متى كانت غزوة بدر

متى كانت غزوة بدر؟ وما هي أحداثها؟ وما هي نتائجها؟ فإن لهذه الغزوة مكانة متميزة وعالية في تاريخ الدين الإسلامي، حيث إنها تمكنت من وسم المجاهدين فيها بوسام الشرف والاحترام.

لذلك سنعرض لكم اليوم من خلال موقع زيادة الإجابة عن سؤال متى كانت غزوة بدر؟ كما سنوافيكم بكل المعلومات التفصيلية عنها.

متى كانت غزوة بدر

تعد غزوة بدر هي أولى المواجهات العسكرية التي حدثت بين المسلمين وبين الكفار من قريش، حيث إنها تعتبر أشهر الغزوات والمعارك الحاسمة التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد الكفار.

كان تاريخ وقوع الغزوة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك للسنة الثانية من الهجرة، حيث وقعت تلك الغزوة عندما اشتد الأذى من المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك على أصحابه.

حينها أذن الله عز وجل لهم أن يهاجروا من مكة إلى المدينة المنورة لكي يقوموا بغرس قواعد الإسلام بها، وتحقيق الاستقرار، وكذلك بهدف الانتقال إلى مرحلة جديدة من الدعوة الإسلامية.

فبدأت المواجهات القتالية تحدث بين المشركين وبين الرسول وأصحابه، فكان المشركين يرغبون في القضاء على الفئة القليلة من المؤمنين وينهوا وجودها تمامًا، لكي يتمكنوا من فرض سيادتهم، وهيمنتهم.

بينما كان المسلمون يرغبون في رد هذا الكيد اللعين لكي يمضوا في نشر دعوتهم، وكذلك تحقيق الشرائع الدينية، وبالفعل تمكنوا من ذلك، وكان النصر حليفهم في نهاية أحداث غزوة بدر.

اقرأ أيضًا : ماهي السورة التي نزلت في غزوة بدر

أحداث غزوة بدر

في السطور السابقة ومن خلال عرضنا للنبذة المختصرة عن غزوة بدر أجبنا عن سؤال متى كانت غزوة بدر؟ حيث إننا اوضحنا بأنها كانت في يوم ١٧ رمضان من السنة الثانية للهجرة.

أما فيما يلي سنذكر لكم بالتفصيل عن أحداث تلك الغزوة التي تميزت بمكانتها الرفيعة في تاريخ الإسلام.

بدأت أحداث غزوة بدر عندما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن هنالك قافلة تجارية لقريش يقودها أبو سفيان محملة ببضائع متنوعة وأموال، تقدر قيمتها بحوالي 50 ألف دينار.

كما أخبرهم أن تلك البضاعة محملة على ١٠٠٠ بعير، وتمر بالقرب من المدينة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقطع الطريق على تلك القافلة لمقابلتهم بالمثل، ولكي يسترد شيء مما سلبه ونهبه الكفار.

فأمر أصحابه بأن يقوموا بالإغارة على قافلة قريش ومصادرة أموالهم، لكن علم سريعًا أبو سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في مهاجمتهم، فغير طريق العودة، وفر منه ومن أصحابه.

حينها أرسل أبو سفيان إلى قريش ليطلب منهم المدد والعون على الرغم من قدرته في الفرار بالقافلة والنجاة، فلما سمع أبا جهل بهذا الأمر أصر على أن يلاقي المسلمين لقطع دابرهم ومواجهتهم في مواجهة واحدة.

خرج المسلمون بغير عدة ولا عتاد يكفي لملاقاة العدو، وعلى الرغم من أن الرسول كان مترددًا، إلا أن الصحابة وعدوه بالعون والنصرة، ومن ثم توجهوا إلى أن وصلوا إلى ماء بدر ونزلوا أدناها.

ما أن بلغ المشركون ماء بدر بدأ اللقاء المنتظر بينهم، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يتضرع الله بأن يؤيده هو وأصحابه بالنصر والفتح، فاستجاب الله له وتمكنوا بالفعل من النصر، وأوقعوا العديد من القتلى والجرحى من المشركين.

أسباب غزوة بدر

كان السبب وراء اندلاع القتال والحرب في غزوة بدر بين قريش والمسلمين هو أن قريش كانوا يتعاملون مع المسلمين بالقسوة والوحشية، ولم يكفوا عن هذا الأمر بل سعت في إيذائهم بالفعل.

إذ أن قريش كانوا يقوموا بمصادرة أموال المسلمين، والنهب لممتلكاتهم، واستمروا في فعل الكثير من المواقف التعسفية تجاههم.

ملخص نتائج غزوة بدر

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض إجابة سؤال متى كانت غزوة بدر؟ والذي يعرض أيضًا كل تفاصيل وأحداث تلك الغزوة العظيمة؛ فإننا في النقاط التالية سنقوم بشرح أهم وأبرز النتائج لهذه الغزوة:

  • قدرة المسلمين من خلال قوتهم على إرهاب المشركين منهم.
  • إصابة المشركين بالحزن وكذلك الألم، وذلك بسبب أن المسلمون استطاعوا بأن لا يتركوا بيت في مكة إلا وكان فيه أسير من قريش أو قتيل، كما أن أبو لهب مات بسبب إصابته بالعلة من أحداث الغزوة.
  • أصبحت نفوس المشركين ممتلئة بالحقد والضغينة تجاه المسلمين والإسلام فبدأوا بزيادة الأذى عليهم رغبةً في الانتقام منهم لحربهم وقتالهم.
  • من خلال انتصار المسلمين في غزوة أحد استطاع المستضعفين في مكة الشعور بالفخر إذ أن تلك الحرب رفعت من معنوياتهم لأنهم مسبقًا كانوا لا يجرؤون على مواجهة قريش.
  • سيطر الصحابة الكرام والمسلمين على كافة طريق المدينة وهذا الأمر أثر بالسلب على التجار من قريش الذين كانوا يعتمدون على التجارة كمصدر دخل لهم، وذلك بسبب معاناتهم في سلك طريق أبعد عن لنقل بضائعهم.
  • الزعزعة والهزيمة للمشركين عسكريًا.
  • نصرة الإسلام وعلو شأنه، وكذلك التفريق بين الحق والباطل، فإن غزوة بدر كانت عظيمة، والدليل على ذلك فإن الله عز وجل سماها في قرآنه الكريم بيوم الفرقان.

عدد المساهمين في غزوة بدر من المشركين والمسلمين

كان عدد المسلمين الذين خرجوا لملاقاة قريش قليل مقارنة بعددهم، وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من تحقيق النصر وإصابة المشركين بالعار والخزي والهزيمة.

حيث إنه كان المشركين قد خرجوا بعدد حوالي 1300 مقاتل، و200 فرس، و600 درع وجمال كثيرة، بينما كان عدد المسلمين 313 فقط، حيث انقسم ذلك العدد إلى الآتي:

  • 82 مقاتل من المهاجرين.
  • 230 مقاتل من الأنصار، والذين كانوا ينقسموا إلى 170 من قبيلة الخزرج، و61 من قبيلة الأوس.

أسباب تسمية غزوة بدر بهذا الاسم

سُميت غزوة بدر بهذا الاسم لأن أحداث المعركة تمت على أرض بدر، حيث إن أرض ورد هي وادٍ يقع في المنتصف بين مكة والمدينة المنورة، كما أنها تعتبر أحد الأسواق الهامة للعرب.

بالإضافة إلى ذلك فإن بدر كانت بمثابة أحد المراكز التي تجمع العرب للتبادلات التجارية والمفاخرة، فكان العرب يقصدون تلك الأرض كل عام.

اقرأ أيضًا: طلع البدر علينا مكتوبة ومتى وأين قيل نشيد طلع البدر علينا؟

فضل غزوة بدر على المسلمين

في سياق عرضنا لأحداث غزوة بدر ونتائجها وكذلك إجابتنا عن سؤال متى كانت غزوة بدر؟ فإنه من الجدير بالذكر أن نعرض لكم الفضائل الكثيرة لتلك الغزوة على المسلمين، وذلك كما ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة.

حيث إننا في النقاط الآتية سنعرض لكم تلك الفضائل وبالتفصيل:

  • حصول أصحاب الرسول الذين شهدوا غزوة بدر على المراتب العالية، إذ أنه جاء سيدنا جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له

    ما تَعُدُّونَ أهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قالَ: مِن أفْضَلِ المُسْلِمِينَ -أوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا”.

  • إخبار المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم بأن لولا هذه الغزوة العظيمة ما كان الإسلام ليصل بعد ذلك إلى كافة المسلمين، فكان من الممكن أن يقضوا المشركين على المؤمنين وتنتهي الدعوة الإسلامية.
  • سمح الله للأمة الإسلامية وأحل الغنائم في يوم بدر، وذلك في قوله تعالى

    فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنفال، 69)”

    .

  • نصر الله للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال إلقاء الرعب في قلوب الكافرين، كما في قوله تعالى

    إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (الأنفال، 12).

معجزات إلهية في غزوة بدر

كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه طوال المعركة بينهم وبين قريش في غزوة بدر يسألوه تضرعًا بأن يؤيدهم بالنصر والهزيمة على قريش، وبالفعل أكرمهم الله عز وجل وجعل النصر حليفهم.

بالإضافة إلى ذلك أنزل الله على المسلمين عدد من المعجزات التي حدث بعضها أثناء المعركة، والبعض الآخر بعد أن تحقق النصر، فمن أهم وأبرز تلك المعجزات الآتي:

  • هطول المطر قبل بدء المعركة بوقت، وذلك لكي يساعدهم الله عز وجل في التطهير من الحدث، وإبعاد وسوسة الشيطان عنهم، وكذلك لتثبيت قلوبهم وأقدامهم في السير نحو العدو والقتال.
  • على الرغم من أن عدد المشركين كان أكثر من عدد المسلمين، إلا أن الله عز وجل لم يجعل المسلمين يشعرون بهذا الفارق.
  • إذ أنه قلل عدد كل جيش في نظر الآخر، وذلك في قوله تعالي

    وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (الأنفال،44).

  • أنزل الله عز وجل الملائكة على المسلمين لكي يقاتلوا معهم حين التحمت الصفوف، كما قال عز وجل في كتابه

    إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال، 9).

اقرأ أيضًا: قائد المشركين في غزوة بدر من هو أهم المعلومات عنه

أهم الدروس المستفادة من أحداث غزوة بدر

جاءت الأحداث في السيرة النبوية لكي تكون بمثابة درس لجميع المسلمين للاستفادة والاقتداء بها، حيث إن موقعة غزوة بدر التي كانت بين قريش والمسلمين تحمل العديد من الدروس والعبر للمسلمين.

لذلك واستكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال متى كانت غزوة بدر؟ سنعرض لكم فيما يلي أهم وأبرز الدروس المستفادة من هذه الغزوة:

1- النصر رغم اختلاف الظروف الموضوعية للمقاتلين

كان عدد المشركين في غزوة بدر يفوق عدد المسلمين بمراحل، إذ أنه كان يفوقهم بحوالي ثلاثة أضعاف، ولم يقتصر الأمر على عددهم فقط بل أن العدة والعتاد للمقاتلين في قريش كانت تفوق المسلمين أيضًا بأضعاف.

لكن على الرغم من ذلك نصر الله عز وجل المسلمين، وأيدهم بنزول الملائكة لتحارب معهم ضد جموع الكافرين، وكانت المعركة الفاصلة حاسمة لصالح المؤمنين، وذلك بفضل دعائهم وتوفيق الله تعالى.

2- التفريق بين الحق والباطل

عاش المسلمون تحت ظلم قريش والكفار لعدة سنوات، حيث إنهم كانوا يذيقون الصحابة والرسول أنواع متعددة من التعذيب بسبب سيادتهم، إلى أن جاءت غزوة بدر وتمكنوا من القصاص منهم.

حيث ظهر الله عزل وجل الحق واستطاع المسلمون الوقوف في وجه سادتهم، وجعلوهم يخرجوا من غزوة بدر بالخسائر الجسمية، وهذا هو نصر وعدل الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام.

قدمنا لكم الإجابة عن سؤال متى كانت غزوة بدر؟ ونتمنى أن تكون إجابتنا وافية، حيث إننا هدفنا من خلال عرضنا لهذا السؤال أن نطلعكم على أحد أهم الغزوات في تاريخ الإسلام، وكذلك تاريخ السيرة النبوية وبشكل سلس وواضح، آملين أن نكون قد حققنا ذلك بالفعل.

قد يعجبك أيضًا