هل أسلم أبو طالب عم النبي قبل وفاته

هل أسلم أبو طالب عم النبي قبل وفاته؟ وهل هناك أدلة تؤكد على الديانة التي مات عليها؟، هذه أسئلة يرغب الكثير في معرفة إجابة مؤكدة لها، فمن المعروف عن أبو طالب أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحبه كثيرًا، وحزن عليه كثيرًا بعد وفاته، ولذلك يبحث الكثير عن الديانة التي مات عليها، وهو ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي عبر موقع زيادة.

أبو طالب عم الرسول

هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي، وكان عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كما أنه كان والد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين.

ولد أبو طالب في مكة المكرمة في عام 540م، أي قبل 35 عام من ولادة النبي، وكانت زوجته هي فاطمة بنت أسد، ورُزق منها بثمانية أبناء وهم عقيل، وطالب، وعلي، وجعفر، وجمانة، وأم هاني، وأسماء، وريطة.

بعد وفاة عبد الله والد النبي أوصى أبو طالب على ابنه النبي محمد، وبالفعل كفله أبو طالب وقام بتربيته تربية حسنة، حيث كان هو الأخ الشقيق الوحيد لعبد الله والتزم معه بما عاهده عليه.

توفي أبو طالب قبل 3 سنوات من الهجرة بعد معاناة شديدة مع المرض، وحزن عليه النبي محمد عليه الصلاة والسلام حزنًا شديدًا، حتى أُطلق على العام الذي توفي فيه عام الحزن.

اقرأ أيضًا: معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

هل أسلم أبو طالب عم النبي قبل وفاته

بالرغم من المنزلة الكبيرة التي كان يكنها أبو طالب في قلبه تجاه النبي، ورعايته له وكفالته منذ صغره، ثم دفاعه عنه وعن رسالة النبوة والوقوف أمام قريش لصد أذاهم عن النبي، إلا أنه مات كافرًا، حيث لم يدخل الإسلام ولم يقم بنطق الشهادة قبل وفاته، وذلك بالرغم من ما قام به النبي عليه الصلاة والسلام من محاولات معه لينطق الشهادة، إلا أنه أبى أن ينطق بها ومات على ملته.

أدلة على عدم إسلام أبو طالب من القرآن والسنة

هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد على عدم دخول أبو طالب الإسلام قبل وفاته، ومنها ما رواه البخاري وأحمد ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ” لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة”، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك”.

حزن النبي عليه الصلاة والسلام حزن شديد بعد وفاة عمه أبو طالب لعدم نطقه الشهادة، فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة:” إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين”، كما نزلت أيضًا الآية الكريمة: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم}.

اقرأ أيضًا: تاريخ مولد النبي محمد صلى الله وعليه وسلم ووفاته

مساعدة أبو طالب للنبي

أحب أبو طالب النبي حبًا شديدًا يفوق حبه لأولاده، فكان يحرص دائمًا على حمايته والدفاع عنه، وبعد نزول النبوة عليه وبدأ بالجهر بالدعوة ظل بجانبه ولم يتخل عنه أبدًا، بل كان بمثابة خط الدفاع الأول له، حيث كان يصد أي أذى قادم إليه، وهو عكس ما قام به عمه أبو لهب، والذي كان معاديًا له أشد العداء وكان يقف أمامه في نشر الدعوة.

من أشهر المواقف التي ساند فيها أبو طالب النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت حين اشتد أذى قريش عليه، وذلك بعد ما شعر أهل قريش بزيادة قوة النبي وموقفه، وأن وقوف أبو طالب بجانبه يساعد في ذلك بشكل أكبر، فذهب أهل قريش إلى أبو طالب، وعرضوا عليه عمارة بن الوليد، قائلين له أنه من أقوى شباب قريش وأكثرهم جمالًا، وطلبوا منه أن يأخذه له مقابل أن يسلم لهم النبي عليه الصلاة والسلام ليقتلوه لأنه مخالف لدينهم ودين آبائهم.

كان رد أبو طالب عليهم بأنه رفض تلك المساومة تمامًا، وقال لهم “تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟”، فقام المطعم بن عدي بن نوفل بالرد عليه قائلًا أن قوم قريش أنصفوه وأنهم لم يريدوا أن يتخلصوا منه بالرغم من مساندته للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أما أبو طالب كان رده أنه لم ينصفوه أبدًا وإنما اجتمعوا على أن يخذلوه.

اقرأ أيضًا: قصة محمد صلى الله عليه وسلم

مواقف لا تنسى لأبو طالب اتجاه النبي

وجه أشراف مكة التهديد إلى أبو طالب بأنه أمام خيارين فإما أن يبتعد عن النبي ويسلمه لهم ليقتلوه، أو يستعد للدخول في الحرب معهم، وتوعدوا أنهم لن يتركوا ابن أخيه على هذا الحال، فشعر أبو طالب بالقلق على النبي، فأرسل له أن قوم قريش أتوا إليه وروى له ما دار بينهم، ونصحه بأن يبقى واعيًا على نفسه حتى لا يحمله ما لا يطيق.

اعتصم أيضًا أبو طالب في شِعب مع النبي والصحابة لمدة 3 أعوام، كانوا خلالها لا يأكلون سوى أوراق الشجر، ثم قام بحيرا بإخبارهم أن التوراة ذُكر فيها أن النبي محمد سيُقتل على يد اليهود، فما كان من أبو طالب إلا أن يضحي بأولاده للحفاظ عليه، حيث كان يجعل النبي ينام بين أولاده حتى لا يقترب منه اليهود ليقتلوه.

بهذا ينتهي مقالنا حول الإجابة عن سؤال هل أسلم أبو طالب عم الرسول قبل وفاته أم لا، والذي تبين لنا من خلاله أنه لم ينطق بالشهادة قبل وفاته بالرغم من المحاولات التي بذلها النبي معه لينطق بها.

قد يعجبك أيضًا