توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات

توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات تمنع المجرمين من تلك الجريمة الشنيعة، فالتحرش من الجرائم التي انتشرت بشدة في المجتمعات، خاصة التحرش بالأطفال واستغلال ضعفهم وصغر سنهم سواء من الأقارب أو المعلمين أو السائقين أو الخادمات فهي ظاهرة منتشرة يجب أن يوضع لها حد، لذلك نعرض طريقة توعية الطفل بالتحرش عبر موقع زيادة.

توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات

يعرف التحرش الجنسي بأنه الرغبة في الحصول على الرغبة الجنسية من الأطفال سواء الإناث أو الذكور، وذلك دون رغبة الطفل وبشكل سري، ويكون التحرش بالأطفال مختلفًا بالأنواع حيث الملامسة الجسدية لأيٍ من الأعضاء بشكل مباشر عبر التعري أمام الطفل أو تصويره بالأوضاع المنافية للآداب ونشرها على الإنترنت.

فمشكلة التحرش بالأطفال لا تكون خفية حيث لا يمكن تقدير كم الأشخاص الذين تعرضوا لأيٍ من أشكاله بالطفولة، فالكبار والأطفال لا يتمكنون من الإفصاح عن حوادث التحرش بسهولة، لذلك من المهم توعية الأطفال بداية من عمر الثلاث سنوات بالتحرش بسب قدرته الجيدة على الاستيعاب.

توجد العديد من الطرق التي يمكن عبرها توعية الطفل بالتحرش الجنسي، ففي البداية يجب توعيته بأن الجسم هو ملكًا له فقط، ويجب عليه المحافظة عليه عبر النظافة والطعام الصحي والمحافظة على المظهر المتناسق للملابس، وأنه يستطيع تأدية النوع المفضل له بالرياضة.

في المرحلة التالية من التوعية بالتحرش للأطفال يتم القيام ببعض الأمور والتي نذكرها في النقاط التالية:

  • الحديث عن الجسد وتوعيته بكافة الأعضاء ووظيفتها وكيفية التعامل معها، كذلك يجب تعلميه بأنه توجد بعض الأعضاء والأجزاء من الجسم التي لا يجب أن تلمس أو ترى من قبل أي أحد غيره.
  • يجب أن يعلم الطفل جيدًا أن أعضائه الخاصة لا يمكن أن يلمسها وهو متواجد بمكان عام أو بوجود أي شخص أمامه، وتكون تلك الأعضاء هي التي تقوم الملابس الداخلية بتغطيتها.
  • يمكن إدخال بعض الأمثلة البسيطة له بأن وهو رضيعًا كان الأب والأم من يغيرون له الحفاضات، ولكن ذلك الأمر ليس مسموحًا بالوقت الحالي بسبب تخطيه تلك المرحلة العمرية، وألا يجب أن يرى أحد أيًا من تلك المناطق حتى الأقارب.
  • توعية الطفل بأهمية الاهتمام بنفسه والدخول إلى المرحاض دون الحاجة لأية مساعدة ورفضه أن يدخل معه أي أحد.

اقرأ أيضًا: هل التحرش في الصغر يؤثر في الكبر

التوعية بأسماء الأعضاء الحقيقية

تنشأ الحيرة لدى الأبوين خلال توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات في إفهام الطفل أسماء أعضائه الخاصة، ولكن الآراء قد اجتمعت حول تسميتها بأسمائها الحقيقية دون إطلاق أية أسماء طفولية عليها.

فيجب إفهام الأطفال الإناث أن أعضائهم الخاصة تتكون من القبل والدبر، والقبل هو فتحة البول والمهبل، ولكن الأطفال الذكور عليهم العلم بأن لديهم فتحة واحدة بالقضيب، مع تواجد الخصيتان، والمؤخرة والثدي اللذان يسترك بهما الجميع.

لكن لا توجد حاجة لتعريف الطفل كل تلك التفاصيل التشريحية مرة واحدة؛ لأن تلك المسميات لا تستخدم كثيرًا بالحياة اليومية والبقية يتم تعلمها بشكل تدريجي في التعليم خلال تعريفه بأسماء أعضاء الجسد أو شرح معلومة محددة أو قراءة كتاب وذلك بالطرق التي تلائم عمره وفهمه.

بناءً على ذلك تظهر الأهمية الكبرى لتوعية الطفل بأعضائه في الأسماء الحقيقية والتي نذكرها في النقاط التالية:

  • الأسماء الصحيحة تساهم بتقبل الطفل لجسده؛ لأن الأسماء المستعارة تجعل الطفل يدرك أن جسمه شيء مخجل يجب الخوف منه، وبالتالي شعوره بالخجل من الإخبار بتعرضه للمسة غير جيدة أو التساؤل المستمر له إذا كانت لديه أية تساؤلات، فهنا سيبدأ بالحصول على المعلومات من المصادر المشكوك بها.
  • يعتبر التثقيف الجنسي من العمليات التراكمية، لذلك فإن التسمية الصحيحة تساهم في الاجابة عن التساؤلات الجنسية خلال كبره، وخلال شرح التغيرات التي تتم بالجسم عند الوصول إلى مرحلة البلوغ دون أن يتم التقليل من الأهمية له أو تحويله لمزاح.
  • في حالة تواجد مشكلة طبية بتلك المناطق فيتمكن الطفل من إفهامك بشكل أفضل أو إخبار الطبيب عنه بدقة.
  • في حالة تعرضه للتحرش فيحمل كلامه الوزن الأكبر عند إخبار شخصًا بالغ أو في حال الإقرار برفع قضية أو تقديم بلاغ.
  • عدم تعلم الطفل الأسماء الصحيحة لأعضائه بالمنزل يعني تعلمه الأسماء الخاطئة من الأصدقاء أو وسائل الإعلام.

يخاف الكثير من الآباء بترديد أبنائهم تلك الأسماء أمام الآخرين وبالتالي شعورهم بالحرج، ولكن يجب الحد من ذلك عبر توعية الطفل بأنه مثل تلك الأعضاء لا ترى ولا تلمس من الآخرين، فكذلك لا يمكن الحديث عنها أمام أي أحد إلا بتواجد الأهل.

كما يمكن إفهامه بأنه مثل ما توجد ملابس نرتديها فقط بالمنزل ولا يمكننا الخروج بها بالشارع، كذلك توجد بعض الموضوعات التي لا يمكن الحديث بها إلا بالمنزل مثل ماليات الأسرة والأعضاء الخاصة، وفي حال خطأه وقام بذكرها أمام الآخرين فيجب إبعاده بلطف عن الساحة وتذكيره بالنصائح دون عنف كي لا يخاف من العودة إلى أهله في حالة خطر بعض الأسئلة المتعلقة بذلك الصدد.

اقرأ أيضًا: نصائح عن التنمر وأشكاله وأنواعه

طريقة تعليم الطفل الفرق بين اللمسات

في إطار توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات يجب أن نعلمه الفرق بين اللمسات الآمنة والغير آمنة والتي نذكرها بشكل مفصل بالفقرات التالية:

1- اللمسة الآمنة

في تلك الحالة يمكن أن نقول للطفل بأنه على الرغم من أنه لا يمكن لأي أحد أن يرى أو يلمس أعضائك الخاصة، ولكن يمكن للأم لمس تلك المناطق خلال المساعدة بتبديل الملابس أو دخول الحمام أو الاستحمام.

كذلك الطبيب يمكنه ذلك خلال فحص تلك المناطق عند مرضها ولكن فقط بحالة حضور الوالدين، فتلك اللمسات الخفيفة تبقيك صحي ونظيف، فعندما نحب ويتم الاهتمام بأمرنا ويتم لمسنا فتلك من اللمسات الآمنة، مثل: أحضان الأب أو الأم أو أحد المقربين، فبعدها يتم الشعور بالمشاعر الجميلة، كذلك تتشكل اللمسات الآمنة بصفح الأقارب عبر الذراع والكتف واليد في شكل سريع دون الحاجة لكي تكشف أي جزء من الجسم أو ترفع الملابس له.

2- اللمسة الغير آمنة

يمكن في ذلك الأمر الشرح للطفل بأن اللمسات الغير آمنة ستسبب له المرض والألم أو الخوف أو الانزعاج أو الخجل، ومن تلك اللمسات الغير آمنة تقبيل أحد له ورائحة فمه تملأها السجائر أو الضرب أو محاولة أي شخص غريب من لمس أعضائه الخاصة في السر حيث المحاولة بألا يراه أحد.

من بعد اللمسات الغير آمنة يتم الشعور بالخوف والخزي، وأحيانًا يترافق معها الطلب من الطفل خلع ملابسه أو إجباره على كشف أعضائه، وهنا يجب الإخبار الفوري للآخرين بالإنزعاج، كذلك يجب أن يتعلم الطفل من ينفع أن يقبله والأمان المسموح بها بذلك.

يوجد للتحرش الكثير من الأشكال الأخرى التي نذكرها في النقاط التالية:

  • الكشف عن الأعضاء التناسلية أو القصد بلمسها.
  • إجبار الطفل على أن يلمسها هو أو قول الألفاظ الفاضحة.
  • يمكن تحريض الطفل على الملاطفة الجسدية أو لمس جسد شخص آخر.
  • التلصص على الأطفال.
  • جعل الطفل يتعرض للأفلام والصور الفاضحة عبر التفاعل المباشر أو عبر الشبكة العنكبوتية.
  • التحديق بأجساد الأطفال.
  • إعطاء الطفل الملاحظات الجنسية على ملابسه أو جسده.
  • أن يتم الاغتصاب في الشكل الطبيعي أو الشاذ له.

كذلك قد تكون الشاشات من المتحرشين بالأطفال، لذلك يجب أن تقلل استهلاك الطفل للإنترنت ومشاهدة التلفاز ومراقبته خلال القيام بذلك؛ بسبب أن ذلك قد يجعل الطفل مستعدًا لتقبل التحرش دون قصد منه.

ففي حالة إيجاد الطفل يقوم بتصفح موقعًا إباحيًا فلا يجب الغضب عليه لأن شعوره بالفضول أمر طبيعي، ولكن يجب أن يتم التوضيح عبر الاستعانة بتعاليم الدين الآمر بستر العورات، حيث تتم إدانة الفعل لا الفاعل، مع محاولة تنزيل التطبيقات المساهمة بالتحكم بما يراه الطفل.

اقرأ أيضًا: تأثير التحرش الجنسي على الفتاة

تعليم الطفل كيفية التصرف مع المتحرشين

خلال توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات يجب تعليمه بأنه إن أراد شخص التحرش به أو أن يقوم بأمر خطأ، فعليه الوقوف منتتصبًا وقول كلمة لا والجري صارخًا طالبًا للمساعدة من شخص بالغ يثق به بشدة مع الاستمرار بإخباره لما حدث معه كي يسمع إليه.

في حالة أن ذلك الشخص لم يستمع إليه أو يصدقه فعليه الذهاب إلى غيره كي لا يؤذيه ويؤذي الأطفال الآخرين، كذلك يجب التأكيد المستمر للطفل بحقه بحماية جسمه وأن تعرضه للأذى لا يعني أنه طفل سيئ لأن ما تم خطأ المعتدي فقط.

كذلك على الأبوين أن يبنوا مع أطفالهم علاقة الصداقة والحب وتعويدهم على أن قول أي موقف يتم لهم بشكل مفصل دون نهر أو ضرب عليه، مع الحرص على الفحص الجيد اليومي له خلال تغيير ملابسه أو تحميمه للكشف عن وجود أية آثار للكدمات، كذلك التحقق من ملابسه الداخلية للتأكد من أنها خالية من أية إفرازات غريبة أو شعر.

عند بداية إفهام الطفل بالتحرش يجب الحرص على تدريج المعلومات له وإعطائها في اللغة البسيطة التي يمكنه فهمها، وألا تكون بشكل المحاضرات، بل يجب أن تكون تلقائية فالأبوان الماهران هما من يقتنصوا الفرصة لكي تتحول لمجالات تعليمية والتي يمكن أن تظهر بأوقات مفاجئة، مثل: التعليق على أمر بالتلفاز أو دخول الحمام أو التعليق على الحمل والولادة والأعضاء الجنسية للحيوانات أو تحميم الأخوات الأصغر وتبديل ملابسهم أو خلال قراءة القصص.

إن توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات من أهم الأمور التي يجب أن تعلم بدايةً من عمر الثلاث سنوات، ومن الممكن أبكر من ذلك حتى لا يتعرض الطفل للمضايقات عند خروجه للعالم الخارجي، ولا يخاف من إخبار أبويه حال تعرضه للأذى.

قد يعجبك أيضًا