هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل

هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل؟ وما هي موجبات الغسل من الأساس؟ إن الغسل هو أحد اهم موجبات الطهارة في الإسلام، لذلك فمن الطبيعي أن يسأل الناس عنه ولو كانت مسألة بسيطة، ففيها دلالة على تحري الدقة لضمان الطهارة.

لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سنتعرف سويًا على إجابة سؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل بشيءٍ من التفصيل.

هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل

أحل الله لعبادة العديد من المباحات، والتي من شأنها التفريج عنه ومساعدته على تحمل مشقات الحياة، ومن أهم الرخص التي سمح الله لنا بها هي رخصة العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته، فقد أباحها لنا الله وجعل في نتاجها ذرية تضمن ضمان وبقاء واستمرارية الإنسان على الأرض.

كذلك وعلى الجانب الآخر فقد شرع الله لنا بعض الفروض والنوافل والتي جعلها الله لنا وسيلة للتقرب منه وطاعته وكسب رضاه، فتأتي ثاني أركان الإسلام وهي الصلاة ليجعلها الله الصلة بينه وبين عبادة، والتي تعد بمثابة المقابلة اليومية التي يقابل فيها العبد ربه ويتحدث معه ويدعوه دون وسيط أو رقيب.

لكن ومن حكمة الله أنه قد ربط بين الفعلين، الفعل الذي نفعله لنتقرب منه والفعل الذي نفعله بهدف استمرار النسل أو المتعة الدنياوية، وإن كنت لم تفهم بعد العلاقة بينهما فسأشرح لك المغذى من ذلك الربط وحكمة الله فيه فيما يلي.

تأتي أهم شروط الصلاة وهي الطهارة، معلنةً عدة شروط لضمان حدوثها، فلا صلاة مقبولة دون طهارة، وكذلك لا طهارة دون عدة شروط هامة.

هنا تأتي صلة الربط، حيث إنه من أهم شروط الطهارة هو الغسل ما بعد الجماع مع الزوجة، وهنا تتوالى الأسئلة على الأئمة والمشايخ، سائلة عن موجبات الغسل ومتى يتم الغسل وفي أي حالة وماذا لو حصل ذلك وهل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل؛ لذا وبناءً عليه فها نحن ذا نعرض عليك متى يتوجب الغسل شرعًا أكيدًا.

إن الغسل يتم شرعًا حال الإيلاج أو إنزال المني فقط لا غير، فإن لم يحدث إيلاج أو نزول مني فلا يتوجب الغسل، أما عن الإيلاج وتفسيره فقد حدده الدين بأن إيلاج الغسل يحدث بتغيب الحشفة وهو رأس الذكر في فرج الأنثى.

اقرأ أيضًا: هل نزول الشهوة يبطل الصيام؟ وهل يوجب الغسل؟

أسئلة الناس حول موجبات الغسل

على الرغم من وضوح المعنى فيما سبق ذكره، إلا أنه لازال الأزواج حتى يومنا هذا متحيرون في وجوب حدوث الغسل فتأتي الأسئلة من كل حدب وصوب، سائلة ماذا إن حدثت مداعبة مع الزوجة بدون إيلاج، فقط تلامس خارجي للأعضاء التناسلية، فهل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل؟

يأتي الآخر ليسأل في حال ما تم إدخال جزء من القضيب في فرج الزوجة أقل من مقدار الحشفة المذكورة فهل يجب الغسل؟

كل تلك الأسئلة وأكثر تأتي بشكل كبير من الأزواج بهدف التأكد من وجوب حدوث اغتسال الجنابة، ومن هنا سنعرض عليك كل الأحاديث المبينة لضرورة الغسل.

عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يقول فيها يخص وجوب الغسل إذا مَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقد وجَب الغُسْلُصدق رسول الله.

بمعنى أنه في حال مس مكان ختان الرجل وهو رأس الذكر بأكمله مكان ختان الأنثى فهو موجب للغسل.

في رواية أخرى عن أبو هريرة أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ، وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ. قالَ زُهَيْرٌ: مِن بَيْنِهِمْ بيْنَ أشْعُبِها الأرْبَعِ. وفي رواية: ثُمَّ اجْتَهَدَ ولَمْ يَقُلْ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ”. صدق رسول الله

في ذلك الحديث تصريح واضح أنه حتى وفي حالة عدم الإنزال مع تأكد دخول الحشفة فقد وجب الغسل، كذلك عن أبو سعيد الخدري أن رسول الله قال المَاءُ مِنَ المَاءِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هنا تأتي آخر موجبات الغسل على لسان رسول الله، وهي أنه في حال خرج المني من الرجل أو من الأنثى بشهوة بمجرد التفكير والتخيل فقد وجب الغسل.

أنواع أخرى للغسل غير غسل الجنابة

قد يعتقد البعض أنه بالسؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل فهذا يشير إلى أن الغسل يقع فقط عند الجنابة سواء بخروج ماء الرجل أو الأنثى، أو عند حدوث جماع بين الرجل وزوجته ودخول الحشفة لفرج المرأة عندها فقط يستوجب الأمر حدوث اغتسال بغرض الطهارة والاستعداد للصلاة.

لكن يتبع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مكللًا إرشاداته لأصحابه بوجود سببين آخرين يستوجبان حدوث اغتسال بغرض التطهر من الجنابة.

تأتي إحدى موقعات الاغتسال على هيئة غسل الحيض أو النفاس للمرأة، أما عن غسل الحيض فهو الغسل الشهري الذي يستوجب على المرأة القيام به بعد انتهاء فترة الدورة الشهرية، فعندها أمرها الرسول بضرورة التطهر من الحيض وما فيه من سموم وأشياء مضرة لها.

هنا تأتي رحمة الدين بالمرأة الذي أوجب عليها ضرورة الاغتسال والتطهر من دماء الحيض، والتي ثبت علميًا أنها تنزل حاملة معها سموم الجسم وما به من مضرات.

يأتي الشق الثاني من موجبات الغسل عند النساء في ضرورة الاغتسال بعد النفاس، وهو الدم الذي يخرج من المرأة بعد انقضاء فترة الحمل والولادة، وهو دم يخرج من المرأة حاملًا معه كل بقايا الحمل في منطقة الرحم وغيرها، فيتطهر جسدها حينها من كل سمومه وزوائده حينها يستوجب عليها الغسل.

أما عن ذلك النوع من الغسل فهو للرجال، حيث أوجب الله الغسل عند الرجل في حال ذهابه إلى صلاة الجمعة، حيث إن في صلاة الجمعة ذهاب إلى الله في بيته فيجب أن يكون المسلم في أفضل حالته وطهاراته.

كذلك فقد أوجب الله على الكافر إذا أسلم أن يغتسل ضمانًا لطهارته، وبذلك يمكننا استنتاج أن الأمر ليس مرتبط على الجنابة أو على السؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل.

حقيقة وجوب غسل المتوفى

أوجب علينا الدين الإسلامي تغسيل المتوفى وتكفينه قبل الدفن، يأتي ذلك الأمر التعبدي كأمر لازم الحدوث لا تهاون فيه، فهو شعيرة أساسية من شعائر الإسلام يقوم بها أهل وذوي المتوفى له بعد الوفاة.

ففي دفع الميت دون تغسيله حرمة تقع على أهله وذويه، وتأتي الحكمة هنا في تكريم المتوفى بتنظيفه قبل أن يلاقي ربه ويواري سوءته التراب.

بناءً عليه فتأتي تلك الغسلة لتكون الأخيرة الواجبة على المسلم، حتى لو لم يكن يفعلها الشخص لنفسه إنما ذويه من أهله وأقربائه من يغسلوه.

اقرأ أيضًا: هل الميت يحس عند الغسل أو يسمع؟

الغسل في الإسلام

في حال ما كنت الإجابة عن السؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل تتضمن أنك بحاجة للاغتسال، فهيا بنا نأخذ نبذة عن الاغتسال وطرقه ومكرهاته في آراء الأئمة.

يأتي الغسل في الإسلام كواحدة من أهم موجبات الطهارة، فلا تصح الصلاة ولا إقامة الشعائر الدينية إلا في حال كان المسلم مغتسلًا طاهرًا.

استطاع الفقهاء تعريف الغسل من خلال تقسيمه إلى تعريف لغوي وهو بمعنى إفاضة الماء على كل شيء، بمعنى أنك في الغسل لا يتوقف الأمر على مسح كافة أجساء جسمك الظاهرية بالماء ولكن يجب عليك إفاضته بشكل كامل حتى تصل المياه لأصاغر المسام والأماكن المختبئة في الجسم والتي لا تصلها المياه بشكل مباشر.

استفاض كذلك العلماء في تعريف كلمة الغسل بأن تعريف الغسل شرعًا هو تعميم البدن من أعلى الرأس وحتى أسفل القدم بالماء ولكن بشرط النية، فلا يصح ولن يقبل الغسل إلا إذا حضرت النية أولًا.

النية أولًا مثبتة أن لهذا الغسل غرض وهو التطهر، فكما نعلم جميعًا أننا نحاسب على نوايانا لا فقط على أفعالنا، فما الذي يفرق ذلك الغسل عن الاستحمام العادي غير أن الغسل يسبقه نية مبيته تضمن الثواب وحدوث الطهارة وعليه فيمكنك التوجه للغسل بعد التأكد من سؤالك هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل.

كيفية الغسل بالطريقة الصحيحة

في حال ما إن تأكدت بعد إجابتك للسؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل أنك حقًا تستوجب الغسل فها نحن نعرض عليه طرق الغسل كما أقرها لنا الشرع الحنيف حتى تستعيد طهارتك استعدادا لتأدية الصلاة.

أتاح لنا الشرع طريقتين من شأنهما إتمام الغسل الصحيح، فقام بتسميته أحدهم الغسل الواجب أو المجزي، وقام بتسمية الأخر الغسل الكامل، وقام بتوضيحهما لنا على هذا الآتي فيما بعد.

  • أولًا الغسل المجزي وهو الذي يبدأ فيه المسلم بالتسمية من ثم ينوي بداخلة أن يقوم بالاغتسال بغرض الطهارة، فيقوم بعدها المسلم بتعميم الماء على جسده بالكامل مرة واحدة.

مع مراعاة ضرورة التأكد من وصول المياه إلى كافة ثنايا وثغرات الجسم والتأكد من تغلغل المياه فيها، فعلى سبيل المثال التأكد من مرور المياه من بين الأصابع وبداخل فروة الرأس ومنطقة السرة ومنطقة الفرج.

  • يأتي النوع الثاني من الغسل والمسمى الغسل الكامل وهو الذي يتم بأن ينوي المسلم الغسل بغرض الطهارة ويقوم بعدها بأتباع الخطوات التالية بعد:
    1. قم بغسل يديك ثلاث مرات وتأكد من فركها جيدًا لإزالة أي أوساخ، ومن ثم قم بتنظيف الفرج بشكل دقيق حتى تتأكد من خلو الفرج من أي بقايا من المني.
    2. ابدأ بالوضوء وضوءً كاملًا كما تتوضأ في العادة حتى تصل عند غسل الرأس فقم بغسلها ثلاثة مرات بدلًا من مرتين وتأكد من توصيل المياه بداخل الشغل وتغلغلها في الفروة.
    3. ابدأ بغسل شقك الأيمن كاملًا مرة واحدة، مع التأكيد على تمام وصول المياه لأدق تفاصيل الجسد.
    4. بعد انتهائك من غسل الجزء الأيمن قم بغسيل النصف الأيسر منك بنفس الطريقة.
    5. أخيرًا حاول أتباع ما أوصانا به الرسول الكريم من عدم الإسراف في المياه أثناء الغسل مع إتمامه على النحو الأمثل.

فرائض وسنن الغسل

في حين أن استوجب عليك الغسل بعد سؤالك هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل، وبعد أن علمت كيفية الغسل على الطريقة الصحيحة فقد وجب التنبيه على عدة نقاط هامة وهي:

  • يوجد ما يسمى بفرائض الغسل وهي الموجبات الأساسية للحصول على غسل سليم والتي تتمثل أولًا في مرحلة النية، فكما ذكرنا مسبقًا لن يصح الاغتسال من الأساس إلا في حالة ما كانت النية ومحلها القلب حاضرة، كما أنه لا يجب التفوه بها فيكفي أنك مدرك سبب قيامك بذلك الاغتسال والله يعلم ما بداخلك.
  • الفريضة الثانية في الغسل هي ضرورة وصول المياه لجميع أجزاء وخبايا الجسم كما ذكرنا مسبقًا.
  • يوجد كذلك ما يسمى بسنن الغسل وهي السنن التي فعليها الرسول ونسير عليها اقتداءً به، وهي ما ذكرناه مسبقًا من غسل للرجل ووضوء وتدليك الجسم بالكامل بداية من النصف الأيمن ومن ثم النصف الأيسر.

مكروهات الغسل

اجتهد العلماء من قبل للإجابة عن السؤال هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل، فها هم يجتهدوا ثانيًا محاولين توضيح بعض الأشياء المكروهة في الغسل.

جدير بالذكر بأن الأشياء المكروهة ليس حرامًا إنما فقط ليست مستحبة ويجب تجنبها طبقًا لما آتي في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما يلي سنعرض الرأي الخاص بعدد من الأئمة في تلك المسألة:

1- مكروهات الغسل عند الحنفية

أبدى الحنفية المكروهات في الغسل على غرار المكروهات نفسها في الوضوء، فمعنى ففي الوضوء منهي عن الإسراف في الماء تنفيذًا لما نهانا الله في القرآن الكريم من عدم الإسراف، كذلك وعلى الجانب الآخر قد كره التقطير في استعمال الماء حتى الوصول إلى ذلك الحد قد لا يكفي لتمام اغتسال صحيح.

كذلك فمكروهات الوضوء والغسل منها عدم ضرب الوجه أثناء غسله، أيضًا يجب التركيز اثناء الوضوء فمكروه أن تستعين بأحد أو تتحدث مع أحد أو تدعوا لأحد أثناء الوضوء.

2- مكروهات الغسل عند الحنابلة

كذلك تحدث الحنابلة عن الإسراف في المياه، بالإضافة إلى إعادة الوضوء بعد الغسل فالغسل بطبعه يكفي عن الوضوء إلا في حالة ما انتقض الوضوء، كما كره إعادة الوطء دون الوضوء، أي دون كراهة الغسل، إلا أن يتم الغسل عند إرادة الوطء مرة أخرى هو الأفضل.

اقرأ أيضًا: شروط الطهارة من الجنابة وطرق الغسل للرجل والمرأة

3- مكروهات الغسل عند الشافعية

كره الشافعية الإسراف والتبذير في المياه ولو كنت على نهر، كما أقر الشافعية بعدم جواز الاغتسال من الماء الراكد، كما لم يحبذ الشافعية الطعام والشراب والجماع والنوم قبل غسل الفرج والوضوء، بما يزيد عن ثلاثة مرات وعدم المضمضة أو الاستنشاق.

إن سؤالك عن هل ملامسة الذكر للفرج توجب الغسل يدل على وعيك وحرصك على طاعة الله والتأكد من طهارتك حتى تتأكد من صلاة مقبولة، فإن كنت كذلك فهنيًا لك عمل مقبول.

قد يعجبك أيضًا