الحلم بعد صلاة الاستخارة

الحلم بعد صلاة الاستخارة نقدم لكم تفاصيله اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه يمثل علم تفسير الأحلام والرؤى واحدًا من العلوم الخاصة بالنبوة، وذلك فيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة” ويقوم الله بوهب ملكة تفسير الأحلام لمن يريد من عباده، فهي موهبة أو نعمة يجود بها الله على من يشاء.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة

الحلم بعد صلاة الاستخارة

  • ما هو مدلول الحلم بعد صلاة الاستخارة وهل يشترط الرؤية لصحة الاستخارة أم لا؟ هذا ما سنتحدث عنه عبر الأسطر القادمة، لكن أولًا؛ قلنا أن الله يختص فئة من عباده ليخُصهم بملكة تفسير الأحلام، فما الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك هو قوله تعالى في كتابه العزيز “وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث”.
  • تتطلب هذه الملكة كثرة الاطلاع والإلمام بأكبر قدر ممكن من علون شريعتنا الإسلامية، فالرُؤى مرهونة بالشرع، لا يجوز تحليل ما حرمه الله، ولا تحريم ما أحله الله، إنما هي مرهونة بالشرع.
  • والجدير بالذكر أنه ورد عن أحد مفسري الأحلام، اعتقاد فئة كبيرة من الناس بحتمية وقوع الرؤى عقب تأدية صلاة الاستخارة، وبناءً عليه ينبغي طرح عدد من الأسئلة.
  • مثل: قمت بتأدية صلاة استخارة عدد من المرات دون حدوث رؤيا، أو ربما: قمت بتأدية صلاة الاستخارة وأتتني رؤية أنني بمرحلة التعليم المدرسي أو التعليم الجامعي، أي أن الرؤى التي تلي صلاة الاستخارة لا علاقة لها بهدف الصلاة أو سببها.
  • علينا معرفة أن الهدف من صلاة الاستخارة هو استخارة الله عز وجل قبل اتخاذ قرار ما، بأحد أمور حياتنا الهامة، فإذا كانت مشيئة الله هي الحدوث، قام الله بتسخير الأرض ومن عليها وتهيئة الأسباب لوقوع هذا الأمر.
  • كما أضاف مفسر الأحلام أيضًا أن عدم مشيئة الله بوقوع هذا الأمر، سخر الأرض ومن عليها وهيء الأسباب المختلفة لعرقلة هذا الأمر ومنع حدوثه، وقد ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم،  أحد الأحاديث التي تخص الاستخارة، وقد قال:

كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصينا بتأدية صلاة الاستخارة في كافة أمور حياتنا اليومية، كما يوصينا بالصورة من القرآن الكريم، حيث يقول: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلن أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله – فقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٍ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به” متفقُ عليه.

  • وقام مفسر الأحلام بتوضيح أن حدوث الاستخارة محبب في كافة أمورنا الحياتية، ليس فقط في الزواج، وقد يظن عدد من الناس أن صلاة الاستخارة لابد أن تصلى وفقًا لعددٍ معين، قد يتجاوز السبع مرات.
  • وهو غير صحيح بالمرة، حيث أن الصلاة للاستِخارة لابد من أن تؤدى مرةً واحدةً فقط قبل اتخاذ القرار مباشرةً وليس قبلها بمدةٍ أو فترة، أي لا نترك فاصل زمني.
  • إذا لم يكن أحدهم على علمٍ بالنقطة السابقة وقام بتأدية صلاة الاستخارة قبل اتخاذ قراره بيوم وشاهد إحدى الرؤى بنومه، فإن هذا الحلم بعد صلاة الاستخارة غير متعلق بالأمر الذي استخار الله لأجله.
  • أي أن تفسيرها منفصل تمامًا عن القرار الذي يرغب في اتخاذه، ربما تكون هذه الرؤية تحمل بين طياتها بشارات الأمل أو التحذير من وقوع الأمر، إلا أن هذا بشرعنا غير مقيد بصلاة الاستخارة التي تم صلاتها.

اقرأ أيضًا: أفضل وقت لصلاة الاستخارة

هل الرؤية ضرورية عقب صلاة الاستخارة

  • أحكام الفقه لا تبنى على ما يراه النائم بنومه، حيث أن المنامات تمثل أحد الثغرات التي يتسلل منها الشيطان وجنسه إلى بني آدم وعقله وتفكيره، فيبَث له ما يريد من أشياء مغلوطة، حيث يقوم باللعب بعقل الإنسان خلال نومه، وقد ورد حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: “الرؤيا ثلاثة، من الرحمن، ومن الشيطان، وحديث نفس” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • إذن فكل رؤية يراها الإنسان بنومه، قد يكون للشيطان نصيب بها، إلا إذا تضمنت هذه الرؤية رؤية وجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال بحديثٍ شريف:
  • “من رآني في المنام فقد رآني حقًا، فإن الشيطان لا يتمثل بي” وعلينا بالتركيز على كل من “من رآني” و”فإن الشيطان لا يتمثل بي”  حيث يمكن أن تتضمن رؤية كل من وجه الرسول الكريم، وصوت الشيطان الرجيم أعاذنا الله وإياكم، تكون العصمة هنا في رؤية وجه النبي، لا في سماع صوت الشيطان، فمثلا يقول بعض الناس:
  • رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرني كذا وكذا، ويقول ما قيل بالحلم غير موجود بالدين، هنا تكون الرؤية حقيقية ولا مجال للشك، لكن الصوت الذي سمع بالحلم ليس صوت نبينا الكريم، إنما هو صوت الشيطان.
  • أما إذا رأيت صورة أخرى بالمنام غير صورة النبي الكريم، وخيلت لك نفسك أن من رأته بالمنام هو الرسول صلى الله عليه وسلم، يكون هذا أحد الشياطين، فهو لا يمكنه التمثل بهيئة النبي.
  •  لكن الشيطان بإمكانه التمثل بأي شخص آخر لتضليلك وخداعك بكونه النبي، وقد يتجرأ ليتمثل في كونه الله أيضًا -حاشا لله- فكما يرد بالعالم الخاص بالمشاهدة من يتجرأ ويتفوه بأنه هو رب العزة، مثل الدجال.
  • فيحتمل أيضًا أن يحاول الشيطان العبث مع الإنسان بإحدى مناماته ويقول أنه هو رب العزة، وهنا يعتقد صاحب الرؤية على جهلٍ منه أنه قد رأى الله.
  • الجدير بالذكر أن الله ليس كما يتصور أي من بني آدم، فالله – جل شأنه – بعيد كل البعد عن تخيلات البشر، مخالفًا تمامًا لما قد يأتي للإنسان بمنَاماته، والدليل على ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير” صدق الله العظيم.
  • ويعد أصدق الناس حديثًا، هم أصدق الناس بالرؤى، فمن صدق كلامه، صدقت مناماته وغدت واقعًا، ووقوع ما حدث بالمنام بالحقيقة هو أحد علامات الخير، وهو ما كان يحدث مع رسولنا الحبيب ببدَاية بعثته النبوية، وقد تناولناه بحديثه بالأعلى “الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة”.

اقرأ أيضًا: تجارب صلاة الاستخارة في الزواج

الحكم الشرعي للرؤية

لا ثبات لأي من الأحكام الشرعية بخصوص الرؤى، إنما هي تؤنس فقط، فلا علاقة بين وقوع الرؤية وصلاة الاستخارة التي صليت قبلها، حيث يمكن أن يستخير المرء ربه ولا يرى منامًا، إلا أن وقوع رؤية مبشرة أيضًا بعد صلاة الاستخارة يفسر كخير، إلى جانب راحة القلب وانشراح الصدر، مع مراعاة عدم التلازم بين كل من الاستخارة والرؤى.

قد يعجبك أيضًا