شرح العلاج السلوكي المعرفي للخوف

العلاج السلوكي المعرفي للخوف هو أحد أنواع العلاج النفسي والذي يمتاز بالكلام من خلال التعامل مع المعالج النفسي واللقاء به بطريقة منتظمة، ويتم فيه حضور بعض الجلسات التي تساعد على إيجاد طريقة علاج فعالة لإدراك المواقف الصعبة بوضوح أكثر وكيفية الاستجابة لها.

لذلك فيما يلي سنقوم بالحديث عن العلاج السلوكي المعرفي للخوف، وشرح الطرق المختلفة لعلاج الخوف، وكل ذلك من خلال موقع زيادة.

العلاج السلوكي المعرفي للخوف

ليس كل من يلجأ إلى عملية العلاج السلوكي المعرفي للخوف يعاني من اضطرابات الصحة العقلية ولكنها تفيد أي شخص يريد أن يتكيف مع ظروف الحياة وإدارتها بشكل جيد.

ويعد ذلك العلاج هو من أفضل وأسهل أنواع العلاج النفسي وذلك يرجع لمساعدته السريعة لك على تحديد التحديات وطريقة التكيف معها ولا يكلفك الأمر سوى بعض الجلسات القليلة والتي لا تعد شيئا بالنسبة لطرق العلاج الأخرى، وفى هذا المقال سوف نتناول العلاج السلوكي المعرفي للخوف.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف انك مريض نفسي الأعراض وطرق العلاج

ما هو العلاج السلوكي المعرفي للخوف

العلاج السلوكي المعرفي للخوف
العلاج السلوكي المعرفي للخوف

يقوم العلاج السلوكي المعرفي على ضابط التركيز على العوامل التي تؤثر على الإحساس مثل السلوكيات والأفكار والمشاعر وكذلك التركيز على كيف تتفاعل تلك العوامل سويا وهي المسؤولة عن تصرف الشخص بأسلوب يؤثر جذرياً على باقي العوامل الأخرى.

لذلك فيستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الأمراض الكثيرة التي ترتبط بالتوتر والخوف، لذلك جئنا لكم بأكثر تلك الأنواع شيوعاً وهو العلاج السلوكي المعرفي للخوف، فالكثير منا يواجه الخوف من أشياء عدة في حياته بل يواجه الخوف من حياته نفسها، ولا نعرف ماذا بإمكاننا أن نفعل حيال ذلك الأمر، وترى بعض الناس يعالجون خوفهم من شيء بالابتعاد عنه وتجنبه ولكن ذلك يؤثر بالسلب عليه، ويعمل على إبعاد الشعور بالخوف مدة معينة من الوقت وبعد ذلك لا يحرك ساكناً.

مثال على العلاج السلوكي المعرفي للخوف

ترى أكثرنا يخاف من حيوان الكلب، وترى أيضًا أن العلاج المتداول لعلاج ذلك الخوف هو تجنب رؤية الكلاب قدر المستطاع والعمل على عدم التعامل معهم نهائياً، وذلك يعود بالعكس على الخائف الذي تزيد مشكلته ويتعزز خوفه ولا يستطيع علاجها مدى حياته.

طريقة العلاج السلوكي المعرفي وتأثيره على المريض

لذلك تم استنتاج أن تجنب الخوف من شيء يؤثر بالسلب على حياة الشخص وتعاملاته ومظهره أمام الناس، فذلك أبدا ما كان حلا للمشكلة.

لذلك فالعلاج السلوكي المعرفي للخوف يعمل على العلاج النفسي العميق لذلك الخوف من خلال تركيزه على السبب وراء ذلك الخوف تدريجياً، ومن ثم التحكم بالمشاعر والسلوكيات التي ترتبط بذلك.

فيقوم الطبيب النفسي المعالج باستخدام استراتيجيات معينة والتي تقوم بمساعدة الشخص على أن يواجه خوفه أو الموقف الذي يتسبب في حدوث الخوف وذلك يحدث نتيجة معاينة إدراك ذلك الشخص تجاه الموقف والتعرض له في بداية الأمر.

ما هي أشكال العلاج السلوكي المعرفي للخوف

يتعرف الطبيب النفسي المعالج على حالة المريض بكل دقة ومن خلالها يتم تحديد شكل العلاج السلوكي المعرفي للخوف، ومن ضمن الأمثلة على أشكال ذلك العلاج ما يأتي:

 العلاج الجماعي

يلجأ الأطباء لذلك النوع من العلاج السلوكي المعرفي والذي يعتمد على جمع مجموعة من الأشخاص لهم نفس المشكلة ونفس المخاوف في جلسات مستمرة لوقت محدد ومهيكلة حتى يقومون بعرض مشاكلهم مواجهة ببعضهم البعض ويفضل أن تكون تلك الجلسة في مكان متعلق بالشيء الذين يخافونه.

مثال على ذلك:

يمكن أن تتم الجلسة لمن يخافون الطائرة وركوبها في مطار لعرض مشاكلهم فيه.

العلاج الفردي

ذلك النوع طويل المدى من العلاج النفسي السلوكي المعرفي والذي يتم فيه التركيز على مخاوف مريض واحد فقط والعمل على التخلص من تلك المخاوف، ولا تعرف مدة محددة لذلك العلاج فيمكن أن تستمر لشهور أو سنين حسب الحالة المرضية.

العلاج العائلي

يشتهر ذلك النوع من العلاج عند الأطباء الذين يعالجون الأطفال الصغار من خوفهم من شيء يخص عائلتهم، ففي هذه الحالة تكون العائلة هي سبب من الأسباب الرئيسية لمرض الخوف لدى صغارهم، ويعتمد العلاج العائلي على تركيز وجود العائلة وأطرافها ضمن الخطة العلاجية حتى يتم الشفاء.

اقرأ أيضًا: أعراض الخوف من المرض وعلاجه

كيف يتم العلاج السلوكي المعرفي للخوف

يقوم العلاج السلوكي المعرفي للخوف على تحدى الأفكار، تلك الطريقة التي تتم عن طريق تحديد الأفكار السلبية التي استدعت الشخص للخوف من أي شيء ويتم ذلك عن طريق بعض الخطوات:

تحديد الأفكار السلبية: تقوم بمعرفة ما هي تلك الأفكار السلبية التي عملت على ولادة الخوف لدى الشخص وتحديد خطورة ذلك الأمر الداعي للخوف.

تحدى الأفكار السلبية: يقوم الطبيب المعالج بمساعدة الشخص أن يتحدى أفكاره السلبية ويتخلص من تلك الاعتقادات المؤثرة تأثيراً ضارا عليه، كما تشتمل تلك الخطوة على استراتيجيات عدة حتى تنجح مثل أن تحدد ما هي الإيجابيات وكذلك السلبيات التي تخص الموقف والفرص التي تخص الضرر الواقع حين التعرض لذلك الموقف وإجراء تجارب على ذلك.

استبدال الأفكار السلبية بأخرى واقعية: تلك الخطوة التي يتم فيها استبدال الأفكار السلبية الراسخة في العقل بأفكار أكثر إيجابية ومساعدة على الشفاء.

هل يمكن العلاج من الخوف والتغلب عليه

أكثر ما يدور في ذهن المريض هو الأفكار المتعلقة بخوفه، ويسأل نفسه مراراً وتكراراً هل يمكنني التغلب على خوفي والشفاء منه، وماذا لو أثر الخوف على حياتي أكثر من ذلك، لذلك لابد من الرجوع إلى الطبيب في حالات الخوف التي لا يمكن للشخص السيطرة عليها والتحكم فيها، وذلك حتى يقوم الطبيب النفسي بإخبارك كيفية التصرف السليم تجاه ذلك الموقف وجعلك أكثر هدوء واسترخاء.

طريقة بعض أطباء العلاج النفسي

كما يجب أن ننوه على أن بعض الأطباء يلجؤون إلى تعريض المريض للموقف المسبب لإخافته تدريجياً حتى يتغلب على خوفه منه مع إمكانية الرجوع في أي وقت يشعر فيه بعدم التحمل أكثر، وذلك يعود بالنفع عليه خلال ممارسته لحياته اليومية بشكل أفضل، لذلك فإن الذين يتعالجون من خوفهم بالعلاج السلوكي المعرفي للخوف تصل نسبة شفائهم إلى 94٪ والنسبة الباقية تحتاج لاستخدام الأدوية التي تعالج الاكتئاب كمساعد على الشفاء والتغلب على خوفهم.

مخاطر العلاج السلوكي المعرفي للخوف

العلاج السلوكي المعرفي للخوف
العلاج السلوكي المعرفي للخوف

لا تكثر مخاطر العلاج السلوكي المعرفي والتي تنحصر فيما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي يجعلك تشعر بعدم الارتياح في العواطف أحياناً، حيث أن العلاج يجعلك تشعر بالتجارب والمشاعر المؤلمة التي لا تريد أن تذكرها، وقد تصاب بالضيق والبكاء خلال جلسة من الجلسات مما يجعلك تشعر بالاستنزاف الجسدي الغير مرغوب فيه.

يلجأ بعض الأشخاص إلى التعرض للموقف المخيف بالنسبة لهم مثل ركوب الطائرة لمن يخاف ركوبها، وذلك يؤدى إلى الشعور بالإجهاد النفسي والتوتر لمدة من الوقت ثم يزول.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس والخوف من الموت والنظريات العلمية المفسرة له

وفي النهاية نكون قد أوضحنا العلاج السلوكي المعرفي للخوف والذي يتضح لنا أنه تكثر فوائده والتي تؤدى إلى الوصول إلى بر الأمان مع الشخص المريض والتغلب على خوفه وتقل مخاطرة وسلبياته وذلك طبقًا للدكتور المعالج ونوع الطريقة التي يعالج بها، وكلما كان الطبيب المعالج أكثر مهارة وخبرة في مجاله قلل ذلك من شعور المريض بالتوتر والإجهاد وزاد من التحكم والسيطرة على تصرفاته ومشاعره تجاه الموقف المخيف بل تجاه حياته اليومية بأكملها.

قد يعجبك أيضًا