حضانة الأطفال بعد الطلاق

حضانة الأطفال بعد الطلاق من أكثر القضايا جدلًا في المجتمعات المصرية، تقع تلك المسألة تحت بند قانون الأحوال الشخصية، وتثار داخل محاكم الأسرة، وعند الحديث عن تلك القضية مع أي شخص قانوني أو محامي حتمًا ستجده يتحدث عن أن تلك القضية من أكثر القضايا المطروحة أمامه منذ بدء مسيرته المهنية، والسبب في ذلك هو منافسة كل من الأب والأم على حيازة الطفل، واللجوء للمحاكم والقانون، ليكون هو الفيصل عبر موقع زيادة.

حضانة الأطفال بعد الطلاق

نوقش في البرلمان مؤخرًا تعديل قانون حضانة الأطفال بعد الطلاق، وبالأخص حضانة الأب، والسبب في ذلك هو الجدل الحاصل بين كل من الأم والأب بعد الطلاق، وتأخر مرتبة الأب عن باقي الحاضنين، وبذلك المقترح تكون حضانة الأب في المستوى الرابع بدل من السادس عشر، ليكون الترتيب كالتالي:

  • الأم
  • أم الام
  • أم الأب
  • الأب
  • الأخوات بتقديم الشقيقة ثم الأخت لأم ثم الأخت لأب
  • الخالات بالترتيب المتقدم في الأخوات
  • بنات الأخت بالترتيب المتقدم في الأخوات
  • بنات الأخ
  • الأعمام
  • خالات
  • خالات الأب
  • عمات الأم
  • عمات الأب
  • العصبات من الرجال بحسب ترتيب الاستحقاق في الإرث
  • الجد لأم
  • الأخ لأم

اقرأ أيضًا: أسباب سقوط الحضانة عن الأم في القانون المصري

من له حق الحضانة وشروطها

حق الحضانة للأم في أغلب الأحيان، حتي لو كانت دينتها غير الإسلام، حيث روي أن عبدالله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ، مَا لَمْ تَنْكِحِي)،  وشروط الحضانة، كالآتي:

  • أن تكون الأم حرة، ولديها الاستطاعة على التفرغ لتقوم بما يحتاجه للصغير.
  • أن تكون تلك الأم الحضانة عاقلة.
  • أن تكون بالغة وذلك متحقق كونها متزوجة وحضانة لطفل.
  • أن تكون الأم الحضانة أمينة على الطفل، أي لا تنشغل عن طفلها بالخروج الكثير، لأن ذلك سبب في ضياع الطفل.
  • أن تكون قادرة على تربية وصيانة ذلك الطفل، بحيث تكون خالية من الأمراض التي من الممكن أن تتسبب لها في عجز يمنعها من فعل ما يحقق مصلحة الأطفال.
  • غير مرتدة، ولا يشترط كونها مسلمة، وإذا عاودت الإسلام بعد ردتها يحق لها الحضانة، ولا تكون الأم ممن يرتكبون أعمال منافية للآداب، والأخلاق العامة.
  • أن تكون تلك الأم الحضانة غير متزوجة.

اقرأ أيضًا: حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق

حضانة الأطفال في حالة الطلاق الرجعي

تستحق الأم حضانة أطفالها في الطلاق الرجعي، ولكن يجب عليها  البقاء في مسكن الزوجية، وذلك استدلالاً بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ‏وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ ‏بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ ‏يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً).

إذا انتهت العدة يحق لها الاختيار في تغيير المسكن أو البقاء في منزل الزوجية، ويحق لها البقاء في المسكن والاستفادة منه مادامت حاضنة للأطفال، ويحق للزوج إجبارها على أن تظل في مسكن الزوجية بالأطفال مادامت حاضنة لهم، وإن رفضت الأم ذلك سقط عنها حق الحضانة، ويحق لكل من الأب والأم رؤية الأطفال في أي حالة من حالات استحقاق الحضانة.

حضانة الطفل بعد الطلاق في مصر

في حالة زواج المطلقة بشخص آخر غير زوجها بعد الطلاق، تظل الأطفال كهمزة الوصل بينها وبين طليقها، والسبب في ذلك هو حاجة الأطفال إلى رعاية، وخصوصًا في حالة إذا كان تلك الأطفال صغارًا، فإن الحضانة في أغلب الأحيان تكون للأم وذلك تبعًا لقوانين العديد من البلدان العربية وغيرها.

وقد تكون للأب أو الجدة والجد في بعض الحالات الخاصة، ولكن في أغلب الأوقات في الكثير من القوانين تكون الحضانة للأم، وبالأخص لو كان الأطفال ما زالوا في سن الحضانة.

لكن هناك العديد من النساء اللواتي يجهلن قوانين الحضانة، ولا يعرفن الكثير عن حقهن وحق أطفالهن، لذلك سيتم توضيح تلك الحقوق، وتوضيح أهم قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالحضانة، حيث جعلت تلك القوانين محصلة الطفل في المرتبة الأول، وبالتالي تكون الحضانة للأم مادام الأطفال في سن الحضانة، وتوافرت الشروط المنصوص عليها، وهي:

  • أن يكون سن الطفل أقل من خمسة عشر عام، وبعد ذلك السن يحق للأب أن يطالب بالحضانة، وفي ذلك الوقت تقوم المحكمة بتخيير الأطفال في المكوث عند الأب أو الأم.
  • الأم المطلقة لها الحق في البقاء داخل مسكن الزوجية في فترة الحضانة، ويتوجب عليها الانتقال من ذلك المسكن بعد انتهاء خمسة عشر عام (سن حضانة الأطفال)، ويحق حينها للزوج رفع دعوى لاستعادة المسكن واسترداده.
  • يتوجب على الأب اعطاء الأم نفقة نظير رعايتها للأطفال، وإذا كان لديها طفل عمره أقل من العامين، أي كانت تلك الأم مرضعة، ففي تلك الحالة أيضًا تأخذ الأم مقابل للرضاعة.
  • إذا تزوجت الأم تنتقل حضانة الأطفال لجدتهم للأم، ومن ثم بعدها إلى جدتهم لأب
  • يحق للمطلقة المطالبة بولاية تعليم أطفالها.
  • ليس من الضروري كون الأم مسلمة لكي يحق لها حضانة أطفالها.
  • يسقط حق الأم في الحضانة إذا قامت بفعل منافي للقانون أو للآداب العامة.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق مع أطفال

أحكام الحضانة في الشريعة الإسلامية

تختلف الحضانة في الشريعة الإسلامية عن الحضانة في القوانين المصرية اختلافات طفيفة، حيث يعتبر كل منها مشابه للأخر في الأحكام والشروط، كالتالي:

  • حضانة الأطفال بعد الطلاق تكون للأم، وإذا تزوجت سقط عنها ذلك الحق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي)، وإذا رضى الزوج بذلك فلا بأس من استمرار الحضانة في يد الأم.
  • عند امتناع من وجب في حقه الحضانة، أو كان شخص غير أهل لذلك، لا تكون له حضانة الطفل، لأنه لن يصون الطفل أو يحافظ عليه.
  • الحضانة لا تكون للكافر قبل المسلم، ولا يوجد حضانة في الإسلام للكافر من الأساس، والسبب في ذلك هو أنه لا ولاية لكافر، وبالأخص على مسلم، ولكي لا يفتن ذلك الكافر الابن المحضون في دينه.
  • ينتهي سن الحضانة عند بلوغ الطفل سبع سنوات، وبعدها يخير الطفل بين الأب والأم، ويظل مع من اختاره، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هَذَا أَبُوكَ، وَهَذِهِ أُمُّكَ، فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ»، فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ).
  • عندما يكون المحضون أنثى فالأحقية في الحضانة تكون للأب بعد بلوغها السبع سنوات، وذلك إذا تحققت وثبتت مصلحة الطفلة.
  • للطفل الذكر أحقية الاختيار بعد بلوغه سن السبع سنوات، عكس الأنثى فحضانتها للأب حتى يتسلمها زوجها، لأن الأب في الإسلام هو الأكفأ من حيث حضانة الأنثى.
  • تستحق المرأة أجرة نظير حضانتها للأطفال من مال الطفل إذا كان له مال، أو من مال الأب.

حضانة الأطفال من ضمن المشاكل التي تؤرق الكثير من الناس، على الرغم من أن القانون المصري بيّن ووضح حضانة الأطفال بعد الطلاق تكون لمن من الزوجين، وبعد أن كان الزوج في المرتبة السادسة عشر جاء مشروع مقترح في البرلمان المصري بتصعيد مرتبة الأب لتكون الرابعة بدلًا من السادسة عشر، وذلك مراعاة لحقوق الأب والطفل.

قد يعجبك أيضًا