فوائد الزراعة في مجال البيئة

فوائد الزراعة في مجال البيئة تعود بالنفع على كل من الإنسان والحيوان، فمنذ تعلم سيدنا آدم عليه السلام مهنة الزراعة حتى يعمل فيها نسله من بعده، ويتم إعمار الأرض وتستمر الحياة عليها، ظلت الزراعة من المهن الشريفة التي تحقق العديد من فوائد الزراعة في مجال البيئة، والتي نعرضها لكم عبر موقع زيادة.

فوائد الزراعة في مجال البيئة

الزراعة هي عملية تتحقق من خلال خطوات منظمة تمر أولًا بتجهيز التربة الزراعية تبعًا للشروط التي تحدد مدى خصوبتها ونظافتها، ثم يقوم المزارع بعمليات الحرث، وغرس البذور أو سيقان النبات، والري المنتظم، حتى تنتج لنا المزروعات من ثمار وحبوب يتغذى عليها الكائن الحي.

فهي إحدى المهن المعروفة منذ القدم؛ حيث إن الإنسان ظل قادرًا على البقاء من خلال ممارستها، فالزراعة ترتبط بحياة الإنسان واستقرار نظامه، ومما يدل على ذلك تواجد الرسوم الفرعونية الدالة على مهنة الزراعة في حياة الإنسان المصري القديم.

تتمثل فوائد الزراعة في مجال البيئة في النقاط المختصرة التالية:

  • تعمل الزراعة على زيادة المظاهر الجمالية الخلابة، وتحسين العديد من المناطق.
  • تخفف من درجة هبوب الرياح الشديدة.
  • تحد من انجراف التربة الذي يعتمد على عوامل التعرية المتمثلة في الماء والرياح.
  • تحسن المناخ من خلال تلطيفها لدرجات الحرارة والرطوبة في الجو.
  • تنتج الأكسجين من خلال عملية البناء الضوئي للنبات، كما تأخذ النباتات ثاني أكسيد الكربون من الجو.
  • تقلل من التلوث والعوامل المسببة له، خاصة تلوث الهواء.

اقرأ أيضًا: أبرز تأثير الزراعة على البيئة السلبي والإيجابي

أهمية الزراعة للبيئة

إن عوامل الزراعة ونتائجها تؤثر وتتأثر بالبيئة، فلا يمكننا غض النظر عن كثرة فوائد الزراعة في مجال البيئة، وأهميتها الكبيرة للإنسان والحيوان، ومن أهم الإيجابيات التي تقدمها الزراعة للمحيط البيئي ما يلي:

  • تساهم الزراعة بشكل كبير في تنقية الهواء، فهي تحد من التلوث الجوي عن طريق أخذ غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وذرات الغبار، والأبخرة السامة، وتعمل على تلطيف الجو وتزيد نسب الأمطار لقيام أوراق النبات بعملية النتح.
  • تعمل الزراعة على تحسين التربة وزيادة خصوبتها، وتضيف إليها مظهرًا جماليًا خلاب ينشر السرور والبهجة، بالإضافة إلى تأمين الزراعة للغذاء اللازم للحيوانات، فإن فوائد الزراعة في مجال البيئة تؤثر في عناصر البيئة وتتأثر بها.
  • تؤثر الأشجار في حرجة الرياح؛ حيث إنها تعمل في صدّ تياراتها، فتؤدي إلى جعل البيئة هادئة ومستقرة، وبذلك تكون الزراعة قد حققت توازنًا بيئي من خلال تكامل عناصرها.
  • تعمل على تقليل انجراف التربة لمسافات بعيدة مما يزيد من عام التماسك فيها، وتخزين المياه، وبذلك يتحسن السطح الخارجي للقشرة الأرشية، ويقل التلوث الضوضائي نظرًا لامتصاص الأشجار والنباتات الأصوات عن طريق منعها من الانتشار في الهواء.
  • قد يتغير المناخ إلى الأسوأ تبعًا للعديد من العوامل والمشكلات التي تصيبه، لذا فإن أحد فوائد الزراعة في مجال البيئة هي العمل على التقليل من تلك المشكلات المناخية، ومنها على سبيل المثال: ثقب الأوزون، المطر الحمضي، الضباب الدخاني.
  • إن الأساس الأول لقدرة البيئة على التنفس هو زرع النباتات وغرسها؛ حيث يحافظ ذلك على ضمان سلامتها وتوفير الأمن الغذائي لعناصر البيئة.
  • تحلل مخلفات الزراعية بسبب العوامل البيئية يعد سببًا في تحسين التربة، وزيادة خصوبتها، مما يطور عملية نمو النبات ويزيد سرعتها، ويكون هذا الأمر ظاهرًا في المناطق التي تخلو من وجود النبات فيها مثل الصحاري.

إن المناطق الصحراوية تخلو من النباتات وسبل العيش، ودائمًا ما ترتفع درجات الحرارة فيها خلال وقت النهار، وتنخفض في الليل، فإذا كانت البيئة تحوي مناطق خضراء أكثر فإن قدرتها على تنظيف نفسها تزيد، وتنجذب إليها الكائنات الحية، وتصبح الأرض أكثر حيوية.

أهمية الزراعة في الإسلام

لقد حث الدين الإسلامي على مهنة الزراعة وإعمار الأرض، فقد دلت الأحاديث النبوية الشريفة على فضلها والأجر المترتب عليها، ومن ذلك ما يلي:

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها“.

في هذا الحديث دلالة على ترغيب الشريعة الإسلامية وتشجيعها على إعمار الأرض والقيام بالزراعة، وأن يقدم المسلم النفع لنفسه وللآخرين، ويجب القيام بجميع أعمال النفع حتى إذا لم يجد المسلم ثمرة في ذلك.

فلا يترك المسلم الخير قدر المستطاع حتى تقوم الساعة، وإن كان هذا الخير في غرس نبتة صغيرة، فالحديث النبوي يحض على استمرارية فعل الخير حتى آخر العمر، وذكر مثالًا على ذلك غرس النبات، ويدل ذلك على أهمية الزراعة في مجال البيئة.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ“.

فقد حثت الشريعة الإسلامية على سعي المسلم في الزراعة حتى يلقى الأجر والثواب العظيم، فكل الأعمال النافعة التي يقوم بها المسلم مثل الغرس والزرع تعود عليه بالأجر والمنفعة، وفي ذلك بيان بإعمار الأرض حتى يعيش عليها الإنسان ومن يأتي بعده.

اقرأ أيضًا: تأثير الإنسان على البيئة ودوره الإيجابي في حمايتها

فوائد الزراعة للمجتمع

إحدى أهم العوامل المؤثرة في تنمية المجتمع واستقراره والنهوض به هي الزراعة؛ حيث يوجد العديد من إيجابيات الزراعة في المجال البيئي التي تعود بالنفع على المجتمع بشكل عام، منها ما يلي:

  • استغناء البلاد عن استيراد الاحتياجات الغذائية من الدول الأخرى، فهي تعمل على سد الاحتياجات الغذائية، وتوفرها بأسعار مناسبة لأفراد المجتمع، وحينها يشعر المجتمع بالاكتفاء الذاتي وعدم حاجته لنقل الغذاء وشحنه من الدول الأخرى.
  • ينجذب الأشخاص المحبين للطبيعة إلى المجتمعات الزراعية مما يتسبب في ابتكار أفكار تتعلق بمجال الزراعة، ويساهم ذلك في تنظيم الإدارة المالية بشكل جيد.
  • الحد من البطالة وزيادة فرص العمل، حيث إن الزراعة ترتبط بالجوانب البشرية؛ حيث يحتاج المجال الزراعي إلى تطوير آلياته من قبل العقل البشري، كما أنها تخلق فرصًا لعمل الشباب في الأعمال المتعلقة بها كتربية الحيوانات والطيور، ونقل منتجات المزارع.
  • عندما تزيد المساحة الخضراء في المدن فإنها تعمل على تغطية الثورة الصناعية المسببة في التلوث البيئي؛ حيث إن الطبيعة تعزز من مستوى الأكسجين الناتج عن عمليات البناء الضوئي في النبات.

كما تعتمد الحيوانات والطيور في غذائها على المخلفات الناتجة من الزراعة، بالتالي يتحقق التوازن البيئي، فلا يحتاج الإنسان لحرق المخلفات وزيادة مسببات التلوث في البيئة، والتي تعود بالعديد من الأضرار على الهواء والتربة والكائنات الحية.

  • يشعر الإنسان بحالة من الاسترخاء والراحة والسلام النفسي عندما يبتعد الحياة المدنية ويتجه نحو الطبيعة الخلابة الناتجة عن الزراعة، لذا فإن أحد منافع الزراعة في النطاق البيئي تتمثل في تحسين الحالة المزاجية لأفراد المجتمع.
  • تحقيق الأمن والسلامة في العناصر الغذائية، حيث تتم زراعتها بالأساليب المستخدمة في البلاد، فلا تحتاج إلى استيرادها من بلاد أخرى، بالتالي يتحقق الاكتفاء الذاتي الذي توفر المنتجات النباتية والحيوانية.
  • زيادة معدلات الإنتاج والتصدير، والتي ينتج عنها الزيادة في دخل مجال الزراعة البيئي، ويزيد ذلك من توافر أجواء تنافسية بين المزارعين، والعمل على زيادة الجودة الإنتاجية.

فوائد الزراعة في تربية الحيوانات

تتضمن فوائد الزراعة في مجال البيئة على مساهمتها في تربية الحيوان، فلا تقتصر منافع الزراعة على النباتات فقط بل تشمل نواحي التربية للحيوانات والطيور، ويتم الاستفادة من المنتجات المستمدة نتيجة لأهمية الزراعة في الرعي وتربية الحيوان.

على سبيل المثال يقوم المزارعين بتربية الأبقار والأغنام في مزارع خاصة بهم، حتى يتمكنوا من الحصول على لحومها، وجلودها، ومنتجات الألبان، وإذا زادت المنتجات عن حاجتهم فإنهم يقومون ببيعها لزيادة الدخل.

أيضًا قد تتم تربية الخيول في مزارع خاصة للتدرب على مهارة الفروسية، أو للاستفادة من تكاثرها في بيعها لمن يرغب بتربيتها، وتستخدم الحيوانات في الأعمال الزراعية التي تحتاج إلى الانتقال من مكان إلى آخر، أو القيام بعملية الحراثة، وجر المياه، والركوب عليها للسير في مناطق وعرة.

اقرأ أيضًا: كيف نساهم في حماية البيئة بخطوات بسيطة؟

إن عملية الزراعة لها قدرة كبير في مدّ البيئة بالنفع أو الضرر، لكن ينبغي على المزارع الحفاظ على الماء، وجودة التربة وليس فقط الاهتمام بالربح.

قد يعجبك أيضًا