آداب التعامل مع الآخرين في البيت

آداب التعامل مع الآخرين في البيت يجب على الجميع الإحاطة بها، ذلك لكون الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته فلا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين ولا يتعامل معهم، لذلك فلابد من إيجاد طريقة يستطيع بها التواصل مع المحيطين معه بشكل يسير ويحقق له الحياة المريحة والآمنة، لذلك فهنا ومن خلال موقع زيادة نحاول معكم تعريف كيفية الالتزام بآداب التعامل مع الآخرين في البيت وفي خارجه.

آداب التعامل مع الآخرين في البيت

خلق الإنسان كائنًا اجتماعيًا بطبيعته، فلا يستطيع أن يعيش وحيدًا أبد الدهر، فيجعل ممن حوله ونيسًا يصاحبه مدى رحلة الحياة، فإن اتخذت أحدهم ونيسًا كصديقً لك، أو خلقت في منزل وأسرة ذات طابعِ اجتماعي، فلتتحلى بأبسط القواعد التي تنظم طريقة التعامل بينكم على الوجه الأمثل.

نحاول هنا أن نذكر بعض الصفات والآداب العامة التي يجبب أن نلتزم بها في تعاملنا مع الناس من حولنا، وكذلك آداب التعامل مع الآخرين في البيت، وذلك لنتجنب الكثير من المضايقات التي ممكن أن نسببها للآخرين، كذلك حتى لا ينعكس علينا الأمر بمشاكل نجد أنفسنا واقعين بها دون أي داع، ولعل من أهم هذه القواعد ما يلي:

  • الالتزام ببشاشة الوجه ومحاولة الابتسام الدائم لمن حولك، فإن كانت هناك عدوى ضارة تصيب الإنسان وتنتقل منه لمن حوله، فهناك عدوى حميدة أيضا تنتقل من الإنسان لآخر لتنشر السعادة والبهجة، ألا وهي عدوى الابتسام، فإن بادرت بالابتسام أجبرت من حولك للرد بالمثل.
  • الرد على الكرم الموجه لنا بطريقة مهذبة، وذلك من خلال الانتقاء للكلمات المناسبة للموقف ولسن الشخص المخاطب واحترام مكانته داخل العائلة، كذلك عدم رفع الصوت عند الحديث وتجنب الصوت العالي لمن هم أكبر سنا.
  • إن كنا نلتزم التزامًا تامًا بأوقات العمل، أو إن كنا على موعد مع صديق أو زميل، فينبغي آلا ننسى أيضا إن من أهم آداب التعامل مع الآخرين في البيت هي الالتزام بالأوقات التي نجتمع فيها مع عائلتنا من مواعيد للطعام والتجمعات العائلية وغيرهما.
  • إن كانت الثقة بالنفس مطلوبة ومحببة، لكن الزيادة فيها قد تنقلب لشيء من التفاخر والإعجاب المبالغ فيه بالذات، فالأفضل هنا هو التواضع عند ذكر المحاسن الشخصية أمام الآخرين لتجنب إشعارهم بالضيق.
  • البشر خطاؤون بطبيعتهم، لذلك عند الاحساس بالخطأ، لابد من المبادرة بتقديم واجب الاعتذار لتجنب إثارة غضب المخطئ في حقه.

اقرأ أيضًا: ما هو التنفيس الانفعالي

تجنب إثارة غضب الآخرين

حتى لا نثير غضب الآخرين من تصرفاتنا، فهذه بعض المحاذير الهامة والنصائح المفيدة، والتي يجب أن نهتم بها ونحن نتعامل معهم:

  • مبادرتنا بتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة، سواء طلب منا أو أن نقدمها من تلقاء أنفسنا، فهذه من الأشياء المحببة والتي تجعل الآخرين يشعرون بالعرفان والامتنان لنا.
  • في حالة إجراء حديث مع أحد أفراد الأسرة، أو كنا متواجدين في أحد التجمعات العائلية، فمن أهم آداب التعامل مع الآخرين في البيت هو إبدائنا الاهتمام بما يقال والإنصات الجيد له.

كما يجب تجنب المقاطعة المتكررة إظهارًا لاحترامنا لما يقال ولمن يقول، وأيضًا تجنب الانشغال بأمور أخرى مثل الرد على الجوال أو أي أمر آخر.

  • إبداء الاحترام الكامل للأشخاص الآخرين، والتجنب التام للتقليل منهم أو الخوض في عيوبهم، لعدم إثارة غضبهم، أو إشعارهم بنقصهم، كذلك يجعلنا تكرار مثل هذه الأمور كما لو كنا مغرورين أو نتعالى عليهم.

حتى وإن كنا نعيش تحت سقف بيت واحد وفي نفس المنزل، فمن آداب التعامل مع الآخرين في البيت هو الاحترام التام لخصوصية الآخرين واحترام ممتلكاتهم الخاصة، وكذلك مساحتهم الشخصية وخصوصياتهم، فيجب الاستئذان قبل استعمال أي من أدواتهم إن كنا في حاجة إليها والحرص على المحافظة عليها حتى إرجاعها إليهم مرة اخرى.

اقرأ أيضًا: أسس تربية الطفل في عمر سنتين

مشاكل عدم الالتزام بآداب التعامل

بعد أن ذكرنا آداب التعامل مع الآخرين في البيت، فلنتحدث قليلا عن مشاكل عدم الالتزام بها، وذلك لنتبين أهميتها والمشاكل التي من الممكن أن تحدث في حال عدم تطبيقها وإهمالنا لها تماما.

لعل من أهم النتائج المباشرة لعدم تعاملنا بلطف مع الآخرين هي نفور الجميع من التعامل معنا وابتعادهم عنا، وتحاشى الاختلاط بنا قدر الإمكان، وذلك خوفًا من الطريقة السيئة التي من الممكن أن نعاملهم بها، فلا أحد يريد لنفسه الإيذاء أو أن يلحق بنفسه الضرر.

مشكلة أخرى قد توقعنا فيها عدم التزامنا وبعدنا عن هذه القواعد هي الصراعات والمشاحنات المتتالية التي سنضطر أن نخوضها مع الاخرين، فلكل فعل رد فعل، وإذا بدأنا في الهجوم على الآخرين كان من الطبيعي والمنطقي أن يبادلونا نفس الهجوم، لنجد أنفسنا في سلسلة متتالية من المشاكل مع كل المحيطين بنا وتتحول الحياة حولنا لساحة حرب كبيرة.

يمكننا أن نعتبر أن واحدة من أخطر مشاكل الأسلوب الهجومي والتعامل بدون لطف مع من حولنا، هي الآثار النفسية السيئة التي يتعرضون لها وتصبح مجرد رؤيتنا هي كابوس بالنسبة لهم، وذلك لتوقعهم المرور بأوقات صعبة فترة تعاملهم معنا وتكرار تعرضهم للإيذاء على أيدينا.

كما أن الأخطر هو عدم إدراكنا لما نفعله بهم دون أي قصد، وبالطبيعة فإن أكثر المتعرضين للضرر النفسي هم أكثرهم قربا منا، وهم من يعيش معنا، لذلك نشدد على ضرورة الالتزام كل الالتزام بآداب التعامل مع الآخرين في البيت أكثر مما نلتزم بها خارجه.

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة

نتيجة إهمال أهل المنزل ومعاملتهم بطريقة جافة

كثير منا يحاول أن يتلطف في تعامله مع شركائه في العمل أو في الدراسة، إذ يحرص على مبادلتهم التحية والكلام المهذب الجميل، بعكس ما يتعامل مع القريبين منه والذين يعيشون معه تحت سقف المنزل الواحد.

ذلك لاعتقاده أن الأقرباء منه سيظلون إلى جانبه مهما أساء لهم في التعامل بعكس الغرباء البعيدون عنه، فلن يصبروا كثيرا على الإساءات أو المعاملة الجافة تجاههم، وغالبا ما سيبدؤون في تركه والابتعاد عنه إلى الأبد.

فيلجأ الكثير لإهمال أقاربه ويتعامل معهم بطريقة جافة تفتقد لكثير من التهذيب وبها الكثير من العنف، بعكس ما يعامل الغرباء بأسلوب به الكثير من اللين والتهذيب، ولا نعترض هنا عن التعامل الجيد مع الغرباء ولكن ما نحاول أن نقوله هو تغيير وتحسين طريقة تعاملنا والتزامنا بآداب التعامل مع الآخرين في البيت، وذلك لنجنب أنفسنا وأهلينا من يعيشون معنا في نفس المنزل الكثير من المشاكل والأوقات الصعبة والتي لا داعي لها من الأساس.

نود فقط ان نكرر مرة أخرى على أن حرصنا على الاهتمام بالآخرين ومشاعرهم، يقينا الكثير من المشاحنات التي لا طائل منها، وتوفر لنا حياة آمنة مطمئنة.

قد يعجبك أيضًا