هل يشتاق الطفل الميت لوالديه سوف نعرضه اليوم عليكم من خلال موقع زيادة، هذا هو السؤال الذي يطرحه كل أب أو أم فقدوا طفل لهم وهو صغير ويتشوقون لرؤيته ويحنون إليه، ويراودها التفكير هل هو يشتاق إليهم بمثل ما يشتاقون إليه، لذلك سنتناول من خلال هذا المقال الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل.
هل يشتاق الطفل الميت لوالديه
- لا شك بأن فقدان طفل صغير تعتبر فاجعة كبيرة للوالدين، فلا يوجد اصعب من فقد الآباء والأمهات أبنائهم، يا لها من فاجعة ينشق لها القلب وتنزف منها العين، ويبدأ العقل في التفكير المسمى الذي لا يقف ابداً، كيف حال والدي في قبره الآن، بماذا يشعر، هل هو خائف أم مطمئن، هل هو يشعر بنا ويحس بنا أن لا، هل يشتاق لنا الآن كما نشتاق إليه.
- يعمل العقل ليل نهار بدون توقف، يحاول إيجاد إجابة لكافة تلك الأسئلة حتى يبدأ في سؤال أهل العلم والدين، وعلماء النفس عن تفسير لكافة تلك الأسئلة التي تدور بداخله.
- لنجد أنه لا يوجد دليل مادي على أن الطفل الميت يشتاق لوالديه، ولا يوجد ما يدل على ذلك سواء في الأدلة القرآنية أو الأدلة من السنة الشريفة، إلا أن الأمر قد ينظر آلية من جهة أن الأموات بطبيعة الحال يشعرون بالأحياء، ويخشون بما يحدث لهم.
- وكما يشتاق الحي للميت يشتاق الميت الحي ويراودها في منامه وحاول أن يخبره بذلك بعدة طرق، وإن كان هذا ليس دليل على اشتياق الطفل الميت لوالديه، حيث أن الأمر له العديد من المحاور، والتي سنتناولها من خلال السطور التالية بالتفصيل.
شاهد أيضا: كيف تقبض روح الطفل وهل يتالم الطفل عند الموت؟ وهل الطفل الميت شفيع لوالديه؟
هل الطفل إذا مات يصبح طيرا في الجنة؟
- حيث نجد أن من ضمن الأسئلة التي يسألها الكثير ممن فقدوا أطفالهم في الصغر، هل الطفل إذا مات يصبح كثيراً في الجنة، لنجد أنه اتفق أهل العلم على أن مصير أطفال المسلمين جميعهم الذين ماتوا في الصغر قبل البلوغ والتكليف، هو الجنة وذلك من باب كرم الله تعالى عليهم، حيث أنهم كانوا قبل أن يكتب عليهم التكاليف.
- كما أن هناك الكثير من الآراء التي أكدت على أن تلك الأطفال ستكون في الجنة على شكل طيور تطير في الجنة وتحلق من مكان الى آخر.
- ثم نجد أن معظم النصوص الدالة على ذلك تجعل من تلك الأطفال حياتهم على شكل مراحل، حيث يكون حالهم في متهمين في البرزخ، حيث ورد أنهم بمجرد موت الأطفال الصغيرة تدخل الجنة، حيث ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش).
- وعن أبي حسان قال: قلت لأبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أنه قد مات لي ابناً، فما أنت محدثي عن رسول الله بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟
- فقال أبي هريرة رضي الله عنه لابن حسان، نعم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم اباه، أو قال ابويه، فيأخذ بثوبه أو قال بيده، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا ينتهي حتى يدخله الله وأبو الجنة)
هل يتألم الطفل عند الموت؟
- وهنا تأخذنا الأسئلة التي تتكرر بداخلنا لنجد أننا تتساءل هل يتألم الطفل عند الموت، هو من الأسئلة التي تتردد كذلك مع سؤال هل يشتاق الطفل الميت لوالديه، لنجد أن الإجابة على ذلك تتلخص في أنه لا يوجد أي دليل على أن الأطفال مستعدون من سكرات الموت، ومن الشعور الصعب بطلوع الروح، حيث نجد أن كافة الأدلة تؤكد على أن كافة البشر يشعرون بسكرات الموت و معاناة خروج الروح من الأطفال والكبار، كما قال تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد).
شاهد أيضا: هل يعرف الطفل الميت والديه وما فضل من مات له أولاد صغار
حياة الأطفال بعد موتهم
- أما عن حال الأطفال بعد موتهم، فقد ورد فيه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكن من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار، فقالت: امرأة منهن يا رسول الله أو اثنين؟ قال: فأعادها مرتين، ثم قال: واثنين واثنين”
- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد).
هل سيحاسب الأطفال بعد الموت؟
- هو سؤال آخر يراودنا بعد سؤال هل يشتاق الطفل الميت لوالديه، لنجد أن الإجابة على هذا السؤال كذلك تتلخص في أن الأطفال الصغار الذين ماتوا وهم صغار دون سن البلوغ، لم يحاسبوا حيث أنهم مرفوع عنهم القلم، كما أنهم ماتوا قبل سن التكليف، ومن المعروف والذي يعرفه الجميع أن الإنسان غير مخاطر قبل سن البلوغ ومرفوع عنه القلم كذلك.
- ومن الأدلة على ذلك ما ورد عن رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الطفل حتى يكتمل).
شاهد أيضا: هل الطفل الميت طير في الجنة ؟
مأوى الطفل بعد موته
- يتردد كذلك من ضمن الأسئلة التي يسألها كل أب وأم فقدوا طفل لهم صغير، أين مأوي تلك الأطفال بعد الموت، وأين يكونوا وأين مستقرهم النهائي، حتى يطمئنوا على أبنائهم.
- لنجد أن الإجابة على تلك السؤال تتلخص في أنه كما ذكرنا قبل قليل أنه بالتأكيد مصير تلك الأطفال الجنة، وإن اختلف العلماء في شكل وجودهم في الجنة، ما بين طيور أو حور، إلا أن وجودة في الجنة من الأمور المؤكدة.
- كما نجد أن هناك الكثير من الأدلة كما ذكرنا سابقاً أكدت على ذلك، ومنها كذلك، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود والوليدة).
- كما وأكدت الأدلة كذلك أنهم في الجنة في كفالة إبراهيم الخليل عليه السلام وزوجته سارة رضي الله عنها في جبل في الجنة، وفي روضة خضراء من رياض الجنة.
- حيث يوجد فيها من كل أزهار الربيع والثمار المتفتحة، كما أنهم يلهون و يلعبون بين نهرين جاريين من أنهار الخلود لقول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام: (أطفال المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يدفعونهم إلى آبائهم يوم القيامة).
- وتعتبر كافة تلك الإجابة على الأسئلة التي من الممكن أن تتردد في أذهان الكثير من الآباء والأمهات الذين توفي لهم طفل صغير، كافية بأن يطمئن قلب كل أم وكل أب يتشوق لرؤية طفله، ويمزقه الشوق إليه، ليعرف أنه هو الآخر يشتاق إليه وينتظره في الجنة وأنه هو من يأخذ بيده إلى الجنة ويدخله.
- ليس فقط هذا إنما كذلك يشفع لسبعين من أهله ويدخلهم الجنة على رأسهم أبيه وأمه.
وأخيراً، فإنه وجدنا أن الكثير من الأسئلة التي تنبثق حول سؤال هل يشتاق الطفل الميت لوالديه، لنجد أنه ليس هو السؤال الوحيد الذي يدور في ذهن الكثير ألا أنه يوجد العديد من الأسئلة الأخرى التي حاولنا الإجابة عنها من خلال هذا المقال.