الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه من الأمور الهامة التى تشغل بال المسلمين لكثرة الكلام عنه بين مؤيد ومُعارض والجانبين متفقين على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم و حب آل البيت، وليس لأي شخص مهما بلغ عمره ما لم يصل لمرحلة الأجتهاد أن يتجرأ على الفتوى ويحلل ويُحرم دون العلم الكافي، أو حتى النقل عن أحد العلماء المشهود لهم بالخير الذين يتكلمون بالأدلة النقلية والأصول الفقهية المختلفة، لذلك سيقوم موقع زيادة بعرض التفاصيل حول هذا الموضوع.

المحتويات
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه

من حرم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فضائله في يوم مولده بحجة أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لم يحتفل به في حياته، وإنها بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يمكن الرد عليه بقول:
هل المحاريب التي في داخل مساجدنا الآن حرام لإنها شيء جديد لم يكن موجود على حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
هل جمع القرآن بين دفتين الذي قام بها سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه، وتنقيط حروف القرآن والضبط في الرسم العثماني أيضًا بدعة ؟!

فمن يحرم ذلك فقد ضيق ما وسعه الله على عباده من استحداث أمور مباحة في دنياهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا) رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح (نِعْمَ البدعة هذه) رواه الإمام البخاري في صحيحه.

وهذا ما وصفه الإمام الشافعي وفرق بين نوعين من البدع:

  • أحدهم ما يخالف الكتاب والسنة والقياس والأثر أو الإجماع فهذه البدعة الضلالة.
  • والنوع الآخر هو الذي يوافق الكتاب والسنة فهذه غير مذمومة.

إقرأ أيضًا : موضوع تعبير عن المولد النبوي بالعناصر

قول الأمة في مسألة الأحتفال بالمولد النبوي

الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ذكر أن الأحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة.

الإمام الحافظ السيوطي: كتب رسالة سماها “حسن المقصد في عمل المولد” بين فيها أن الاحتفال بالمولد النبوي من البدع الحسنة التي لا تُخالف الكتاب والسنة، لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم.

ابن كثير المتوفى سنة 774هـ: قال في كتاب “تاريخ اين كثير” الذي ألفه سنة768هـ أن من أول من أحتفل بالمولد البوي هولملكُ المظفرُ ملكُ إربل وكان يقيم المولد في شهر ربيع الأول، وإنه كان رجل شهم شجاع بطل حسن السير.

الإمام الشعراوي: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من أحتفل بمولده حين سُؤل عن علة قيامه بصيام يوم الأثنين قال: “ذاك يوم ولدت فيه” فكان يكرم يوم ولادته، وهذا رد على كل من يُحرم الأحتفال بالمولد النبوي.
وأكد الإمام الشعراوي أن الأصل في التشريع هو الحل وعلى من يحرم أي فعل أن يأتي بدليل التحريم لا أن يطلب دليل المشروعي.
وفي أحد الإحتفالات التي كان يجريها التلفزيون المصري قال الإمام الشعراوي: إننا نحتفل بالمولد النبوي تنفيذًا لقوله تعالى “وذكرهم بأيام الله” وأن المقصود بأيام الله هي الأيام التى تكون نصر لدين الله وخذلان لأعداه، فالأيام ما هي إلا ظروف للأفعال، فيعتبر البعث ويوم الهجرة والغزوات والنصر أيام يجب الاحتفال بها، لذلك فيوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم هو اليوم الأصلي الذي فرع عنه باقي كل هذه الأيام التي يتذكرها الناس، ولهذا حري بنا الاحتفال بها.

رأي دار الإفتاء المصرية في الاحتفال بالمولد النبوي

 ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي من أفضل الأعمال، وأعظم القربات لأنه تعبيرعن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو من أصول الإيمان، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِهِ ، ووالدِهِ ، والناسِ أجمعينَ” رواه البخاري، كما إنه هو صلى الله عليه وسلم من سن لنا جنس الشكرعلى مولده الشريف الصوم يوم الأثنين وقال ” ذاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فيه، ويَوْمٌ بُعِثْتُ أو أُنْزِلَ عَلَيَّ فيه ” رواه مسلم.

دار الإفتاء الفلسطينية في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى إنه إذا كان الاحتفال بالتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومدحه والصلاة عليه، والأمر بطاعته واتباع هُداه، هذا جائز.

دار الافتاء والمظالم بموريتانيا  في الاحتفال بالمولد النبوي

شيخ الدار العلامة الشيخ “عبد الله بن بيه” يقول أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمجرد سرد سيرته صلى الله عليه وسلم، والتذكير بمناقبه دون التلبس بأي فعل مكروه أو مُحرم من الناحية الشرعية، وليس مُتلبس بنية السنة ولا الفرض الواجب حبًا للنبي صلى الله عليه وسلم فقط فهو لا بأس به جائز ومأجور إن شاء الله، كما أن
موريتانيا تعتبر المولد النبوي الشريف عيد قومي لا يقل أهمية عن عيد الفطر وعيد الأضحى.

هيئة كبار علماء السودان – دائرة الفتوى

ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مستحسن شرعًا لأنه إحياء لذكرى نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في القلوب، والفرح به في قوله تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
ولفرحة أبي لهب لمولد النبي صلى الله عليه وسلم خفف عنه الله بذلك العذاب يوم الأثنين.

وأن الكثير من العلماء أجازوا الاحتفال به مثل (العلامة ابن حجر العسقلاني، الإمام السيوطي، الشيخ زروق، وابن عباد، …)

دار الإفتاء الماليزية في الاحتفال بالمولد النبوي

يحتفل المسلمون في ماليزيا في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام.

الإمارات- الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى إنه صورة لشكر الله على ما أنعم علينا به من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن جماهير علماء السلف أجازوا الأحتفال به.

إندونسيارأي دار الفتوى في الاحتفال بالمولد النبوي

الأحتفال بالمولد النبوي الشريف من أهم الأحداث القومية للبلاد، وهو يوم عطلة رسمية للبلاد، ويحضر الاحتفال آلاف من المسلمين من جميع أنحاء العالم، حيث قام في السنوات الأخيرة في مسجد الاستقلال الجامع، ويحضره الرئيس بنفسه.

إقرأ أيضًا :بحث عن المولد النبوى الشريف doc جاهز للطباعة والتعديل

رأي دار الأفتاء الأردنية في الاحتفال بالمولد النبوي

 ترى أن الاحتفال بالمولد النبي الشريف هو أسلوب متحضر وراقي للتعبير عن محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والالتزام بشريعته، لكنه يجب أن يخلوا من كافة المخالفات الشرعية، والاكتفاء بذكر السيرة العطرة، والحث على التمسك بتعاليم الدين التي علمنا إياها.

مملكة البحرين- رأي وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى أن هذه فرصة لمدارسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم باعتبارها منهج حياة، ولبيان ضامين الإسلام السمحة إلى العالم كافة.
أن هذا اليوم سيظل شاهدًا على أعظم حدث في تاريخ البشرية، يحي فينا الشوق لنبينا، ويمنحنا العبرة والدروس، فاتباع سنته هي أعظم معالم الفرح بمولده الشريف.

جمهورية تونس- رأي ديوان الإفتاء في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وليلة القدر من المباحات، أما الصيام يكون سُنة فقط في الاحتفال بيوم عاشوراء وعرفة.

سلطنة عمان-  رأي وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجسد حب الإنسان المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت محبتنا للنبي صلى الله عليه وسلم لا تنحصر في هذا الجانب فقط فليست محبة عاطفية فقط كمحبة غيره من البشر، وإمنا محبته صلى الله عليه وسلم محبة عقيدة يجب أن تتمثل في الاقتداء بسنته وهديه.
وشأن الإنسان الأقتضاء بالعظماء ولا يوجد بشرى أعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وشأن الإنسان المسارعة في هوى من يحب، فأي بشر أولى بالحب من النبي صلى الله عليه وسلم، فحريًا بنا تجسيد هذا الحب عن طريق إحياء سنته، وإتباع أوامره، واجتناب نواهيه.
أن إتباعه صلى الله عليه وسلم ليس تجسيدًا لحبه فقط وإنما هو انعكاس لحب الله تعالى فإن الله تعالى يقول: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الآية 31 سورة آل عمران.
لإن الإنسان ليس خاليًا من العاطفة، لذلك يجب أن يُلجم احتفاله بالإطار الشرعي، بعيدًا عن البدع المحرمة، والاختلاط بين الرجال والنساء، وبالطبع أن يخلوا من مظاهر الإسراف والبذخ لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 31 (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
و يجب أن يكون الاحتفال بناء للمجتمع الإسلامي.

الجزائر- رأي وزارة الشئون الدينية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

قال وزير الشئون الدينية بالجزائر أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، وجاء ذلك في سياق رده على السلفين المتشددين، وقال هؤلاء يريدون هدم معالم التدين في الجزائر، وأن الشعب الجزائري أحب محمدًا صلى الله عليه وسلم ومهما حث سيحتفل به احتفالًا نابعًا من العاطفة الجياشة، ولا يمكن تطبيق أي قرار أو توجه ناتج عن غير المنظومة الثقافية للشعب أجمع.
وأضاف الوزير أن الشعب الجزائري مرتبط بحب النبي صلى الله علي وسلم ارتباطًا وثيقًا بدليل إنهم أهدوا النبي استقلالهم الذي بذلوا فيه الدم والأرواح، فأطلقوا اسم “المحمدية” على منطقة (لا فيجري) التي كان يتم تنصير الجزائرين قصرًا رغم أنوفهم الأبية بها على يد الكردينال لافيجري المسحي باسم الاستعمار.
ووجه رسالة لدعاة المقاطعة إنه من يمكنه أن يجتث حب النبي صلى الله عليه و سلم ، يمكنه حينها فقط أن يُوقف احتفال المولد النبوي في الجزائر، الذي كرست له شهر كامل بأمر من الرئيس نفسه.
وأن فتاوي السلفين لن تجدي نفعًا.

جمهورية لبنان – رأي دار الفتوى في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف  

ترى دار الفتوى أن ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم محفور في قلوب المسلمين أجمعين، سواء تم الاحتفال به أم لا، نتطلع إليه كل عام نتذكر حبيبنا وسيدنا ومولانا أشرف الخلق وسيد المرسلين، الذي أمرنا الله بطاعته وحبه، تخشع القلوب لذكره وتتطلع للقياه.
اللهم أجعلنا على صراطه المستقيم، وطريقته المستنيرة وأكرمنا بشفاعته، يوم لا يشفع أحد إلا بإذنك.

جمهورية سورية – رأي وزارة الاوقاف في الاحتفال بالمولد النبوي

ترى أن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم تحيي في القلوب جميل سيرته وطيب صفاته الذي قال عنه الله تعالى من فوق سبع سموات (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)سورة القلم الآية 4.
هذه لا يمكن أن تمر على قلب مؤمن إلا أن تحرك به مشاعر الحب والبهجة ومشاعر السرور
وهذا ما قاله الله تعالى في قوله (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) سورة يونس الآية 58 ورحمة الله عز وجل تمثلت في الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته، ألم يقل الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء الآية107، فكل مظهر من مظاهر الابتهاج المتسقة مع الضوابط الشرعية الخالية عن المكروهات هي أمر مطلوب ومستحسن لحياة المسلم.

المغرب – رأي وزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية في الأحتفال بالمولد النبوي الشريف

ترى إنه بعد أن أصبح المسلمون في الأندلس يقلدون جيرانهم المسيحيون في أعيادهم الدينية وصنع ماكيطات من الحلوى، ومن هنا كان للعلماء وقفة وفكروا في البديل الذي هو جعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأعياد الرسمية للبلاد وصدر لذلك مرسوم ملكي برقم (691=1292).
وقد قام “أبو العباس العزفي باستهلال” تأليف كتاب له يحمل عنوان “الدرر المنظمة في المولد المعظم” و هو التأليف الذي انهاه ولده ابو القاسم.

لكن هناك من المسلمين من يرى بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وذلك لما أحدثه الناس بعد قرون الاحتجاج للشريعة الإسلامية أي بعد القرن الثالث الهجري هو الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الأمر الذي لم يأت به أحد من الصحابة الأبرار، ولا أحد من بعدهم من التابعين الأخيار، ولا من أئمة الفقه مثل أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، ولا من المحدثين كالبخاري، ومسلم.
وإنما تم إحياء هذا الاحتفال على يد الفاطيمون في القرن الرابع الهجري.

فقد سطر “المقريزي” المتوفي عام 849هـ في كتابه “الخطط” إنهم أحدثواعدد من الموالد البدعية مثل: المولد النبوي ومولد الحسن والحسين وفاطمة و علي …إلخ فقد وصل إلى سبعة وعشرون احتفال سقطت جميعها بسقوط الدولة على يد السلطان يوسف صلاح الدين رحمه الله في عام567هـ.
ومن ثم أحيا الصوفية من بعده تلك الاحتفالات.

يُقال أول من احتفل به “صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري” ونص كلام ابن كثير في كتاب “البداية والنهاية” (كان يَعمَلُ المولِدَ الشريفَ في ربيعٍ الأوَّل، ويحتفِلُ به احتفالًا هائلًو الحقيقة التاريخية التي لا تقبل الشك أن اليوم الثاني عشر من ربيع أول لم يثبت إنه هو يوم مولد النبي صلى، والثابت إنه يوم وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام.

إقرأ أيضًا : بحث عن المولد النبوي الشريف

بعض الشبها حول ذلك الاحتفال:

  • استشهادهم بقوله تعالى { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]
    حيث زعموا أن أعظم فرحة هي مولد النبي صلى الله عليه وسلم، والاحتفال به، حيث أن مولده نعمة، ومبعثه نعمة، وهجرته نعمة، أو كلما أنعم الله علينا بحدث جعلناه عيد واحتفال؟!
    ثم أن الفضل المذكور في هذه الآية ليس يوم ولادته، وإنما هو القرآن وما نزل به من شرائع كما قال الله تعالى في الآية السابقة { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۝ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة يونس:57-58].
  • ثم كيف غاب هذا المعنى عن صحابة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام كون أن الأية نزلت في مولده وهو لا يحتفل به؟!
  • الاستدلال بالحديث الذي أخرجه مسلم عن ابي قتادة (سُئلَ عن صَومِ الإثنَينِ؟ قال: ذاك يومٌ وُلدتُ فيه) حيث زعموا أن هذا احتفال منه بيوم مولده، وهذا لم يقل به أحد من علماء الفقهاء والحديث الأوائل.
    و إنما كان الأحتفال به وجعله سنة لأمته ليوم الدين هو صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.
  • الاستدلال بعتق أبي لهب لمولاته “تويبة الأسلمية” لما بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنه يخفف عنه العذاب بذلك، وقالوا إن كان هذا ما حدث بحق من نزل فيه قرآن يُتلى إلى يوم القيامة فما بالك بالمؤمن الموحد الذي يفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
    وما أقبح الاستشهاد بفعل كافر في الجاهلية فرح بولود له في زمن كان يقتلون الأنثى ويفرحون بالذكر.
    وهنا ليس النزاع في فضل الفرح به صلى الله عليه وسلم وحبه، ولكن النزاع في من يستشهدون بحبه، وتخالفون فيه هدى الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأمة مرت بأخطار وتحديات عظيمة، من انتشار البدع والشبهات وتكالب الأعداء علينا وحب الشهوات، وتفشي المنكرات، فواجب على ذوي العقل النصح والتحذير سعيًا لجمع صفوف الأمة، وتوحيد كلمتها وهذا المطلوب في وقتنا هذا أكثر من أي وقت آخر.
نسأل الله بفضله وكرمه أن يرينا وكل المسلمين أحق حقًا و يرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

في النهاية نكون قد أوضحنا رأي العلماء القدماء والمحدثين حول موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه، وكذلك رأي الهيئات الفقهية في كافة ربوع العالم الإسلامي، ورأي العارضين للاحتفال به وأدلتهم نرجو أن نكون قد افدناكم.

قد يعجبك أيضًا