حوار بين شخصين عن الصلاة

حوار بين شخصين عن الصلاة، ذلك الركن من الدين الذي أهمله كثيراً من المسلمين، وأصبح لا يبالي به أغلبهم إلا من رحم ربي، وإذا ذكر أحدهم بفريضة الصلاة، ذهب فريق ليجد لنفسه ألف عذر،  وطالما نيته صافية فليس هناك مشكلة فإن (الله غفوراً رحيم)، وفريق آخر اعترف بتقصيره وسأل الهداية لنفسه ولم يعلم ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، وعن الفريق الثالث فذلك أظلمُ وأطغى، فهو تارك للصلاة ومجاهر بمعصيته، بدل نعمة الله كفراً، نسأل الله له الهداية.

وكما يحتاج الجسد للغذاء من أجل العيش والحياة، فالروح أشد حاجة، وغذاء الروح هو الصلاة ، فهي قوام الروح، وبها تسمو وترتفع، وهي صلتها مع خالقها سبحانه وتعالى، ومتي حافظ الإنسان على صلاته استقامت حياته، وهانت عليه الدنيا بما فيها، ولذلك كان النبي صل الله عليه وسلم إذا حزبه أمراً فزع لصلاة.

حوار بين شخصين عن الصلاة وأسباب التهاون في أدائها

إذا كنت ترى نفسك تصلي في المنام فإليك

تفسير رؤية الصلاة داخل المسجد في المنام

وأيضاً تفسير عدم القدرة على إتمام الصلاة في المنام

حوار بين شخصين عن الصلاة

في أسلوب حواري دار بين طالبين، نعرض لكم بعض الكلمات عن فضل الصلاة، ونتناول بعض الحجج لمن ترك الصلاة وتكاسل على أدائها.

دار الحوار عن الصلاة بين شخصين هما طالبين في المرحلة الجامعية، واختارنا أن تكون أسمائهم عمر ويوسف، يحاور عمر يوسف بعد تفويته لصلاة الظهر، ويحاول حثه على المحافظة على الصلاة:

عمر: هيا بنا يا يوسف إلى المسجد فقد حانت صلاة الظهر.

يوسف: أذهب أنت يا عمر وأنا سأوفيك بعد قليل.

عمر: اين كنت يا يوسف فقد فوت صلاة الظهر في جماعة؟

يوسف: كان لدي بعض المحاضرات لأراجعها.

عمر: يا صديقي لا خيرٌ في عمل يلهي عن الصلاة.

يوسف: ولكن يا عمر أنا أعبد الله بطلب العمل، اليس طلب العلم عبادة، وأنا أفعل من الخير الكثير، فإن قصرت في صلاتي فلن يكون عقابي شديد؟

عمر: يا يوسف يجب أن تعبد الله كما أمرك هو، وليس كما تميل إليه نفسك وتختار، فذلك إبليس كان من أشد العابدين لله ولكن لم يمتثل لأمره سبحانه حين أمره بالسجود لآدم عليه السلام، ورغم عبادته فلم تغني عنه من عذاب الله شيئاً حين عصى أمر الله، وكذلك من يترك الصلاة بحجة طلب العمل، أو السعي على الرزق، فليس ذلك عذر مقبول ينجيه من عذاب الله، فهو يختار أن يعبد الله كما تهوى نفسه وليس كما أمره سبحانه.

يوسف: ولكني أعرف من المسلمين من يصلون ورغم ذلك يرتكبون المعاصي.

عمر: هؤلاء يؤدون حركات الصلاة بجسدهم فقط وقلوبهم أبعد ما تكون عن الصلاة، فلو خشعت قلوبهم في صلاتهم، لكانت صلاتهم مانعًا لهم من فعل وارتكاب المعاصي، فقد قال سبحانه (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ )[العنكبوت: 45].

يوسف: أتعرف يا عمر، أحياناً أترك الصلاة لارتكاب معصية، وأقول لنفسي كيف لك أن تصلي وأنت ترتكبُ المعاصي.

عمر: يا صديقي لا أحد معصوم من الخطأ سوي الأنبياء، وليس الشخص الذي يحافظ على صلاته معصوم من الوقوع في الزلل والخطأ، ولكن الصلاة تمحو الخطايا، وتكفر الذنوب، استمع لقول النبي صل الله عليه وسلم (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا)؛ متفق عليه.

وعن عثمانَ بنِ عفان قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: (ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ) رواه مسلم.

يوسف: احياناً اترك الصلاة تكاسلاً، فكيف أُجاهد نفسي؟

عمر: تذكر دائماً أن التكاسل عن الصلاة من صفات المنافقين، فقد قال تعالى في وصفهم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].

وأنت يا يوسف لا تريد أن تكون منهم، فقد توعدهم سبحانه بقوله (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)[النساء: 145]، فهم في الدرك الأسفل من النار رغم صلاتهم، فما بالك بمن لا يصلي؟!.

يوسف: إلا يوجد هناك عذر لترك الصلاة والنجاة من عذاب الله على تركها يوم القيامة؟

عمر: أتعلم يا يوسف أن الصلاة لا تسقط عن العبد لا في حالة المرض ولا في حالة السفر!، وإليك ما هو أعظم، فريضة الصلاة لا تسقط عن المسلم وهو في الجهاد في سبيل الله.

الحالة الوحيدة التي تسقط الصلاة عن المسلم هي فقدان العقل، أما غيرُ ذلك فلا يوجد أية عذر لتركها، فما أشد حسرة من مات وهو تاركاً للصلاة.

يوسف: أعذنا الله من تلك الخاتمة، أُشهد الله أن أحفظ على صلاتي متي حييت، وأساله أن يعينني على طاعته وحسن عبادته.

عمر: جزاك الله خيراً يا يوسف وثبتك على طاعته، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

إذا كنت طالب في إحدي مراحل التعليم فسوف تكون مهتم بمعرفة:

موضوع تعبير عن الصلاة عماد الدين مع العناصر الأساسية

كيفية كتابة هل تعلم إذاعة مدرسية عن الصلاة

حوار بين شخصين عن الصلاة وأسباب التهاون في أدائها

الصلاة عماداً للدين، والحصن المنيع الذي يقيك مصاعب الحياة، ويساعدك على حلها قال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]، وبعد كل ما ذكرناه من إجابات لرد على من ترك وفرط في الصلاة (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).

قدمنا لكم حوار بين شخصين عن الصلاة، تناولنا فيها أسباب التفريط والتهاون في أدائها، وفي الختام ندعو الله أن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة في الأخرة والثبات على طاعته في الدنيا.

قد ترغب في الاطلاع على:

حوار بين شخصين عن الصدق

حوار بين شخصين عن الأخلاق

قد يعجبك أيضًا