هل الحيوانات تدخل الجنة

هل الحيوانات تدخل الجنة هي من الأمور الغيبية التي يبحث عنها العديد من الأشخاص من خلال الاطلاع على ما ورد عن أهل العلم والدين استنادًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ لذا سنقدم لكم ما ورد عن أهل العلم والدين في هذا الشأن من خلال مقالنا اليوم الذي سنجيب فيه عن سؤال هل الحيوانات تدخل الجنة عبر موقع زيادة

هل الحيوانات تدخل الجنة

هل الحيوانات تدخل الجنة

هل الحيوانات تدخل الجنة ؟ يمكن معرفة إجابة هذا السؤال من خلال التعرف على ما جاء في تفسير قول الله تعالى في سورة التكوير “وإذا الوحوش حشرت”، وقوله في سورة الأنعام “وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون”: حيث جاء في تفسير ذك قولان، وهما:

القول الأول: أن حشر الدواب هو موتها

روى عن ابن عباس: “حشر الدواب والطير موتها”، وقال أبي هريرة عن يزيد بن الأصم: “يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة، البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله تعالى يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول: (كوني ترابًا) فذلك قوله تعالى: ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابًا”.

وقال عطاء: “فإذا رأوا بني آدم وما هم عليه من الجزع قلن: الحمد لله الذى لم يجعلنا مثلكم، فلا جنة نرجو ولا نارًا نخاف، فيقول الله تعالى لهن: (كن ترابًا) فحينئذ يتمنى الكافر أن يكون ترابًا”.

ويقول ابن كثير في قوله (ثم إلى ربهم يحشرون): “قال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ثم إلى ربهم يحشرون) قال: حشرها الموت” ، كما روى ابن جرير عن سعيد، عن مسروق، عن عكرمة عن ابن عباس قال: “موت البهائم حشرها”، وقال ابن أبى حاتم: “وروى عن مجاهد والضحاك، مثله”.

وقال عبد الرزاق: “أخبرنا معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة في قوله: “إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون”، قال: يحشر الخلق كلهم يوم القيامة، البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء، قال: ثم يقول: كوني ترابًا. فلذلك يقول الكافر: (يا ليتنى كنت ترابًا).

القول الثاني: أن حشر الدواب هو بعثها واقتصاص بعضها من البعض الآخر

روى عن أبي ذر قال: “انتطحت شاتان عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا أبا ذر، هل تدري فيما انتطحتا؟ قلت: لا، قال: لكن الله تعالى يدري وسيقضي بينهما”.

قال القرطبي أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”، واستدل على ذلك بأن البهائم تحشر يوم القيامة، وهو نفس تفسير أبي هريرة، أبي ذر، الحسن، وغيرهم.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في مسند أبيه: “حدثني عباس بن محمد وأبو يحيى البزار قالا حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن العوام بن مراجم – من بنى قيس بن ثعلبة – عن أبي عثمان النهدي، عن عثمان (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة”.

والكثير من المفسرين يرجحون أن حشرها يكون للقصاص بعضهما من بعض، حيث يقتص الله تعالى من الظالم من الحيوانات للمظلوم منها.

قال الإمام الشوكانى في تفسيره آية “وإذا الوحوش حشرت”: “الوحوش: ما توحش من دواب البر، ومعنى (حُشِرَت) بعثت، حتى يقـتص لبعضها من بعض، فيقتص للجماء من القرناء”.

وقال الإمام الرازي في تفسير آية “إذا الوحوش حُشِرَتْ”: “كل شيء من دواب البر مما لا يستأنس فهو وحش، والجمع: الوحوش، و(حشرت): جمعت من كل ناحية، قال قتادة: يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص.”

أخرج الإمام مسلم في (صحيحه) بإسناده عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”. والقرناء يقصد بها التي لها قرون، والجماء والجلحاء يقصد بها التي ليس لها قرون، ومعنى الحديث أن الشاة التي لها قرون وآذت شاة ليس لها قرون، ولم تستطع الأخيرة رد أو دفع الأذى عن نفسها، فسيقتص الله لها يوم القـيامة.

روى الإمام الطبري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: “إذا كان يوم القيامة مد الأديم، وحشر الدواب والبهائم والوحش، ثم يحصل القصاص بين الدواب، يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها، فإذا فرغ من القصاص بين الدواب، قال لها: كوني ترابًا”.

قال أئمة المعـتزلة: “إن الله تعالى يحشر الحيوانات كلها في ذلك اليوم، ليعوضها عن آلامها التي وصلت إليها في الدنيا بالموت والقـتل وغير ذلك، فإذا عوضت على تلك الآلام، فإن شاء الله أن يبقى بعضها في الجنة – إذا كان مستحسنًا – فعل، وإن شاء أن يفنيه أفـناه”.

اقرأ أيضًا: الحيوانات التي لا تدخل الجنة

حيوانات موجودة في الجنة

هل الحيوانات تدخل الجنة

يوجد بعض الأحاديث التي تدل على وجود أنواع من الحيوانات في الجنة، ومنها ما يلي:

أولًا: الثور والحوت للطعام

عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلًا لأهل الجنة، فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى قال: تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فنظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال إدامهم باللام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: “ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً”، رواه مسلم والبخاري.

وقال النووي: “أما النون فهو الحوت باتفاق العلماء، وأما زائدة الكبد وهي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد، وهي أطيبها”.

ثانيًا: الإبل

عن أبي مسعود الأنصاري (رضي الله عنه) قال: “جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم): (لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة)، رواه مسلم والنسائي وأحمد والطبراني.

ثالثًا: الغنم

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: “قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة”، رواه البيهقي.

رابعًا: الخيل

عن بن بريدة عن أبيه قال: “جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله إني أحب الخيل ففي الجنة خيل، قال: (إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسًا من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنة شئت إلا ركبت”، رواه الترمذي وأحمد والطبراني.

اقرأ أيضًا: الحيوانات التي لا يجوز قتلها

إدراك علم الغيب

يجب على المسلم أن يعتقد في أمور الغيب بما ورد في القرآن الكريم، وما صح نقله عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولا يحاول تحكيم عقله في تلك الأمور؛ حيث أن العقل قاصر على إدراك علم الغيب.

اقرأ أيضًا: لماذا طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، وذلك بعد أن تم تقديم رأي أهل العلم في إجابة سؤال هل الحيوانات تدخل الجنة مع تقديم بعض الأحاديث التي تدل على وجود بعض أنواع الحيوانات في الجنة، وإدراك علم الغيب، ونرجو أن ينال المقال إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا