اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون تفسير الآية

اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون هذه الآية من أكثر الآيات خوفاً وورعاً لما تثيره في النفوس، فسوف نقوم بتفسيرها ومعرفة آراء مختلف العلماء والفقهاء عليها في مقالنا عبر موقع زيادة.

اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

  • قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، سمعت عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال إن سور الكهف والأنبياء ومريم وطه، هم من العتاق الأول، وهم من تلادي.
  • وقال إنها تنبيه من الله (عز وجل) على أن وقت الساعة يقترب، وأن كثير من الناس في غفلة عنها ولا يعملون لها ولا يستعدون من أجلها.
  • وقال النسائي: حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم (في غفلة معرضون) قال: ” في الدنيا “.
  • وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئ أبي نواس الشاعر أنه قال: أشعر الناس الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول: الناس في غفلاتهم ورحا المنية تطحن.
  • فقيل له: من أين أخذ هذا؟ قال: من قوله تعالى: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون).

ومن هنا سنتعرف على: فضل قراءة سورة الأنعام والأحاديث التي وردت في فضل قراءة سورة الأنعام

تفسير الآية في ترجمة عامر بن ربيعة

  • من طريق موسى بن عبيدة الآمدي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، أن رجل جاءه من العرب فقام عامر بإكرام ضيافته ومثواه
  • وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا في العرب، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك وعقبك من بعدك.
  • فقال له عامر أنه لا يحتاج قطيعته وأنه نزلت اليوم سورة أذهلتهم عن الدنيا وهي (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون).

تفسير الآية من قِبل رجل من أصحاب الرسول

  • روي أن رجلا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يبني جدارا فمر به آخر في يوم نزول هذه السورة، فسأل الرجل الذي كان يبني الجدار: ماذا نزل اليوم من القرآن؟
  • فقال له صاحبه (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)، فانتفضت يده من البناء وقال: والله لا أبني أبداً وأن الحساب قد اقترب، أي اقترب الوقت الذي سيُحاسب الناس على أعمالهم.

ومن هنا يمكنكم الإطلاع على: ماهي السورة التي تزيل الهم وتريح القلب وآيات قرانية أخرى تريح القلب

تفسير الآية لابن عباس

  • قال إن الناس المقصود بهم في الآية هم المشركون بدليل قوله تعالى (إلا اسمعوه وهم يلعبون) إلى قوله: (أفتأتون السحر وأنتم تبصرون).
  • وقيل إن الناس في ذلك الوقت المقصود بهم هم كفار قريش ويدل على ذلك ما بعد من الآيات، ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله، وطابت نفسه بالتوبة، ولم يركن إلى الدنيا.
  • فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب، وكل آت قريب، والموت لا محالة آت، وموت كل إنسان قيام ساعته، والقيامة أيضا قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان، فما بقي من الدنيا أقل مما مضى.

تفسير الآية في رأي الضحاك

  • قال الضحاك: معنى (اقترب للناس حسابهم) يعني عذابهم اقترب والمقصود بهم أهل مكة لأنهم استبطئوا ما وعدوا به من العذاب تكذيبا، فكان قتلهم يوم بدر.
  • وقال النحاس أنه لا يصح تقديم الكلام أي قول (اقترب حسابهم للناس)، لأنه سوف يتقدم مضمر على مظهر وهو لا يجوز أن ينوي به التأخير.
  • (وهم في غفلة معرضون) هي ابتداء وخبر، ويمكن أن ينصب الحال ولكن في غير القرآن، ويوجد لها تفسيران، الأول (وهم في غفلة معرضون) أي بالدنيا عن الآخرة.
  • الثاني: عن الخوف والورع من الحساب، حيث جاء به الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفي تفسير سيبويه الواو في (وهم) بمعنى (إذ) الذي تسمى بواو الحال، كما قال الله تبارك وتعالى: (يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم).

وندعوكم أيضا من هنا لقراءة موضوع: سورة البقرة للزواج في أسبوع ودعاء مستجاب لسرعة الزواج وحقيقة ذلك

تفسير الآية في رأي السعدي

  • (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)، قال إنه تعجب من حال الناس، أي إنهم لا يؤثر فيهم التذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأن حسابهم قد اقترب.
  • ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والفاسدة، ولكن حالهم أنهم في غفلة معرضون، أي إنهم غافلين عما خلقهم الله له وهي عبادته.
  • وأنهم معرضين عما زجروا به، كأنهم قد خلقوا للدنيا ولي يتمتعوا بها فقط.

تفسير الآية في رأي الطبري

  • يقول الله تعالي (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) أي اقترب حساب الناس على أعمالهم التي قاموا بعملها في الدنيا والنعم الذي أنعم الله بها على الناس.
  • وعلى أجسامهم، وأبدانهم، ومشاربهم، وملابسهم، ومطاعمهم وغيرها الكثير من النعم الذي لا تُعد ولا تُحصى، وسوف يسألهم الله على هذه النعم وماذا عملوا بها وهل أطاعوه فيها؟
  • فانتهوا إلى أمره ونهيه في جميعها، أم عصوه فخالفوا أمره فيها؟ (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)، فقال: أن ذلك اليوم اقترب ولكن اقترابه كان في سهو وغفلة لهم.
  • وأنهم أعرضوا عنه وتركوا الفكر فيه وأن يستعدوا ويتأهبوا له، لأنهم جاهلين بما سوف يلقوه من عظيم البلاء والعذاب وشديد الأهوال.
  • وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) قال أهل التأويل، وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثني أبو معاوية، قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) قال: في الدنيا.

وللمزيد من الإفادة قم بالإطلاع على: سورة من القران تبعد الخوف والقلق وضيق الصدر وتعريف الخوف وأعراضه

تفسير الآية في رأي ابن عاشور

  • (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) يعتبر افتتاح كلام السورة بهذه الطريقة وهذا الأسلوب المختلف يُدخل الخوف والروع على القارئ لكتاب الله.
  • فالمقصود بالناس هنا هم مشركو مكة، والإقراب هنا للمبالغة في القرب، فصيغة الافتعال الموضوعة للمطاوعة مستعملة في تحقق الفعل أي اشتد قرب وقوعه بهم.
  • وإسناد الاقتراب للحساب به استعارة تمثيلية تشبه الحال، وإظلال الحساب لهم بحالة شخص يسعى ليقرب من ديار ناس، ففيه تشبيه هيئة الحساب المعقولة بهيئة محسوسة.
  • وهي هيئة المغير والمُعَجِّل في الإغارة على القوم فهو يلح في السير تكلفاً للقرب من ديارهم وهم غافلون عن تطلب الحساب إياهم كما يكون قوم غارّين معرضين عن اقتراب العدوّ منهم.
  • والمقصود هنا من الحساب أي يوم الحساب، ومعنى أنه اقترب أي أنه قريب عند الله لأنه محقق الوقوع في أي وقت، فهو قريب بالنسبة إلى ما مضى من العمر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم ” بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين “.
  • أو أن اقتراب الحساب يعني أن موتهم اقترب، لأنهم عندما يموتون سوف يرون جزاء أعمالهم، وهذا يدل على قرب هلاكهم وفنائهم.

إعراب القرآن للآية

  • (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) إعرابها (اقْتَرَبَ) ماض، (لِلنَّاسِ) متعلقان باقتراب (حِسابُهُمْ) فاعل والجملة مستأنفة.
  • (وَهُمْ) الواو حالية وهم مبتدأ، (فِي غَفْلَةٍ) متعلقان بمعرضون (مُعْرِضُونَ) خبر والجملة حالية.

كما يرشح لكم موقع زيادة الإطلاع على: تبارك الذي جعل في السماء بروجا ومعلومات عن سورة الفرقان

تحدثنا في هذا المقال عن تفسير الآية (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) لكثير من العلماء والفقهاء والآراء المختلفة لهم في تفسيرها.

قد يعجبك أيضًا