ابيات شعر اعتذار للاصدقاء

ابيات شعر اعتذار للاصدقاء تكون لطلب الصفح منهم، فمن المعروف أن علاقات الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية ومن أكثر العلاقات التي يحتاج لها الإنسان في حياته، فلا غنى عن وجود الصديق، ومع ذلك أحيانا قد تحدث بعض الخلافات بين الأصدقاء، ولكن لا غنى عن الصديق مهما حصل من خلافات، وسنوضح عدد من ابيات شعر اعتذار للاصدقاء من خلال موقع زيادة.

ابيات شعر اعتذار للاصدقاء

من الصعب الحصول على صديق أمين، فالأمانة هي أحد الأساسيات الواجب توافرها في الصديق، ففي الواقع هناك الكثير من الصفات الأساسية، التي لا يسمى الصديق صديق إلا بتوافرها، ومع أهميتها إلا أنها نادرة الوجود ومن الصعب أن تجتمع في شخص واحد، لذلك إن حصلت على صديق تتوفر فيه هذه الصفات فعليك ألا تتخلى عنه.

ومع إدراكنا لأهمية أصدقائنا ورغبتنا في الحفاظ عليهم، إلا أنه لا يمكن منع حدوث بعض الخلافات التي تنتج أحيانًا من الاختلاف في وجهات النظر، أو الفهم الخاطئ أو العديد من الخلافات غير المقصودة.

والاعتذار يكون هنا سيد الموقف، فهو في الأساس من شيم الشجعان والواثقين في أنفسهم، فكم من صداقات انتهت لسبب الامتناع عن الاعتذار بسبب الكبرياء، وعدم تقبل فكرة أنه من الوارد أن تخطئ ولا عيب في تقديم الاعتذار ما دمت أخطأت وأنت تعلم ذلك، وقد قدم الشعراء أمثلة عديد للاعتذار عن الخطأ من أصدقائهم، فترى الإمام الشافعي يقول عن الاعتذار التالي:

قيلَ لي قَد أَسى عَلَيكَ فُلانٌ … وَمُقامُ الفَتى عَلى الذُلِّ عارُ

قُلتُ قَد جاءَني وَأَحدَثَ عُذرًا … دِيَةُ الذَنبِ عِندَنا الاِعتِذارُ

يتحدث الإمام الشافعي في هذه الأبيات عن تقديره للاعتذار وطلب الصفح وهو بذلك يعطي درسا للكثيرين ممن يظنون أنه ليس عليهم قبول الاعتذار لأنه غير كافٍ، ولكنهم عليهم العلم بأن الاعتذار يتطلب قدر كبير من القوة وكذلك الحب والاحترام لمن تعتذر له، فليس كل الناس يقدرون على تقديم الاعتذار، وليس كلهم يقدرون على الصفح.

اقرأ أيضًا: قصيدة اعتذار لصديق غالي

شعر قبول اعتذار الأصدقاء

بعد التحدث عن ابيات شعر اعتذار للاصدقاء، لا بد من التحدث عن قبول الاعتذار، وهو ما يوحي ويعطي علامة على وجود مساحة من الود باقية بين الأصدقاء، وهو ما يحفظ العلاقة بينهم من الزوال وهذه هي أهمية الصفح، وخير مثال على ذلك هي الأبيات التالية للإمام الشافعي:

وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ … فَاصْفَح لأَجلِ الودِّ لَيسَ لأَجلِهِ

كَم عَالمٍ مُتفَضِّلٍ، قد سَبّه … مَن لا يُساوِي غرزَةً فِي نَعلهِ

البَحر تَعلُو فَوقهُ جِيَفُ الفَلا … وَالدُّرّ مَطمورٌ بِأَسفَلِ رَملِه

يوضح في بادئ الأمر أن خطأ الصديق يكون غير مقصود وإنما عن جهل، وعليك في هذه المشكلات والفترات أن تتذكر الود والحب والعشرة التي بينكم لا أن تتذكر المشكلات فقط.

فالعلماء أنفسهم كثيرا ما سبوا وشتموا من غير المدركين لقيمتهم، فلا تتكبر إن أخطأ في حقك مخلوق، فكلنا من تراب وكلنا يخطئ، وما يساعدك على المغفرة هو رصيد الحب والود بينكما، فالأخلاق الحميدة مثل الدرر المطمور في أعماق البحار، وهي التي تساعدك على تقبل اعتذار الذين يخطئون إليك، وقال القروي الأبيات التالية عن الاعتذار:

يعيد التماس العذر للنفس روحها … ويخمد جمر الشر قبل شوبه

عجبت لحر يستحي باعتذاره … وأولى به أن يستحي بذنوبه

يشبه الشاعر شعور قبول الاعتذار بمن عادت روحه إليه بعد أن مات، ويمكن للاعتذار اتقاء الكثير من الشرور والبلايا قبل أن تقع، ويتعجب الشاعر من الأناس الذين يخجلون من الاعتذار تكبرًا، ولديهم الكثير من الذنوب التي هي أولى بالخجل.

فكيف لإنسان حر وشجاع أن يهاب ويستحي الاعتذار وهو من شيم الشجعان، كما نتحدث عن أهمية الاعتذار عندما تخطئ، فهناك أهمية لقبول الاعتذار عندما يخطئ صاحبك أيضًا.

اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق الغالي

شعر عن عتاب الصديق

العتاب يعني الإفصاح عن حزن أو شيء يكدر صفو علاقة الصداقة بين اثنين، والهدف منه الرغبة في إصلاح ما فسد، وارجاع كل ما كان، ولكن الحب والود يثبتان كما هما بين الأصدقاء الذين يعاتبون بعضهم، فيكون بمثابة إزالة للشوائب التي تحاول أن تنال من صفو العلاقة بينهم، ويقول الشاعر علي بن الجهم في معاتبته صديقه التالي:

أُعَاْتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيْقٍ … إذا مَا رَاْبَنِيْ مِنْهُ اجْتِنَاْبُ

إِذَاْ ذَهَبَ العِتَاْبُ فَلَيْسَ وِدٌّ … وَيَبْقَى الْوِدُّ مَاْ بَقِيَ الْعِتَاْبُ

يؤكد الشاعر على أهمية معاتبة الأصدقاء الذين لهم مكانة خاصة في قلوبنا، من الممكن أن يكون هناك تقصير واجتناب من قبلهم غير مقصود، لذلك لا بد من العتاب لفهم القصد والنية، وأنه مادام هناك عتاب، يعني هذا أنه هناك محبة وود باقيين، وإذا انتهى العتاب يكون الود ما بقي.

ولكن هل يكون أوقات لا بد من عدم العتاب؟ نعم، فكثيرا من الأوقات العتاب لا ينفع، مع من لا يحفظ لك نفس المكانة التي تحفظها له، ويجاوب الشافعي على هذا الموضوع في الأبيات القادمة:

إذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً … فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ … وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ … وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

أي إذا كان هذا الصديق لا يرعى صداقتك ويحافظ عليها إلا من أجل الواجب، فلا يجب أن تتأسف عليه أو تحزن، فأوقات يكون البعد وترك من لا يحبك راحة، وأما الصبر على الصديق الحق فواجب، فليس كل من تقول إنه صديقك يراك صديقه كما تراه.

اقرأ أيضًا: رسائل اعتذار لصديق جرحته

كيفية إنجاح علاقات الصداقة

لا شك أننا لا نقدر أن نعيش بلا أصدقاء، ولا سيما الأصدقاء الحقيقيين، ولكن هناك عدة نصائح لا بد من الأخذ بها، لكي نحصل على أصدقاء حقيقيين ومعرفة كيفية الحفاظ عليهم.

لا بد من إحسان اختيار الصديق منذ البداية والحرص الشديد في اختيار الأشخاص الذي تود أن تقربهم إليك، فالأصدقاء كثيرًا ما يؤثرون في بعضهم، لذلك قال القدماء المرء على دين خليله والطيور على أشكالها تقع، فكل هذه الكلمات تفيد قوة تأثير الصديق في صديقه وقدرته على تغيير ما عند صديقه من صفات.

وللحفاظ على الصديق الحقيقي لا بد من توفير وقت للتواصل مع الأصدقاء، والاهتمام لما يخصهم، فالصداقة تعني حب وود، والحب يعني اهتمام وبذل كل ما يمكنك بذله في سبيل من تحب.

ومهما كان قدر الود والحب والتفاهم بين الأصدقاء، فلا مانع من أن يخطئ الأصدقاء إلى بعضهم، وليست المشكلة في أن يخطئ المرء، ولكن المشكلة إذا لم يقدم الاعتذار عما بدر منه من أخطاء، فالاعتذار والقدرة على التواصل الإيجابي بين الأصدقاء يعزز العلاقات ويقويها.

بالإضافة لاحتياج كل صديق إلي صاحبه في المشاكل وأوقات الضعف، فالصديق يوجد لأجل الشدة لا أوقات الرخاء فقط، فالصديق الذي لا يراعي صاحبه في كل جوانب وظروف الحياة ليس بصديق.

علاوة على كل ذلك، فيحتاج الصديق دائمًا للرأي الصائب ويكون الأصدقاء هي المرآة الصادقة للصديق، فلا ينبغي أن توجد المجاملة والمحاباة بين الأصدقاء، فإذا رأى أحدا صديقه يخطئ، لا بد من إخباره وإنذاره، فربما لا يهتم لأمره أحدا غير صديقه، لذلك هو واجب على الأصدقاء وليس سواهم.

لا شيء ثابت والقليل من الأشياء هي التي تبقي للنهاية، ومن الوارد أن يتفرق الأصدقاء، لسبب مشاكل لم يتمكنوا من تخطيها، أو الفراق المكاني نتيجة لأي من المتغيرات أو السفر، وعند الفراق تظهر الأخلاق الحقيقة لكل إنسان، فلا يجوز التحدث بسوء عن صديق أبعدت بينكم الأيام، أو ذكر مساوئه، بل يجب ذكرهم بكل جميل.

بعد أن ألمينا بموضوع ابيات شعر اعتذار للاصدقاء، فيمكننا أن ندرك بكل وضوح معنى الصداقة وأهميتها في حياتنا، ولسبب هذه الأهمية على كل منا أن يحافظ الأصدقاء الحقيقيين تمام المحافظة وقت أن يجدهم.

قد يعجبك أيضًا