مدة غيبوبة نزيف المخ

كلما ازدادت مدة غيبوبة نزيف المخ كلما كانت المضاعفات التي سترافق المريض بعد الاستيقاظ أكثر تفاقمًا، فمن الممكن أن يحتاج المريض إلى تأهيل نفسي وعلاج فيزيائي بعد تعرضه لتلف في الأنسجة الدماغية، وفيما يلي على موقع زيادة سنعرض لكم أسباب نزيف المخ وما هي المضاعفات التي من الممكن أن تؤدي إلى دخول المريض في غيبوبة.

مدة غيبوبة نزيف المخ

تعتبر الغيبوبة حالة لا وعى يدخل فيها المريض عندما يحدث ضعف في توصيل الدماغ الدم لباقي الأعضاء، ونتيجة لذلك فيحدث ضعف للنشاط الدماغي عمومًا بحيث لا يتأثر بأي عوارض خارجية تحدث له من إحساسه بالألم الخارجية أو الصراخ، فيكون في حالة ضعف تامة نتيجة عجز الدماغ عن القيام بمهام عملها الطبيعي.

أعراض الغيبوبة لا تختلف كثيرًا عن الشخص النائم وهي عدم الاستجابة للأصوات الخارجية وفقدان الوعي وعدم استجابته لحركة أطرافه وبؤبؤ العين، وبالإضافة الى ذلك يكون التنفس غير منتظم ولا يستجيب للألم ويكون وضعية جسمه غير طبيعية.

نزيف المخ عبارة عن نزف الدم نتيجة حدوث انفجار إحدى الشرايين الموجودة داخل الجمجمة أو لعدة أسباب أخرى، وتتعدد أنواع ذلك النزيف من نزيف الجمجمة أو النزيف الدماغي أو نزيف تحت العنكبوتية، وفيما يلي سنعرض المعلومات الكافية عن تلك الأنواع وأسبابها.

بمرور الوقت يتبين مدة غيبوبة نزيف المخ من كمية النزيف ومكانه وعدد الأنسجة المتضررة في الدماغ ما إذا كان المريض من الممكن أن يستيقظ من الغيبوبة أم لا، والبعض منهم من يحتاج إلى أجهزة للمساعدة على التنفس لعجزهم عن التنفس من تلقاء أنفسهم.

لا يمكننا تحديد مدة محددة لإفاقة المريض من الغيبوبة لأنها من الممكن أن تستغرق أيام فقط وعند البعض الآخر قد تستغرق سنوات للإفاقة منها، وفي بعض الأحيان لا يستفيق البعض منها أبدًا.

يمكن تحديد نسبة الإفاقة من خلال الفحص السريري الإكلينيكي والعلامات الحيوية ومدى استجابة المريض للمؤثرات الخارجية وتقوم العناية التمريضية الفائقة بذلك.

توجد دراسة تربط بين علاقة الغيبوبة والنزيف وهي مقياس غلاسكو (GCS) وهو المقياس اللاوعي عند مريض الغيبوبة، ويتم بثلاثة خطوات:

  1. قدرة المريض على فتح العين.
  2. الاستجابة للأوامر اللفظية المطلوب تنفيذها.
  3. الاستجابة للأوامر الحركية المطلوبة.

اقرأ أيضًا: هل الغيبوبة تسبب الوفاة

أسباب نزيف المخ

تتعدد أسباب حدوث نزيف في المخ وفيما يلي سنذكر أكثرها شيوعًا:

  • ارتفاع ضغط الدم من الممكن أن يتسبب ضعف الشرايين، وبالتالي يحدث تلف أنسجة الدماغ.
  • تمدد الأوعية الدموية الذي يؤدى إلى انفجارها مسببة السكتة الدماغية.
  • التشوهات الموجودة بالفعل عند الولادة ولا تكتشف إلا في حالة وجود أعراض وخيمة.
  • الأورام الدماغية.
  • أمراض الكبد.
  • فقر الدم المنجلي الذي يتسبب في قلة عدد الصفائح الدموية وبالتالي زيادة نسبه الإصابة بنزيف في المخ.
  • نزيف المخ يحدث نتيجة تعرض الدماغ لصدمة شديدة، ويكون ذلك نتيجة الحوادث ونتيجة لذلك تنفجر الشعيرات الدموية مسببة ضرر لخلايا المخ.

تعتبر أكثر الحالات المعرضة لحدوث نزيف الدماغ هم الشباب وصغار السن مقارنةً بباقي الفئات العمرية الأخرى، ولكن يجب العلم أن حدوث نزيف بالدماغ من الممكن أن يؤثر على الوظائف العقلية والوظيفية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع نزيف الدماغ وعلاماته

أعراض نزيف المخ

عند حدوث صدمة ما سريعًا ما تنفجر الشرايين مسببة الوذمة الدماغية وهو احتقان للدماء وتورم أنسجة الدماغ وتجميع الدم مكونًا تجلط دموي يضغط على الأنسجة، ونتيجة ذلك يقتل المزيد من الخلايا ومن الممكن أن يدخل المريض في حالة غيبوبة.

من الممكن أن يتسبب نزيف المخ في وجود أعراض أخرى مثل:

  • صعوبة الكلام.
  • الذهول.
  • صعوبة الحركة.
  • التنميل في أجزاء الجسم.
  • الضعف العام.
  • عدم القدرة على التحكم في حركة العين.
  • من الممكن أن يعاني المصاب من الشلل.
  • صعوبة الكتابة أو القراءة.
  • القيء.
  • الصداع الحاد.

على عكس باقي الأمراض فحدوث نزيف الدماغ لا يكون له عوارض قبل حدوثه، بل يكون من دون سابق إنذار وبشكل سريع جدًا، فخلال 30 إلى 90 دقيقة فقط من الممكن أن يكون المريض دخل في غيبوبة، وتبدأ الأعراض الأكثر حدة في الظهور وهي السكتة الدماغية وطول مدة الغيبوبة، وكما علمنا أن مدة غيبوبة نزيف المخ غير محددة.

من الممكن أن تؤدى الغيبوبة إلى وفاة المريض وذلك نتيجة التلف في أنسجة الدماغ، وتكمن الخطورة في حجم النزيف ومكانه، وذلك لأنه يتسبب في أعراض أخرى من الممكن أن تتأخر في الظهور مثل:

  • استسقاء الدماغ: وهو تراكم للسوائل (السائل الدماغي النخاعي) داخل الدماغ ويكون نتيجة تلف أنسجة الدماغ، وهذا التراكم يتسبب في ضغط على أنسجة الدماغ ويتسبب في حدوث تلف.
  • شلل دماغي: مجموعة من العوارض الغير طبيعية التي تحدث وتؤثر على وظائف الجسم والإعاقات الذهنية.
  • حدوث تنميل في الأطراف.
  • الشعور بالقلق والتوتر.
  • حدوث تغيرات في سلوكيات المريض.
  • فقدان البصر.
  • التهاب المثانة.
  • حدوث تجلط للقدمين نتيجة حدوث تيبس في العضلات.
  • فقدان الذاكرة.

دور العناية التمريضية في تحسن المرضى

تشكل العناية التمريضية أهمية كبيرة في تحسن حالة المريض، ولكن مدة غيبوبة نزيف المخ لا تقاس بناءً على كثرة الإجراءات التي يقوم بها الطبيب المعالج، ولكن متابعة حالته بانتظام وبشكل كبير من أساسيات الشفاء، وفيما يلي سنذكر دورهم في مساعدة المريض على تحسن حالة مريض الغيبوبة الناتجة عن حدوث تلف في أنسجة وظائف الجسم:

  • خلال أول 48/72 ساعة يرصد التغيرات العصبية للمريض.
  • التأكد من قدرة المريض على التنفس الطبيعي والحرص على التأكد من أن العلامات الحيوية في الحدود الطبيعية.
  • رصد الحركات الإرادية وغير الإرادية ومتابعة استجابته للمؤثرات الخارجية، والتأكد من معدل ضربات القلب وانتظامها.
  • التأكد من عدم إصابة المريض بقرح في الفراش.
  • متابعة حدوث أي نوع من أنواع النزيف والتأكد من عدم وجود كدمات في جسد المريض.
  • الاطمئنان على وظائف عمل الأمعاء والمثانة منعًا من حدوث التهابات في المثانة.
  • اختبار استجابة المريض للألم.
  • عمل التحاليل اللازمة مثل تحاليل نسب الأملاح ووظائف الكبد والكلى ونسبة تسمم غاز أول أكسيد الكربون.

هناك حالات يظهر عليها الوعي والاستجابة، وبعدها من الممكن أن يستيقظ المريض على حالتين:

  • أولًا: أن يكون في كامل وعيه ولا يحتاج إلى مساعد فيزيائي أو نفسي.
  • ثانيًا: يستيقظ المريض مع بعض التلف في أنسجة الدماغ، ويتسبب هذا في صعوبة في المشي.

اقرأ أيضًا: اعراض نزيف الراس الداخلي عند الاطفال

علاج نزيف المخ

العامل الذي يساعد على شفاء مرضى نزيف المخ هو سرعة الكشف المبكر، وبالتالي سرعة تلقى العلاج، مما يؤدي إلى عدم التعرض إلى المضاعفات الأخرى والتي منها الغيبوبة، فتوجد علاقة طردية بين سرعة تلقى العلاج وسرعة الشفاء من النزيف، أما عن العلاج فيتم في ثلاثة طرق:

  1. جراحيًا: يتخذ الأطباء قرار العلاج الجراحي عندما يكون النزيف شديد الخطورة من الصعب معالجته بالعلاجات الدوائية، وأحيانًا يضطر بعض الأطباء إلى إزالة أجزاء من الجمجمة وذلك لتخفيف الضغط الناتج.
  2. العلاجات الدوائية: هي الأدوية التي تساعد على السيطرة على الأعراض التي تم ذكرها سلفًا مثل الصداع الحاد أو نوبات الصرع.
  3. علاجات إعادة التأهيل: هي علاجات لتدارك الآثار الناتجة عن حدوث النزيف مثل علاج النطق والكلام وأيضًا يتضمن العلاج الطبيعي، وذلك للمرضى ممن يعانون من صعوبة الحركة أو المشي.

حتى الآن لا يوجد علاج للغيبوبة المصاحبة لتلف الأنسجة الدماغية، ولكن التحكم السريع بأعراضها هي التي تُمكّن المريض من الشفاء والاستيقاظ من الغيبوبة، على أنه لا يتم تحديد مدة غيبوبة نزيف المخ.

قد يعجبك أيضًا