شارب الخمر لا تقبل صلاته وضع الإسلام مجموعة من القوانين لحماية الإنسان المؤمن والمجتمع، حيث حرم علينا الإسلام كل ما يكون به ضرر، وأحل كل ما هو به خير لجميع البشر، فما منعنا الله تعالى من شئ لأنه خبيث إلا وعوضنا عنه بشئ آخر طيب، فقال الله تعالى في كتابه الكريم “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ”.
شارب الخمر لا تقبل صلاته
فإن من المعروف عن النفس البشرية أنها تتبع الشهوات بدون أي تفكير عن النتيجة أو ما يترتب على هذا من ضرر، قد يصيب الجسم، ولهذا علم الإسلام المسلمين كيفية ترويض النفس، وعدم تركها دون مراقبة، كما علمنا الإسلام كيفية اتخاذ الأسلوب الصحيح للوقاية للعلاج.
وبما أن الخمور كانت معروفة ومنتشرة كثيراً في وقت الجاهلية، حيث أنها كانت تشرب في معظم البيوت بدون معرفة إذا كان هذا الأمر خاطئ أو لا، بل إن الأمر كان قد يتعدى في بعض الأحيان لدرجة مدحها من خلال الأشعار، والتباهي بها.
وضع الإسلام حل شرب الخمر بخطوات متدرجة
- الإسلام قد جاء بالحل لهذا المشكلات، وبأسلوب أكثر تدرجاً، حيث أن في بداية الأمر بدأ القرآن الكريم بالتنفير من شرب الخمر، وهذا عند ذكر الله تعالى في القرآن الكريم، حيث وصف الله تعالى الثمرات أنها تكون رزق حسن ولم يوصف السكر بهذا التعبير.
- وبعد ذلك بين الله تعالى الأضرار التي تحدث عند شرب الخمر، والتي تكون أكثر بكثير من منافعه.
- ثم حرم الله تعالى شرب الخمر عندما يقترب وقت الصلاة، حيث عدم الإقتراب من الصلاة الشخص في حالة من السُكر.
- أما في المرحلة الأخيرة وبعدما تهيأت النفوس لهذه الخطوة، وبعد أن تبين للناس الأضرار الواقعة على شرب الخمر، وما يمكن أن ينتج من الإستمرار في شربه، جاء التحريم النهائي لشرب الخمر، فاعتبر من عمل الشيطان، ولهذا التزم المسلمين بالإبتعاد عن شربه.
ومن هنا نتعرف على تفسير شرب الخمر في المنام ولم يسكر وشخص يشرب الخمر ولا يسكر للمرأة الحامل : تفسير شرب الخمر في المنام ولم يسكر وشخص يشرب الخمر ولا يسكر للمرأة الحامل
ما هو حكم صلاة شارب الخمر
لاشك أن شرب الخمر من المعاصي الكبرى، والتي توقع الإنسان في الفواحش والمعاصي، وهذا الأمر يكون متناقض مع أخلاق الصلاة، وما يأمرنا به الله تعالى “وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر”، وشرب الخمر من الأمور التي تجعل الإنسان يلتهي عن أداء الصلاة، وذلك لأنه يكون فاقداً العقل عندما يشرب الخمر.
ولكن إن ذهب مفعول الخمر ثم ذهب لأداء الصلاة، فنرجو أن يتقبلها الله تعالى منه، فالصلاة فريضة من الضروري أدائها، بينما يكون شرب الخمر من المعاصي المرتكبة، ولهذا تكتب له الحسنات بعد أداء الصلاة، وتكتب عليه السيئات بعدما يشرب الخمر، ولكن لا ينبغي أن ننصح شارب الخمر بعدم الصلاة، بحجة عدم قبول الله تعالى لهذه الصلاة، وذلك لأن المسلم الذي يصلي فإنه متمسك بالأمل من أجل العودة إلى الطريق الصحيح، وشارب الخمر الذي يؤدي الصلاة أفضل من الذي يتركها.
هل شارب الخمر لا تقبل صلاته
بالنسبة إلى أحكام الله تعالى بشأن قبول صلاة شارب الخمر، فإن الصلاة تكون غير مقبولة، ودليل ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “مَن شرِبَ الخمرَ وسَكِرَ، لم تُقبَلْ لَهُ صلاةٌ أربعينَ صباحًا، وإن ماتَ دخلَ النَّارَ”.
الحكمة من تحريم الله تعالى شرب الخمر
إن شرب الخمر كان معروفاً كثيراً في الجاهلية، ولكن بعض الأشخاص كانوا يرفضون شرب الخمر بدون ذكر العلة من هذا الأمر، سواء كان السبب في هذا ديني أو عقائدي، ولكن ما قيل أنهم لا يشربون من أجل ذهاب العقل، ولأن الخمر له الكثير من الأضرار فإنه أصبح من الضروري على فقهاء وعلماء الدين أن يحرموا شربه ويحذرون منه، لأن هذا يترتب عليه الكثير من الأضرار.
وندعوكم لقراءة موضوع ما هي الصلاة التي يركع فيها المصلي أربع مرات ويسجد أربع مرات ؟ ما هي الصلاة التي يركع فيها المصلي أربع مرات ويسجد أربع مرات؟
شرب الخمر من عمل الشيطان
- كما أن الشيطان يزين إلى الناس شرب الخمر حتى يذهب عقولهم، حتى يفسد أخلاقهم وأعمالهم، يكون شارب الخمر معرض للقيام بأي عمل سئ بدون معرفة أو إدراك أفعاله، حيث يمكنه أذية نفسه أو من حوله وهو فاقد للوعي، وحرمه الله تعالى في هذه المواضع والتي يكون عددها سبعة، وتذكر في الآية الكريمة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ”.
- يبين الله تعالى في هذه الآية أن شرب الخمر من الأفعال الخبيثة والتي تكون محرمة كثيراً، فمثله مثل عبادة الأصنام، بالإضافة إلى أنها من الأعمال التي يشجع الشيطان عليها، فإنه يريد شرب الإنسان الخمر حتى يستطيع أن يوقع العداوة بين جميع الناس، والأهم من كل ذلك أن شرب الخمر يجعل الإنسان يلتهي عن ذكر الله تعالى، وعن القيام بالعبادات التي تكون مطلوبة منه مثل الصلاة.
عقوبة شارب الخمر في الدنيا وفي الآخرة
- إن شارب الخمر ينتهي به المطاف إلى الإنحراف عن المسار الصحيح الذي أرشدنا إليه الله تعالى ودين الإسلام، حيث يترتب عليه دمار شامل لا ينتهي فقط بتدمير شارب الخمر، بل إنه يصل أيضاً إلى تدمير الأسرة.
- ويكون عقوبة شارب الخمر في الدنيا والآخرة هي اللعن والطرد من رحمة الله تعالى، فقال ابن العباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “أتاني جبريلُ فقال: يا محمدُ إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَعَنَ الخمرَ وعاصِرَها ومُعتصِرَها وشارِبَها وحامِلَها والمحمولةَ إليه وبائِعَها ومُبتاعَها وساقِيها ومُستَقِيها”.
- ومن العقوبات أيضاً التي تقع على شارب الخمر في الدنيا، هي ضياع الإيمان، ولو مات الشخص الذي يشرب الخمر بدون أن يتوب إلى الله تعالى كانت نار جهنم هي جزاؤه.
ونرشح لكم قراءة موضوع ما هي مبطلات الوضوء وشروط صحة وقبول الصلاة في الاسلام : ما هي مبطلات الوضوء وشروط صحة وقبول الصلاة في الإسلام
كيف تتصرف الزوجة تجاه الزوج شارب الخمر
إذا كان الزوج يشرب الخمر فإن هناك بعض الأمور التي تقع على عاتق الزوجة والتي تتمثل في:
- النصح والإرشاد في الوقت الذي تعلم فيه أنه يشرب الخمر، أو إذا جلب الخمر معه إلى البيت، حيث تبين إليه ما ينتج من شرب الخمر سواء في الدنيا أو في الآخرة.
- كما يكون عليها دائما أن تذكره بأنه يكون القدوة إلى الأبناء، ومن الضروري أن يكون قدوة حسنة لأن جميع الأبناء يقلدون آبائهم سواء في الأقوال أو الأفعال.
- وفيما يتعلق بالمعاشرة الزوجية عند شرب الخمر، فهى حلال ولا تفسخ عقد الزواج، وإذا نتج عن هذه العلاقة أبناء فإنهم يكونوا شرعيين، ولكن عندما يصل الرجل إلى مرحلة عدم اعترافه بأن شرب الخمر من المحرمات، فإنه في تلك الحالة يقع في حالة الكفر ويفسخ عقد زواجه.
- على الزوجة أن تدعو الله تعالى لهداية زوجها وابتعاده عن شرب الخمر، ويقع على عاتق الزوجة هنا تحمل مسؤولية الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة التي تقوم على تعاليم مباديء الإسلام، وتوضيح أن فعل الأب بشرب الخمر محرم، ولا يرضى عنه الله تعالى.
أسباب تحريم الله تعالى شرب الخمر
- يكون شرب الخمر هو السبب في فساد العقول، وسبب في فقدان المال وضياعه.
- شرب الخمر يفسد الشخص كرامته، وتعمل على هدم جسمه، لأنها سموم تؤثر على صحة جسمه وليس فقط عقله.
- كما يكون شرب الخمر هو السبب في فساد أخلاق شاربها، وقد يؤدي به إلى مرحلة الجنون، والضعف والفقر.
- يكون شرب الخمر هو السبب في التقاتل والكره بين الناس، لأن شارب الخمر قد يسب ويعتدي على الآخرين بدون وعي.
- يبعد الخمر الإنسان عن الصلاة، وعن ذكر الله تعالى.
- إن الخمر يكون نجس، واجتمع أهل العلم أن الخمر يكون نجس ومن أعمال الشيطان، وهذا من الناحية المعنوية، وأما بالنسبة إلى النجاسة الحسية، فإنه أيضاً يكون نجس ومن الضروري الإبتعاد عنه، وغسل كل ما يصيب الخمر سواء كان الجسم أو كان الثوب.
ومن هنا يمكنكم التعرف على تعليم الصلاة الصحيحة وعدد ركعات الصلوات المفروضة : تعليم الصلاة الصحيحة وعدد ركعات الصلوات المفروضة
وإلى هنا نصل إلى نهاية الحديث عن شارب الخمر لا تقبل صلاته، فإن شرب الخمر من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي، بسبب أنه يذهب العقل ولا تقبل صلاة شارب الخمر لمدة أربعين يوم، فقدمنا إليكم أحكام الشرع عن شرب الخمر داعمين هذه الأحكام بالقرآن والسنة النبوية.