حوار بين شخصين عن الاحترام وأثره على المجتمع قصير ومميز

حوار بين شخصين عن الاحترام هو عنوان مقالنا اليوم وكما يقولون الخطاب يظهر من عنوانه، فقد تبين لكم أن هذا المقال يدور حول قيمة الاحترام، تلك القيمة الغالية التي أصبحنا نفتقدها في مجتمعاتنا هذه الأيام.

وأقول دون مغالاة إن آفة مجتمعاتنا اليوم ضياع قيمة الاحترام بين أفراده، وصدق  ابن القيم  عندما قال (وأدب المرء عنوانُ سعادته وفلاحه، وقلةُ أدبه عنوانُ شقاوته وبَواره، فما استجلب خيرُ الدنيا والآخرة بمثل الأدب ولا استجلب حرمانُها بمثل قلة الأدب).

حوار بين شخصين عن الاحترام:

في منزل حسام رن جرس الهاتف، فرد حسام على الهاتف فإذا بأحد زملاء والده يسأل عنه، فكان رد حسام أن والده غير موجود ثم أغلق الهاتف دون استئذان المتكلم أو تحيته، كانت الأم تشاهد الموقف، ثم دار بينها وبين حسام حوار عن الاحترام..

  • الأم: من كان على الهاتف يا حسام.
  • حسام: إنه أحد زملاء أبي يسأل عنه وقد أخبرته بأنه غير موجود.
  • الأم: هل ألقيت التحية على المتصل عند رفع سماعة الهاتف؟
  • حسام: لا، لم أفعل.
  • الأم: وهل إستأذنت وألقيت السلام قبل إغلاق سماعة الهاتف؟
  • حسام: لا يا أمي فقط أخبرته بأن أبي ليس موجود.
  • الأم: يا بني هذا سوء أدب وعدم احترام منك للكبير.
  • حسام: لم يا أمي أنا لم أفعل شيء!
  • الأم: كان عليك تحيته في بداية المكالمة والسؤال عن أحواله، ثم إجابته عن سؤاله، وبعدها تستأذنه في إغلاق الهاتف.
  • حسام: أسف يا أمي لم أدرك ذلك الأمر.
  • الأم: يجب عليك يا بُني إظهار الاحترام والاهتمام للأخرين وبخاصة لمن هم أكبر منك في العمر، فالإسلام يا بني أمرنا باحترام الناس والتلطف معهم في الحديث قال تعالى في كتابه  {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، وقال صل الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحمْ صغيرنا ويعرفْ حق كبيرنا).
  • الأم: الاحترام يا حسام هو أن تتعمد إظهار التقدير للأشخاص الأخرين، واستخدام ما يمكن من وسائل متاحة للإظهار ذلك.
  • حسام: أعتذر لك يا أمي لسوء تصرفي وأعدك باحترام من هم أكبر مني، وأن أكون حريصاً  على التعامل باحترام وتقدير مع جميع الناس.
  • الأم: بارك الله فيك يا بني، وأسأله سبحانه أن يرزقك بحسن الخلق.

قد تكون مهتم بالاطلاع علي تلك المواضيع:

أهمية الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة:

بعد أن قدمنا حوار بين شخصين عن الاحترام دعونا نتحدث عن أهمية الإحترام فإذا أردنا تخريج جيل يقدر قيمة الاحترام ويعرف كيف يتعامل مع الأخرين بتأدب مع إعطاء كل ذي قدراً قدره، فلابد أن تكون الأسرة هي وجهتنا الأولى والعامل الأساسي في زرع مكارم الأخلاق في العموم والاحترام بالخصوص، فإذا توافرت صفة الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، بين الزوج والزوجة، وبين الأب وأبناءه، فلن يكون مستغرب وجود الاحترام في تعاملات أبناء تلك الأسرة مع غيرهم من أفراد المجتمع.

لقد فطر الله سبحانه وتعالى الانسان على حب الكرامة والاحترام فقال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، فإذا كانت الكرامة والاحترام هما منهج الأسرة في التعامل مع بعضها، فسينشأ الطفل على احترام أفراد أسرته، ويصبح بعد ذلك الاحترام هي صفة ملازمة للطفل في تعاملاته كلها، أما إذا نشأ الطفل بين أفراد أُسرة لا يحترمون بعضهم، فلن تكون النتيجة التي ستحصدها الأسرة والمجتمع سوى انعكاس لما نشأ وتربي عليه.

حوار بين شخصين عن الاحترام وأثره على المجتمع

قد ترغب في الاطلاع على موضوع تعبير عن الأسرة السعيدة مع العناصر الأساسية

مواقف من خلق الاحترام في حياة رسول الله:

قال تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب)، ومن أعلى درجات الاقتداء بالنبي صل الله عليه وسلم، هو التحلي بخلقه الذي شهد له به الخالق سبحانه وتعالي فقال في كتابه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ونجد في سنة رسول الله من المواقف الدالة على الاحترام والتوقير وحسن التبجيل للأخرين ما لا يسع مقال واحد لحصره لذا نعرض لكم بعض المشاهد من خلق الاحترام في حياة النبي.

  • النبي واحترام الملوك:

كان النبي صل الله عليه وسلم يخاطب الملوك بقدرهم، فعندما راسل صل الله عليه وسلم قيصر الروم خاطبه بقوله (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم)، وفي رسالته لكسرى فارس خطابه بقوله (من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس)، وفي رسالته لمصر كان الخطاب (من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط).

  • النبي واحترام الخدم:

من مكارم أخلاقه صل الله عليه وسلم أنه كان يحترم الخدم، ويحسن معاملتهم:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه -قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذ أبوطلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أنسًا غلام كيس فليخدمك قال. فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته، لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه، لم لم تصنع هذا هكذا) مسلم.

  • تلقيب الناس بأحب الأسماء:

عن حنظلة بن حذيم رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ُأن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كُناه) رواه الطبراني.

  • إظهار الاحترام لمن يتحدث معه:

أمر الله سبحانه رسوله بالتلطف مع المؤمنين والتواضع لهم فقال تعالى (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ).

وعن أنس رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح – أو صافحه – الرجل لا ينزع يده، وإن استقبله بوجه لا يصرفه عنه، حتى يكون الرجل ينصرف عنه، ولا يرى مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له ) رواه الترمذي.

  • إنزال الناس منازلهم وقدرهم:

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال: (يا جرير لأي شيء جئت؟ قال: جئت لأُسلم على يديك يا رسول الله، قال: فألقى إليَّ كساءه ثم أقبل على أصحابه وقال: إذا جاءكم كريم ُ قوم فأكرموه وقال وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في ٍوجهي) رواه ابن ماجه.

وللمزيد من السيرة العطره للحبيب المصطفي يمكن الاطلاع على:

بحث عن حياة الرسول وأيضأً  بحث عن غزوات الرسول

أنواع الاحترام في المجتمع:

  • احترام الوالدين:

احترام الوالدين ليس من الأمور التي تتفضل بها عليهم بل أمر إلهي، بين فيه سبحانه وجوب إظهار الاحترام للوالدين وإكرامهما وحسن معاملتهما، قال تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء.

وكذلك من الاحترام للوالدين قضاء حاجتهما، وتقبيل يديهما، والتبسط معهما في المعاملة والحديث، ولك في رسول الله أسوة وقدوة، عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال. (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لحما ً بالجعْرانَة وأنا غلام شاب فأقبلت امرأة فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فقعدت عليه فقلت: من هذه؟ قالوا: أمُّه ُ التي أرضعتُه) رواه أبو داود والحاكم.

  • احترام النساء وحسن عشرتهن:

يكفيك في قولاً في احترام النساء القرآن وسنة المصطفى، قال تعالى (وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (…. وخياركم خياركم لنسائهم) (رواه الترمذي).

  • احترام أهل العلم:

من الأمور التي قد يتساهل فيها الكثير من الناس هي عدم إظهار الاحترام والتوقير لأهل العلم، بينما سبحانه وتعالى يقول (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

  • احترام المعلم:

من الأمور المحزنة والتي أصبح يتفاخر بها الطلاب والتلاميذهذه الأيام، هو التبجح والتطاول على معلمه، وربما هي السبب الرئيسي في تدهور التعليم في مجتمعاتنا،  قديماً  كانت لنا كلمة مسموعة بين الأمم، عندما كان شعارنا  قم للمعلم وفه التبجيل * كاد المعلم أن يكون رسول.

  • احترام من قدم إليك مساعدة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من لم يشكر الناس لم يشكر الله عزوجل) (أبوداود والترمذي وأحمد في المسند)، من المواقف التي يجب على الأنسان إظهار الاحترام هي عندما يقدم لك شخصاً ما خدمة أو مساعده، فيجب إظهار الامتنان والاحترام لذلك الشخص، ويكفيك في ذلك الدعاء له بقولك جزاك الله خيراً.

  • احترام كبار السن وإجلالهم:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما أكرم شاب ٌ شيخًا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) رواه الترمذي.

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحمْ صغيرنا ويعرفْ شرفَ كبيرنا) رواه الترمذي وعند أبي داود (حق كبيرنا).

  • احترام الجار:

عن ابن عمر وعائشة – رضي الله عنهم – قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه) البخاري ومسلم.

علامات إظهار الاحترام في الثقافات المختلفة

بعد الحديث عن الاحترام في الدين الإسلامي، تعالوا لنتعرف على بعض طرق ووسائل إظهار الاحترام بين الشعوب والثقافات المختلفة:

  • في الصين تعتبر من الإهانة وعدم الاحترام مناداة شخص لم تعرفة لفترة طويلة، باسمه مجرد من اللقب، فتجد حتى بين الأصدقاء ينادون بعضهم باستخدام لقب (كبير) أو (صغير) حتى وإن كان الفرق بينهم بضعة أشهر، وعندما يسألك شخص صيني عن عمرك فإنما بهدف اللقب المناسب الذي سيناديك به.
  • في الثقافة اليابانية يعتبر من عدم الاحترام استخدام كلمات التبجيل مع الأشخاص ذوي المكانة الاجتماعية المرتفعة.
  • وايضاً تجد في اليابان عند التحية يجب على الشخص الأقل مكانة الانحاء بمستوى أقل من إنحناء الشخص الأعلى مكانة، وأيضاً تجد في الثقافة اليابانية انه من عدم الاحترام إشارة شخص لأخر مباشرةً.
  • في الثقافة الهندية يجب على الشخص الأصغر الانحناء ولمس قد الشخص الأكبر عمراً عند ملاقاته لإظهار الاحترام.

حوار بين شخصين عن الاحترام وأثره على المجتمع
قد قدمنا لكم حوار بين شخصين عن الاحترام، وسلطنا الضوء على بعض صور الاحترام بين أفراد المجتمع، والتي إذا طبقت بيننا لتغير حال المجتمع للأفضل، ولأصبحنا في مقدمة الأمم.

قد يعجبك أيضًا