شروط الجمع بين الصلاتين

شروط الجمع بين الصلاتين من المسائل التي دائمًا ما تكون ببال وخاطر المسلم كثير الترحال، فقد يتواجد لفترة بمكان بعيد عن مساجد، أو في مكان لا يُسمَع فيه الأذان.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم شروط الجمع بين الصلاتين جمع التأخير أو جمع التقديم، ومتى يجب على المسلم أن يجمع صلاته.

شروط الجمع بين الصلاتين

الصلاة هي عماد الدين وأساس أي عمل للمسلم، وهي أول ما يسأل عنه المسلم في حياته، فإن صلحت الصلاة صلح سائر عمله، وإن فسدت الصلاة فسد سائر عمله، ولذلك يسعى المسلمون إلى الحفاظ على صلواتهم.

فذلك فيه تنفيذ لأمر الله سبحانه وتعالى في الآية الثامنة والثلاثين بعد المائتين من سورة البقرة. (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، وقال الله عز وجل عن الصلاة إنها ذات ميقات ومعاد محدد على المسلم.

في الآية الثالثة بعد المائة من سورة البقرة (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، أي أن كل صلاة تؤدى في وقتها ولا تؤخر إلى فواتها، لكن ماذا إن كان هذا التأخير خارج عن إرادة المسلم.

الإسلام دين وسطية ويسر للبشر والعباد، ولذلك جعل الله في الإسلام الجمع في الصلوات لكن لعلة أو سبب، ومن شروط الجمع بين الصلاتين في الإسلام ما يلي:

  • أجاز بعض العلماء الجمع بين الصلاتين للمريض، والذي يشق عليه القيام أكثر من مرة للصلاة.
  • المسافر أيضًا له جواز شرعي من السنة النبوية الشريفة في الجمع بين الصلاتين إن كان في سفر ولا يسمع الأذان، فيجمع الصلاة إما جمع تقديم، أو جمع تأخير، وسنذكر توضيحهما في السطور القادمة.
  • في المطر الشديد الذي يبل الثياب.
  • في حالة الخوف الشديد.
  • للحاج ووجبًا أن يجمع بين صلاتين، فيجمع بين الظهر والعصر في عرفات جمع تقديم، ويجمع بين المغرب والعشاء في المزدلفة بأذانٍ واحدٍ وإقامتين.

اقرأ أيضًا: شروط الجمع والقصر

الجمع بين الصلاتين في المذاهب الأربعة

مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، جميعًا جاؤوا ميسرين للسنة النبوية الشريفة، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم شروط الجمع بين الصلاتين حسب أقوال المذاهب.

المذهب الحنفي والجمع بين صلاتين

جاء في الكتاب “الأصل”، لأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، فقال في هذا الكتاب أن الجمع بين الصلاتين يكون في مواقيته، الفجر يجب أن يكون في موقته ولا يجمع في التقديم، أو التأخير.

أما صلاة الظهر فيؤخرها، وصلاة العصر يعجلها أي يكون الظهر في آخر وقته والعصر في أول وقته، والمغرب في آخر وقتها، والعشاء في أول وقتها باستثناء الحاج فله ما شرعه الله له.

الجمع بين الصلاتين في المذهب الشافعي

جاء في كتاب المذهب “المهذب في الفقه الشافعي”، والذي ألفه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وقال ابن مسعود في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الظهر والعصر يجمعان بأذانٍ واحد وإقامتان، والمغرب والعشاء يجمعان بأذان واحد وإقامتين.

أما الغرض من الأذان هو جمع الناس إلى الصلاة.

الفقه المالكي في جمع الصلاة

جاء في كتاب “المدونة” الذي ألفه الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي صاحب المذهب المالك، وصاحب كتاب الموطأ في المذهب المالكي، يقول الإمام مالك إن المريض يصلي الظهر والعصر إذا غابت الشمس وزالت.

أما عن المغرب والعشاء فإنهما يجمعان جمع تقديم قبل مغيب الشمس.

الفقه الحنبلي في الجمع بين الصلوات

جاء الإمام أحمد بن حنبل بشرط من شروط الجمع بين الصلاتين التي لم يذكرها غيره، وهي للمرضعة التي يشق عليها غسل الثياب من نجاسة الطفل، مع اتفاقه في قول الأئمة السابقين.

اقرأ أيضًا: كيفية جمع صلاة الظهر والعصر

ما هو جمع التقديم وجمع التأخير في الصلاة

من شروط الجمع بين الصلاتين، ومن أسسها هي الجمع التقديم، وجمع التأخير، فما هو جمع التقديم والتأخير في الصلاة، في هذه الفقرة سنوضح لكم معنى هذه الحالة الفقهية.

جمع التقديم هو أن تجمع الصلوات في وقت باكرًا عن موعدها، ومن شرح هذه المسالة في الحاج تحديدًا في يوم عرفة، فيصلي الحاج المسلم في عرفة صلاة الظهر والعصر جمعًا حين أذان صلاة الظهر.

بأذان واحد وإقامتين، أما عن تأخير الصلاة فالشاهد هو الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواع عبد الله بن مسعود

إنَّ المشرِكينَ شغَلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن أربعِ صلَواتٍ يومَ الخندقِ فأمرَ بلالًا فأذَّنَ ثمَّ أقامَ فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ أقامَ فصلَّى العصرَ ثمَّ أقامَ فصلَّى المغربَ، ثمَّ أقامَ فصلَّى العِشاءَ

الحديث صححه الألباني في صحيح النسائي.

في هذا الحديث من الجواز في تأخير الصلاة، لعلة فانشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة الظهر حتى غربت الشمس عن أداء صلاة الظهر، فأمر رسول الله بلال بالأذان، فصلى الظهر الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء.

يوجد أيضًا في الجمع بين الصلوات ما يُسمى بجمع القَصر بفتح القاف، وهو أن يجمع المسلم بين صلاتين بركعات أقل في الصلوات الرباعية، وهي أن يصلي الظهر والعصر والعشاء كلاً على ركعتين، وهذه الحالة هي من المباحات للمسافر في الإسلام للتيسير في صلاته.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر

هل يجوز الجمع في النوافل

من الأسئلة التي تكثر في عقول من يجمع الصلوات لعلة ما، وهو هل يجوز جمع النوافل بعد أن يجمع المرء صلاته، أو هل يجوز جمع النوافل على وجه العموم، في هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة هذا السؤال.

إن جمع المسلم بين فريضتين فعليه أن يصلي السُنة الراتبة بهذه الطريقة، وهي إن جمع بين صلاتي الظهر والعصر، فيصلي راتبة الظهر القبلية، ثم يصلي الظهر، ويقيم ثم يصلي العصر، ثم يصلي راتبة الظهر البعدية.

أما في الجمع بين العشاء والمغرب، فقال فيه الإمام النووي عليه رحمة الله، إن جمع المسلم بين فريضتي العشاء والمغرب فيصلي الفرضيتين أولاً، ثم يصلي سُنة المغرب، ثم سُنة العشاء ثم الوتر.

أما الإمام ابن قدامة المقدسي فقال إن الإنسان إن جمع بين صلاتين في وقت الأولى “أي جمع تقديم” يصلي سُنة الثانية منهما، ويوتر قبل دخول وقت الثانية، لأن سنتها تابعة لها.

الشيخ العلامة محمد بن صالح آل عثيمين رحمه الله صرح أن الجمع بين العصر والظهر فعليه أن يصلي الراتبة القبلية قبل الجمع بين الصلاتين، ثم يصلي الراتبة البعدية للظهر بعد الجمع بين صلاتين.

أما عن جمع نيات النوافل، فهي الصلاة التي يمكن الجمع بينهما في النية، ووكل واحدة منهما غير مقصودة لذاتها، أو تكون واحدة غير مقصودة والأخرى مقصودة بالنية في الجمع بين الصلاتين، والمسلم له أجر النوافل.

هذا القول جاء متفقًا لما أورده سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، أن الجمع بين النوافل في ركعتين جائز، فإن صلى ركعتي تحية المسجد سدت عن ركعتي الوضوء، وإن صلى سُنة الفجر على سبيل المثال، فهي سدت عن سُنة الوضوء.

إن الصلاة تعصم المسلم من الأمور التي قد توقعه في المحظورات، فقد يسر الإسلام الجمع في الصلوات بغرض المحافظة عليها، وعدم التفريط فيها أيًا كان العذر.

قد يعجبك أيضًا