تجربتي مع العلاج البيولوجي

تجربتي مع العلاج البيولوجي ليست تجربة بسيطة على الإطلاق، فالأمر لم يكن سهلًا إذ كان لمصطلح العلاج البيولوجي تأثير سلبي على مسمعي مما جعلني أبكي كثيرًا، ويرجع ذلك لاعتقادي الخاطئ كحال الكثيرين بحقيقة أمر العلاج البيولوجي وكيفية تطبيقه والتي تعرفت عليها خلال تلك التجربة، والتي قررت أن أشارككم إياها عبر موقع زيادة.

تجربتي مع العلاج البيولوجي

تجربتي مع العلاج البيولوجي

بدأت رحلة معاناتي منذ الصغر، فأنا أعاني من ضعف المناعة بشكل عام، مما يتيح لأي أزمة معوية بسيطة أن تفتك بجسدي وتبقيني في الفراش أكثر من أسبوع، فقابلية استجابة جسدي للتعافي قليلة دائمًا مهما بالغت في الاهتمام بالدعم العلاجي.

مما كان يجعلني أتمسك بالوقاية من أقل الأشياء اليومية حتى لا أصاب بأي من الأمراض التي تتضاعف معي أعراضها؛ بسبب ضعف جهازي المناعي، وعدم قدرته على مقاومة أي فيروسات أو ميكروبات في طريقها إلى مهاجمة جسدي.

كان ذلك أمراً سهلًا عندما كنت أقل عمرًا، لكن الآن أصبح الأمر غاية في الصعوبة بعد تجاوزي العقد الرابع من عمري، أصبح جهازي المناعي في حالة يرثى لها بعد شعوري بالعديد من الأعراض التي كنت أعتقد أنها بفعل التقدم في السن والتي تشكلت في آلآم أسفل ظهري ووجع ركبتيً بشكل متكرر.

بعد التوجه للعديد من الأطباء تبين من خلال الفحوصات أنني أعاني من مرض الروماتويد، وهو أحد الأمراض الروماتيزمية والتي تفتك بعظام المفاصل، بل وسائر الجسد فقد كان كل يوم يمر يزيد من شعوري بالألم حتى بات جسدي لا يتحمله.

الأمر الذي جعل الطبيب يهم بوصف المسكنات القوية ومضادات الالتهاب المختلفة للحد من تلك الأعراض مع مقويات بسيطة تعمل على تعزيز المناعة وتقوية الجهاز المناعي لتدارك تلك المشكلة، لكن لم ينجح الأمر على الإطلاق فقد تسببت لي المسكنات بالعديد من مشكلات المعدة مثل التقرحات التي أدت فيما بعد إلى النزيف المتكرر.

إلى متى سأبقى على هذا الحال؟ هذا أول ما تفوهت به عند ذهابي إلى الطبيب، الذي أجابني على الفور: هدئي من روعك، سينتهي الأمر قريبًا باستعمال العلاج البيولوجي؛ فهو الحل الوحيد الحالي في حالتك الآن.

لم أملك سوى أن أبكي لأنني لم أكن أعلم أن الأمر سيكون أسهل مما أظن، مما جعل الطبيب يشرع في شرح ما هو العلاج البيولوجي، وطرق تطبيقه وفوائده الضخمة في علاج العديد من الأمراض، وفيما يلي سأسرد لكم تجربتي مع العلاج البيولوجي بشيء من التفصيل.

اقرأ أيضًا: ما بعد العلاج الكيماوي

ما هو العلاج البيولوجي؟

بدأ الطبيب في شرح كيفية التعامل مع الأمر بكل روية وعدم الذعر، مستأنفًا حديثه بأن العلاج البيولوجي باختصار هو عبارة عن عقاقير أو علاجات تم تصميمها لتعزيز الاستجابة البيولوجية للجسم، وسمي بهذا الاسم لاحتوائه على بروتينات حية مثل استخدام الأحياء البكتيرية الدقيقة أو خلايا الجسم المعدلة وراثيًا في محاولة لدعم المناعة بطرق عديدة لمكافحة الأمراض سأوجزها لكم فيما يلي:

  • الحقن تحت الجلد: كما الأمر في حقن رفع مستوى سيولة الدم كالكليكسان أو إبر الأنسولين، في هذه الحالة يتم حقن المادة الفعالة من العلاج البيولوجي تحت جلد المريض مستهدفًا خلايا المرض فقط دون المساس بالخلايا السليمة.
  • الحقن الوريدي: كما الحال في الحقن الوريدية، يتم حقن المريض في الأوردة بالمادة المطلوبة ويتميز الحقن الوريدي بسرعة استجابة الخلايا له.

أنواع العلاج البيولوجي

أتذكر هدوئي النسبي بعد معرفتي بطرق تطبيق العلاج البيولوجي والذي كنت أتوقع أن تكون أصعب من ذلك مما دفعني لمعرفة الأنواع التي يتم حقنها للمريض لمعرفة النوع الذي سيحدده لي الطبيب في تجربتي مع العلاج البيولوجي لمواجهة ما أعاني، والتي تتمثل فيما يلي:

  • نقل الخلايا المقتبسة من غيرها.
  • اللقاحات الخاصة بالكثير من الأمراض مثل السرطان بأنواعه.
  • العلاج البيولوجي الكيميائي.
  • مانع تكاثر الأوعية والذي يقوم بإيقاف نشاط الخلية المصابة.
  • الحقن بخلايا مستقبلة لعلاج من نوع آخر.
  • العلاج الجيني والذي يعتمد على العوامل الوراثية.
  • الحقن بمعدلات بوابات المناعة.
  • الحقن بأجسام مضادة فعالة.
  • العلاج بالفيروس ذاته لإثارة الجهار المناعي.
  • العلاج الدوائي المباشر.

اقرأ أيضًا: ما هي أماكن الحقن تحت الجلد؟ وهل تسبب ألم؟

فوائد التداوي بالعلاج البيولوجي

كانت المعلومات التي أتزود بها تجاه العلاج البيولوجي أكثر من رائعة، الأمر الذي دفعني للبحث عن فوائده بصورة مفصلة قبل البدء في تجربتي مع العلاج البيولوجي، ووجدت له العديد من الفوائد سأقوم بشرحها لكم فيما يلي:

  • السيطرة علي الوضع: حيث يعمل العلاج البيولوجي على عدم انتشار الخلايا المرضية سواء في الخلايا المحيطة أو سائر الجسم.
  • الحد من التلف: يقوم العلاج البيولوجي بوقف نشاط الخلايا في التلف، مما يحد من سرعة التأثر البالغ بالمرض، كما في حالة المفاصل فهو يحافظ عليها وعلى وظيفتها لمدة أطول حال إصابتها بأي من الأمراض كما في حالتي.
  • لا يتسبب في تلف جزئيات أخرى: فمثلما حدث في معالجتي بالمسكنات سابقًا مما أثر سلبًا على معدتي، فإن الأمر مختلف في العلاج البيولوجي، حيث تعتمد تقنيته على مهاجمة الخلايا المرضية فقط.
  • لا يحتاج تطبيقه إلى عمليات جراحية: الأمر الذي كنت أخشاه هو الخضوع لأي من الجراحات المختلفة في محاولة لمعالجتي، ولكن العلاج البيولوجي لا يحتاج إلى كل ذلك فيمكن تطبيقه في عيادة الطبيب أو في غرف التداوي العادية بإحدى المستشفيات.
  • مدة العلاج ليست طويلة: تتراوح مدة العلاج بالتقنية البيولوجية من عام إلى خمسة أعوام، للوهلة الأولى قد تبدو مدة طويلة، ولكن الأمر ليس كذلك فإن النتائج تظهر تدريجيًا خلال تلك الفترة.
  • المتابعة المستمرة مع الطبيب: يتسبب العلاج البيولوجي في الاستمرار على المتابعة، وعدم إهمال العلاج الأمر الذي يسرع من عملية التعافي.
  • دمج العلاجات: حيث إنه يتسنح للطبيب فرصة دمج علاج مرض مع علاج مرض آخر لنفس المريض في تطبيق إحدى طرق العلاج البيولوجي، مما يسهل الأمر على كلًا من الطبيب والمريض.

أضرار العلاج البيولوجي

من واجب الطبيب المهني والذي يتابع حالتك منذ بدايتها ويقرر معك طرق العلاج أن يخبرك بأضرار كل طريقة ومحاولة تفاديها قدر المستطاع، وهذا ما فعله الطبيب المعالج لي حين أشمل أضرار التداوي بالعلاج البيولوجي فيما يلي:

  • التأثير السلبي على جهاز المناعة: يتأثر الجهاز المناعي سلبيًا بعد توقف العلاج بتلك التقنية؛ لذا يجب على الطبيب مراعاة ذلك واستبدال العلاج البيولوجي بنوع آخر من العلاج عند وجوب وقوفه تفاديًا لتلك المشكلة، والتي قد تجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض من ذي قبل.
  • الحساسية من العلاج البيولوجي: قد اختفى هذا العرض الآن، ولكن يجب على الطبيب اختبار المريض حيال ذلك من باب الاحتياط.
  • اختلاف مواعيد الجرعات: يمكن أن يؤدي مخالفة المواعيد المحددة لتلقي الجرعات إلى العديد من المشكلات؛ لذا فإن تجنبها من أسهل ما يمكن، وهو بالالتزام بمواعيد الجرعات التي يحددها لك الطبيب دون اهمال.
  • التأثير السلبي لأصحاب الأمراض المزمنة: العلاج البيولوجي لا يتناسب تمامًا مع ذوي الأمراض المزمنة مثل مرضى الضغط والمرض السكري؛ لذا يجب الاطلاع على التاريخ المرضي للمريض قبل اقتراح العلاج البيولوجي عليه.
  • العلاج البيولوجي والعدوى: يتأثر العلاج البيولوجي بوجود عدوى في الجسم؛ لذا إذا حدث ذلك يجب التعامل مع العدوى أو الفيروس في الحال من خلال وسائل العلاج المختلفة.

اقرأ أيضًا: مضاعفات الحقن الكيماوي للكبد

كل ما سبق كان مطمئن لي بنسبة كبيرة مما قادني لخوض تجربتي مع العلاج البيولوجي والتي تكللت بالنجاح لذلك شاركتها معكم كي تطلوا على الموضوع من منظور أوسع، وأرجو أن أكون قد قدمت لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا