مدة خلافة عمر بن الخطاب

مدة خلافة عمر بن الخطاب تُعد من أطول فترات حكم الخلفاء الراشدين، كان الخلفاء الراشدين من أفضل الحُكام الذين مروا على التاريخ الإسلامي منذ أن عرفه التاريخ، وذلك لأنهم كانوا يسيروا على نهج الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- في كل شيء.

من أهم الأشياء التي كانوا يحاولون المحافظة عليها في عهدهم، هي نشر تعاليم الدين الإسلامي وتوسعة بقاعه في جميع أنحاء العالم، لذلك سنعرض لكم مدة خلافة عمر بن الخطاب من خلال موقع زيادة.

مدة خلافة عمر بن الخطاب

من الجدير بالذكر أن مدة خلافة عمر بن الخطاب، كانت من أطول فترات الحكم التي شاهدها التاريخ الإسلامي بأكمله منذ بداية فترة حكم الخلفاء الراشدين- رضي الله عنهم وأرضاهم-، فقد استمرت خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- لمدة عشر سنوات وستة أشهر وأربع ليال.

حيث تولى أمر الخلافة سنة 13هـ في شهر جمادى الآخرة عقب وفاة أبي بكر رضي الله عنه، وتم تسليم الخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وتسلم أمر المسلمين خلفًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

كما يروي ابن كثير في البداية والنهاية أنه قد عهد أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب وقد كتب العهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد بايعه المسلمون جميعا ورضوا به خليفة عليهم، وقد كان هو أوّل من لقّب بلقب أمير المؤمنين.

اقرأ أيضًا: متى توفي خالد بن الوليد

خلافة عمر بن الخطاب

في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فهو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشى العدوي، وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين، حيث كان من أبطال المسلمين في الجاهلية وأشرافهم وله السفارة فيهم، أسلم عمر بن الخطاب قبل الهجرة بخمس سنوات، في الوقت الذي كان فيه المسلمون مستضعفين فخرج عمر إلى المشركين وجاهر بإسلامه وتحداهم.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ( عمر بن الخطاب أو أبى جهل ) فكان أحبهما عمر بن الخطاب.

أما حكمه فتولى الحكم بعد وفاة أبي بكر الصديق- رضي الله عنه وأرضاه- في العام الثالث عشر من الهجرة، وكان عهده يتميز بالعديد من المميزات، ومن أهمهم اتساع حدود الدولة الإسلامية، فقد كان عمر بن الخطاب شجاع وفصيح، وذو حكمة، وشهامة، لذلك نجد أن جميع شعبه كانوا يحبونه.

مميزات مدة خلافة عمر بن الخطاب

في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد اتصفت فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وامتازت فترة خلافته بالكثير من المميزات وأشهرها، وهذا ما سنعرضه لكم في الفقرات التالية:

1- اتساع الفتوحات الإسلامية في فترة خلافته

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، ففي فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه اتسعت الفتوحات الإسلامية وحدثت في فترة خلافته الكثير من المعارك التي فتحت بسببها الكثير من البلاد كفتح القادسية ونهاوند وغيرها من البلاد، كما فتحت في عهده الكثير من المدائن.

من أهم هذه الفتوحات هي فتح مصر في عام 641م/ 20-21 هـ، وذلك بقيادة القائد العظيم عمرو بن العاص، ومن الجدير بالذكر أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يكن يأمل بفتح مصر وكان خائف من هذه الخطوة كثيرًا، وذلك بسبب أن الحامية العسكرية الرومانية التي كانت تتواجد في مصر في هذه الفترة كانت قوية للغاية.

فكان الخليفة يقلق من أن ينهزم جيش المسلمين، وعلى الرغم من ذلك الخوف من ناحية الخليفة عمر بن الخطاب، إلا أن القائد عمرو بن العاص، كان يرغب بشدة في فتح مصر وضمها إلى البلاد الخاضعة للفتح الإسلامي، وبالفعل تمكن القائد عمرو بن العاص من إقناع الخليفة بفتح مصر، وذهب إلى فتحها في عام 20هـ وبعث معه الخليفة بجيش كبير جدًا وقوي.

مما أدى إلى تمكن هذا القائد العظيم الداهية العسكرية بفتح مصر والسيطرة على الأمور الداخلية بداخلها، ومن أهم الأعمال التي قام بها المسلمين بعد فتح مصر مباشرةً هي تغيير عاصمة مصر إلى القاهرة بدلًا من مدينة الإسكندرية، وذلك لأن المسلمين لم يكونوا على علم كافي بأمور البحار أو الحاميات العسكرية عامةً.

بالإضافة إلى تأسيس أول مسجد في التاريخ الإسلامي يتواجد في مصر، وهو مسجد عمرو بن العاص الذي يتواجد في مصر القديمة بالعاصمة القاهرة، ومن الجميل في هذا المسجد أن الخلفاء الراشدين أو مثلما يطلق عليهم الصحابة هم من قاموا بتشييد هذا المسجد بأيديهم.

استكمالًا لحديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فمن الجدير بالذكر أن هذا المسجد القديم لم يتبقى منه سوى الهيكل الخاص به حاليًا، وذلك بسبب الكثير من الترميمات التي حدثت فيه، والتي أدت إلى تغيير شكله إلى حد كبير.

بالإضافة إلى تغيير مساحته عما كانت في السابق، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن هذا المسجد يُعد من أهم المساجد وأجملها المتواجدة في مصر.

كما حدث في فترة خلافته امتداد لحدود الدولة الإسلامية، وقد تم ذلك الامتداد من حدود ولاية برقة غربًا وحتى نهر جيحون شرقًا ومن ناحية الشمالً من بحر قزوين إلى حدود المحيط الهندي في الجنوب، ومن أهم ما امتازت به مدة خلافة عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- هي إنهاء الإمبراطورية الفارسية بأكملها.

مع قضائهم على جميع الآثار الباقية من الديانة الوثنية التي كان الرومان ومن قبلهم البطالمة أو اليونانيين يتبعونها، وإعلان الإسلام دينُا رسميًا لجميع البلاد التابعة لهم في هذه الفترة، بالإضافة إلى أنه حفظ للأقباط حقوقهم في القيام بشعائرهم الدينية بأكملها وبحرية تامة.

2- ضبط الدولة الإسلامية

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد عمل عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه وأرضاه-  في فترة خلافته على ضبط الدولة الإسلامية عن طريق إحكام إدارة الدولة، والاستعانة برجال صالحين يتسمون بالتقوى وحسن الإدارة والأمانة.

بعد النظر لإدارة أمور الولايات البعيدة وإدارة الولايات القريبة فكان يباشرها بنفسه، وكان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يتحرى في عمله التقوى والأمانة والعدالة التامة، فمن المقولات التي كانت تُقال عن عدله:” وإذا سألوك عن العدل، قل مات عمر”، مما تؤكد لنا هذه المقولة إلى مدى اتصاف هذا الصحابي الجليل والحاكم القوي بالعدل والعمل به.

من المواقف التي تؤكد لنا أنه كان يتصف بالعدل، الموقف الذي حدث في عام الرمادة، حيث حدث في يوم من الأيام أنه قد جاء مبعوث إليه قادم من أعدائه الروم حتى يسال عن قصر الخليفة عمر، فدله الناس على مكان القصر الخاص به، فلما رأى المبعوث أن عمر متكئًا أسفل ظل شجرة، قال الجملة الشهيرةيا عمر! حكمت، فعدلت، فأمنت، فنمت“.

من الجدير بالذكر أن الخليفة عمر بن الخطاب، على الرغم أنه كان هو الخليفة، إلا أنه كان يرتدي مما يرتدي الناس البسطاء، ويأكل مما يأكلون، أو أقل منهم في الحقيقة، فكان لا يتكبر على أحد بسلطته، فهو كان من أبسط الناس وأحسنهم خلقًا.

اقرأ أيضًا: الصحابي سعد بن أبي وقاص

3- كثرة الإصلاحات والإنشاءات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

استكمالًا لحديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد امتاز عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بكثرة الإصلاحات والإنشاءات في الولايات التابعة للدولة الإسلامية، فهو أول من أتخذ التقويم الهجري والسير عليه، وهو أيضًا أول من أتخذ بيتًا لمال المسلمين.

كذلك هو أول من بنى الكثير من المدن الجديدة، كمدينة الكوفة والبصرة في العراق على سبيل المثال، كما أفتتح في مصر مدينة الفسطاط التي جعلها العاصمة، وعمل كذلك على توسعة المسجد النبوي، وقام بتدوين الدواوين، بالإضافة إلى أنه أنشأ ديوان العطاء والجنود وغيره من الدواوين، كما قام بتقنين الجزية على أهل الذمة والكثير من الإنشاءات الأخرى.

كما تم في عهده بداية الاهتمام بالخطط التنظيمية للجيش الإسلامي، وأصبح في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إجباريًا على المسلمين، وذلك عكس ما كان في عهد النبي- صلَّى الله عليه وسلم-، فقد كان رسول الله لا يجبر المسلمين على الجهاد، بل كان يدعو من أراد من الناس للجهاد.

فقد ذكر ذلك في السيرة النبوية، فقد قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتغيير هذا النظام وجعل الجهاد والقتال إلزاميًا على كل من في الدولة الإسلامية، ومن الجدير بالذكر أن خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- قد انتهت باستشهاده وذلك كان في يوم الأربعاء الموافق 26 من شهر ذي الحجة سنة 23 للهجرة أثناء أدائه لصلاة في المسجد مع المسلمين.

فعندما شرع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في البدء في الصلاة، إذا فجأة تلقى عدة طعنات من خنجر مسموم بيد أبي لؤلؤة المجوسي، الذي كان في خلافة عمر بن الخطاب- رضي اللَّه عنه- مولى للمغيرة بن شعبة.

وقع أمير المؤمنين وقام بحمله المسلمون إلى داره واستمر في حالة إغماء وقتًا طويلًا، وعندما فاق كان أول شيء سأل عنه هو الصلاة، وسأل هل أكمل الناس الصلاة بعدما غدر به في المسجد أم لا.

أما بالنسبة للغلام المجوسي أبو لؤلؤة، فقد قام بطعن عدة رجال من المسلمين في المسجد، وفي النهاية أتحد المسلمين المتواجدين بالمسجد على الغلام المجوسي أبو لؤلؤة طرحوه أرضًا، وعندما أيقن المجوسي أبو لؤلؤة، أنّه مقبوض عليه فقام بطعن نفسه ومات في الحال.

يرجع سبب حقد الغلام المجوسي أبو لؤلؤة، هو أن أبا لؤلؤة لم يكن قد أسلم ولكنه ادعى إسلامه وهو كان يكره عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لأنه قد أزال الإمبراطوريّة الفارسية عن يديه وفي عهده فينتقم من الخليفة وقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومات شهيدًا بعد هذه الطعنات الغادرة، وقد ترك عمر بن الخطاب الأمر شورى بعده بين المسلمين ولم يول أحدًا من بعده.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الصحابي الجليل الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، كما أنه لقب بالفاروق عمر بن الخطاب، وهو الخليفة الراشدي الثاني كما سبق القول، وكانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هي من فترات الخلافة العادلة، حيث قام بحكم الأمة الإسلامية بالعدل بين الناس، عدلًا لم تكن تعرفه الأمة الإسلامية قبل عمر أبدًا.

استكمالًا لحديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد شهد الإسلام في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-  فتوحات عظيمة فقد وصل المسلمون في فترة خلافته إلى الشام ومصر وفلسطين، كما دخلوا أيضًا عاصمة الفرس وهي المدائن، بالإضافة إلى ازدهار الدولة الإسلامية في خلافته.

حيث أصبحت قوة عظمى ليس لها مثيل في الشرق، ومن الجدير بالذكر أنه قبل أن يُقتل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- على يد العبد المجوسي الحاقد، الذي يُطلق عليه أبو لؤلؤة المجوسي، الذي قام بقتل الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله – وهو قائم يصلي بالمسلمين صلاة الفجر.

4- الاهتمام بالزراعة وتمهيد الطرق

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد اهتم الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- بتمهيد الطرق حتى يُسهل الاتصال بين المدن وبعضها، وإنشاء السدود والقناطر، بالإضافة إلى قيامه بشق فروع مُتعددة للأنهار التي كانت تتواجد في البلاد التابعة له وللحكم الإسلامي.

كما اهتم كثيرًا بالزراعة، خاصةً في مصر، وذلك لأن الزراعة في مصر كانت مزدهرة جدًا في هذا الوقت، مما أدى تصدير العديد من المحاصيل الزراعية التي يتطلبها السوق الخارجي، ونتج عن ذلك رُقي وعلو شأن الدولة الإسلامية.

5- التوسع العسكري

استكمالًا لحديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقام عمر بن الخطاب بالعديد من حملات الفتوحات في الكثير من الدول ومدن العالم العربي كما سبق القول، لذلك وجب علينا أن نختصر لكم هذه الفتوحات التي قام بها هذا الخليفة العظيم في النقاط التالية:

  • فتح مصر.
  • فتح العراق.
  • فتح الشام.
  • فتح بلاد فارس.
  • فتح القدس.
  • فتح أذربيجان.

اقرأ أيضًا: كم دامت خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

إنجازات عمر بن الخطاب

بعد أن عرضنا لكم مدة خلافة عمر بن الخطاب، وقمنا بالتعرف على مميزات عصر الخليفة، لا بد من ذكر أن عمر بن الخطاب كان له الكثير من الإنجازات التي قام بها في فترة حكمة ومن قبلها، لذلك سنعرض لكم الآن بعض من إنجازاته في النقاط التالية:

  • أبعد اليهود عن الجزيرة العربية.
  • قام بإلغاء الجزية عن الفقراء والعجزة.
  • أعطى الفقراء والمساكين من أهل الكتاب من بيت مال المسلمين.
  • منع هدم كنائس النصارى، بالإضافة إلى منحهم حريتهم في ممارسة شعائر دينهم بكل حرية.
  • وضع قرار أو قانون بأن تؤخذ الجزية على حسب المستوى المعيشي.
  • أول من قام بجمع الناس لأداء صلاة التراويح.
  • قام عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في موسم الحج.
  • هو أول من جعل الخلافة شورى بين عدد محدد.
  • قام بتوسعة المسجد النبوي.
  • يُعد هو أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم.
  • قام بتأسيس نظام التدوين في الدواوين.
  • أول من قام باتخاذ دار التموين.
  • وضع وقف الإسلام، أو الأوقاف.
  • أول من أحصى أموال كبار الدولة وقواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم.
  • يرجع إليه الفضل في تأسيس بيتًا لأموال المسلمين.
  • قام بضرب الدراهم، بالإضافة إلى تقدير وزنها.
  • أمر بأخذ زكاة عن الخيل.
  • قرر جعل نفقه اللقيط من بيت مال المسلمين، وكان هذا أول مرة يحدث في التاريخ الإسلامي.
  • أول من مسح الأراضي، مع قيامه بتحديد مساحاتها.
  • قام بتأسيس واتخاذ دار للضيافة.
  • كما كان يقوم بإقراض الفائض من بيت المال للتجارة.
  • وضع حامية عسكرية على الحدود بأنواعها سواء بحرية أو برية، أو مهما كانت، وذلك لتأمين حدود البلاد من جميع الجهات.

نَسب عمر بن الخطاب ونشأته

في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، ويرجع نسبه إلى معد بن عدنان، وهو من بني عدي من قريش وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل ابن عمه، كان موحدًا على ملة إبراهيم عليه السلام وكان أخوه زيد بن الخطاب- رضي الله عنه- قد أسلم وسبقه إلى الإسلام.

أم الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابنة عم الصحابي الجليل خالد بن الوليد- رضي الله عنه-، وقد وُلد عمر في السنوات التي تلت عام الفيل، وإن أصح القول فقد وُلد بعد رسول الله- صلَى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة سنة فقط.

عاش عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في منزله، الذي كان يقع في أصل الجبل (جبل عمر)، فقد كان هذا الجبل يُسمى بجبل العاقر، حيث كان يسكن عنده بني عدي بن كعب أهل الفاروق عمر، ومن المتعارف عليه أنه نشأ في قريش، تعلم القراءة والكتابة في صغره، كما كان يرعى إبل أخواله من بني مخزوم.

أما عن والده الخطاب فقد كان رجلًا غليظًا في المعاملة، وشديدًا في الطبع وقاسيًا جدا، ولكنه قد علم عمر بن الخطاب المصارعة وركوب الخيل والشعر أيضا في صغره، حتى أصبح الفاروق فارسًا من أبرز فرسان قريش، فكان كلما تقدم بالعمر تكتمل دائما شخصيته العظيمة، فيُمكننا أن نقول إن والده كان سببًا رئيسيًا في تكوين شخصية عمر بن الخطاب الرائعة.

سافر عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- للتجارة في جميع أسواق العرب المعروفة، ورحل الفاروق إلى الشام واليمن حتَى أصبح من أثرياء قريش، ومن أشراف مكة أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان سفير قريش وهو أيضًا مبعوثها الرسمي للمفاوضة مع الأعداء وغيرهم في الجاهلية.

حيث كان الفاروق في الجاهلية على دين آبائه وأجداده، وكان يشرب الخمر، ويعشق النساء حتَى جاء الإسلام، وأعلن إسلامه، ومنذ هذا الوقت توقف عن فعل الفواحش التي كانت منتشرة في هذا الوقت، والذي لم يكن على علم أنها تُغضب الله قبل دخوله اعتناقه الإسلام.

إسلام عمر بن الخطاب

في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد كان أحد أشداء قريش وكان أكثرهم حقدًا على المسلمين، قبل إسلامه، كما أنه كان يحزن لما حدث في قريش من فرقة الدين وانضمام أتباع رسول الله- صلى الله عليه وسلَم- إلى الإسلام وتخليهم عن دين أجدادهم وآبائهم.

كان قد قرر في ذات يوم أن يستل سيفه ويذهب لقتل رسول الله- صلى الله عليه وسلم، ويرجع الناس إلى دين أجدادهم وآبائهم في الجاهلية، ولكن عندما خرج مستلًا سيفه قد رآه أحد الرجال في الطريق وأخبره بإسلام أخته فاطمة وكذلك اعتناق زوجها سعيد بن زيد الإسلام.

ففي هذا الوقت سارع الفاروق إلى منزل أخته فوجد أخته وزوجها يقومون بقراءة ما نزل من القرآن، فقام ببطش أخته كذلك قام بضرب خباب، ولكنه في الحال قد ندم وطلب منهم أن يعطوه ما يقرؤونه فرفضوا إعطاءه حتَّى يتوضأ، فقام عمر وتوضأ فأعطوه القرآن الكريم حتى يقرأ أوائل سورة طه التي قد نُزلت في هذا الوقت.

فقال الفاروق في هذه اللحظة قائلا: “ما أحسَنَ هذا الكلامَ وأكرمَه”، وبعد ذلك طلب الفاروق من خباب أن يدله على مكان رسول الله- عليه الصلاة والسلام- فدلَه خباب عن مكان النبي، وقام الفاروق بالذهاب إليه ليعلن إسلامه.

اقرأ أيضًا: من هو قاتل عثمان بن عفان

أخلاق عمر بن الخطاب

في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فمن الجدير بالذكر أن الفاروق كان يتمتع بالعديد من الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة، على الرغم من أنه كان حاد الطباع وغليظ في أغلب الأوقات، إلا أنه كان يتمتع في نفس الوقت بصفات اللين والشفقة، لذلك سنعرض لكم الآن بعض الصفات التي كان يتمتع بها في النقاط التالية:

  • الزُهد.
  • الهيبة.
  • الصبر والجزع.
  • البُعد عن المدح والثناء.
  • الكرم.
  • الشجاعة.
  • الشدة، على الرغم من أنه كان لين في المعاملة، ولكنه كان شديد وحاسم مع الأعداء.
  • الورع.
  • حبه للذكر والمواعظ.
  • الحكمة.
  • قبوله للحق وشرعة عن الرجوع إليه.
  • غيرته على محارم الله.
  • الرحمة.
  • القوة.
  • الفطنة.
  • تقبل النقد.
  • التواضع.
  • الخوف من الله.
  • حب الرسول- صلى الله عليه وسلم-.
  • الأخلاق العظيمة.
  • الشورى.

تسميته بأمير المؤمنين

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد كان الصحابي الجليل والخليفة الصالح عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه، يُلقب بأمير المؤمنين، وذلك بسبب أنه بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يقول له أقرابه أنه خليفة الرسول، ولكن تولى الخلافة بعد وفاة الرسول الصحابي الجليل أبو بكر الصديق- رضي الله عنه وأرضاه-.

لذلك تغير هذا اللقب وأصبح خليفة خليفة الرسول- صلى الله عليه وسلم- لكن اعترض عمر بن الخطاب على هذا اللقب، وقال فمن جاء من بعدي يُصبح خليفة خليفة خليفة الرسول.

فقال لهم أجمعوا على لقب واحد، لذلك أجمعوا أنهم سوف يطلقون عليه أمير المؤمنين، حيث قال أصحاب رسول الله نحن المؤمنون وعمر أميرنا. فدُعي عمر أمير المؤمنين.

فمن الجدير بالذكر أن عمر بن الخطاب ليس أول شخص يُدعى بهذا اللقب، حيث عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سُمي بلقب أمير المؤمنين، وذلك كان في السرية التي بعثه فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنُة.

بعض القصص التي وردت عن عمر بن الخطاب

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فمن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من القصص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا ما سنعرضه في الفقرات التالية:

فقد عاش الفاروق قصصا عظيمة بعد إسلامه، وأعز الله به الإسلام من البداية وحتى بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكذلك بعد وفاة أبي بكر- رضي الله عنه وأرضاه- فأصبح عمر الخليفة الراشدي الثاني بعد وفاة أبي بكر الصديق، وكانت خلافة عمر بن الخطاب من الفرات التي ساهمت بشكل كبير للغاية في ازدهار الدولة الإسلامية.

ففي خلافة عمر بن الخطاب قد انتشر العدل والأمن والأمان، وذلك لأنه كان تقيًا وراعيًا تشهد له الدنيا بذلك، وأشهر ما جاء عن قصص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لقد كانت من أشهر القصص أنه عام الرمادة في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد قصة شهيرة من قصص الفاروق في ذلك العام وقد رواها أبو هريرة رضي الله عنه حيث كان يقول:

“يرحم الله ابن حنتمة -يعني عمر- لقد رأيته عام الرمادة وإنَّه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم، فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة، قلت: قريبًا، قال: فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صرم نحو من عشرين بيتًا من محارب، فقال عمر: ما أقدمكم قالوا الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشويًا كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا، وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك”.

فقد كانت قصة عمر بن الخطاب مع ابن عمرو بن العاص أنه قد جاء رجل من أهل مصر ذات يوم إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له: –

“يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم”، فأعاذه عمر فقال الرجل: لقد سابقت ابن عمرو بن العاص -وكان عمرو بن العاص والي مصر آنذاك- فسبقته فضربني بالسوط وصار يقول: أنا ابن الأكرمين، فبعث عمر رسالة إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنه يأمره بالقدوم إلى المدينة هو وابنه، ثمَّ لما حضر عمرو بن العاص وابنه، أمر عمر الرجل المصري أن يضرب ابن الأكرمين بالسوط، فضربه، وقال عمر مقولته الشهيرة: “مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا”.

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فهنالك أيضًا قصة طعام الفاروق لما كان قد اشتد البلاء على الناس في عام الرمادة فقد كان يصوم الفاروق وعندما يحين ميعاد الإفطار أكل عمر رضي الله عنه الخبز مع الزيت.

كما كان في ذلك اليوم قد قام المسلمون بذبح ذبائح كثيرة فأتوا للفاروق بأطيب ما فيها، فقال لهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

“بخ بخ بئسَ الوالي أنا إنْ أكلتُ أطيبَها وأطعمتُ النَّاس كراديسها، ارفعْ هذه الجفنة هات لنا غير هذا الطعام “، فأتو له بخبز وزيت فأكل القليل منه ثمَّ تذكر أحد الفقراء المسلمين وطلب منهم أن يُؤخذ هذا الخبز والزيت إليهم، حيث قال:” ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام وأحسبهم مقفرين فضعها بين أيديهم”.

اقرأ أيضًا: كم عدد أبناء علي بن أبي طالب

قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان

استمرارًا لحديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فمن الجدير بالذكر أيضا أنه قد وردَ في كتب السيرة النبوية أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

قد صرع الشيطان حيث قام الشيطان فصرعه الفاروق الشيطان مرة ثانية، ثمَّ قام الشيطان للمرة الثالثة  فصرعه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال الشيطان عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقتها أنه علم الجن أنِّي من أقواهم، ما يعني إنَّ عمر بن الخطاب قد  صرع أقوى شيطان  في شياطين الجن”.

كما ورد أيضا في إحدى القصص في السيرة النبوية أنَّ الشيطان علَّمه قراءة آية الكرسي وما فيها من أجر عظيم عند الله عز وجل، وعن صحة قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان فقد وردت قصة الصراع مع الجن في الكثير من كتب السيرة والأحاديث.

كما وردَت أيضًا تلك القصة في سيرة عمار بن ياسر وكذلك في سيرة علي بن أبي طالب أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد صرع الجن في بئر ذات العلم ولكن لم يصح في ذلك شيء.

كانت قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الشيطان قصة موضوعة و ورد عن ابن تيمية أنه قال في ذلك :” لم يقاتل علي ولا غيره من الصحابة الجن، ولا قاتل الجن أحد من الإنس، لا في بئر ذات العلم ولا غيرها، والحديث المروي في قتاله للجن موضوع مكذوب باتفاق أهل المعرفة”، والله أعلي وأعلم.

قد قيل عن قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الجن أنها قصة غير صحيحة، وأنها قصة موضوعة ولا يجوز تداولها بين الناس كبقية الأحاديث الموضوعة فيما عدا قراءتها من أجل بيان أنها موضوعة أو أنها لا أصل لها.

في إطار حدثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فكان يروي كذلك عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الشياطين كانت تخاف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

حتى لا يعتقد المسلمين بصحتها وكذلك حتَّى لا يعمل بمضمونها بعض المسلمين وبالنسبة لرواية الحديث أو القصة الموضوعة من غير بيان لبطلانها وكذلك لدرجتها فإنَّها تعد لبسا على المسلمين، وقد روى عبد الله بن مسعود عن هذا الأمر:

لقى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني، فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه؟”

قصة عمر بن الخطاب مع الرسول

من خلال حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي روي في صحيح البخاري وغيره التي تقول إن عمر بن الخطاب دخل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أثناء تواجد عنده بعض النساء من قريش يتكلمن معه وأصواتهنَّ مرتفعة.

عندما سمعن بقدوم الفاروق عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه احتجبن منه فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك لعمر بن الخطاب عندما دخل، وذلك لأنه قد رأى النبي يضحك فاستغرب الفاروق أن يكن هبه أكثر من رسول الله، وهو أحق أن يُهاب، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهن يهبنه أكثر لأنه أغلظُ وأفظ من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الصفات.

فرد عمر بن الخطاب على ذلك بأن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إيهًا يا ابْنَ الخَطَّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ”، وكان هذا الحديث الصحيح قد دل على أنَّ الشياطين كانت تخاف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

اقرأ أيضًا: متى أسلم خالد بن الوليد

أشهر أقوال وحكم عمر بن الخطاب

اشتهر عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- بالفصاحة وحلو اللسان وطيب الكلام، فقد كان أغلب حديثه عبارة عن حكم، وكان الناس يُفضلون أن يأخذوا منه الحكمة والموعظة، لذلك في إطار حديثنا حول مدة خلافة عمر بن الخطاب، سنعرض لكم الآن بعض من الأقاويل الخاصة به في النقاط التالية:

  • نحن أُمّة أراد الله لها العِزّة.
  • من قال أنا عالم فهو جاهل.
  • عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء وإياكم وذكر الناس فإنه داء.
  • كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
  • عليك بالصدق وإن قتلك.
  • مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس.
  • تعلموا المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنته.
  • إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة.
  • ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه.
  • لا تستفزوا الدموع بالتذكر.
  • العلم بالله يوجب الخضوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في الغرب منها.
  • ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مراراً.
  • لو كان الفقر رجلاً لقتلته.
  • من كثر ضحكه قلت هيبته.
  • ترك الخطيئة خير من معالجة التوبة.
  • أشقى الولاة من شقيت به رعيته.
  • اللهم إن كنت تعلم أني أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من كان الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين.
  • تفقهوا قبل أن تسودوا.
  • لا تعتمد على خلق رجل حتى تجربه عند الغضب.
  • رب أخ لك لم تلده أمك.
  • الولاية حلوة الرضاع، مرة الفطام.
  • أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها.
  • تعلموا العربية فإنها من دينكم.
  • آفة اللب العجب.
  • الرجال ثلاثة: رجل ذو عقل ورأي ورجل إذا حزبه أمر أتى رأي فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً.
  • إياك ومؤاخاة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

عند الحديث عن مدة خلافة عمر بن الخطاب، فلا بد من ذكر أنها كانت من أفضل الفترات التي مرت على التاريخ الإسلامي عامةً، وذلك بفضل الصفات التي كان يمتلكها الفاروق.

قد يعجبك أيضًا