كفارة الزنا الغير كامل

ما هي كفارة الزنا الغير كامل؟ وما هو الزنا الأصغر؟ حيث إنه يقع العديد من الأشخاص في الدخول في علاقات محرمة خارج إطار الزواج، ويكون هذا بسبب بعض العوامل التي تؤثر على المرء، مثل تحكم شهواته به بشكل كبير، وعدم معرفة السيطرة عليها؛ لذلك من خلال موقع زيادة نتحدث في إطار الزنا الغير كامل وكفارته.

كفارة الزنا الغير كامل

هناك العديد من الدرجات التي تقع تحت مصطلح الزنا، حيث إن له الكثير من الصور، مثل اللمس فهو زنا اليد، والكلام البذيء يعد زنا اللسان، والنظر زنا العين، وقبلة زنا الفم، وعند التحدث عن كفارة الزنا الغير كامل نجد أنه ورد في كتاب الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار) [التحريم: 8].

أي أن كفارة الزنا هي التوبة النصوحة إلى الله – عز وجل – وهي عن طريق الابتعاد عن هذا الذنب وترك المعصية على الفور، وأن ينوي نية صادقة وخالصة أنه لن يعود إلى هذا الفعل مرة أخرى، ويجب أن تكون تلك التوبة قبل ظهور أي علامة من علامات الموت على الشخص.

بالإضافة إلى القيام بالكثير من الأعمال الخيرية التي تساعد على تقرب الزاني من المولى سبحانه وتعالى، كما أنه يوجد اختلاف في الحد أي حد الزنا لغير المتزوج عن حد الزنا للمتزوج.

كما ورد عن الهيثم بن مالك الطائي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

“ما من ذنبٍ بعد الشركِ، أعظمُ عند اللهِ من نطفةٍ وضعها رجلٌ في رَحِمٍ، لا يَحِلُّ له” (المحدث الألباني).

اقرأ أيضًا: كفارة الزنا قبل الزواج

حد الزنا للمتزوج وغير المتزوج

استكمالًا لحديثنا حول كفارة الزنا الغير كامل، نجد أن الأحاديث النبوية والآيات القرآنية قالت إن حكم الزنا للشخص الغير متزوج لا يتم بإقامة حد القتل عليه، حيث إنه يُطلق عليه “الزاني غير المحصن”، وتكون عقوبته الجلد وليس القتل، وقال تعالى:

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور: 2].

ورد عن الفقهاء أن حد الزنا لغير المتزوج هو أن يُجلد 80 جلدة والتغريب، بينما حد الزنا للمتزوج فعقوبته الرجم حتى الموت.

ما هو الزنا الأصغر؟

استكمالًا لحديثنا عن كفارة الزنا الغير كامل، من الجدير بالذكر أن نوضح معنى الزنا المجازي أو الأصغر، حيث تحدث عنه مجموعة من العلماء مثل الإمام النووي عندما علق على حديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:

ما رَأَيْتُ شيئًا أَشْبَهَ باللَّمَمِ ممَّا قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ” (المحدث مسلم).

حيث إن الزنا أنواع فيوجد من الناس من يكون زناه حقيقيًا عن طريق الدخول في علاقة خارج إطار الزواج بإدخال العضو الذكري في الفرج، ويمكن أن يكون الزنا مجازيًا مثل النظر إلى الحرام أو لمس امرأة أجنبية دون الدخول في علاقة.

بناءً على هذا يكون الزنا الأصغر عبارة عن أي شيء يحدث بين رجل وامرأة أجنبية عنه ما عدا حدوث الإيلاج، حيث إنه لو قبلها أو احتضنها ولامسها وقبلها فهذا يعد من الزنا المجازي.

اقرأ أيضًا: ما هي الكفارة

التوبة من الزنا

بعد معرفة كفارة الزنا الغير كامل، لا بد من التحدث حول كيفية التوبة من الزنا، حيث إن لها مجموعة الشروط التي لا بد من تحقيقها من أجل التوبة بشكل صحيح، مثل: (صدق الندم والعزم على عدم الوقوع في ذلك الفعل مرة أخرى – الحرقة والضيق على التضييع في حق الله – الإنابة والعودة إلى الله والاستغفار بكثرة).

بالإضافة إلى وجود بعض الآداب عند التوبة من الزنا، مثل: (اختيار الصحبة الصالحة التي تُعين على التقرب إلى المولى عز وجل – الابتعاد عن العوامل التي تؤدي إلى ارتكاب هذا الذنب العظيم).

يوجد بعض العقوبات والحدود التي حددها الله تعالى في تطهر العبد من الذنب الذي ارتكبه، وتعد كفارة له من الفعل الذي قام به، حيث إن من قام بالزنا ولم يتب من هذا الذنب فإنه يلقي عذاب شديد يوم القيامة.

بينما إذا تاب الزاني إلى الله من ذنبه ولم يقام عليه الحد، فيتوب الله عليه في حالة كانت التوبة صادقة وخالصة إلى الله تعالى، حيث قال:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء: 48].

اقرأ أيضًا: شروط التوبة من الزنا

من الضروري أن يعزم الفرد على عدم الرجوع إلى هذا الذنب مرة أخرى، وأن يختار خليله بعناية شديدة وأن يكون صالح يُعينه على التقرب إلى الله تعالى والفوز بالجنة، والابتعاد عن ارتكاب المعاصي المختلفة.

قد يعجبك أيضًا