كيف يرى مريض عمى الألوان

كيف يرى مريض عمى الألوان الحياة والأشياء من حوله؟ وكيف يتعامل مع الألوان التي يراها؟ فأمراض المتعلقة بالنظر كثيرة ومتنوعة، ومن بين تلك الأمراض مرض عمى الألوان، فما هي آلية استقبال عينه للألوان، وبأي طريقة يمكنه التمييز بينهما.

بالطبع تعامله معها يختلف عن تعامل الإنسان الطبيعي، إذًا سوف نجيب معًا من خلال موقع زيادة على تلك الأسئلة.

كيف يرى مريض عمى الألوان؟

كيف يرى مريض عمى الألوان؟

مريض عمى الألوان لا يتمكن من التمييز بين الألوان المختلفة، فيعتبر مرض عمى الألوان ليس منتشرًا، أو أنه لا يأتي لأشخاص كثيرة، ولكن يمكن أن يكون لدى الشخص عرض واحد فقط أو أكثر عرض من هذه الأعراض.

من ضمن هذه الأعراض الموجودة في المريض أعراض اضطراب أو ضعف الرؤية عند المريض بعمى الألوان، ومن بين هذه الأعراض أيضًا ما يأتي:

  • الشخص المصاب بهذا المرض لا يعرف في بداية الأمر أن هذا المرض لديه من الأساس، ويكون في مخيلته أن هذه الألوان هي الألوان الطبيعية وأن جميع الناس ترى الأشياء بهذه الألوان أو كما هو يرى.
  • لا يمكنه أن يري جميع الألوان في وقت واحد.
  • يري مجموعة من الألوان في وقت واحد وذلك عندما يظهر لون واحد فقط.
  • لا يرى سوى ثلاثة ألوان فقط وهم الأبيض والأسود والرمادي.

اقرأ أيضًا: اختبار عمى الألوان

ما هو مرض عمي الألوان؟

يعرف مرض عمى الألوان بانه خلل موجود في قدرة المريض على تحديد الأوان او التعرف عليها عندما يراها، وذلك لا يحدث في كل الألوان، ولكن يحدث في الألوان الثلاثة الأساسية أي انها الألوان التي يتعلمها الأطفال في بداية تعلمهم للألوان والتعرف عليها، وهذه الألوان هي الأزرق والأحمر والأخضر.

فيعتبر مرض عمى الألوان مرتبط بعدم قدرة المريض على التعرف على الألوان الأساسية فقط وليس كل الألوان.

أسباب الإصابة مرض عمى الأوان

الإنسان الطبيعي عينه تتكون من ثلاث خلايا من الخلايا مخروطية الشكل، فهي تعتبر مجموعة من الخلايا مسؤولة عن استقبال الضوء الذي يصل إلى شبكة العين، ثم تقوم هذه الخلايا بتحويل هذا الضوء إلى إشارات، ثم يصلها إلى المخ الذي يقوم بترجمتها من خلال العصب البصري.

وظيفة الخلايا المخروطية هي امتصاص وترجمة الضوء الساقط وصبغته، حيث إن هناك ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية كل خلية مرتبطة بنوع واحد من الألوان الأساسية الأحمر والأخضر والأزرق.

الخلايا المخروطية الشكل حساسة جدًا لاستقبال طول موجي محدد، فهناك مثلا الخلايا المسؤولة عن امتصاص الضوء الأخضر تقوم بامتصاص أطوال موجية متوسطة الطول، أما الخلايا المسؤولة عن امتصاص الضوء الأحمر تقوم امتصاص أطوال موجية طويلة، وكذلك الخلايا التي تمتص أطوال موجية قصيرة فهي مسؤولة عن امتصاص الضوء الأزرق.

وبذلك يمكن للإنسان الطبيعي أن يميز بين الألوان من خلال استقبال عينه للأطوال الموجية، وأي خلل في هذه الرؤية يعد خلل في التقاط الثلاث خلايا المخروطية للألوان بشكل كامل لذا لا يتمكن من رؤية الألوان بصورتها الطبيعية، ولكن يرى درجات مختلفة من اللون، وللأسف مرض عمى الألوان لم يتمكن الأطباء بعد من إيجاد علاج له.

كيف يتم تشخيص مرض عمى الألوان؟

لكي يتم التعامل بشكل سليم مع مرض عمى الألوان يجب أولًا تشخيص المرض، ومعرفة أي من أعراضه موجود لدي المريض، وكيف يرى مريض عمى الألوان، فيتم التشخيص من خلال:

  • يتم عمل بعض الفحوصات التي تعتمد على معايير معينة من أهم تلك المعايير هو القدرة على التمييز بين الألوان الثلاثة الأساسية، وذلك من خلال وضع مجموعة من النقاط تحتوي كل نقطة لون مختلف، ثم يطلب من المريض أن يركز نظرة في هذا النقاط، ثم يقوم بمحاولة معرفة ماذا تحتوي هذه النقاط من أشكال أو أرقام أو رموز أو حروف وما إلى ذلك، ويقوم الطبيب بمساعدة المريض في معرفة وتحديد الألوان التي لم يستطيع المريض أن يتعرف عليها أو يشاهدها.
  • يطلب الطبيب من المريض أن يقوم بترتيب القطع المختلفة من لعبة ما، حيث إن القطع ذات ألوان مختلفة وذلك في نوع أخر من الفحوصات.

أنواع مرض عمى الألوان

المخاريط والنبابيت هم المسؤولون عن استقبال الضوء في العين، حيث إن النابيت أكثر عددًا من المخاريط وعددها حوالي 100 مليون نبوت، وهي حساسة جدًا للضوء أكثر من المخاريط وليس لديها القدرة على التمييز بين الألوان.

لكن المسؤول الأول عن التمييز بينهم هي المخاريط، وهي موجودة في شبكية العين المختصة بالقدرة على الرؤية واستقبال الضوء وعددها حوالي 6_7 مليون مخروط، حيث إنها موجودة بشكل مكثف في مركز القرنية ف منطقة تسمي بالبقعة.

هذه البقعة صغيرة جدًا ومركزها يسمى النقرة وهي تحتوي على أعلى تركيز للمخاريط، وهي المسؤولة عن رؤية الألوان أكثر حدة، كما أنها تعد منطقة صغيرة للغاية يصل قطرها حوالي 3 ملم، فالأشكال المختلفة من عمى الألوان مرتبط بغياب عدد من المخاريط أو قصور في عدد كبير منها.

يؤدي التقدم في العمر إلى تلف الخلايا الموجودة في الشبكية مما يؤدي إلى حدوث مرض عمى الألوان، ويمكن أيضًا أن نفقد القدرة على رؤية الألوان عند حدوث إصابة أو حدوث تلف في مناطق في المخ.

اقرأ أيضًا: اختبار عمى الألوان في العسكرية

الأسباب الجينية المتسببة في عمى الألوان

من ضمن أسباب عمي الألوان أو فقدان الرؤية أو القصور فيها هي بعض الاختلافات في تركيب الجينات، وهي مسؤولة عن كيف يرى مريض عمى الألوان، فالأمراض المتعلقة بالجينات منها:

اعتلال ليبر البصري العصبي الوراثي

هو ليس عمي ألوان كامل، ولكنه نوع من أنواع عمى الألوان الذي يظهر فيه عرض من أعراض عمى الأوان، فهم لا يمكنهم رؤية اللون الأحمر والأخضر ويستطيعون رؤية الأزرق بشكل واضح.

بعض أنواع الأدوية

أثبتت الدراسات أن بعض الأدوية المضادة لنوبات معينة تعرف بـ تياجابين تقوم بتقليل رؤية الألوان الأساسية بنسبة كبيرة، قد تبلغ 41% من الأشخاص الذين يستخدمون هذا الدواء وهذه الآثار قد لا تدوم.

متلازمة كالمان

هي متلازمة تحدث بسبب وجود قصور أو خلل في الغدة النخامية، وهذا القصور يؤدي إلى عدم اكتمال نمو بعض الأعضاء أو نموها الغير معتاد عن الطبيعي، مثلًا كالأعضاء الجنسية ويمكن أن يكون من أحد هذه الأعراض عمى الألوان.

مرض إعتام عدسة العين

هو حدوث ضبابية لعدسة العين، وذلك بسبب إعتام عدسة العين، والتي بدورها يتسبب في أن الألوان تُرى باهتة وأقل سطوع، ويمكن علاج هذا المرض بعمل جراحة تمكن المريض من الرؤية بشكل سليم مرة أخرى، ويتم ذلك باستبدال العدسة المعتمة بعدسة داخلية صناعية.

مرض باركنسون

هو مرض يحدث بسبب تلف في الخلايا العصبية الحساسة المسؤولة عن رؤية الضوء في الشبكية، حيث إن هذا التلف لا يمكنها من القيام بوظيفتها بصورة طبيعية وهي معالجة الرؤية، فيؤدي ذلك لحدوث اضطراب واختلال عصبي.

العمى الوراثي للونين الأحمر والأخضر

كيف يرى مريض عمى الألوان اللونين الأحمر والأخضر؟ يحدث ذلك بسبب وجود جين متنحي شائع مربوط بكروموسوم X، يعتبر هذا العمى من أكثر أنواع عمى الألوان الوراثية انتشارًا وشيوعًا.

كل من الأب والأم لديه أزواج من الكروموسومات يمكنها تحديد نوع الجنين إذا كان ولد أو فتاة، حيث إن الأمهات لديها زوج من الكروموسومات X-X مسؤول عن حمل المادة الوراثية الجينية، والآباء عندهم زوج من الكروموسومات >X-Y

إذا كانت الأم تحمل جين الإصابة بقصور أو خلل في رؤية الألوان بسبب وجود جين متنحي مرتبط بالكروموسوم X، فإن لذلك يصبح الطفل المولود لديه قصور في رؤية اللونين الأحمر والأخضر، أما إذا كان هذا الجين عند الأب فهو ينتقل إلى الفتاة فقط ولا ينتقل إلى الذكر، حيث إن الذكر لا يمكنه أن يرث هذا الجين من أبية.

البنت ترث هذا الجين من الأب ولكن لن يظهر عليها أي أعراض إلا إذا كانت الأم تحمل هي الأخرى هذا الجين، حينها فقط ستظهر أعراض هذا الجين على الفتاة، وتصبح مصابة بمرض عمى الألوان.

عندما يرث الابن هذا الجين من أمه فهو لن يصاب بعمى الألوان الكلي، ولكنة سيصاب بقصور في رؤية الألوان وعدم التمييز بينها، وتحديدًا اللونين الأحمر والأخضر.

علاج عمى الألوان

لم يتمكن العلماء والباحثين إلى هذا الوقت من إيجاد علاج حقيقي للتخلص من عمى الألوان، وذلك دفعهم للبحث عن بعض الطرق والاستراتيجيات المختلفة التي تمكن مريض عمى الألوان من الرؤية بشكل سليم حتى لو كان الحل مؤقت وليس جذري، ولكنها تمكنهم من رؤية الألوان بشكل أفضل خاصةً في المهام التي تعتمد على الألوان بصورة مباشرة.

هناك الكثير من المصابون بقصور وخلل في رؤية الألوان يمكنهم القيام بمهامهم المختلفة، طالما أنها غير متعلقة بأعمال تحتاج الألوان والتمييز بينهما بدقة، مثال على ذلك أعمال الجرافيكس والتصميمات وأيضًا أعمال الكهرباء، حيث تعتمد الأسلاك فيها على ألوان معينة يجب التمييز بينها عند التوصيل.

يمكن للكشف عن هذا المرض مبكرًا أو في أعمار سنية صغيرة أن يسهل الكثير على المريض، فمثلًا يمكنه أن يختار الأعمال الغير مرتبطة بأي شكل بالألوان، وكذلك تسهل علية العملية الدراسية، حيث إن كثير من المواد الدراسية تحتاج الألوان بشكل كبير في دراستها.

ويمكن أيضًا علاج مرض عمى الألوان بشكل مؤقت من خلال ما يأتي:

  • الاستغناء عن تمييز الألوان وذلك عن طريق تحديد موقعها ودرجة ودقة وضوحها بالنسبة له مثلا كما في إشارات المرور.
  • استخدام نظارات بها واقيات جانبية لمنع والحد من الانبهار وتقليل الإشعاع.
  • استخدام عدسات لاصقة خاصة بمرض عمى الألوان تساعد المريض على القدرة على التمييز بين الألوان الأساسية الثلاثة.
  • استخدام نظارات بها عدسات مخصصة لمرضى عمى الألوان الكلي تحتوي على واقيات داكنة.

اقرأ أيضًا: انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء

بعد أن عرضنا لكم كيف يرى مريض عمى الألوان وأسباب هذا المرض وأنواعه المختلفة وكيفية علاجه، يمكن الآن إذا كنت تعاني من أيًا من هذه الأعراض الذهاب إلى الطبيب وتلقي العلاج المناسب، لتسهيل الأمور الحياتية عليك والتميز بين الألوان بشكل طبيعي.

قد يعجبك أيضًا