كان يعتقد أن هذه السمات من الصعب قياسها وأنه يمكن أن نضع بعض السلوكيات التي تجسد في مضمونها تشكيلًا للاضطراب وتكون من السهل الاتفاق عليها، لكنه تغافل عن أسباب الحدوث.

كما أنَّ العالم النفسي “روبرت هير” وضع معيار للسيكوباتيه يعد هو الأقرب في قدرته على التنبؤ بالجرائم التي يمكن أن تحدث في المستقبل من عنف وبلطجة وغيرها، وذلك عوضًا عن مجرد التشخيص بالإصابة بهذا المرض.

رأي علم النفس الاجتماعي حول اضطراب الشخصية

المنظور الثقافي الاجتماعي لعلم النفس السريري يرى أن الاضطرابات النفسية تتأثر بالعوامل البيئية والجوانب الثقافية، وأن المعايير المجتمعية تجعل سلوك الفرد المضطرب مختلف تمامًا، وذلك لأن الاضطرابات العقلية يتم النظر إليها بصورة مختلفة عن الأمراض العضوية.

كما أن الشخصية الكامنة تستطيع أن تبقي نفسها تحت السيطرة حيث تستطيع أن تلتزم بالمعايير التقليدية والأخلاقية للمجتمع.

كذلك نجد أنَّ انخفاض المعايير الاجتماعية بشكل تدريجي يساعد الأفراد المصابين على التخلص من هذا الاضطراب بصورة فعالة وتدريجية، ويساعدهم على تقبل المجتمع شيئًا فشيئًا وتحسين سلوكهم.

هناك نقاش مستمر حول المدى الذي ينبغي أن يكون عليه النقاش القانوني ليساهم في تحديد الهوية الخاصة بالمرضى الذين يلاحظون الأعراض الأولية التي يمكن أن تظهر عليهم لتنبئ اضطرابهم مرض الشخصية المعادية للمجتمع.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الشخصية النرجسية وما هي أهم صفاته

كيفية علاج اضطراب الشخصية المعادية

يعتبر علاج الشخصية المعادية للمجتمع من أصعب علاجات الاضطرابات الشخصية، وبسبب عدم قدرة المضطرب على الشعور بالندم، يكون هناك افتقارًا إلى الدوافع التي تساعدهم على رؤية العقاب الواقع عليهم نتيجة تصرفاتهم، ولا يكون لديهم استعداد لمعرفة ذلك.

بعض الأفراد المصابين بهذا الاضطراب يمكن أن يتظاهرون بالندم غير أنهم يهملون فكرة التغيير للأحسن والبعد عن العدائية أو محاولة العلاج من هذا الاضطراب.

يمكن أن يكون الشخصيات المصابة باضطراب الشخصية العدائية للمجتمع شخصيات فاتنة وجذابة حيث تتمتع بالقدرة على الخداع، فيخدعون من حولهم بالتعافي أثناء فترة العلاج.

الدراسات النفسية أثبتت أن تلقي العلاج في العيادات الخارجية لا يكون بالأمر المرجح حيث تنخفض نسبة نجاحه، ولكن عدم نجاحه نهائيًا أمر غير صحيح، ويمكن أن يكون مبالغ فيه.

يفضل أن يبقى الأشخاص المضطربون بهذا الاضطراب تحت النظر والرعاية في المستشفى، حيث يستطيع المعالج أن يوفر له بيئة صالحة للعلاج، ومراقبة تطور سلوكه وتعاملاته مع أقرانه في المستشفى، فتستطيع المستشفى أن توفر البيئة الصحية اللازمة للعلاج.

بعض الأبحاث التي أجريت حول علاج الشخصية المعادية للمجتمع، أظهرت إيجابيات لصالح تلك التدخلات العلاجية في الفترات الأخيرة، كما أنهم يعملون على التحقق من مدى العلاج بتحسين منظومة التفكير كطريقة من الطرق التي تساعد في علاج الشخصية التي تعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

بعض الدراسات الحديثة أثبتت أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لا يمكن أن يتداخل مع علاج الاضطرابات الأخرى فيمكن علاج اضطرابين معًا، لكن هناك أبحاث أخرى تنفي هذا.

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو مرض نفسي يجب علاجه، حيث إن الأفعال العدائية التي تصدر من الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب في الكثير من الأحيان تكون دون إرادة منهم.

قد يعجبك أيضًا