السيرة النبوية لابن هشام

السيرة النبوية لابن هشام لم يكن من المعروف في الجاهلية اشتغال العرب بالتاريخ، كما هو معروف الآن، والتي تعرف عليها المسلمون منذ قديم الزمان، وذلك في العصر الحديث، فجُل ما يعرفونه عن التاريخ، هو المفاخرة بكرم آبائهم، وأجدادهم، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

السيرة النبوية لابن هشام

  • لقد كان دأب العرب القدماء هو المفاخرة، والتي تظهر في صفات كثيرة من التي يتصفون بها، مثل أنسابهم، وكرمهم، وحلفائهم، وما جاء عن أخبار
    بيت الله الحرام، وسدنته، وبئر زمزم، وانبعاثاتها.
  • وكذلك كانوا يفاخرون بعضهم البعض على جرهم، وسد مأرب، حيث تفرق القوم من بعده، وأخبارهم الدينية، والسياسية، وشجاعتهم المعهودة في ذلك الوقت، والأخبار الاجتماعية، والدينية.
  • وعندما دخل الإسلام إلى البلاد، كان المسلمون يتناقلون أخبار عن النبي
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأخبار عن البعثة، وما سبق ذلك من مشاكل، وأخبار نزول الوحي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

نبذة عن عبد الملك بن هشام

  • هو الإمام العلَامة عبد الملك بن هشام بن أيوب الذهلي السدوسي، وقيل المعافري البصري، وقيل الحميري، ويكنى باسم أبو محمد، نزيل الديار المصرية، والتي اشتهر تهذيب لسيرة ابن إسحاق.
  • وهو أكثر ممن روى عن سيرة ابن هشام، والذي تتلمذ على يد زياد البكائي والذي كان من تلامذته الإمام أحمد بن حنبل، ولقد قام بحذف بعض من أشعار سيرة ابن إسحاق حين قام بتهذيبها.
  • ويرى الإمام الذهبي أنه ليس حميري، ويروي أنه ذهلي، ولقد قال الإمام الذهبي عن الإمام الدارقطني، أن ابن هشام قد قابل الإمام الشافعي في مصر، وأنه أعجب به أشد الإعجاب، وقال: “ما ظننت أن الله خلق مثل الشافعي”.
  • ولقد ولد ابن هشام في البصرة، وقت الخلافة العباسية، وكان قبلة للعلماء وقتها، وطلاب العلم، فنشأ في أهم دول العالم الإسلامي في ذلك الوقت، ولم يروى أنه تم تأريخ وقتًا محددًا لميلاد ابن هشام.
  • ولقد ذكر عنه فقط وقت وفاته، ولقد ارتحل ابن هشام في طلب العلم كثيرًا، ولكن من أبرز المحطات التي توقف عندهم ابن هشام، هما مصر والبصرة، فإن ابن هشام بعد سفره للبصرة، قد سافر إلى مصر.
  • كان يهتم ابن هشام بالعلم الغزير، وكان عالمًا بالنحو، وباللغة العربية، والأنساب، وأخبار العرب، وكان من أوثق أئمة اللغة العربية، حيث كان يحفظ الكثير من أشعار العرب وقتها.
  • وحين التقى بالإمام الشافعي في مصر تذاكر سويًا الكثير من الأشعار، فيما تعلم منه الكثير، وقد هذب سيرة ابن إسحاق كما ذكر سالفًا.

إنجازات ابن هشام

  • لقد كان على علم كثير يشهد له أكثر أهل العلم به، وذكر ذلك في السيرة النبوية لابن هشام والذين انشغلوا بالتراجم، فيقول ابن عماد عن ابن هشام: “كان أديبًا إخباريًا نسابة”، وقال عنه ابن كثير الدمشقي: “أبو محمد عبد الملك بن هشام راوي السيرة”.
  • ولقد نسبت إليه سيرة ابن إسحاق التي كان قد هذبها، فنسبت له في تهذيبها، ولقد زاد فيها، وينقص منها، وحرر بعض الأماكن، وكان إمامًا في اللغة، والنحو، وكذلك قام باستدراج بعض الأشياء في السيرة.
  • ولقد قال عنه أيضًا أبو القاسم السهيلي، صاحب الروض الأنف: “إنه مشهور بحمل العلم، متقدم في علم النسب والنحو”، ولقد عرف عن ابن هشام أن له الكثير من الكتب والمراجع.
  • وقد اشتهر أكثر بحبه لتهذيب السير، إلا أن الكثير من العلماء ذكروا أن له كتبًا كثيرة جدًا منها القصائد الحميرية، وهو كتاب تم وضعه في أخبار اليمن، والملوك الذين حكموها، في الجاهلية.
  • ولقد ذكر كتابه شرح ما وقع في أشعار السير من غريب، والكتاب يتضح من اسمه أنه عن السير، وموضوعه هو شرح الشعر الغريب، وذلك بالإضافة إلى كتاب أنساب حِمْيَر، وملوكها.

أشهر الكتب التي قام بتأليفها

  • كتاب التيجان، وهو لمعرفة ملوك الزمان، ومنها ملوك حمير، وهذا الاسم موجود داخل النسخة التي تم طباعتها، والتي حقق فيها الدكتور/ عبد العزيز المقالح، ويجمع الكتاب في طياته الكثير من الوقائع التاريخية.
  • وكذلك القصص الدينية، وبعض الخرافات، والأساطير، وفيه من الإسرائيليات التي تتعلق ببعض القصص عن بعض الأنبياء، وبالذات منذ عهد النبي آدم
    ـ عليه السلام ـ، والقتال بين أبنائه.
  • ويضم أشياء كثيرة من تاريخ اليمن، ويرى المحقق، أنه من الفوائد التاريخية التي يمكن أن نجدها فيه، هي الاهتمام به، والحرص عليه من أنه كتاب فني يسجل ميلاد فجر النبوة، والقصة العربية وطريقة روايتها.
  • والكثير من الكتب التي قام بكتابتها، والسير التي قام بتهذيبها من الجانب النحوي، واللغوي، فلقد كان يتمتع بقدر كافي لمواصلة التعديلات في تلك الكتب المميزة، والتي كان لها كثير الأثر في تغيير مسار الشعر.

طريقة ابن هشام في كتابة السيرة النبوية

  • لقد ذكر في السيرة النبوية لابن هشام بتوضيح منهجه المتبع في كتابة السير، حين ذكر أنه سيبدأ الكتاب بالحديث عن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ـ على نبينا وعليهما الصلاة والسلام ـ، فهو يترك ما جاء قبله من عهد آدم.
  • وحتى عهد سيدنا إسماعيل ـ عليه السلام ـ، وقد أوضح منهجه في حذف وتعديل بعض السير بقوله: “تارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر فيه، ولا قرءان.
  • وكذلك يقول ابن هشام أنه قد قام بحذف بعض الأشعار التي لم تثبت عنها شيء من صحتها، عند أهل العلم، وأشياء من هذا القبيل، بعضها يبغض الحديث به، وبعضها الآخر يسوء بعض الناس ذكره.
  • وقد أوضح أيضًا في مقدمته لتهذيب سيرة ابن إسحاق، قام العلماء برصد ابن هشام بشكل منهجي في تهذيبه للسير، وطريقته المتبعة في حذف، وإضافة، بعض الأشياء التي تغير منها.

الأمور التي يهتم ابن هشام في كتابته للسيرة النبوية

  • شهد في السيرة النبوية لابن هشام أنه كان مراعاة الدقة والأمانة، والحرص على الصدق في نقل عن البكائي، ودعم رواياته بالاعتماد على القرآن الكريم على أنه مصدر هام ورئيسي في اعتماده للمنهج الصحيح للتهذيب.
  • التسلسل في العرض والترتيب، وتحديد الموقع الجغرافي، والأماكن بشكل دقيق، وهذا يدل على سعة علمه وكثرة اطلاعه، والحرص على استخدام الأنساب، حتى يتعرف القارئ على معلومات أكثر دقة.
  • تصدير الكثير من الإضافات والتي تساعد القارئ على فهم هذه الإضافات ومحتواها، فيقول ابن هشام في بداية كل كلماته، من أي إضافة، كان يأتي بالقرآن الكريم، والشعر يستشهد به على بعض الأشياء.
  • كان لدية القدرة الفائقة في اللغة العربية، والمصطلحات اللغوية النادرة، والتي كان يمتلكها بجدارة، وبالإضافة إلى ذلك، أضاف ابن هشام الكثير من سيرة ابن إسحاق، ولم يتم ذكره في السيرة.

من أين جاءت الفكرة في تاريخ السير

  • عندما كان في قديم الزمان يتداول الناس أخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد البعثة، فقد بات هذا معروفًا في الكثير من القبائل، والحديث وغزواته، والمعارك التي كان يخوضها.
  • ولقد ورد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديث قال فيه: “لا تكتبوا عني إلا القرآن ممن كتب على شيئًا فلمحه”، وكان هذا نهيًا صريحًا من النبي، حتى لا يختلط القرآن الكريم والأحاديث المتداولة.
  • ولكن كان نهيًا مؤقتًا وقتها كما رأى الناس، وهو في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم في عصر الإمام عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ، استخار ربه أربعين ليلة ويومًا، كما روي في تدوين الحديث النبوي.
  • فسمح لأبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم في ذلك، وكان أبو بكر قاضيًا، وقد تولى المدينة المنورة، والإفتاء في ديارها، وكذلك أصدر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أمرًا، لابن شهاب الزهري أن يدون الحديث.

كيفية تدوين حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

  • لقد جاءت فكرة التأليف في السير والغزوات وحتى وصلت إلى السيرة النبوية لابن هشام، فيذكر عن المؤرخون أنه أول من كتب في السيرة النبوية الشريفة، هو عروة بن الزبير بن العوام، كما أوضح البعض من الصحابة الأجلاء.
  • لقد قام أبان بن عثمان بن عفان، ووهب بن منبه، وشرحبيل بن سعد، وابن شهاب الزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وهؤلاء جميعًا من الصحابة والذين قد بادت كتبهم واختفت.
  • فلقد جاءت فيما بعد طبقة أخرى من المؤلفين وكان من بينهم محمد بن إسحاق صاحب السيرة الأشهر، التي هذبها ابن هشام، وموسى بن عقبة، فكانت سيرة ابن إسحاق هي الأوثق في هذه الكتب.
  • ولقد كانت أعلاها أيضًا وأشهرها، ثم بعد ابن إسحاق بنحو خمسون عامًا جاء ابن هشام والذي هذب الكثير من السير، والذي كانت أشهرها هي سيرة ابن إسحاق، ثم السيرة الأخرى.
  • أما عن السيرة النبوية العطرة، فلقد كانت مبنية على الأخبار التي يتناقلها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، من أحاديث أمهات المؤمنين، ومن الحياة العامة للنبي.

فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دأبًا في حياته عامة مع الصحابة وسائر المسلمين، ولكنه كان لديه من المعاملات داخل بيته ومع زوجاته الكثير من الذي كانت أمهات المؤمنين تقوم بتعليمه للمسلمات، وفي النهاية نكون قد قمنا بشرح كافة المعلومات عن السيرة النبوية لابن هشام.

قد يعجبك أيضًا