هل يشفى مريض ثنائي القطب

هل يشفى مريض ثنائي القطب قد يثار هذا التساؤل، ولكن من الضروري في البداية أن نفهم ماهية مرض ثنائي القطب، فهو عبارة عن اضطراب نفسي مزاجي، وهو طويل المدى ويسبب تأثير كبير على تفكير الشخص وسلوكياته وشعوره ايضًا.

كما يساهم في حدوث تقلبات مزاجية حادة ما بين السعادة والابتهاج الشديد، وما بين الاكتئاب الحاد، لذا فأن المزيد من التساؤلات حول علاج اضطراب ثنائي القطب، وهل يمكن الشفاء منه مطروحة بشكل كبير، لذا في هذا المقال سنوضح كل ما يمكنك معرفته عن اضطراب ثنائي القطب.

 

هل يشفى مريض ثنائي القطب

 

أن الإجابة المختصرة على هذا التساؤل هي لا، فإن الأطباء والعلماء لم يتوصلوا حتى الآن لعلاج يمكن استخدامه للتخلص من مرض ثنائي القطب بشكل نهائي، ولكن حسن الحظ أن الكثير من الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب قد لا يشعرون بأي أعراض ولفترات طويلة من الزمن بالرغم من إصابتهم به.

كما أنه مع بعض العلاجات الأخرى المستمرة وكذلك مع الإرادة الذاتية للمريض نفسه، يمكن أن يظل الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب المحافظة على الشعور بمزاج مستقر وذلك لمدة طويل، كما يمكن التعرض لبعض الأعراض القليلة أو أن تنعدم ظهور الأعراض لديهم خلال مرحلة الشفاء.

وجدير بالذكر أن فترات الشفاء تصبح ممكن في بعض الأحيان لبعض الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب، ولكن البعض الأخر قد لا يهنئون بتلك الفترات من الشفاء، فلكل شخص أو مريض تجربة وحالة مختلفة من المرض وتختلف كذلك طرق علاجها.

وعند تزايد الأعراض واستمرار ظهورها على المريض أو عدم وجود فترات للشفاء كما في بعض الأشخاص فلا يجب أن يتم إلقاء اللوم على المريض نفسه، ولكن يجب البحث عن طرق أخرى مختلفة تساهم في تحسين صحته وتحسين خطة العلاج بصورة أكثر كفاءة.

لذا فيجب في البداية توضيح الاضطراب ثنائي القطب.

ومن هنا سنتعرف على كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وأعراض هذا المرض : كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وأعراض هذا المرض

 

ما هو الاضطراب ثنائي القطب

 

فأن اضطراب ثنائي القطب كما ذكرنا سابقًا هو اضطراب مزاجي يظهر على مدى فترات طويلة، وقد يؤثر على شعور المريض وسلوكه وحتى طريقة تفكيره، كما يسبب نوبات مزاجية غير عادية، فقد يصاب المريض بفترات طويلة من الابتهاج والسعادة ثم تليها نوبات كبيرة من الاكتئاب، وتسمى نوبات الهوس و النوبات الاكتئابية.

وفي فترة نوبات الهوس يشعر المريض بالسعادة البالغة ويملك طاقة كبيرة تساعده على القيام بجميع مهامه المؤجلة بروح وطاقة ضخمة، ثم تليها نوبات الاكتئاب، والتي تنعدم فيها الطاقة لمدي المريض ويبدأ فى الشعور بالحزن بشكل كبير، مما يجعله ينسحب من التجمعات ويفضل الابتعاد عن جميع المحيطين به حتى وأن كانوا أقرب الأشخاص له.

ولمعرفة ماهو مرض ثنائي القطب (أسبابه وأعراضه وطرق علاجه ) : ما هو مرض ثنائي القطب (أسبابه وأعراضه وطرق علاجه)

 

ما هو علاج اضطراب ثنائي القطب

 

هناك الكثير من العلاجات التي يمكن أن يخضع لها مريض اضطراب ثنائي القطب، والتي تساعد على الحد من الأعراض المصاحبة له، والحصول على فترات شفاء كافية تساعده على الشعور بالتحسن.

وقد يستجيب بعض الأشخاص لتلك العلاجات وتظهر مراحل التحسن عليهم، في حين قد يشعر البعض الآخر بعدم وجود تحسن ملحوظ، ومن الشائع أن يقدم الطبيب للمريض مزيج من العلاجات تساعد في تحسن الحالة، فيعتبر المزيج بين أنواع من الأدوية المختلفة، وكذلك العلاج بالكلام والذي يعتبر هو الأكثر انتشارًا وفاعلية في أحيان كثيرة.

ومن الأدوية الشائع استخدامها في حالات اضطراب ثنائي القطب هي:

  • مضادات الذهان مثل الكويتيابين، والتي تساعد على التخلص من نوبات الابتهاج ونوبات الاكتئاب معًا، وذلك لكي يحصل المريض على مزاج مستقر في أغلب الأوقات دون تقلبات ملحوظة ومفاجئة.
  • المثبتات المزاجية، مثل التي تحتوي على الليثيوم.
  • مضادات الاكتئاب، ولكن قد لا تكون استجابة مريض اضطراب ثنائي القطب كبيرة لهذا المضادات، بل على العكس يمكن أن تكون سبب في الاصابة بنوبات الهوس أو الابتهاج عند بعض المرضى الأخرين.

وقد أكدت العديد من الدراسات أن العلاج بالكلام بالمصاحبة للعلاج بالدواء، يعتبر هو الأكثر فاعلية أكثر من تناول الأدوية وحدها، وتساعد مريض الاضطراب ثنائي القطب بشكل أكبر.

ومن أنواع العلاج بالكلام التي يمكن أن يخضع لها مريض الاضطراب الثنائي القطب هي:

  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج الوظيفي.
  • التثقيف النفسي.
  • العلاج النفسي الذي تساهم فيه الأسرة بصورة كبيرة.

كما أن أنواع العلاج بالكلام تختلف من مريض إلى أخر وتختلف فعاليتها من شخص لأخر، فيمكن أن يشارك مريض الاضطراب ثنائي القطب في تحديد الخيارات العلاجية التي تناسبه بشكل أكبر، مما يساعده على التحسن وشعوره بمساهمته في العلاج وقدرته على مساعدة نفسة بصورة أكبر، وعلى الأغلب قد يمر المريض بعدة علاجات مختلفة كتجربة، حتى الوصول إلى أفضل علاج يمكن الخضوع له.

 

كيفية تعايش مريض ثنائي القطب مع مرضه

 

من الضروري أن يصر المريض ويلتزم بجميع انواع العلاجات والخطة العلاجية التي يضعها الطبيب له، ويتعايش مع المزيج الصحيح من العلاجات التي تجعله يشعر بالتحسن، والالتزام بالعلاج يعتبر في غاية الأهمية وهو بداية الطريق للتحسن، والتمسك بخطة العلاج التي يضعها الطبيب تساعد على الحد من معدل وشدة نوبات التقلبات المزاجية سواء كانت نوبات الهوس أو نوبات الاكتئاب.

فيمكن للتعايش مع المرض بصورة طبيعية أن يتم اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعد على إدارة جيدة وطويلة الأجل لمريض الاضطراب ثنائي القطب، والتي يمكن أن تصنف على أنها رعاية ذاتية من المريض لنفسة حتى يشعر بالتحسن، ومن ضمن خطوات تلك الاستراتيجية هي ما يلي:

  • يجب عليه خلق توازن وتواصل بين الحياة اليومية وبين العمل.
  • من الضروري أن يقيم مريض الاضطراب ثنائي القطب علاقات إيجابية في حياته اليومية، تساعده على تخطي التقلبات المزاجية التي قد يتعرض لها.
  • يجب أن يتبع المريض نظام غذائي صحي غني بجميع العناصر الصحية للجسم، والتي تساعده على التمتع بصحة جيدة لا يأثر عليها الاضطرابات المزاجية.
  • من الأفضل أن يقوم المصاب ببعض التمارين الرياضية حتى وأن كانت تمارين خفيفة مثل المشي أو الجري بصفة دورية، حتى تساعده على التخلص من الطاقة السلبية التي قد يشعر بها أحيانًا.
  • من الضروري أن يحصل الشخص على معدل كافي من ساعات النوم، حتى يحصل جسده على الراحة، ويصبح ذهنه أكثر صفاء.
  • يجب أن يحصل الشخص على الدعم النفسي، والتي تساعده على تحسين الحالة المزاجية، وتساعده على زيادة ثقة المريض في نفسه بصورة أكبر.
  • من الضروري أن يحصل المريض على العناية الشخصية.

ولمزيد من المعلومات حول موضوع كيفية التعامل مع الشخصية النرجسية وما هي أهم صفاته : كيفية التعامل مع الشخصية النرجسية وما هي أهم صفاته

وفي النهاية جدير بالذكر أن قد لا تكون التغييرات المزاجية التي تحدث بسبب الاضطراب ثنائي القطب تظهر بشكل دائم على المريض، ولكن يجب عند ملاحظة العلامات الأولية للإصابة بتلك التغيرات المزاجية، أن يبدأ هذا الشخص في وضع خطة معينة للحد من تأثيرها عليه وعلى حياة اليومية والعملية.

فيمكن أن يخضع لبعض العلاجات أو المساعدات مثل استخدام اليوجا، للمساعدة على الوعي وفهم طبيعة التغيرات المزاجية، كما يمكن أن تساعد بعض الأنشطة التي تساهم في استراتيجية الرعاية الذاتية مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى أو الاستحمام، وذلك للمحاولة على الحد من نوبات الهوس أو الاكتئاب والمساعدة على استقرار المزاج.

قد يعجبك أيضًا