أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم أصبحت من أهم الأشياء في المجتمع وذلك لما لها صلة عميقة بحياة البشر، ولكن دعونا أولًا نتعرف على معنى الذكاء الاصطناعي الذي يعد واحدا من فروع علم الحاسوب، ويعتبر في العصر الحالي عاملا أساسيا ترتكز عليه صناعة التكنولوجيا.

( AI) هو مختصر لمصطلح الذكاء الاصطناعي، وهو استطاعة ومقدرة الحواسيب والآلات على إجراء مهمات معينة تضاهي تلك التي تمارسها الكائنات التي تتمتع بالذكاء، كالتمكن من التعلم من التجارب الماضية والقيام بالتفكير مثلما تقول به الكائنات الذكية، والقيام بالعديد من العمليات المختلفة التي تستدعي استعمال الذهن، حيث يمكنها التطوير من نفسها من خلال المعلومات التي تتلقاها، كما نرى أن الذكاء الاصطناعي يسعى إلى الوصول لأنظمة وأجهزة متمكنة وتستمتع بالذكاء، والمقدرة على التصرف بنفس سلوكيات البشر من ناحية التعلم والفهم، حيث تعمل هذه الأنظمة على تقديم العديد من الخدمات والمنافع كالإرشاد والتعلم والتفاعل وغيرها.

إن الذكاء الاصطناعي يعمل على تحليل البيانات والتمكن من التفكير الفائق، وعلى الرغم من أن أداءه عالي ويشبه الإنسان إلى حد كبير والتي تتحكم في العالم، إلا أنه لا يحل محل البشر.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ومجالاته

لقد طرأ على قطاع التعليم والتعلم في الآونة الأخيرة تطورات ملموسة، ولعل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم هي أبرزها، وذلك بفضل تطور التكنولوجيا وتقدمها، حيث أصبح الطالب يلجأ إلى استعمال الأجهزة اللوحية عوضا عن الكتب في أغلب الأوقات، لكن التطوير الدائم والمستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشنا بشكل عجيب في الغد القريب فيما يخص قطاع التعليم، حيث أنه من المرتقب أن تتحول الفصول الدراسية في الايام القادمة من شكلها التقليدي الذي عهدناها عليه، أي أنها ستعمل على استخدام تشكيلة من الروبوتات والذكاء الاصطناعي المصمم حسب الضرورة، مما سيساعد شريحة كبيرة من الطلاب في الاستفادة من هذه الروبوتات، في حين سيتمتع المعلمين بقدر كبير من الحرية التي هم مكلفون بها في هذا الوقت مما يجعلهم يتفرغون للتركيز مع الطلاب.

فيما يخص الصف الدراسي، فإن الخدمات التي تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تحسين استيعاب الطلاب واستماعهم خلال الحصص التعليمية، وبالتالي رفع درجاتهم في نفس الوقت.

يمكن للروبوتات المدربة على مستوى عالي أن تستمر في تقديم الدروس الخصوصية لتعزيز مستوى الطلاب من خلال الحصص الاضافية من اجل تنمية مهاراتهم.

تعمل هذه التقنية على حل مشكلة نقص عدد المعلمين الأكفاء في مختلف المجالات، فهي ستساهم في تقديم الدعم للمعلم العادي من أجل تطوير قدراته وتنمية مهاراته وتعزيز أي نقص لديه، وهذا لا يعني البتة الاستغناء عن المعلم بشكل كامل أو استبداله، حيث أن الذكاء الاصطناعي لا يضاهي أبدا الذكاء الطبيعي الفطري، ولكن يجب عملهما جانبا إلى جنب لتكميل أحدها الآخر بشكل متقن.

إن الذكاء الاصطناعي في مختلف البرامج التعليمية والأجهزة لديه القدرة في وقت وجيز على استنتاج المهارات اللازمة والمعارف المطلوبة، وبهذا يتم تحديث الدروس بشكل تلقائي وطرحها للطلاب مما يتماشى مع احتياجاته وقدراته، في حين طباعة الكتب المدرسية بهدف تطوير المناهج العلمية يستغرق مدة زمنية كبيرة لا تقل عن ٥ سنوات وفق عملية معقدة وطويلة.

إن الطلبة الذين يتعلمون مختلف العلوم كالرياضيات وغيرها وكذلك القراءة، فهم يعتمدون في ذلك على معلميهم و أهاليهم للوصول إلى ارساء الأسس والقواعد،

ولكنهم خارج الصف الدراسي، يستطيعون اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على الدعم المناسب، الذي بدوره يعمل على استيعاب نفسية الطالب وتحديد قدراته ومعرفة نقاط الضعف ونقاط القوى لديه، ومختلف الموضوعات التي يجد فيها صعوبة في الفهم أو ضعف رصيده في المعلومات، حينئذ سيتلقى كل ما يحتاجه من مساعدة في وقت قصير بالشكل الذي يتماشى معه.

إن أنظمة التدريس الذكي تلجأ إلى استخدام تقنيات مختلفة كالتعلم الآلي والخوارزميات وكذلك التعلم الذاتي، التي تعمل على تحليل بيانات عديدة سبق و أن تم جمعها من قبل، مما يساعد في عملية انتقاء أنواع المحتويات والواجب تسليمها للطالب حسب احتياجاته و امكانياته.

إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ليست حكرا على الطلبة الطبيعيين فحسب، بل إنه متاح لجميع الشرائح والفئات بما فيها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنه يعمل على تحفيزهم وتشجيعهم وتلبية احتياجاتهم ومنحهم فرصة التأقلم مع الجو التعليمي وامكانية استيعاب المواد التعليمية، مما يقودهم إلى النجاح.

أقرأ أيضًا : أهداف رؤية 2030 في التعليم

مجالات الذكاء الاصطناعي

  • العمل على زيادة الإنتاجيه، وإنجازات البشر بأسرع ما يكون، كما يعمل على تقديم أحسن الخدمات للعملاء
  • القيام بالمهام اليومية الروتينية بشكل احترافي، مع اختصار الوقت والجهد المبذول
  • الإشراف على الرعاية الطبية بكفاءة عالية، والعمل على نقل الأدوية بشكل مضمون
  • وكذلك الأمر في المجال الطبي، وذلك عن طريق تحسين أداء تطبيقات الحاسوب في التشخيص الطبي في المستشفيات والعيادات.
  • اختراع وبرمجة الطائرات التي لا تحتاج إلى قائد أي أنها تعمل بدون طيار
  • تطوير برامج تعلم مختلف لغات العالم عن طريق الرد على الأسئلة من خلال أجوبة وبرمجة من قبل.
  • رفع كفاءة ألعاب الفيديو التي أصحبت أكثر واقعية من أي وقت مضى
  • تطوير الأجهزة التي تعمل على التعرف على بصمة العين وبصمات اليد، والتعرف على الوجوه المألوفة.

أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم

تعتبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم هي أحدث طريقة في تلقي العلم، لما لها من أهمية بالغة.

  • نقل مختلف الخبرات البشرية المتعددة الآلات والأجهزة الذكية
  • إتاحة الفرصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من عامة الناس باختلاف فئاتهم للتعامل مع الآلات، وذلك من خلال استخدام اللغة الإنسانية بدلا من لغة البرمجة، حتى لا تكون حكرا على ذوي الخبرات والمتخصصين فقط.
  • تتميز الأجهزة الذكية بالموضوعية، والدقة التي تجعل قراراتها بعيدة تماما عن الوقوع في الخطأ، كما يجعلها محايدة ومستقلة حتى من التدخلات الخارجية أو الشخصية، و بعيدة كل البعد عن والعنصرية.
  • ستعمل هذه الأنظمة الذكية بنجاح على تولي مهام القيام باستكشاف الأماكن التي لاتزال مجهولة، كما ستساهم في عمليات الانقاذ التي تحدث أثناء الكوارث الطبيعية، كما ستقوم بالعديد من الأعمال الشاقة والخطيرة، والعمل في ميادين ذات تفاصيل مختلفة ومعقدة، والتي تتطلب قرارات حساسة وسريعة لا تحمل في طياتها الخطأ أو التأجيل.

اقرأ أيضًا : أفضل 7 جامعات اوكرانيا المعترف بها في مصر

سلبيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم

  • تفوق الذكاء الاصطناعي على العقل البشري، ما يجعله قوي وبالتالي يكون من الصعب التحميل فيه
  • تصريف العديد من العمالة واستبدالها بأنظمة الذكاء الاصطناعي وذلك لتقليص التكاليف الموجهة العمال واستثمارها في الأجهزة الذكية
  • القيام بالعديد من الهجمات عن بعد، لأن الروبوتات الذاتية لا تحتاج للتحكم بها
  • استنساخ نبرة صوت أي شخص، من خلال استخراج البصمة الصوتية له، وتركيب عبارات لم ينطقها في الأصل.
  • أنظمة الأسلحة الفتاكة وما تحمله في طياتها من غل كبير، حيث تم تطوير الأسلحة القاتلة بالذكاء الاصطناعي لدرجة أنها لديها القدرة على اصدار قرارات فيما يخص قتل أو اغتيال شخص أو مجموعة من الاشخاص،
  • التحكم في البشر، حيث أن قدرات الأجهزة الذكية سوف تفوق إمكانيات العقل البشري، لذا وجب تقييد الآلات وارساء المبادئ والأخلاقيات فيها تفاديا لاستعمالها في أمورة تضر البشر وتؤذيهم.

وفي الختام يمكننا القول أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، تختلف منفعته أو أضراره حسب الجهة التي تقوم باستخدامه، ومن خلال ما تناولناه في مقالنا فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم واحدة من المنافع التي ستعود على الطالب والمعلم في نفس الوقت وتعمل على تطوير المنظومة التعليمية وتحسينها.

 

قد يعجبك أيضًا