هل يشعر الممسوس بنطق الجن على لسانه؟

هل يشعر الممسوس بنطق الجن على لسانه؟ وما هي أعراض المس؟ وكيف يُعالَج؟ فهو من الأمور التي تُثير رعبًا بالنفوس؛ للخوف من المجهول، خاصةً الجزء الذي يبدأ فيه الممسوس بالكلام بغير صوته، ولكن هل يشعر؟ وهل فعلًا الجن من يتكلم؟ هذا ما يبينه موقع زيادة تفصيليًا.

هل يشعر الممسوس بنطق الجن على لسانه؟

يشيع بين الناس خرافة أن الممسوس يتكلم الجن على لسانه، مستندين بهذا إلى تغير صوت الممسوس ونُطقه بكلام غير مفهوم.. استنادًا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أسامة بن زيد بأنه قال للجن اخرج يا عدو الله فإني رسول الله، (وهو بالحقيقة كذب لم يرد عن النبي).

التفسير المنطقي الوحيد لتغير الصوت ذاك هو المرض النفسي المُسمى بالهيستيريا، وهو ما يدعو المريض إلى التفوه بعبارات غير مفهومة أحيانًا وتُفهم بأحيان أخرى كثيرة.. فلا شك أن المريض وقتها يشعر بنفسه وهو يتحدث ويشعر بالصوت الذي يخرج منه، ولأنه نابعٌ من عقله الباطن وتحكمه به لا يكون بنسبة 100% فيشعر وقتها أنه ممسوس.

الحقيقة أن المس واردٌ ويصيب الكثيرين، إلا أنه لا يتحكم بالإنسان كرهًا، بل المرض النفسي هو ما يفعل، وما جعل الناس يصلون لهذه التفسيرات غير الصحيحة هو قابلية المجتمعات لتصديق الخرافة والماورائيات.

الشاهد أنه يمكن ترك العلم، وترك الخرافة بذات الوقت، ونعود إلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نجده يُحدث جانًا ولا عفريتًا ولم تكن من صفاته.

لم يأمرنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن نتداوى إلا بالقرآن والصدقات، هذا أزكي للمسلم أن يطلب شفاؤه من المولى عز وجل، لا أن يتذلل للجان كي يترك جسده، فالله تعالى لم يجعل له سلطان على بني البشر إلا بوساوس بآذانهم.

اقرأ أيضًا: تصرفات المسحور مع أهله

كيف يتكلم الممسوس بلغة أخرى؟

يعتقد الكثيرون أن شعور الممسوس بنطق الجن على لسانه بلغة غريبة هو لا ريب دليلٌ قوي على أنه ليس مريضًا نفسيًا وإنما هناك من له قدرة تفوق البشر بكثير.

لكن الحقيقة أن مرض الهيستيريا هو تفصيلًا عبارة عن صِراع بحياة الإنسان لا يجد له مخرجًا، أشكاله كثيرة، ونتاجه متنوع بشتى الأعراض، إلا أن عرض الكلام غير المفهوم يعزو إلى أنّ المريض يرغب وقتها بقول أشياء لا يُسمح له بالبوح بها بلغته المفهومة.

عقل الإنسان يسعى طوال الوقت إلى أن يسير كل شيء كما يقول الكتاب، وهذا المنغص الفكري يجعله غير قادرٍ على أداء مهامه الأساسية، فيساعد الإنسان بإخراج الشحنة التي تنغص عليه لتهدأ نفسه.

يُعرف هذا العرض بالأفونيا aphonia والمقابل له من التغيرات بالصوت التي تكون مفهومة لكن مُغايرة للصوت الطبيعي للمريض يُعرف بالانشقاق، وأحيانًا يفقد المريض وعيه كما يحدث بالمس فيما يعرف بالـ historical Coma

أمّا عن الترنح الذي يصيب هذه الحالات والتشنج يتواجد أيضًا بأعراض الهيستيريا أشكال عِدة منه هي ما تفسر حقيقة شعور الممسوس بنطق الجن على لسانه.

اقرأ أيضًا: ماهي أعراض المس العارض

أعراض المس

بالحديث عن صحة أن الممسوس يشعر بنطق الجن على لسانه علينا إظهار أعراض المس الحقيقية، تلك التي لا تخُص المرض النفسي.

  • صداع دائم لا يزول.
  • اصفرار الوجه.
  • كثرة التعرق رغم برودة الجو.
  • الشعور بالحرارة فجأة.
  • برودة الأطراف فقط.
  • ضعف الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • كثرة التبول.
  • سرعة ضربات القلب.
  • ألم بعظام الكتفين وأسفل الظهر.
  • عدم القدرة على النوم.
  • الغضب لأتفه الأسباب.
  • التنهد والتجشؤ بكثرة.
  • الخمول والكسل.
  • مشاكل صحية لا يرجى لها شفاءً.
  • البعد عن طاعة الله والعبادات والنفور منها.

هل العين هي ذاتها المس؟

المنتشر بين الناس والرُقاة أن المس هو ذاته اللبس، ويعني دخول الجن إلى جسد الإنسان، مُتلبسًا إياه، دافعًا له على فعل ما لا يرغب، ويحثه على الحديث بصوته، وهو بالطبع خرافة لا دليل عليها.

إذ أنه لو كان صحيحًا أن الجن يدخل لجسم الإنسان ويخرج بأفعال الرُقاة لكان أدعى له أن يترك الإنسان يُعذب ضربًا وكويًا، وإذا ما توقف من حوله عن ذلك دخل من جديد.

حقيقة المس هي أن يُصيب الجن الإنسان بالوسوسة أو يؤذيه جسديًا بفعل أعمال السحرة، وهو يختلف حقيقةً عن العين، التي تحدث نتاجًا عن الحسد، ويحدث حين يرى الشخص ما يُعجبه لدى أخيه، فيتمنى زواله.

اقرأ أيضًا: كيف نتعامل مع الشخص الممسوس

الرقية الشرعية لعلاج المس

كثيرًا ما نرى المعالجين بالقرآن يُرهبون المرضى، ويستخدمون العنف، رغبة بسماع نطق الجن على لسان الممسوس، وهو ليس من العلم ولا من الدين، حيث أمرنا نبينا أن نتداوى بالقرآن، وحثنا الله تعالى أن نطلب العون منه دون وسيط.

  • سورة الفاتحة.
  • سورة الإخلاص.
  • سورة الفلق.
  • سورة الناس.
  • الآيات الأولى من سورة البقرة.
  • آية الكرسي.
  • “لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”. (البقرة: 256-258).
  • “يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 20).
  • “وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ”(البقرة:102).
  • “وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوَاْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ” (الأعراف:117 –122).
  • “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ”. (يونس:79-81).
  • “قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ”. (طه:65-69)
  • “مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّـهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” (البقرة: 105).
    “وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 109).
  • “ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (النحل: 69).
  • “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسارًا” (الإسراء: 82).
  • “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ*وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ” (المؤمنون: 118-115).
  • “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ” (فصلت: 44).
  • “سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” (الرحمن: 36-31).

شعور الممسوس بنطق الجن على لسانه خرافة لا دليل عليها، وبيّن العلم حقيقة الأعراض التي يُصاب بها الممسوس، وبات من الجدير بنا إلقاء هذه الخرافة وراء ظهورنا.

قد يعجبك أيضًا