تعريف الأدب المقارن

قام علماء الأدب بتصنيف الأدب المقارن تحت بند الحداثة، وذلك لأن الأدب المقارن بدأ في الظهور وإثبات ذاته ومكانه وسط الأدب العربي في بدايات القرن التاسع عشر فقط حيث اصبح الأدب عبارة عن عالم صغير يرتبط مع بعضه البعض وأصبح علماء النقدـ فما هو تعريف الأدب المقارن.

مصطلح الأدب المقارن

اختلف علماء الأدب على مصطلح الأدب المقارن وذلك لأن معناه في الأصل ضعيف، لذلك حصل اسم الأدب المقارن على العديد من الانتقادات من قبل باحثي اللغة والأدب.

ولكنهم لم يجدوا مصطلحا أفضل منه يكون ملائماً أكثر لهذا العلم الجديد من الأدب فاستسلموا واقروا بهذا المصطلح.

ثم مع الوقت أصبح لهذا المصطلح تشعبات ومسميات كثيرة مثل “تاريخ الأدب المقارن، التاريخ الأدبي المقارن، تاريخ المقارنة” كما قام الأديب ماريوس فرانسوا كويار بتسمية هذا القسم الجديد من الأدب بمصطلح آخر حيث أطلق عليه “تاريخ العلاقات الأدبية الدولية”.

ولقد قام علماء الأدب بالرد على التساؤلات حول كلمة “تاريخ” التي تتواجد في الكثير من المصطلحات المتعددة للأدب المقارن.

مثل سؤال “لماذا اتفق جميع علماء ونقاد الأدب على كلمة تاريخ فقط واختلفوا على باقي المصطلحات؟” وكانت الإجابة كالتالي: لأن علم الأدب المقارن ما هو إلا سرد لتاريخ الأدب وعلاقة ترابطه على المستوي الأدبي العالمي.

تعريف الأدب المقارن

عند دراسة تعريف الأدب المقارن للأدب المقارن عدة تعريفات والجدير بالذكر أن لا أحد من تلك التعريفات يتشابه مع التعريف الآخر وذلك لأن كل مدرسة أدبية أصدرت تعريفاً خاصاً لها عن الأدب المقارن لذا سوف نسرد لكم في هذا المقال أهم وأشهرها كالتالي:

  • الأدب المقارن ما هو إلا علم خاص بدراسة علاقات روحية على المستوي الدولي.
  • الأدب المقارن هو علم يقوم بدراسة جميع الظواهر الأدبية التي قامت بتخطي اختلاف اللغة والجغرافيا لتتوافق مع بعضها البعض.
  • الأدب المقارن هو علم مخصص فقط لجمع كل الأدب الموجود على مستوي العالم أجمع ليقارن بينهم.
  • الأدب المقارن هو عبارة عن علم يستطيع التنقل بين جميع أداب العالم بغض النظر عن اختلاف لغة هذا الأدب وثقافة كاتبيه وعلماءه.
  • يقوم الأدب المقارن بوصل جميع الحضارات وثقافتها المختلفة وذلك عن طريق صلة الربط بين بلدة ما وأخري وذلك من خلال التقائهم وتوافقهم في عدة أشياء واختلافهم في عدة أشياء أخري.
  • كان ظهور الأدب المقارن أحد أهم أسباب انتشار الترجمة وكثرة تعلم الكتاب والعلماء لأكثر من لغة، كما أن لها فضل كبير في استمرار وانتشار الأدب المقارن.
  • لذا يعتقد العلماء أن هناك صلة قوية بين الترجمة والأدب المقارن فلولا الأدب المقارن لما انتشرت الترجمة ولولا الترجمة لما وصل علم الأدب المقارن لهذه المكانة واستمر كل هذا الوقت

نشأة الأدب المقارن

تم إنشاء هذا العلم من الأدب لأول مرة في دولة فرنسا وذلك في عام 1827 القرن الماضي حيث الأدباء علماء الأدب الفرنسيين بالاهتمام بدراسة الآداب الموجودة في البلدان المختلفة ومقارنتها مع الأدب الفرنسي وذلك بعد أن احتذوا بعالم الأدب الفرنسي أبيل فيلمان الذي يعد هو المنشئ الأول لهذا العلم.

وهو أول من قام بتسميته بالأدب المقارن دون أن يعلم أن العالم أجمع سوف يتبعه ويدرس الأدب المقارن أما في بلدان أوروبا فقد اختلف علماء الأدب على نشأة الأدب المقارن لأول مرة بهذه البلدان لذا قاموا بوضع عدة أسباب من الممكن أن تكون هي الصحيحة لنشأة الادب المقارن في أوروبا مثل:

  • أصبحت آفاق علماء الأدب والأدباء الأوروبيين أكثر نضجاً وتوسعا عن ذي قبل.
  • أصبحت المدرسة الرومانسية ترى الأدب بمنظور أعمق حيث وجدد أن علم الأدب لا يقتصر على حدود دولة بعينها بل هو متواصل ومتشابك مع أدب البلدان الأخرى.

مجالات الأدب المقارن

يوجد لعلم الأدب المقارن مميزات تخصه وحده كأي علم خاص بالأدب أو علم اللغة ومن ضمن هذه المميزات العديدة الآتي:_

  • يجب على من يدرس هذا العلم أو من يكون عالم بهذا العلم أن يقوم على الأقل بمقارنة أدبين مختلفين خاصين ببلدتين ولغتين مختلفتين.
  • يعمل هذا العلم على إظهار المؤثرات التي مر بها الكاتب سواء كانت هذه المؤثرات من الأدب المحلي بدولته أو من الأدب العالمي.
  • يقوم الأدب المقارن بدراسة اختلاف تاريخ كتابة أدبين ما واختلاف لفتهما وما يمر به الكاتب من ظروف وما يتواجد بهاذين الأدبين من شكل وموضوع.
  • يجب علي من يدرس الأدب أن يعلم أن هذا العلم من الأدب يقوم بمقارنة أدبين مختلفين بشرط أن تتواجد بينهما صلة ما حيث لا يقوم بمقارنة الآداب المختلفة التي لا تكون بينهما صلة تربط بينهما سواء كانت هذه الصلة تاريخ البلدتين أو ثقافتهما.

مدارس الأدب المقارن

أصبحت هناك عدة مدارس في أوروبا تقوم بتدريس الأدب المقارن فقط، ولكن هذه المدارس اختلفت فيما بينها في طريقة تدريس علم الأدب المقارن وفي مفهومها عن الأدب المقارن نفسه.

حيث قامت كل مدرسة من هذه المدارس بوضع مبدأ مخصص لها لعلم الادب المقارن وتدريسه، ولأن هناك العديد من تلك المدارس سوف نقوم بعرض بعض منها مثل:_

1. المدرسة الفرنسية

وترى هذه المدرسة أن علم الأدب المقارن قائم فقط على مقارنة الآداب التي يكون بين دولهم صلة تاريخية سواء كانت هذه الصلة التاريخية عبارة عن زمن هذا التاريخ أو مكانه.

2. المدرسة الأمريكية

بنيت هذه المدرسة على مبدأ أن الأدب المقارن ما هو إلا النظر فيما يخبرنا به الأدب عن القيم والمفاهيم الإنسانية والمقارنة بينها، كما يجب أن تكون تلك الآداب التي يقوم الأدب المقران بدراستها أن تكون خالية من أية عنصرية ومن السياسة.

3. المدرسة الروسية

تعتقد المدرسة الروسية وطلابها أن الأدب المقارن إلا فلسفة الآداب من خلال ثقافة مجتمعها.

العراقيل التي واجهت الأدب المقارن

ولكن يجب أن نعلم أن الأدب المقارن لم يكن طريقه ليكون علما قائماً ومنفردا بذاته وسط علوم الأدب سهلة بل، بل مر بعراقيل ومشكل كثيرة ومن ضمن تلك العراقيل هي:_

  • واجه الأدب المقارن صعوبة في شق طريقه ببعض البلدان الاوروبية مثل دولة المملكة المتحدة البريطانية وألمانيا والاتحاد السوفيتي واستمر في ذلك حتي ستينيات القرن الماضي حيث أنه بدأ يزدهر ويتطور.
  • تعريف الأدب المقارن استطاع أن يجذب نظر علماء الأدب الأوروبي إليه في هذه الفترة، أما في أمريكا فقد وصل الأدب المقارن في أوج ازدهاره مع أن الأدب المقارن وصل إلى مسامع علماء الأدب في أمريكا بعد فترة كبيرة من نشأته.
  • كما واجه الأدب المقارن الكثير من المشاكل في بداية ظهوره بدولة إيطاليا بسبب نزعة الأدباء الايطاليون الشرسة التي تختص بقوميتهم وحبهم لها وذلك حتى عام 1861.
  • أصبح هناك علوم أخرى متشعبة من الأدب خاصة بدراسة ومقارنة أدب البلدان المختلفة مع بعضه البعض مثل علوم “التشريع المقارن، علم اللغة المقارن”.
  • كان علماء الأدب الأوربيون يبحثون بشكل متواصل عن تسمية ما يفعلونه من مقارنة الآداب لتشعيبه كعلم خاص يقع تحت بحر علم الأدب الواسع.
قد يعجبك أيضًا