شروط المضحي من الرجال

ما هي شروط المضحي من الرجال؟ وما هي شروط الأضحية؟ حيث إن هناك الكثير من الناس يتساءلون عن الفرق بين شروط المضحي من الرجال وشروط المضحى من النساء، وعن كل أحكام الأضحية والشروط المتعلقة بها، وفى هذا المقال سوف نجيب عن هذا السؤال من خلال موقع زيادة.

شروط المضحي من الرجال

الأضحية هي الحيوان الذي يقوم المسلمون بذبحه من أجل تقديمه كقربان إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ سواء كانت هذه الحيوانات من إبل أو بقر أو غنم، وتتعدد الشروط التي يجب أن تتوافر في الرجل المضحي من أجل أن يقوم بذبح الأضحية، وهي كالتالي:

1- نية التضحية

يجب على المضحى من الرجال أن يعقد النية لله ـ سبحانه وتعالى ـ أن تكون هذه البهيمة التي سوف يذبحها من أجل الأضحية، وذلك استنادًا إلى قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الشريف:

إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى “ رواه البخاري.

يجب أن يكون الوقت الذي قام فيه المضحى بالنية ملازمًا لوقت الذبح، سواء قام بشراء هذه الشاة لذبحها أو قام بإنجاب هذه الشاه مما يملك من البهائم، أو كانت هذه الأضحية للتطوع أو لسداد نذر.

تأتى الطريقة التي ينوي بها المضحي بذبح الأضحية بأن يقول: جعلت هذه الشاة أضحية، وهذا ما وضحة الإمام الشافعي في مذهبة وهو ما تم الإفتاء به.

اقرأ أيضًا: شروط ذبح الأضحية

2- أن يكون المضحى مسلمًا

لا تصح الأضحية لغير المسلمين، بل يجب على الشخص الذي سيقوم بذبح الأضحية أن يكون مسلمًا حرًا، لأنها تعتبر قربان يتقرب به العبد إلى الله عز وجل.

3- أن يكون المضحى بالغًا

اختلفت المذاهب في فكرة البلوغ للشخص المضحي، فمن المشترط أن يكون المضحى بالغًا، ولكن الإمام مالك في مذهبه ذهب إلى أنه قد تكون الأضحية سنة في حق الصغير، أما عن الحنفية فقد أكدوا أنها واجبة في حق الصغير إذا كان يمتلك المال، ويقوم أبوه أو وصيه بالتضحية عنه

من سنن المضحى الصغير في المذهب الحنفي أيضًا أن يأكل من أضحيته، وبعض الحنفية ذهبوا إلى أن الصغير لا تجب عليه الأضحية من ماله، أما عن أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي، فلم يقوموا بسن الأضحية للصغير.

4- القدرة المالية

يعتبر شرط رئيسي من شروط الأضحية عند الأئمة الحنفية أن يكون المضحى ذو قدرة مالية على ذبح الأضحية، لذلك فهي تسقط على العبد من دون الشحر، وذلك لأن العبد ليس لديه القدرة المالية على شراء الأضحية، ونقصد هنا بالقدرة المالية هي امتلاك الشخص المضحي للأضحية من المال الزائد عن حاجته اليومية أو المعروف بالنصاب.

رأي أئمة المذهب المالكي أن الشخص القادر على الأضحية هو الشخص الذي لا يحتاج إلى ثمن الأضحية لأمر ضروري لديه، أما عن الحنابلة فقد رأوا أن الشخص المضحى هو الشخص القادر على جمع قيمة الأضحية حتى في حالة استدانته لتلك القيمة، مع العلم بمقدرته على سداد هذا الدين.

5- أن يكون المضحى غير حاج

أيضًا من شروط المضحي من الرجال ففي المذهب المالكي اشترط الأئمة ألا يكون الشخص المضحي غير حاج لأن السنة الأساسية للحاج هي الهدى وليس تقديم الأضحية، وقد اعتنق هذا الرأي أصحاب المذهب المالك فقط دونًا عن غيرهم من المذاهب.

6- أن يكون الحاج مقيمًا غير مسافر

اشترط أصحاب المذهب الحنفي أن يكون الحاج مقيمًا في مكان ما، وتسقط الأضحية عن الشخص المسافر، ويرجع السبب في ذلك هو أن الشخص المسافر يصعب عليه تحصيل أسباب الأضحية كالمقيم، ولكن باقي جمهور الفقهاء اجتمعوا على أن الأضحية تكون على المسافر كالشخص المقيم لا فرق بينهما.

7- شروط عامة

لا يجب على المضحي من الرجال أن يقوم بقص شعره أو قص أظافرة منذ بداية الأيام العشر وحتى الذبح، ولا يجوز له أيضًا بيع أي جزء من أجزاء الأضحية ولا حتى شعرها أو أظافرها، كما لا يجب أيضًا أن يحصل المضحي على جزء من لحم الأضحية كأجر على عمله، وإنما يحصل على هذا اللحم كهدية أو صدقة.

شروط الأضحية

بعد التعرف على شروط المضحي من الرجال يجدر الذكر أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية حتى تتهيأ للذبح، وهذه الشروط كالتالي:

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام التي أحلها الله ـ عز وجل ـ مثل الإبل والبقر والغنم والماعز.
  • أن تصل إلى السن التي حددها الله شرعًا، بأن تكون جزعة من الضأن أو ثنية من غيره.
  • أن تخلو من عيوبها مثل العور البين أو العرج البين أو المرض البين أو الهزال المذهب للعقل، أو مثل ذلك أو أشد.
  • أن تكون مملوكة للمضحى أو أن يأذن موكل إلى وكيل بالذبح.
  • أن يتم التضحية بها في وقتها الذي تم تحديده شرعًا ولا يكون ذلك بالمرهون.

شروط الذابح للأضحية

لا يشترط أن يكون الشخص الذابح للأضحية هو الشخص المضحى وإنما من الممكن أن يكون موكلًا من المضحي بعد إعطاء الإذن من المضحى له، ومن الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي سوف يذبح الأضحية ما يلي:

  • من الممكن أن يكون الذابح مسلمًا أو أن يكون من أهل الكتاب، كقوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ} [المائدة: 3]
  • أيضًا من الممكن أن يكون الذابح من الذكر أو من الأنثى.
  • النية للأضحية لله تعالى والذبح قربانًا له، فلو قطع حبل من بهيمة وماتت فلا يجوز الأكل منها.
  • ذكر اسم الله تعالى على الأضحية عند ذبحها.
  • قطع الودجين، حتى يسيل الدم من الذبيحة بغزارة، والمقصود بالودجين هنا هما الشرايين والعروق المحيطة بالحلقوم.
  • يجب أن يكون الذابح عاقلًا غير مجنون، فلا تجوز أضحية المجنون، حتى في حال ذكر اسم الله عليها.
  • الأداة التي يقوم بها المضحي بذبح الأضحية يجب أن تكون محددة كالحديد أو الحجارة أو غيرها.
  • يجب على الشخص الذي يقوم بالذبح أن يستقبل القبلة.
  • يتم عرض الماء على الذبيحة، والإحسان إليها، وتجنب رؤيتها للسكين.
  • يجب عليه أن يقوم بإراحتها بعد الذبح.
  • يجب عليه أن يمسك السكين أو آلة الذبح بيده اليمنى.
  • يجب على الذابح عند الذبح بعد ذكر اسم الله أن يكبر ثم يذكر اسم المذكي ويدعو الله بالقبول.

اقرأ أيضًا: حكم حلق الشعر للمضحي

شروط المضحي من النساء

بعد الحديث عن شروط المضحي من الرجال هناك عدد من الشروط التي يجب توافرها من المضحي من السيدات، وهي كالتالي:

  • يجب أن تكون المضحية مسلمة ولا تجوز الأضحية لغير المسلمات.
  • ينطبق على السيدات كما الرجال شرط البلوغ فيجب أن تكون المضحية بالغة.
  • يجب أن تتوافر في المرأة المضحية شرط القدرة المالية، ويكون باستطاعتها شراء الأضحية وثمنها يكون زائد عن حاجتها اليومية.
  • الذبح للشخص الحاج يكون هو الهدى، فلا يجوز للسيدة أن تقوم بالذبح في حالة قيامها بأداء مناسك الحج.
  • يجب أيضًا ألا تكون على سفر وتكون مقيمة في مكان ما.

البهائم المحرم ذبحها

ورد حديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال “لا يجوزُ منَ الضَّحايا أربعٌ العوراءُ البيِّنُ عورُها والعرجاءُ البيِّنُ عرجُها والمريضةُ البيِّنُ مرضُها والعجفاءُ الَّتي لا تُنْقي” رواه مسلم، وذلك يوضح أن هناك عدد من العيوب لا يجوز ذبح الأضحية في حالة وجودها وهي كالتالي:

1- الشاة المريضة

والمقصود بالشاه المريضة هنا هو المرض الذي يفسد اللحم، أو ينقصه أو يجعل الشاه ضعيفة، فحينئذ لا يجوز ذبحها، أما في حالة مرضها بمرض خفيف، غير مؤثر في جسدها، فيجوز ذبحها.

2- الشاة الجرباء

وهنا لا يجوز ذبحها تمامًا سواء كان هذا الجرب قليل أو كثير، وذلك لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوضح أن الجرب يفسد اللحم.

3- الشاة العرجاء

في حالة عرج الشاه عرجًا واضحًا بحيث تتخلف عن القطيع التي تسير معه، فلا يجوز ذبحها، وإن كانت إحدى أقدامها مكسور فلا يجوز ذبحها أيضًا، ولكن في حالة أن هذا العرج كان يسيرًا أو غير مؤثر في الشاه فيجوز ذبحها، وإن كانت سليمة وعند الذبح تعرضت للكسر فلا يجوز ذبحها.

4- الشاة العمياء والعوراء

العوراء التي اختفت حدقة العين الخاصة بها لا يتم ذبحها، أما إن كانت الشاة عشواء أي أنها ترى في النهار ولا ترى في الليل، فإنه يتم ذبحها بشكل طبيعي.

5- الشاة العجفاء

هي التي تعاني من الهزل وغياب العقل، فإن كانت كذلك فلا يتم ذبحها، أما إن كان بها بعض الهزل ويغلب عليها الوعي، فيجوز ذبحها.

6- الشاة المقطوعة الأذن

وهي الشاه التي تم قطع أذنها أو ولدت بلا أذن، وهذه لا يتم ذبحها، أما إذا كان القطع صغيرًا أو كانت أذنها صغيرة، أو تم كيها في أنها، فإنها تذبح بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية

7- الشاة المتولدة

هي البهيمة التي كان هناك صعوبة في ولادتها، فإنه لا يتم ذبحها إلا إذا زال عنها ذلك الخطر، وأيضًا البهيمة المصابة بمرض سيؤدى إلى وفاتها فإنه لا يتم ذبحها.

يجب على المسلمين الالتزام بشروط المضحي من الرجال من أجل قبول الله عز وجل سنة الأضحية والحصول على الأجر والثواب المرجو منها.

قد يعجبك أيضًا