معلقة عنترة بن شداد

هل غادر الشعراء من متردم تُعد هذه القصيدة واحدة من أشهر القصائد التي قام بكتابتها الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد في القرن السادس الميلادي، دعونا نتعرف سوياً من خلال هذا المقال على نص قصيدة هل غادر الشعراء من متردم وسبب كتابتها عبر موقع زيادة

نبذة عن عنترة بن شداد

هو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي ولد عام 525م وتوفى عام 608م،  وهو أحد شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية وقد عرف بشعره الجميل وغزله العفيف لابنة عمه عبلة وقد تلقب بالفلحاء نسبة لتشقق شفتيه.

نشأ في منطقة نجد وقد ورث من أمه الحبشية التي تدعى زبيبة سواد بشرته، وكان يعرف بين العرب بأخلافه العالية بالإضافة إلى أنه كان يتصف بالحلم والتريث على الرغم من قوته وشدة بطشه في الحروب، كان عنترة عبداً نظراً لأن العرب في ذلك الوقت كانوا لا يعترفون بأبناء الإماء في النسب.

امتازت أشعار عنترة بن شداد بالرقة والعذوبية فمعظم قصائده لا تخلو من ذكر عبلة محبوبته وابنة عمه، التي تناقلت القبائل العديد من الأخبار عن قصة الحب الطويلة التي نشأت بينهما.

تعلم عنترة الفروسية في سن مبكر حتى أصبح من أشهر فرسان العرب، وقد ظهرت فروسيته بوضوح في حرب داحس والغبراء التي أبلى بها بلاء حسن حتى أصبح الجميع يخشون قوته وشجاعته.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول عنترة بن شداد نوصي بقراءة هذا المقال: بحث عن عنترة بن شداد ومعلومات عنه ومن هو ؟

نبذة عن معلقة هل غادر الشعراء من متردم

قام عنترة بن شداد بتنظيم هذه القصيدة بعد أن سبه رجل هو وأخوه وأمه وعايره بسواد بشرته وأنه غير بارع في إلقاء الشعر، فقام بإنشاء قصيدته على نفس نهج قصائده فقد بدأ بوصف الفراق ثم ذكر محبوبته عبلة، ثم استرسل في وصف شجاعته وفروسيته وقدرته على هزيمة أعدائه.

معلقة هل غادر الشعراء من متردم

تشتمل المعلقة على 79 بيتًا جاء نصها على النحو التالي:

1- الجزء الأول من المعلقة

هل غادر الشعراء من متردم

أم هل عرفت الدار بعد توهم

يا دار عبلة بالجواء تكلمي

وعمي صباحاً دار عبلة وإسلمي

فوقفت فيها ناقتي وكأنها

فدن لأقضي حاجة المتلوم

وتحل عبلة بالجواء وأهلنا

بالحزن فالصمان فالمتثلم

حييت من طلل تقادم عهده

أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

حلت بأرض الزائرين فأصبحت

عسراً على طلابك ابنة مخرم

عُلقتها عرضاً وأقتل قومها

زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم

ولقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحب المكرم

كيف المزار وقد تربع أهلها

بعنيزتين وأهلنا بالغيلم

إن كنت أزمعت الفراق فإنما

زمت ركابكم بليل مظلم

ما راعني إلا حمولة أهلها

وسط الديار تسف حب الخمخم

فيها اثنتان وأربعون حلوبة

سوداً كخافية الغراب الأسخم

إذ تستبيك بذي غروب واضح

عذب مقبله لذيذ المطعم

وكأن فارة تاجر بقسيمة

سبقت عوارضها إليك من الفم

أو روضة أنفاً تضمن نبتها

غيث قليل الدمن ليس بمعلم

جادت عليه كل بكر حرة

فتركن كل قرارة كالدرهم

سحاً وتسكاباً فكل عشية

يجري عليها الماء لم يتصرم

وخلا الذباب بها فليس ببارح

غرداً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه

قدح المكب على الزناد الأجذم

تمسي وتصبح فوق ظهر حشية

وأبيت فوق سراة أدهم ملجم

وحشيتي سرج على عبل الشوى

نهد مراكله نبيل المحزم

هل تبلغني دارها شدنية

لعنت بمحروم الشراب مصرم

خطارة غب السرى زيافة

تطس الإكام بوخذ خف ميثم

وكأنما تطس الإكام عشية

بقريب بين المنسمين مصلم

تأوى له قلص النعام كما أوت

حِزق يمانية لأعجم طِمطِمِ

يتبعن قُلة رأسه وكأنه

حِدق على نعشٍ لهن مُخيمِ

صعلٍ يعود بذي العُشيرة بيضه

كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم

شربت بماء الدحرضين فأصبحت

زوراء تنفر عن حياض الديلم

وكأنما تنأى بجانب دفها

وحشى من هزج العشي مؤوم

هرٍ جنيب كلما عطفت له

غضبي اتقاها باليدين والفم

2- الجزء الثاني من المعلقة

بركت على جنب الرداع كأنما

بركت على قصب أجش مهضم

وكأن ربا أو كحيلاً معقداً

حش الوقود به جوانب قمقم

ينباع من ذفري غضوب جسرة

زيافة مثل الفنيق المكدم

إن تغدفي دوني القناع فإنني

طب بأخذ الفارس المستلئم

أثنى علي بما علمت فإنني

سمح مخالقتي إذا لم أُظلم

وإذا ظُلمت فإن ظُلمي باسل

مر مذاقته كطعم العلقم

ولقد شربت من المدامة بعد ما

ركد الهواجر بالمشوف المعلم

بزجاجة صفراء ذات أسرة

قُرنت بأزهر في الشمال مفدم

فإذا شربت فإني مستهلك

مالي وعرضي وافر لم يكلم

وإذا صحوت فما أُقصر عن ندى

وكما علمت شمائلي وتكرمي

وحليل غانية تركت مجدلاً

تمكو فريصته كشدق الأعلم

سبقت يداي له بعاجل طعنة

ورشاش نافذة كلون العندم

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك

إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

إذ لا أزال على رحالة سابح

نهد تعاوره الكماة مكلم

طوراً يجرد للطعان وتارة

يأوى إلى حصد القسي عرمرم

يخبرك من شهد الوقيعة أنني

أغشى الوغى وأعف عند المغنم

ومدجج كره الكماة نزاله

لا ممعن هرباً ولا مستسلم

جادت له كفي بعاجل طعنة

بمثقف صدق الكعوب مقوم

فشككت بالرمح الأصم ثيابه

ليس الكريم على القنا بمحرم

فتركته جزر السباع ينشنه

يقضمن حسن بنانه والمعصم

ومشك سابغة هتكت فروجها

بالسيف عن حامي الحقيقة معلم

زبذ يداه بالقداح إذا شتا

هتاك غايات التجار ملوم

لما رآني قد نزلت أريده

أبدى نواجذه لغير تبسم

عهدي به مد النهار كأنما

خضب البنان ورأسه بالعظلم

فطعنته بالرمح ثم علوته

بمهند صافي الحديدة مخذم

بطل كأن ثيابه في سرحة

يحذى نعال السبت ليس بتوأم

يا شاه ما قنص لمن حلت له

حرمت علي وليتها لم تحرم

فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي

فتجسسي أخبارها لي واعلمي

قالت رأيت من الأعادي غرة

والشاة ممكنة لمن هو مرتم

وكأنما التفتت بجيد جداية

رشاء من الغزلان حر أرثم

نبئت عمرواً غير شاكر نعمتي

والكفر مخبثة لنفس المنعم

ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى

إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم

في حومة الحرب التي لا تشتكي

غمراتها الأبطال غير تغمغم

إذ يتقون بي الأسنة لم أخم

عنها ولكني تضايق مقدمي

3- الجزء الثالث من المعلقة

لما رأيت القوم أقبل جمعهم

يتذامرون كررت غير مذمم

يدعون عنتر والرماح كأنها

أشطان بئر في لبان الأدهم

ما زلت أرميهم بثغرة نحره

ولبانه حتى تسربل بالدم

فازور من وقع القنا بلبانه

وشكا إلي بعبرة وتحمحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى

ولكان لو علم الكلام مكلمي

ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها

قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

والخيل تقتحم الخبار عوابساً

من بين شيظمة وآخر شيظم

ذلل ركابي حيث شئت مشايعي

لبي وأجفزه بأمر مبرم

ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم

الشاتمي عرضي ولم أشتمهم

والناذرين إذا لم القهما دمي

إن يفعلا فلقد تركت أباهما

جزر السباع وكل نسر قشعم

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول اشهر ما كتب في الشعر العربي نوصي بقراءة هذا المقال: اشهر ما كتب في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى وقتنا الحالي

من هنا نكون قد توصلنا إلى نهاية المقال بعد أن استعرضنا نص قصيدة هل غادر الشعراء من متردم وتعرفنا على كاتبها عنترة بن شداد واستعرضنا جزء من حياته، ونتمنى أن يكون المقال نال رضاكم وحاز على إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا