هل تقبيل الزوجة ينقض الوضوء

هل تقبيل الزوجة ينقض الوضوء، يتساءل الكثير عن إجابة لهذا السؤال، فهناك الكثير من الأمور التي تنقض الوضوء، والتي يتطلب بعدها إعادة الوضوء مرة أخرى لتصح الصلاة، ولذلك فإن كل مسلم عليه أن يكون على علم تام بكافة الأمور التي تبطل الوضوء لتجنبها أو إعادة الوضوء مرة أخرى، ومن خلال هذا المقال عبر موقع زيادة سنتعرف على إجابة هذا السؤال.

هل تقبيل الزوجة ينقض الوضوء

أوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية الشيخ أحمد ممدوح بأن هناك اختلاف ما بين العلماء إذا كان تقبيل الزوجة ينقض الوضوء أم لا، بينما الرأي الشائع هو أنه لا يتسبب في نقض الوضوء.

في مذهب الشافعية ينقض تقبيل الزوج لزوجته الوضوء، أما الأحناف فقد ذهبوا بأن الوضوء يُنقض إذا قبل الزوج زوجته قبلة بشهوة.

أما الرأي الراجح يذهب إلى تقبيل الزوج لزوجتها أو لمسه ليدها دون إنزال لا ينقض الوضوء، حيث أن الأصل هو أن الوضوء يبقى على ما كان عليه إلى حين وجود دليل على نقضه، كما أنه لم يتم ذكر أن مس الزوجة ينقض الوضوء في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة.

مما سبق يتضح أن مس الزوج لزوجته وتقبيلها حتى لو بشهوة وبدون حائل لا ينقض الوضوء، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أن رسول الله عليه الصلاة والسلام” قَبّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ”.

أما العلماء فقد اختلفوا في هذا الحكم، حيث ذهب بعضهم أن لمس النساء يُنقض الوضوء في جميع الحالات، وهناك فريق آخر يرى أن لمسها فقط بشهوة هو ما ينقض الوضوء، أما الرأي الراجح بينهما فقد كان في عدم نقضه للوضوء بشكل مطلق.

اقرأ أيضًاالاغتسال من الجنابة في رمضان

هل مداعبة الزوجة تنقض الوضوء

المداعبة بين الزوجين من الأمور الطيبة والمشروعة بين الزوجين، وعلى الزوج أن يداعب زوجته وهي كذلك أيضًا، فالمداعبة تعد سنة من سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام مع أهله، حيث كان يقوم بمداعبتهن وهن كذلك دون أن ينقض الوضوء.

المداعبة في حد ذاتها لا تنقض الوضوء، والتي تتمثل في المضاحكة، والتقبيل، والملامسة، والجلوس تحت لحاف واحد، فإن جميع تلك الأمور لا تنقض الوضوء، بينما يتم نقض الوضوء في حالة مس الزوج لفرج زوجته أو قيامها هي بمس فرجه، كما يُنقض أيضًا في حالة خروج مذي منه أو منها، اما في حالة خروج المني منه أو منها فإن ذلك يتطلب الغسل لكلاهما.

هل مداعبة القطط تبطل الوضوء

الأمور التي تنقض الوضوء واضحة ومحددة، وهي النوم، وما يخرج من أحد السبيلين، ومس النساء في بعض المذاهب، أما لمس القطط ومداعبتهم لا يعد من نواقض الوضوء، حتى في حالة لمس الحيوانات النجسة.

لا تعد القطط من الحيوانات النجسة، حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال عن القطط “إنها من الطوافين عليكم والطوافات”، فالقطط من الحيوانات الطاهرة، ولا يتسبب نسها في نقض الوضوء، وكذلك وقوفها على سجادة الصلاة، حتى عند ملامستها لملابس المصلي لا تنقض الوضوء.

أما في حالة قضاء حاجتها على السجادة الخاصة بالصلاة، فإن المكان الذي قامت فيه بذلك فقط هو الواجب غسله، وبناءً على ذلك فإن مرور القطط على سجادة الصلاة لا يبطل الوضوء ولا يبطل الصلاة أيضًا.

اقرأ أيضًا: هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان

نواقض الوضوء المتفق عليها

المقصود من مصطلح نواقض الوضوء تو كل ما ينتج عنه فساد الوضوء، وهناك العديد من الأمور التي تعد من نواقض الوضوء، بينما انقسم العلماء فيما بينهم حول الاتفاق عليها بالكامل، وفيما يلي سنتعرف على نواقض الوضوء المتفق عليها:

الخروج من السبيلين

يُنقض الوضوء في تلك الحالة، في حالة كان الخارج قليل الكمية أو كثير، والمقصود من ما يخرج من السبيلين ما يلي:

  • الرَّيح، وهو المقصود منه إصدار صوت أو وجود رائحة غير طيبة، وذلك وفقًا لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: “إذا وجَدَ أحَدُكُمْ في بَطْنِهِ شيئًا، فأشْكَلَ عليه أخَرَجَ منه شيءٌ أمْ لا، فلا يَخْرُجَنَّ مِنَ المَسْجِدِ حتَّى يَسْمع صَوْتًا، أوْ يَجِدَ رِيحًا” .

  • الغائط أو البول، وذلك وفقًا لقول الله سبحانه وتعالى:” أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا”.

  • المَني، والمقصود منه ما يخرج من الرجل من ماء أبيض ذو سمكٍ غليظ، أما فيما يخص النساء فهو عبارة عن ماء رقيق أصفر اللون، وذلك في حالة خروجه دون شهوة، كأن يخرج نتيجة للجو البارد أو الحار، وهو الرأي المتفق عليه للجمهور.

أما المذهب الشافعي فيذهب أصحابه بوجوب الغسل عند نزول المَني، حتى وإن كان من دون شهوة، وما يخرج من النساء كذلك يستلزم الوضوء حتى وإن كان طاهرًا.

  • المَذي، وهو عبارة عن ماء لزج أبيض اللون، يخرج من الرجل أو المرأة في حالة الرغبة في الجماع أو التفكير به.

 العقل أو غيابه

وهو ما يحدث في حالات تعاطي المخدرات، أو كل ما يُسكّر، وكذلك بالجنون، أو الإغماء، أو النوم، أو الصَّرع، وذلك لأنه من الممكن في تلك الحالات خروج شيء من أحد السبيلين دون أن يلاحظه الشخص نتيجة لغياب عقله.

فيما يلي سنتعرف على تفسير الفقهاء لنوعية النوم الذي يعد ناقضًا للوضوء:

التفسير الأول

وهو التفسير الخاص بالشافعية والحنفية، والذي حددوا فيه أن النوم الذي ينقض الوضوء هو حين يكون الشخص مضطجعًا على شيءٍ ما، أو في حالة جلوسه على الأرض مع عدم ثبات المقعدة على الأرض، وذلك لأن تلك النوعيات من النوم يحدث خلالها ارتخاء للمفاصل، وهو ما قد ينتج عنه خروج شيء من أحد السبيلين.

أما إذا نام الشخص ومقعدته متمكنة من الأرض فإن وضوئه لا يُنقض، وكذلك النوم في أحد الوضعيات الخاصة بالصلاة لا ينقض الوضوء، مثل السجود والرجوع وما إلى ذلك، وذلك لأن الجسم يكون حاضرًا، وما يؤكد على ذلك عدم سقوطه.

التفسير الثاني

وهو التفسير الخاص بكلٍ من الحنابلة والمالكية، والذي ذهبوا فيه أن النوم إذا كان خفيفًا فإنه لا ينقض الوضوء، أما النوم العميق هو ما ينقض الوضوء، والمقصود بالنوم العميق هو ذلك النوم الذي لا يشعر فيه الشخص بما حوله.

اقرأ ايضًا: حكم تقبيل الزوجة في نهار رمضان

نواقض الوضوء المُختلف عليها

هناك مجموعة من العوامل الغير متفق على نقضها للوضوء، حيث أيدها البعض بينما يرى البعض الأخر صحتها، وهي تتمثل في الآتي:

  • لمس الإنسان لفرجه دون وجود حائل، وذلك إذا كان من الدبر أو القبل، يرى المالكية أنه لا يُنقض عند مس الدُّبر، أو عند مس النساء لفروجهن، بينما يُنقض إذا مس الرجل ذكره، أما الحنابلة فقد ذهبوا أن المس إذا كان بشهوة يُنقض الوضوء وغير ذلك لا ينقضه.

  • مس النساء، وهو ما وضحنا حكمه بالأعلى.

  • أكل لحوم الإبل، بحالتيه المطبوخ أو النيء يرى الجمهور بأنه لا يُنقض الوضوء، أما الإمام أحمد هو فقط من يرى أن يُنقض الوضوء.

  • تغسيل الميت، يرى الإمام أحمد أنه من نواقض الوضوء، بينما يرى الجمهور أن لا يُنقض.

  • الرَّدَّة عن الإسلام، فيرى كلا المذهبين عند المالكية والحنابلة بأنه من نواقض الوضوء، بينما ذهب بعض الفقهاء بأنه لا يُنقض.

بهذا ينتهي مقالنا عن الإجابة عن سؤال هل تقبيل الزوجة ينقض الوضوء، والذي تعرفنا على حكمه بشكل مفصل في أكثر من حالة مختلفة، بالإضافة إلى التعرف على أهم نواقض الوضوء المتفق والمختلف عليها.

قد يعجبك أيضًا