اقم الصلاة لدلوك الشمس تفسير

أقم الصلاة لدلوك الشمس حيث أن الصلاة فرض على كل مسلم، ويجب عليه تأدية الصلاة، وذلك لما لها نفع يعود عليه، سواء كان النفع في الدنيا أو الآخرة، حيث ان الصلاة تساهم في تنقية القلب وخشوع النفس، والحصول على الطمأنينة، كما أن لها أجر عظيم في الآخرة، كما أن الصلاة تحمي المسلم من الخطايا والذنوب، ولهذا يحرص المسلم على تأدية فروض الصلاة في وقتها.

معني المفردات في أية( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)

حيث أنه بعد الفراغ من تفسير قوله{أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}، فيحسن مع بيان تفسيرها بيان مفرداتها، من اجل زوال الشكوك وأيضا يزيد من فهم الآية الكريمة.

  • في قوله تعالى{أقم الصلاة لدلوك الشمس}،  دلوك اسم مصدر ومنه دلوك الشمس، أي ميلها إلى الغروب، وهو من الزوال إلى الغروب، ويدخل في وقت دلوك الشمس صلاتى الظهر والعصر.
  • في قوله تعالى{إلى غسق الليل}، غسق الليل، أي أظلم واستد ظلمته، حيث يقول تعالى في سورة الفلق{ومن شر غاسق إذا وقب}، أي إذا اشتد ظلام الليل، والمني التجي إلى الله تعالى واعتصم به من شرور الليل إذا اشتد ظلامه، وما فيه من شرور ولصوص، ويدخل في هذا الوقت صلاة المغرب والعشاء.
  • في قوله{ وقرآن الفجر}، أي صلاة الفجر وسميت قرآنا، وذلك لأن الصلاة لا تصح إلا بالقرأة، كما نبه على ذلك الإمام الواحدي في تفسيره.
  • في قوله تعالى{إن قرآن الفجر كان مشهودا}، أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، كما جاء في التفسير، ومشهودا، مشهود هو اسم مفعول من شهد، وذلك بمعنى حضر وشاهد، المقصود في الآية الكريمة هم الملائكة.

يمكن التعرف على معلومات عن ما هي الصلاة التي يركع فيها المصلي أربع مرات ويسجد أربع مرات؟ أضغط هنا: ما هي الصلاة التي يركع فيها المصلي أربع مرات ويسجد أربع مرات؟

إعراب آية{أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل….}

حيث أمه بعد الفراغ من تبين معاني قوله {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}، زبين تفسيرها ويفضل الكلام حول الآية من الناحية الإعرابية.

  • أقم: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • الصلاة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • لدلوك: اللام حرف جر، ودلوك، اسم مجرور باللام وعلامة جرة الكسرة الظاهرة.
  • الشمس: مضاف الية مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
  • إلى غسق: إلى حرف جر، غسق، اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
  • الليل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
  • وقرآن: الواو حرف عاطفة، قرآن، معطوف على الصلاة منصوب، فيكون اسم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
  • الفجر: مضاف الية مجرور وعلامة جره لكسرة.
  • إن: حرف توكيد ونصب.
  • قرآن: اسم إن منصوب وعلامة نصبة الفتحة.
  • الفجر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
  • كان: فعل ماض ناقص ناسخ، واسمه ضمير مستتر تقديره هو.
  • مشهودا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

يمكن التعرف على معلومات عن مواقيت الصلاة في الطائف وأشهر المساجد الأثرية والتاريخية في الطائف أضغط هنا: مواقيت الصلاة في الطائف وأشهر المساجد الأثرية والتاريخية في الطائف

تفسير بن كثير

  • يقول تبارك وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أمرا له بإقامة الصلوات المكتوبات في أوقاتها{أقم الصلاة لدلوك الشمس}، قيل إلى غروبها قاله ابن مسعود وجاهم وابن يزيد، وقال ابن عباس دلوكها زوالها ورواه نافع عن ابن عمر.
  • وبه قال الحسن والضحاك وقتادة وهو الأظهر، فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلوات الخمس، فمن قوله:{لدلوك الشمس إلى غسق الليل} وهو ظلامه، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب، والعشاء وقوله، {وقرآن الفجر} يعني صلاة الفجر.
  • وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم توترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الأوقات على ما عليه أهل الإسلام اليوم مما تلقوه خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن كما هو مقرر في مواضعه ولله الحمد{إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال(فضل الصلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، اجتمعت ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر.
  • يقول أبي هريرة: اقرأوا إن شئتم{ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} أخرجه البخاري في صحيحة.
  • عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله<وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال( تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار) أخرجه أحمد  والترمذي والنسائي وابن ماجه.
  • أما الحديث الذي رواه ابن جرير، من حديث الليث بن سعد، عن زيادة، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث النزول وأنه تعالى يقول{ من يستغفرني أغفر له، من يسألني أعطيته، من يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر}، فلذلك يقول{وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}  وملائكة الليل، وملائكة النهار، فإنه تفرد به وزيادة.
  • قوله[ومن الليل فتهجد به نافلة لك} أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل(أي من الصلوات أفضل بعد المكتوبة؟ قال صلاة الليل).
  • ولهذا أمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد ما كان بعد النوم، قاله علقمة والأسود، وابراهيم النخعي، وغير واحد من المعروف في لغة العرب، وكذلك بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتهجد بعد نومه، عن لين عباس، وعائشة وغير واحد.من الصحابة رضي الله عنهم، كما هو مبسوط في موضعه.

الثمرات المستفادة من الآية

أن وقت دخول الصلاة التي هي شرط صحتها تؤخذ من هذه الآية، وفي السنة المتواترة تفصيلا، وبيان ذلك أن قوله لدلوك الشمس يدخل فيه صلاة الظهر والعصر، إلى غسق الليل يدخل فيه صلاة المغرب والعشاء، وقوله قرآن الفجر، أي صلاة الفجر.

لا يفوتكم التعرف على معلومات عن سنن الصلاة عند المالكية الفرق بين الركن والواجب والسنة في الصلاة أضغط هنا: سنن الصلاة عند المالكية الفرق بين الركن والواجب والسنة في الصلاة

تفسير آية {أقم الصلاة لدلوك الشمس}

  • دلوك الشمس يعني زوال الشمس من دائرة نصف النهار والتي يتحدد معها وقت الظهر.
  • في الأصل فإن كلمة دلوك مأخوذ من الفعل ذلك ، حيث أن الإنسان يقوم بذلك عينية في ذلك الوقت لشدة ضوء الشمس.
  • أو أن كلمة دلك تعني الميل،  وذلك لأن الشمس تميل من دائرة نصف النهار من طرف الغرب.
  • أو أنها تعني أن الإنسان يضع يده في قبالة الشمس، حيث يقال أن الشخص يمنع النور عن عينيه ويميل عنه.
  • قد رواه العاملي في وسائل الشيعة أن عبيد بن زرارة سأل الإمام الصادق عن تفسير الآية فقال( إن الله افترض أربع صلوات أول وقتها زوال الشمس إلى انتصاف الليل منها صلاتان أول وقتهما عند زوال الشمس إلى غروب الشمس، إلا أن هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أول وقتهما من غروب الشمس إلى انتصاف الليل أي أن هذه قبل هذه).
  • في رواية أخرى رواها المحدث الكبير زرارة بن أعين عن الإمام الباقر في تفسير الآية قال( دلوكها زوالها، وغسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهم رسول الله، و وقتهن للناس، وقرآن الفجر صلاة الغداة).
  • أما غسق الليل فإنها تعني منتصف الليل، حيث أن غسق تعني الظلمة الشديدة، وأكثرها ما يكون الليل ظلمة في منتصفة.
  • أما قرآن، فهي تعنى كلاما يقرأ.
  • وقرآن الفجر، أي صلاة الفجر.
  • وبهذا الدليل تعتبر هذه الآية من الآيات التي تشير بشكل إجمالي إلى أوقات الصلوات.

في ختام الموضوع تم توضيح تفسير الآية الكريمة أقم الصلاة لدلوك الشمس مع إعراب كلماتها.

قد يعجبك أيضًا