هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ فالغدة الدرقية من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان بصورة عامة، حيث تقع في مقدمة الرقبة، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الثيروكسين.
فعند إصابة الغدة الدرقية بقصور أو مشكلة ستلاحظ تأثر بعض وظائف الجسم الأخرى، لذا ومن خلال موقع زيادة سنعرض الإجابة على هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد أم لا.
هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد
تحدث حالات كثيرة لإصابة الرضع بقصور في عمل الغدة الدرقية، ويمكن الشفاء منها بسهولة، فكل ما عليك فقط المتابعة مع الطبيب المختص، والالتزام بخطة العلاج الذي سوف يقوم بوصفها.
كما يفضل سرعة التوجه إلى الطبيب في حالة ملاحظة أي من أعراض قصور الغدة، وذلك لتشخيص الحالة في وقت مبكر وعلاجها، فتلك الغدة والهرمونات التي تفرزها يعملان على تنظيم العمليات الحيوية المهمة، والتي تحدث داخل الجسم بالإضافة إلى المساعدة في نمو الجهاز العصبي.
اقرأ أيضًا: هل تختفي عقد الغدة الدرقية
أسباب الإصابة بقصور في الغدة الدرقية
بعد معرفة إمكانية الشفاء من الغدة الدرقية عند الرضع يجب الاطلاع على أسباب الإصابة من الأساس، وهو ما يساعد على تجنب الإصابة بأمراضها قدر الإمكان، حيث يصاب المواليد بقصور في عمل الغدة الدرقية تبعًا لمجموعة من العوامل.
فمن أهمها التاريخ المرضي للعائلة أو العامل الوراثي، وذلك لأن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي مع تلك الإصابة هم أكثر عرضة للمرض، وذلك بالطبع إلى جانب عدد كبير من المسببات الأخرى، والتي منها ما يلي:
- لا يوجد نسبة كافية من عنصر اليود في جسم الطفل.
- ولادة الطفل بغدة درقية لديها قصور في العمل، أو دون غدة درقية من الأساس.
- إذا تناولت الأم الحامل خلال فترة الحمل أدوية للغدة الدرقية فهذا بدوره يؤثر بشكل كبير على الجنين.
- وجود اضطرابات في الغدة النخامية.
- داء هاشيموتو وهو عبارة عن رد فعل الجهاز المناعي لتدمير الغدة الدرقية.
- استخدام جرعات من الإشعاع بصورة مستمرة بغرض علاج الأورام السرطانية.
أعراض الإصابة بقصور عمل الغدة الدرقية عند المواليد
تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية لدى المواليد عن البالغين، كما تختلف في المواليد الجدد عن الأطفال الأكبر عمرًا، وهو الأمر الذي يجعل الأمهات تتساءل هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد.
حيث تبدأ تلك الأعراض في الظهور بالأسابيع الأولى من عمر المولود، ومن أمثلة تلك الأعراض الآتي:
- تحول لون الجلد والعين والأغشية المخاطية إلى اللون الأصفر، وهذا ما يطلق عليه اليرقان.
- صراخ شديد.
- عدم إقبال المولود على الرضاعة.
- الإصابة بالإمساك.
- برودة في الجلد وبطء نمو العظام.
- فتق سري.
- تنفس المولود بصوت عالي بالإضافة إلى قلة البكاء.
- النوم لوقت طويل وكبر حجم اللسان.
- تغير ملامح الوجه.
- وجه شاحب وبارد بالإضافة إلى بشرة جافة.
علاج قصور الغدة الدرقية عند الأطفال
استكمالًا لهل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد، نشير إلى أن قصور الغدة له عدد من طرق العلاج المختلفة، حيث إن العلاج يكون بسيط جدًا، وذلك عبر إعطاء الطبيب للرضيع هرمون ثيروكسين صناعي من خلال الأدوية، والذي يؤخذ عن طريق الفم لتعويض نقص مستوياته في الجسم.
بالإضافة إلى متابعة نسبة الهرمون في الدم حتى يتم موازنته في الدم، وذلك عبر أخذ عينات من الدم من وقت لآخر وتحليلها.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية عند الرضع
يصاحب إصابة المولود بفرط نشاط الغدة الدرقية عدد من الأعراض، فعندما تصبح الغدة الدرقية في حالة نشاط زائد عن الحد الطبيعي هذا يسبب الكثير من المشاكل في الجسم، وتتمثل الأعراض فيما يلي:
- الضعف بشكل مستمر وعدم الزيادة في الوزن.
- حدوث خلل في ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالإسهال.
- إصابة الجسم بالرطوبة والسخونة.
- رعشة ملحوظة في يد المولود.
- جحوظ العين.
- مواجهة صعوبات في التنفس بصورة طبيعية.
- القيء والتهيج وصغر حجم الرأس.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية عند المواليد
فرط نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال هو إصابة مؤقتة، ويمكن الشفاء منها عبر اللجوء إلى عدد من الحلول المختلفة، حيث يتمثل العلاج فيما يلي:
- تناول أدوية تعمل على إبطاء إنتاج هرمون الغدة.
- حاصرات بيتا التي تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب.
- إعطاء الطفل محلول اليود القوي إذا كان فرط نشاط الغدة شديد، وذلك حتى يمنع الغدة من إفراز هرموناتها بكمية كبيرة.
اقرأ أيضًا: علاج ارتفاع الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة
تأثير الغدة الدرقية على نمو الطفل
استكمالا للحديث عن هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد، نشير إلى أن الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية تؤثر بدورها على تطور نمو الطفل بصورة عامة، وتطور نمو العظام، ومن الأمور التي تؤثر عليها بالجسم ما يلي:
- قصر القامة والإصابة بالتقزم.
- قصر الأطراف.
- نمو الأسنان في وقت متأخر.
- عندما يكبر الطفل يواجه تأخير في البلوغ.
- تأخر النمو العقلي ومواجهة صعوبة في النطق بصورة طبيعية، وهو الأمر الذي بدوره يؤثر على التواصل الاجتماعي، والمهارات المعرفية التي يمتلكها الطفل.
فحص الغدة الدرقية عند المواليد
هناك طرق كثيرة يمكن استخدامها لفحص الطفل ومعرفة إذا كان مصاب بالغدة أم لا، وتتمثل تلك الطرق في التالي:
قياس هرمون TSH في الدم
تقوم الغدة النخامية بإفراز هذا الهرمون لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات، وهذا الفحص من أهم الفحوصات التي يتمكن للطبيب اللجوء إليها من خلالها قياس نشاط الغدة من خمولها.
ليتمكن الطبيب من فحص الغدة الدرقية يقوم بسحب عينة من دم الطفل تحديدًا من كعب القدم، وهذا الفحص آمن تمامًا ولا يشكل أي خطورة على الطفل، ولكنه سيشعر بألم نتيجة دخول الإبرة إلى جسمه، ولا يجب القلق فسيزول الألم سريعًا.
فعندما تقل نسبة الهرمونات في الجسم تقوم الغدة النخامية بإفراز مجموعة من الهرمونات، والتي بدورها تحفز الغدة الدرقية على القيام بعملها.
قياس هرمون الثيروكسين T4 في الدم
يتم إفراز هذا الهرمون من قبل الغدة الدرقية، فهو مرتبط بالبروتينات الموجودة في الجسم، وغير مرتبط بها في نفس الوقت، حيث إن النسبة المرتبطة بالبروتينات تتأثر بصورة ملحوظة عندما تتأثر نسبة البروتينات في الجسم.
لهذا السبب قياس الجزء الغير مرتبط بالبروتينات هو الذي يغطي نتائج دقيقة، ومعرفة إذا كان الغدة لديها قصور في العمل أو نشاط زائد.
قياس هرمون T3 في الدم
يفرز هذا الهرمون من خلال هرمون الثيروكسين في أماكن مختلفة في الجسم، بالإضافة إلى أنه يُفرَز بصورة مباشرة من قبل الغدة الدرقية، ويمكن من خلال قياس نسبته تحديد وضع الغدة الدرقية، ولكن بما أنه موجود في الجسم بنسبة قليلة جدًا فمن الأفضل أن يتم قياسه بصورة كلية.
قياس الأجسام المضادة للغدة الدرقية في الدم
في بعض الأوقات يكون السبب في إحداث مشكلة في عمل الغدة الدرقية وجود أجسام مضادة، أو بمعنى أدق إصابة الدم بمرض مناعي، حيث تتكون أجسام مضادة تهاجم مكونات الغدة الدرقية.
فحوصات أخرى لمشاكل الغدة الدرقية
قد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الأخرى ليتأكد من صحة التشخيص، وتتمثل في التالي:
- تخطيط الغدة الدرقية بالنظائر المشعة.
- تصوير الإيكو للغدة الدرقية.
- إذا كانت الغدة بها عقد يتم أخذ خزعة منها لفحصها.
اقرأ أيضًا: أسباب إعادة تحليل الغدة الدرقية لحديثي الولادة
عواقب عدم علاج الغدة الدرقية عند الأطفال
آخر ما سنتحدث عنه في موضوع هل يمكن الشفاء من الغدة للمواليد، هو عواقب عدم علاج هذا المرض، فإنه كما ذكرنا يمكن الشفاء من الأعراض كلما تم اكتشاف الحالة في وقت مبكر، وعندما لا يتم علاج الأمر تكون السطور القادمة هي العواقب:
- مواجهة بطء في عملية النمو، والتطور الجسدي، والعقلي، حيث قد يعاني الطفل في المستقبل من قصر القامة أو التقزم.
- الوذمة المخاطية وهي ظهور مجموعة من التغيرات الجلدية بسبب القصور الحادث في نشاط الغدة.
- الإصابة بالعقم في المستقبل.
- وجود مشاكل في القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم وعدم استقرار نبضات القلب، بالإضافة على حدوث قصور في عضلة القلب.
- زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
تعتبر الغدة الدرقية من أهم الغدد بالجسم وأكثرها تأثيرًا عليه خاصة بمرحلة الطفولة، لذلك لا يكفي التحقق من إمكانية شفاء المواليد منه، وإنما الابتعاد عن مسبباته.