كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية

من أشهر الأسئلة الفقهية التي تتعلق بصميم حياة الناس الاجتماعية هو السؤال عن كفارة يمين الطلاق وهل يقع الطلاق في كل وقت حتى لو كان حلفانًا غير مقصودًا بمعناه الحرفي؟ كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية هي التي يؤخذ عنها، ويثق الناس في حكمها بعد أي فقدوا ثقتهم خلال السنوات الأخيرة في كل المصادر غير الرسمية، ولذلك أتينا بالآراء الفقهية التي اعتمدتها دار الإفتاء المصرية علها تكون بها الإفادة، ونستطيع أن نجيب عن هذا الأمر إجابة شاملة وافية.

 

كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية

كفارة يمين الطلاق

قال الشيخ محمد وسام مدير إدارة الفتوى وأمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن حلف اليمين على الزوجة بعبارة “عليا الطلاق إن حدث منك كذا فأنتي طالق” لا يوقع طلاقًا.

الشيخ محمد وسام أضاف خلال إجابته على سؤال أحد المتابعين لقناة دار الإفتاء المصرية على اليوتيوب مضمونه: “هل الطلاق يحدث بكلمة عليّ الطلاق؟”، فقال: إذا أقسم الرجل على زوجته بعبارة “عليّ الطلاق إن حدث منك كذا فأنت طالق” فهذ حلفان يقال بغرض حملها على فعل شيء أو ترك شيء، ولا يقال بغرض ونية الفراق، وبالتالي يترتب عليه طلاقًا (أي فراقًا)، ويعامل هذا اليمين إن وقع باطلًا معاملة اليمين العادي، وعليه كفارة.

وشدد على أن من حلف اليمين مع زوجته يجب عليه كفارته، وهي إطعام 10 فقراء، ونصح وسام بالذهاب إلى دار الإفتاء للفصل بين الزوجين في مسائل الطلاق.

 

هل يقع الطلاق بكلمة “عليّ الطلاق” في مجمل الأمر؟

أجاب أحد علماء الأزهر وهو الشيخ أحمد الصباغ ، على سؤال جاءه خلال لقائه ببرنامج اسأل مع دعاء عبر قناة النهار الفضائية.. محتوى السؤال (أقسمت بالطلاق أني لن أذهب للعمل خمسة مرات، لكني ذهبت في النهاية، فهل يحدث الطلاق؟).

فأجاب أحمد الصباغ قائلاً: هناك قاعدة تسمى التداخل، أي أن يقسم المرء يمينًا ويكسر اليمين على شيء واحد، فلا تدخل الأيمان فلي بعضها، أي وجب القسم على شيء واحد فقط، فكلمة “عليّ الطلاق” خطأ، لأن هناك قدسية الطلاق وعظمة اليمين، وقد قال بعض العلماء فيه إنه طلاق معلق وبعضهم أوجب عليه كفارة يمين.

وتابع: إذا ذهب إلى العمل فلا بد له من إطعام عشرة فقراء ككفارة، وإذا كان لا يستطيع إطعامهم فيجب عليه الصيام لمدة 3 أيام فقط ولا يحسب الطلاق.

 

كلمة الطلاق لا تقع إلا مع توفر النية

قالت الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية في بدار الإفتاء، إن الطلاق لا يتم من خلال ذكر كلماته كقصة أو لضرب المثل، لذلك النية ضرورية.

جاء ذلك في إجابته على سؤال: “كان زوجي يروي لي قصة عن زوج طلق زوجته، وأخبرني خلال خطاب زوجي أن صديقه قال لزوجته أنت طالق، فهل هذه الكلمات قد وقعت علي؟”

وأشار إلى أن من ذكر كلمة الطلاق على لسانه دون نية فسخ عقد الزواج والطلاق الفعلي، فإن الأمر هنا لا يعتبر طلاقًا، ولا يقع الطلاق.

 

اقرأ أيضًا : ما حكم الطلاق ثلاث مرات في وقت واحد

كفارة يمين الطلاق دار الإفتاء المصرية

قال الشيخ محمد وسام إن مصطلح الطلاق أصبح يتردد كثيرًا على لسان الناس هذه الأيام، ولكن كيف يكون ذلك، وأن الطلاق هو نهاية للعلاقة الزوجية التي لا ينبغي أن تستند على مثل هذا العبث.. فقد جعل الطلاق في يد الزوج لأنه من المفترض أن يكون صمام أمان عائلته ويمكنه السيطرة على نفسه عند الغضب.

وأضاف “وسام” خلال لقائه ببرنامج “فتوى الناس” الذي يبث على قناة “الناس” الفضائية، بينما كان يجيب على سؤال ذي صلة، قائلاً: عند الفقهاء الحلف بالطلاق لا يعتبر طلاقًا.

 

ما هي كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية تجيب

في سورة المائدة يقول الله عز وجل: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

فيمين الطلاق ليس كله نوع واحد – عليك أن تعرف هذا قبل أن نتطرق للحديث عن كفارته..

 

أنواع إيمان الطلاق وتعريفها

أولًا: الغموس.. يمين محلوفة على ماضٍ، كذب صاحبها وهو يعرف بالحال، وسمين هكذا لأنها تجعل صاحبها مغموسًا في الإثم.. وأداء هذا اليمين ممنوع وكبيرة من الكبائر وتعد جرأة على الله سبحانه وتعالى. وعلى صاحب هذا اليمين أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويندم على ما فعله، ويعتزم عدم العودة إلى هذا الأمر مرة أخرى، ويرى الشافعية أن حالف يمين الغموس عليه كفارة.

 

ثانيًا: يمين اللغو.. هو الذي يسبقه اللسان دون أن يكون مدرك معناه، مثل قول صاحبه: “لا والله ما حصل” أو “نعم والله حصل كذا” في وصل حماسي عشوائي للكلمات أو في حالة غضب سواء كان اليمين على أمر في الماضي أو الحاضر أو مستقبلي. لا تكفير عن اللغو.

ثالثًا: اليمين المعقودة.. وهي كل قسم لا يُنظر فيه على أنه لغو، ومن أقسم يمينًا في قضية وقضاه أو أنتوى قضاءه وأخلص النية لله وصدقه صاحبه – الواقع عليه أو معه اليمين.

واليمين المعقودة فيها كفارة إن سقطت ولم توفى، وكفارتها إطعام أو كسوتهم عشرة مساكين، وإن لم يجد فصوم ثلاثة أيام.

اقرأ أيضًا : كفارة يمين الطلاق بالثلاثة عند الغضب وأحكامه الشرعية

تقدير التكفير بالوزن وقيمتها

إن كفارة إطعام أو كساء عشرة مساكين، يشترط فيها أن يكون الإطعام بمقدار صاع من قوت أهل البلد – مثل القمح أو الأرز – على سبيل المثال، كما ذهب الحنفية.

ويقدر وزن الصاع بحوالي (3.25) كيلوجرام، أي مقدار 32.5 كيلوجرام أرز أو قمح يتم إخراجها إلى أهل الله من المساكين.

ومن صعب عليه أن يخرج هذه الكمية مسموح له أن يخرج مُد لكل مسكين من قوت غالبية سكان البلاد، وهذا الأمر عند الشافعية وقد حددوا المُد بأنه ربع صاع، وحوالي (510) جم ، لأن الصاع عندهم (2.04) كجم.

 

المختصر في كفارة يمين الطلاق عند الحنفية والشافعية

من بين أنواع اليمين الثلاثة السابق ذكرها فإن يمين الطلاق يقع في واحد من اثنين، إما أن يكون لغوًا وإما هو يمين معقودة.

اليمين المعقودة طلقة بينة لا لبس فيها، ويمين اللغو وجبت به الكفارة عند الشافعية، لأنه يمين لا يقع عليه طلاق عملًا بالآية الكريمة: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ ..

والكفارة هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.. وإطعام المسكين يكون بصاع من قوت أهل البلد.. فإن دار الإفتاء ترى أنه يؤخذ في المقام الأول هنا بقياس الحنفية للقادرين ماديًا، وهو 3.25 كيلوجرام للصاع، أي أن الكفارة تكون في هذه الحالة لعشرة مساكين 32.5 كيلوجرام كما ذكرنا من قبل.

وإن لم يكن حالف اليمين الواجب إخراج كفارة عنه قادرًا ماديًا، فعليه هنا بأن يخرج كفارته على المذهب الشافعي، وهو ما يعادل 510 جرام للمسكين الواحد، أي يكون إجمالي قيمة الكفارة 5.100 كيلوجرام من قوت أهل البلد.

هذا والله أعلى وأعلم

قد يعجبك أيضًا