هل كره الناس لي دليل على غضب الله

هل كره الناس لي دليل على غضب الله؟ وما هي آثار غضب الله على العبد؟ حيث إن كافة المسلمين يتعرضون إلى الابتلاءات المتعددة وفي أكثر من مجال، وتجعلهم يتقربون من الله تعالى أكثر من ذي قبل؛ وهذا من أجل نيل رضاه وتوفيقه في الحياة القادمة، ومن خلال موقع زيادة سنتحدث حول أسباب غضب الله وما الدليل على هذا.

هل كره الناس لي دليل على غضب الله

أشعر في الكثير من الأوقات أن لا أحد يحبني، بل بالعكس أرى أنهم يكرهونني بشدة وأنا لم أفعل لهم أي شيء يستدعي كل هذا الكره، ولكنني أتساءل هل كره الناس لي دليل على غضب الله مني، أو أنني أتصرف بطريقة لا يقبلها الله – سبحانه وتعالى –، وهذا السؤال هو أكثر ما يشغلني.

قُمت بالبحث عن إجابة له، ووجدت أنه أحيانًا يشعر المسلم بأن البشر بعيدون عنه ولا يحبون التقرب منه، ويظنون أنه من غضب الله تعالى كما ظننت أنا، ولكنني وجدته أنه اعتقاد خاطئ؛ لذلك عند الإجابة عن سؤال هل كره الناس لي دليل على غضب الله تكون هي لا ليست دليل على غضبه.

حيث قال الدكتور “عليّ جمعة” مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة العلماء: (إن العديد من الأشخاص عندما يُصيبهم الكدر من المصائب والهموم، يظنون أنه من غضب الله عليهم، ولكن هذه هي طبيعة الحياة الدنيا، والتي خلقها الله – عز وجل – هكذا.

بالإضافة إلى أنه عندما يحب الله تعالى عبدًا من عباده، يرضى عنه ويقربه إليه ويعمل على إصلاح أحواله، ولا يُشير كره الناس إلى أن الله غاضب من هذا العبد، حيث إنه يوجد العديد من الرسل والأنبياء الذين تعرضوا إلى الإيذاء والكره الشديد من قِبل البشر، وهذا حدث على الرغم من مكانتهم عند الله تعالى.

اقرأ أيضًا: كفارة الحلف بالله عند الغضب

علامات غضب الله على العبد

من الجدير بالذكر أنه عند الإجابة عن سؤال هل كره الناس لي دليل على غضب الله مني، أنه يجب أن نذكر مجموعة العلامات التي تظهر على العبد الذي يحل عليه عدم رضا ربه، والتي نوضحها من خلال الفقرات الآتية:

1- قسوة القلب

من أبرز أسباب قسوة القلب وجحوده هو تراكم العديد من الذنوب وارتكاب الكثير من المعاصي، دون الشعور بأي ندم أو طلب العفو والسماح من المولى – عز وجل – واستباحة حُرمات الله والتجرأ عليها، وهذا من إحدى أعراض عدم رضا الله تعالى على عبده.

كما قال مالك بن دينار – رحمه الله – في هذا الأمر: ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلّا نزع الرحمة من قلوبهم”، لذلك من المهم التوجه إلى الله تعالى في كل شيء، وتجنب القيام بأي معاصٍ.

2- عدم التوفيق للتوبة وفعل الخير

في هذا الأمر قال ابن حبان: نسوا الله بتركهم لما أمرهم القيام به، حتى نسوا أنفسهم بالقيام بما يعود عليها بالخير والنفع”، وقال سهل بن عبد الله: “استغرقوا في الذنوب حتى نسوا أنفسهم وغفلوا عن التوبة”، وقال سفيان: “نسوا حقّ الله حتى أنساهم حقّ أنفسهم، وقال ابن عيسى: نسوا شكر الله فأنساهم ذكر العذاب الذي أعدّه لهم”.

كما قال الله – عز وجل – في كتابه الكريم: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 19]، لذلك لا بد من كثرة الاستغفار دائمًا، والابتعاد عن الوقوع في المعاصي.

3- عدم الرضا والسخط

من أبرز العلامات التي تظهر على العبد الغاضب منه ربه، أنه لا يشعر بالرضا، أو بتقبل أي نعمة من النعم الموجودة في حياته، ولا يرضى بما قسمه الله له من نصيب في أمور الحياة الدنيا، ودائم السخط على الرزق الذي يحصل عليه من عمله، ولا يحمد الله على ما رزقه به أبدًا.

اقرأ أيضًا: هل كثرة الديون غضب من الله

آثار غضب الله على العبد

يكون من الجدير بالذكر أنه عند معرفة إجابة سؤال هل كره الناس لي دليل على غضب الله، لا بد من ذكر الأشياء التي تُصيب العبد إذا غضب الله تعالى منه، وعند رؤيتها يتم القول إن الله غاضب من هذا العبد، ومن تلك الآثار السلبية الغير مرغوب فيها المترتبة على عدم رضا الله تعالى على عبد من عباده، تتمثل في النقاط الآتية:

  • يحرم الله عبده من العلم، حيث إنه إذا لم يكن قريب منه بالشكل المطلوب، فلا يتمكن من تلقي العلم بالشكل الصحيح، ولا يستطيع فهمه أيضًا؛ وهذا لأن المولى – عز وجل – يمنح تلك الهبة الجليلة لمن يسمع أوامره ويُطيعه بالصورة المطلوبة.
  • يحصل على رزق قليل، حيث إن العبد يعاني من العديد من الأزمات والضيق المادي إذا كان الله تعالى غاضب منه، والتعرض إلى الكثير من المشكلات في مكان عمله أو في دراسته إذا كان ما زال يدرس، ولا تسير أموره على ما يُرام.
  • عدم التوفيق في أي أمر في حياته؛ وهذا لأن الله يحرم العبد العاصي والمقصر في حبه من التوفيق في أي أمر في حياته، ويبعد عنه الأمور الصالحة والجيدة.
  • المعاناة من ضيق الصدر، يشعر العبد الذي يكون الله تعالى غاضب منه بالحزن والاكتئاب الشديد في أوقات مختلفة ومتفرقة، ويشعر بهذا على الرغم من وجود الكثير من النعم في حياته، ولكن الله يكون غير راضٍ عنه فلا يتمكن من الاستمتاع بها.
  • المعاناة من الضعف العام سواء كان بدنيًا أو نفسيًا، وعدم إمكانية التعامل مع الخلافات والابتلاءات التي تُصيب هذا العبد في حياته، وهذا بسبب عدم رضا الله تعالى عنه.
  • خسارة البصيرة، في تلك الحالة يشعر العبد أنه مشتت ويتخبط في أمور الحياة بصورة كبيرة، ولا يستطيع تحقيق أي هدف في حياته؛ وهذا بسبب الطبع على قلبه والذي لا يجعله قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، ويقع في الخطأ دائمًا.
  • يبتعد العبد عن ربه أكثر فأكثر، ويبتعد عن القيام بواجباته تجاه الله تعالى، وهذا من أهم الأشياء التي تجعل الله – عز وجل – يغضب من عباده.

أسباب غضب الله

هناك العديد من العوامل التي تجعل الله غير راضٍ عن عباده، والتي يكون لها علاقة بسؤال هل كره الناس لي دليل على غضب الله؛ لذلك من خلال السطور الآتية، نتمكن من توضيح الأسباب التي تؤدي إلى عدم رضا الله:

1- تعدي حدود الله

دائمًا يحرص المسلم على الالتزام بواجباته تجاه الله – سبحانه وتعالى – قدر الإمكان، والقيام بما نص عليه الشرع، والابتعاد عن النواهي التي أمرنا الله بتجنبها، فلا يتم التعدي على حدود الله مهما حدث.

بالإضافة إلى تجنب انتهاك حرماته؛ لأن عقاب هذا وخيم وكبير ويجلب غضب الله على العبد، حيث قال تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [النساء: 14].

2- الكفر بالله

يعتبر الكفر بالله تعالى من أبرز العوامل التي تؤدي إلى لعنة الله على عباده الكافرين، ويترتب عليه أيضًا الطرد من رحمة الله الواسعة وحلول غضبه، حيث قال تعالى في كتابه العزيز:

(وَلـكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّـهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ) [النحل: 106].

3- ترك أوامر النبي

في هذا السبب ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى قَوْمٍ فَعَلُوا بنَبِيِّهِ، يُشِيرُ إلى رَباعِيَتِهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسولُ اللَّهِ في سَبيلِ اللَّهِ” [رواه أبو هريرة].

اقرأ أيضًا: هل البرق والرعد غضب من الله

كيفية الابتعاد عن غضب الله

من الجدير بالذكر بعد الاطلاع على الأسباب التي تجعل الله غير راضٍ عن تصرفات عباده، ويحل عليهم غضبه وعدم توفيقهم في أمر في أمور الحياة الدنيا، أن نذكر الأشياء التي تساعد على تفادي غضب الله تعالى، والتي نوضحها في الفقرات الآتية:

1- إخراج الصدقة

من المهم أن يخرج المسلمون الصدقات، حيث إنه روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:الصدقةُ تطفِئُ غضبَ الرَّبِّ وتدفَعُ ميتَةَ السوءِ” [حديث ضعيف].

اقرأ أيضًا: علامات رضا الله عن العبد وغضبه

2- شكر الله تعالى

يعد من الضروري شكر الله وحمده على كافة النعم التي أنعم بها على المرء، حيث قال تعالى:

(وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ) [إبراهيم: 7]

، ويعتبر من أهم الأشياء التي ترفع وتبعد غضب الله عن عباده، وقال تعالى أيضًا في كتابه العزيز:

(مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ) [النساء: 147].

معناه ألا يكون الشكر من خلال اللسان فقط، بل أيضًا عن طريق كافة الجوارح، وأن يكون نابع من القلب، والعزم على تجنب ما نهى عنه الله ورسوله، كما أنه يترتب على هذا الأمر زيادة النعم وكثرة توفيق الله لعباده في الحياة.

من المهم عدم الالتفات إلى ما يقوله الآخرين، أو إتمام قياس محبة الله تعالى حسب محبتهم أو كرههم لك؛ وقياسها بالأفعال التي تقوم بها من الأوامر التي نص عليها الشرع وأوامر النبي أيضًا، والابتعاد عن النواهي قدر الإمكان.

قد يعجبك أيضًا