شروط الزوجة الثانية في الإسلام

 

شروط الزوجة الثانية في الإسلام مسألة يتم الجدال فيها كثيراً في مجتمعنا هذا، كما أن أعداء الإسلام يتخذون من هذة المسألة حجة للهجوم على الإسلام وأحكامه الشرعية مفسرين ذلك بأن الإسلام لم يحترم حقوق المرأة وحريتها و أنه ينحاز إلى الرجل وحقوقه ومتطلباته في الحياة أكثر من النساء كما أنهم يجدون ذلك ظلم للمرأة.

و لكن هؤلاء الجهلاء بالإسلام وشريعته لم يفهموا بإن مسألة الزوجة الثانية في الإسلام تتم بشروط و بإحكام و أن لها حكمة في غاية الأهمية و إن الإسلام لم يجعلها بدون ضوابط و بشروط بل جعلها مسألة منضبطة غاية الانضباط بشروطها و أحكامها.

مفهوم الزوجة الثانية و التعدد في الإسلام

  • أن الله سبحانه وتعالى لم يشرع الزواج بين الرجل و المرأة إلا لحكمة عظيمة و هدف نبيل، فالإنسان لا يستطيع العيش في الحياة دون وجود شريك حياته و تلك العلاقة المقدسة بينهم التي تقوم علي الحب و الود و الرحمة و التسامح و المساعدة.
  • كما أثبت أن حاجات الإنسان البيولوجية و النفسية تحتاج إلى تلك العلاقة التي شرعها الله  تعالى بضوابط وأحكام معينة و من ضمن تلك الضوابط شرع الله تعالى مسألة تعدد الزوجات للرجل و لكن بشروط و بإحكام.
  • فيشير مفهوم الزوجة الثانية و تعدد الزوجات للرجل أن للرجل الحق في أن يتزوج مرأة واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع نساء و لكن الزواج من المرأة الثانية أو الثالثة أو الرابعة  يتم بنفس الشروط والأحكام الموجودة في عقد زواجه من المرأة الأولي مثل المؤخر و هكذا. 

ومن هنا تعرف على حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب وبدون علم الزوجة الأولى وحقوق الثانية : حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب وبدون علم الزوجة الأولى وحقوق الثانية

حكم الزوجة الثانية في الإسلام 

  • أن للرجل حق في الزواج بالزوجة الثانية و أن يتزوج بأكثر من امرأة في حياته و ذلك حسب رغبته الجسدية و النفسية او بسبب وجود سبب معين مثل امرأته عقيمة أو رغبته في المزيد من الأطفال، ففي كل الأحوال لا حرج على الرجل في الشريعة الإسلامية  من الزواج بالمرأة الثانية أو الثالثة أو الرابعة بشرط أن يحقق العدل بينهم و كل الشروط و الأحكام من تعدد الزوجات في الإسلام و شريعته.
  • والدليل على أن شرع الله  للرجل تعدد الزوجات قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) [النساء:3[
  • وسبب نزول هذة الآية أن رجلاً كان لديه بنت يتيمة يرعاها و يتكفل بها و عندما بلغت و كبرت رغب بالزواج منها و كان يظن بأنها لا تكلفه مهر مثل بقية النساء لأنه أعتقد أن مهرها هو رعايته وكفالته بها فنزلت هذه الآية الكريمة تحث على العدل لليتامى وأن يكون لهم مهر مثل بقية النساء و وفقا لهذه الآية وتفسيرها أن للرجل الحق بأن يتزوج بأكثر من امرأة.  

شروط الزوجة الثانية في الإسلام

  • أن يكون للرجل القدرة البدنية للزواج من المرأة الثانية
    و القدرة المالية للإنفاق علي زوجاته و ابنائه و بيته و سد كل متطلباتهم وتحقيق العدل بينهن.
    أن يستطيع الرجل العدل بينهن في كل شئ و القسمة بينهن في جميع الأمور بالعدل والمساواة دون تفضيل واحدة على أخرى والميل إليها وإعطائها من متاع الدنيا اكثر من الثانية لأن  الرجل إذا قصر في واحدة من زوجاته ولم يرعاها مثل الأخرى و لم يطبق شرط العدل و المساواة بينهن له جزاؤه عند ربه يوم القيامة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(إذا كانَ عندَ الرَّجلِ امرأَتانِ ، فلم يَعدِلْ بينَهُما جاءَ يومَ القيامةِ وشِقُّهُ ساقطٌ).
    أن لا ينكح أكثر من أربع نساء في آن واحد لإن تعدد الزوجات لا تزيد عن أربعة كما حددت الشريعة الإسلامية.
  • أن  لا يكون في عقد الزواج بين الرجل و امرأته الأولي شرط ينص بكل وضوح علي عدم الزواج من أخري، لأن في الإسلام العقد بين الزوج و الزوجة يعتبر هو شريعة المتعاقدين فلا يجوز  أن احداً منهم يخالف شروط العقد لأن في تلك الحالة يعتبر عقد الزواج بينهما لاغياً. 
  • أن لا تكون الزوجات قريبات، حرم الإسلام الرجل من أن يجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، وذلك لما قد يسبب ذلك من قطع لصلة الرحم، والعداوة بين الأقارب، و الكثير من المشاكل واستجابةً لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يُجمعُ بين المرأة وعمَّتها، ولا بين المرأة وخالتها).

ولقراءة موضوع هل الزواج قدر مثل الموت وكيف يكون قدر : هل الزواج قدر مثل الموت وكيف يكون قدر

أسباب الزواج مرة أخرى و تعدد الزوجات 

 هناك أسباب تجعل الرجل أن يتزوج بالزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة وتنقسم هذه الأسباب قسمين :أسباب عامة وأسباب خاصة:

  • فالأسباب العامة مثل:زيادة عدد النساء في المجتمع الذين يحتاجون للزواج مثل العوانس والمطلقات والأرامل.
  • قلة الرجال في المجتمع بسبب الحروب و غيرها.
  • و الأسباب الخاصة مثل:أن زوجته عقيمة فمن أهداف الزواج الإنجاب فإذا كانت المرأة عقيمة فيحق للرجل أن يتزوج بأخرى وإذا كان الرجل عقيماً فمن حق الزوجة أن تطلب الطلاق وتتزوج بأخر.
  • مرض الزوجة وعدم قدرتها على القيام بواجباتها الزوجية
  • أن يكون الرجل لديه دافع جنسي بالزواج بأخرى
  • أن  يسافر الرجل باستمرار للعمل وإقامته في بلد آخر.
  • و لمساعدة امرأة لديها أطفال و تحتاج من يرعاها هي وأطفالها و حل الكثير من المشاكل الإنسانية في المجتمع.

الحكمة من الزوجة الثانية و تعدد الزوجات

  • أباح  الله سبحانه وتعالى للرجل بتعدد الزوجات مع تطبيق الشروط و الأحكام وذلك النفع العائد على الرجل والمرأة ولحكم متعددة منها.
  • حل مشكلة عقم الزوجة ليستطيع الرجل على الإنجاب من زوجة أخرى.
  • مساعدة الزوجة المريضة الغير قادرة على القيام بواجباتها الزوجية و المنزلية ورعاية أبنائها بسبب مرضها.
  • مساعدة الرجل الذي يسافر كثير للخارج في معيشته لأنه لا يستطيع العيش وحده و يحتاج لامرأة في حياته.
  • لعمل الخير ومساعدة الأرامل واليتامى والعوانس والمطلقات
  • زيادة أبناء الأمة الإسلامية و تقويتها.
  • تقوية العلاقات وزيادة المحبة والمودة والرحمة والتعاون بين الناس.

ولا يفوتكم قراءة أدعية لتعجيل الزواج في أسبوع للمسلم والمسلمة : أدعية لتعجيل الزواج في أسبوع للمسلم والمسلمة

مسألة الزوجة الثانية و تعدد الزوجات في الإسلام

كما ذكرنا من قبل للرجل الحق في الزواج بالزوجة الثانية و الثالثة و الرابعة كما في آيات الله الكريمة ولكن بشروط وأحكام معينة ومن لا يستطيع تطبيق هذه الشروط فواحدة تكفي.

ومن تزوج بالزوجة الثانية ولم يعدل بين زوجاته يأتي يوم القيامة وشقه ساقط، لذلك يجب على الرجل قبل أن يتزوج بالزوجة الثانية يسأل نفسه هل يستطيع على تطبيق هذه الشروط أم لا.

كما أن وجدنا الكثير من الفوائد من مسألة تعدد الزوجات للرجل وللمرأة ولم تكن هذه المسألة تظلم و ضد حقوقها وأن هذه المسألة تنحاز للرجل ولحقوقه أكثر من المرأة كما زعم بعض الجهلاء بأحكام الشريعة الإسلامية ونتمنى أن نكون افدناكم بمقالنا هذا و صححنا المفهوم الخاطئ عن الزوجة الثانية وتعدد الزوجات.

قد يعجبك أيضًا