التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية

التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية يجب أن نستهدف بها فئة الأطفال بالذات دون غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، وذلك لأن الطفل سريع التأثر بالأشياء التي يعتاد عليها ويرتبط بها في صغره، وتتأصل في نفسه حتى تصبح جزءًا من كيانه حين يكبر، ونظرًا لما يمثله هذا الأمر من أهمية سوف نعرض كافة التفاصيل الخاصة به من خلال موقع زيادة.

التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية

معظم الآباء والأمهات في وقتنا الحالي يفسحون المجال لأولاهم لكي ينغمسوا في عالم الألعاب الإلكترونية، والبقاء لساعات طويلة أمام تلك الألعاب ونرى كثيرًا من الأهالي، يتعمدون لهو أولادهم بهذه الألعاب لكي يوفروا لأنفسهم بعض الهدوء والتخلص من الإزعاج الذي يسببه لهم الأطفال.

لا يدرك الأهل مدى خطورة هذا التصرف الذي يقومون به والذي يعد جريمة في حق الطفل سيدفعون ثمنها معه في المستقبل، ونسلط الضوء في هذا الصدد على الأطفال بالذات، لأن الطفل مثله كمثل الوعاء الفارغ يملئه أهله بما يريدونه لكي يكون كما يريدون أن يكون عليه عندما يكبر في المستقبل.

التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال تكمن في معرفة مدى تأثيرها السلبي عليهم، وهذه السلبيات يجب على الأهل أن يكونوا ملمين بها ويجنبوا أولادهم التعرض لها، وهي تتمثل في:

1- تضييع الوقت

الوقت في حد ذاته طاقة وقدرة وقوة وهو مع الأسف لا يمكن تعويضه حينما يستنزف، وتضييع الوقت هو أول ما يجب الإشارة إليه في التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية، لأن الوقت الذي يقضيه الشخص الكبير أو الطفل أمام الألعاب الإلكترونية كان من الممكن أن يستفيد به في أداء أنشطة أخرى أكثر فائدة وأهمية.

مثل استذكار الدروس جيدًا أو تأدية بعض الواجبات المدرسية لأنها تدخل ضمن إطار المسؤوليات التي يجب تحملها، أو حتى البقاء مع الأهل والأصدقاء لتنمية الذكاء الاجتماعي والخروج من العزلة وجو الانطواء، أو حتى المشاركة في بعض الأنشطة الترفيهية مثل لعب كرة القدم أو ركوب الدراجات أو تطوير إحدى المهارات.

اقرأ أيضًا: أضرار لعبة ببجي على الأطفال والكبار

2- التشجيع على العنف

ألعاب الفيديو التي يلعبها الكبار أو الأطفال الصغار تنعكس فيما بعد على سلوكهم في أرض الواقع، ولقد أكدت الكثير من الدراسات العلمية والنفسية أن لعب الألعاب الإلكترونية ذات الطابع العنيف العدواني لفترة زمنية محددة، ينتج عنه زيادة طاقة العنف لدى اللاعب، وهذا يسفر عن ظهور سلوكيات أخرى أكثر خطورة فيما بعد.

3- الإضرار بالصحة الجسدية

إن التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية يجب أن تشير إلى مدى الضرر الذي تلحقه تلك الألعاب بصحة من يلعبونها لفترات طويلة، فعلى سبيل المثال يؤدي البقاء أمام تلك الألعاب إلى إصابة الشخص بآلام في مفاصل الرقبة أو مفاصل الساعد أو اليد أو الرسغ، وهي تنتج عن اللعب بصفة مستمرة ولفترة طويلة من دون راحة.

يؤدي البقاء أمام الألعاب الإلكترونية لوقت طويل إلى حدوث نقص في مستوى فيتامين د بالجسم، هذا الفيتامين الذي يستمده جسم الإنسان من أشعة الشمس وبعض الأطعمة الأخرى، حيث إن فيتامين د يؤدي نقصه إلى الإصابة بمرض الكساح الذي يصيب العظام بالضعف، ويتسبب في ثني الساقين والعمود الفقري.

يتسبب قضاء الوقت الطويل أمام الألعاب الإلكترونية في تناول الشخص أطعمة غير صحية ووجبات سريعة كثيرة، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة الأخرى التي تكون غنية بالسكريات والدهون، مما ينتج عنه زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة المفرطة.

4- تغير المظهر الخارجي

يتغير المظهر الخارجي للشخص البالغ أو الطفل الصغير نتيجة البقاء أمام الألعاب الإلكترونية لوقت طويل، حيث يزداد الوزن جدًا بمرور الوقت واختلال التوازن وعدم القدرة على الوقوف بشكل متزن وسليم، بالإضافة إلى قلة عدد ساعات النوم الذي يؤدي إلى تغير لون البشرة وجعلها أكثر شحوبًا أو اصفرارًا وظهور الهالات السوداء.

5- الإضرار بالصحة النفسية

لقد أجريت بعض الدراسات النفسية على الأطفال الذين يفرطون في لعب الألعاب الإلكترونية، ولقد أسفرت تلك الدراسات عن إحصائية تشير إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من مشكلات نفسية مختلفة، مثل الرهاب الاجتماعي والاكتئاب والقلق، وهذا يؤدي إلى تراجع مستواهم الدراسي وملاحظة تدني درجاتهم وكثرة الرسوب في الاختبارات بمواد مختلفة.

6- التأثير السلبي على النوم

لقد أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أن كثرة لعب الألعاب الإلكترونية يؤدي إلى بقاء الجسم في حالة من التوتر، وهذا يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات ضربات القلب.

وذلك لأن الألعاب الإلكترونية تلك حتى وإن لم تكن عنيفة أو عدوانية فهي ترفع من مستوى التحفيز البصري والمعرفي، وذلك ليجعل الجسم في حالة من القلق والتوتر وبالتالي مواجهة العديد من المشكلات في النوم، وما يجعل الشخص في هذه الحالة أو يصاب بالأرق ومشكلات النوم هو:

1ـ الإشعاع الكهرومغناطيسي

الإشعاع الكهرومغناطيسي يحول دون إفراز هرمون الميلاتونين بشكل طبيعي، مما ينتج عنه ضعف القدرة على النوم والارتياح، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الأشعة الكهرومغناطيسية تصدر من كافة الأجهزة الإلكترونية واللاسلكية.

2ـ السطوع الغير طبيعي للشاشة

إن الإضاءة أو السطوع المصطنع تعمل على منع تحرر هرمون الميلاتونين الذي لا يتحرر إلا في العتمة فقط، حيث إن هذا السطوع يتجه إلى المخ بطريقة مباشرة وهذا يتسبب في الحد من الرغبة في النوم، وبالتالي تعطل الساعة البيولوجية للجسم وهذا يتسبب في سوء الحالة المزاجية وعدم القدرة على التركيز إلى جانب بعض الاضطراب الهرموني.

اقرأ أيضًا: حل لغز يوجد في الحقل سبع خراف

7ـ إدمان الألعاب الإلكترونية

إن الألعاب الإلكترونية تستهلك الكثير من الوقت وهذا يتسبب في إدمانها، والإدمان من هذا النوع أصبح معترف به دوليًا وهو يعادل في خطورته إدمان ما يسمى بالمقامرة القهرية، لأن من يلعب يكون هدفه الوحيد هو تحقيق الفوز ليس إلا، فيتحول حب هؤلاء الأشخاص في اللعب إلى الإدمان عندما يقضون وقتًا طويلًا.

هذا الوقت المستهلك يكون على حساب التقدم الدراسي أو الوقت المخصص للعمل أو ممارسة التمارين الرياضية أو حضور المناسبات الأسرية أو المشاركة في النشاط الاجتماعي.

في إطار التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية يجدر بنا الإشارة إلى أن هذا لإدمان ينقسم إلى نوعين، الأول يتمثل في إدمان الألعاب التي تشتمل مهمة واحدة فقط ويقوم بها لعب واحد بمفرده، وحينما ينهي اللعب هذه المهمة ويحقق هذه المهمة تنتهي حالة الإدمان تلك.

النوع الثاني هو إدمان الألعاب الإلكترونية التي يوجد بها أكثر من مهمة ولا نهاية لها تقريبًا، ويلعب هذه الألعاب مجموعة من اللاعبين من خلال الإنترنت، وتعتمد على بناء اللاعب شخصية وهمية لتكوين علاقات مع لاعبين آخرين من خلال هذه الألعاب.

إلا أن أسوأ شيء في هذا النوع من الإدمان هو أنه لا يتلاشى بسرعة لأن اللعبة إما طويلة الأمد أو أنها بلا نهاية، وأغلب اللاعبين قد يلجؤون إلى هذا النوع من الألعاب الإلكترونية بهدف الهروب من الواقع.

فوائد الألعاب الإلكترونية

إن التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية لن يجعلنا نغفل عن الفوائد التي تعود على من يلعبونها وخاصةً الأطفال، ومن بين فوائد وإيجابيات الألعاب الإلكترونية ما يلي:

1ـ تعزيز الأداء المعرفي

لقد أشارت العديد من الدراسات أن كثيرًا من الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو على الأغلب يكون لديهم أداء فكري عالٍ، ويتمتعون بكفاءة عالية على الصعيد الدراسي مقارنة بالأطفال الآخرين الذين لم يلعبوا تلك الألعاب.

2ـ زيادة القدرة على اتخاذ القرار

إن غالبية الألعاب الإلكترونية تقوم على تطوير استراتيجيات محددة من خلال اللعبة، وهذا من شأنه أن يساعد اللاعب على اتخاذ القرارات بطريقة أفضل وبمعدل أسرع.

3ـ التنسيق بين اليد والعين

حيث إن معظم الألعاب الإلكترونية أو ألعاب الفيديو تحتاج إلى استخدام أوامر معينة، تؤثر بشكل مباشر على تناسق اليد مع النظر بصرف النظر عن موضوعها.

اقرأ أيضًا: أماكن بيع لعب الأطفال بالجملة في مصر

4ـ الحث على القراءة

من الممكن أن تساعد هذه الألعاب الإلكترونية في الحث على القراءة، حيث ينجذب اللاعب إلى الحوار الذي يدور فيما بين الشخصيات الموجودة في اللعب أو اللاعبين الآخرين، فيقوم بقراءته وبالتالي تتنمىَ المهارات اللغوية ومهارات القراءة لديه.

5ـ تعزيز التفكير الاستراتيجي

تحتاج هذه الألعاب إلى وضع اللاعب بعض الاستراتيجيات لكي يتمكن من التقدم في مراحلها أو مستوياتها المختلفة حتى الفوز بها.

6ـ الاهتمام بالتكنولوجيا

يتأقلم الأشخاص مع التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت لغة العصر من خلال لعب هذه الألعاب الإلكترونية وتزيد من مدى اهتمامهم بها.

7ـ مساعدة الأشخاص المهمشين اجتماعيًا

تساعد الألعاب الإلكترونية الأشخاص المهمشين من الناحية الاجتماعية على التواصل مع الأشخاص الآخرين عن طريق العالم الافتراضي، وبمرور الوقت يبدأ تقبلهم بين هؤلاء الأشخاص من خلال الألعاب الإلكترونية التي يدخلها اللاعبون، حيث يكونون أكثر قدرة على التواصل مع شخصيات جديدة وتكوين صداقات قوية معهم.

8ـ الألعاب الإلكترونية كأدوات للتدريس

لقد عمدت بعض المؤسسات التعليمية بتضمين الكثير من المواد في الألعاب الإلكترونية، وهذا بهدف تنمية المهارات الحياتية المختلفة ومحاولة تطويرها وتحسينها، هذا إلى جانب أن العملية التعليمية تكون ممتعة أكثر بالنسبة إلى الطفل.

اقرأ أيضًا: أفضل العاب الاندرويد

9ـ الألعاب الإلكترونية كوسيلة فنية

الألعاب الإلكترونية تعمل على المساهمة في تصنيع الكثير من أنواع الوسائط الفنية كالأفلام والموسيقى.

إن التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الأهل، لكي يتمكنوا من التحكم في معدل استخدامهم لهذه الألعاب، فينتفعوا بإيجابياتها ويتجنبوا تأثيراتها السلبية.

قد يعجبك أيضًا